أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - طابق الكرودا Tabak Lagroda















المزيد.....


طابق الكرودا Tabak Lagroda


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7637 - 2023 / 6 / 9 - 18:43
المحور: الادب والفن
    


كل شيء تم بسرعة خاطفة.لم يعرفْ رأسَه من رجليْه حتى وجد نفسَه في المكان المعتم وحيدا.لم يسمع لشكاويه المتكررة أحدٌ .. "ولا يَجْ ما يَوْييدْ دَاكسْ" .. وما دَّاها فيه حتى مسؤول رغم الغوات والقسم بأغلظ الأيمان .. إنه جَرَّى على حقو .. "يُوزَّالْ خِي خْفَنَّاسْ" .. ما ظلم أحدا، بل هو المظلوم، هو الذي آسْتُبيحَ شرفه وأهينتْ كرامته .. الشيء الوحيد الذي بقيَ له بعد ضياع كل شيء اِسألوا أهل القبيلة .. اسألوا الناس .. لا حياة لمَنْ تنادي .. "صافي يَقْطَى وَوَالْ" .. انتهى الأمر .. حُكمَ عليه .. "مابْقَى ما يَتْعَاوَدْ" ... لقد شهد على الواقعة أناسٌ كثيرون رأوه يهجم على المسؤولين الكبار أثناء تأدية واجبهم الرسمي، ولولا لطف الله ويقظة أفراد قوات المساعدة لَحَدَثَ ما لا تحمد عقباه .. لكن هانتْ "مْنِينْ جَاتْ غِيرْ عْلَى هَاكْذَا .. يَسْتَاهَلْ مَا جَرَى له وللِّي دارْها بْيَديه يفكها بْسَنِّيهْ .. يا سيدي راسي مهموم .. ولاَّ نَتَّا يَزْكَرْتَاس إِيمِي" .. عليه أن يتحمل العواقب .. ذلك بما جَنَتْ يداه واللسان .. أنا مظلوم .. يعيد يؤكد .. ما عندي ضراس ولا سنان ولا لسان ورجليَّ عْيَاوْ .. آسَّغاتْ غَاري .. لم يصغ له أحد .. هو بعيد الآن عن زوجته وآبنته الزِّينُونَة داخل زنزانة موحشة مقرفة رفقة المجرمين والقطاطعيا ..

_أنا متهوم بالباطل .. أُورْيِيغْ وَالُو .. آرَسِي أُومَجْرالَكْ أُو بَاقِي ...

كان يغني متوعدا غاضبا ساخطا، فيدخل عليه الحرسُ، يشبعونه ضربا ويخرجون ضاحكين، ويبقى هو متكوم في ركن من الزنزانة يتمتم بكلمات آمازيغية غير مسموعة ...

في ذلك النهار العامر بالصهد والغبار، سِمُوحَنْد آمَقْرانْ أعياه القرحُ من جراء جريه وراء القايد.لم يجده بالبيرو، دائما يقولون له "مشغول بَرَّا" .. يحسن أعوانه سيد القايد، مَالقي وقتا لفض كل النزعات أهالي البلدة المتناسلة كالجَرب ولعياذ بالله .. دائما منشغل مرهق المسكين هنا وهناك .. يطوف بنفسه بالأمكنة، بالمناطق القاصية والدانية .. يُعَايِنُ عن قرب معيشة الناس .. يبحث، يُقَلِّب، ينقب، "يَتْرعَّى سُوطَارَنَّسْ" يسأل، يستطلعُ الأحوال من أفواه العباد مباشرة؛ لذلك فليس غريبا أنْ لا تجد مثله في مكتب ما، فهو لا يعترف بالمكاتب ولا الحواجز ولا الوساطات والبرتوكلات الرسمية التي يمكن أن تفصله عن هموم ومشاغل مختلف القبائل الواقعة تحت نفوذ إدارته ...
كان الله في عونك يا سيموحند آداسْ يْرَبِّي العْوِينْ .. إنها المرة الخامسة أو يزيد التي يأتي فيها إلى المكتب ولا يجده .. فماذا عساه يفعل إذًا ؟؟ لِـمَنْ يرفع تظلمه ضد بوغابة الجديد اللِّي ما بْقَى يعرف حَسيب ولا رقيب في طريقة تعامله مع القرويين في البليدة النائية الواقعة في قعر الوادي الصغير المُحاط بغابة كثيفة من شجر الأرز الباسق والبلوط الأخضر اليافع .. إنه السوق الخامس أو يزيد، لم يَعُدْ يحدد بالضبط كم هي عدد المرات التي تَحَمَّلَ فيها مشاق السفر إلى مكتبه.كل مرة الحكاية نفسها .. النتيجة نفسها .. الكلام نفسه .. سيموحند عـِيـلَ صبره .. يجب على سِيدْ القايد معرفة ما يحدث .. لقد بلغ السيل ذُرَا الجبال ولا بُد من التحقيق في الأمر .. كان يزعق قرب الباب والزبد يتطايرُ من شدقيْه .. يرفع صوته بكل ما أوتيَ من قوة يريده أن يصلَ إلى المعنيين بالأمر .. لا يمكن أن يستمر هذا الحال .. هذا القايد موجود .. مؤكد إنه هنا "يَلَّى دَا" .. أما هذا الكلام الذي يسمعه من المخازنية فمجرد هدرة زايدة باشْ يسَكْتُونِي .. وأنا والله ما نَسْكُوتْ .. "هانَتْشْ دَا .. مانِتَلِّيتْ ياسعَدَات القايد ؟؟ " .. ألاتريد استقبالي ؟ معرفة ما بي وما جرى لي ؟؟ ألا تريد تتابع مشاغل الناس ؟؟ وعْلاَشْ أنتَ هنا ؟؟ يجب أن يسمع سعادته كل شيء ويطلع عن الأحداث عن كثب .. إنها مهتمه .. إذا لم يستقبلني، فإنني سأقصد البيرو الكبير آمَقْرَانْ دِي تَمْدِينْتْ ... سيموحند انفعل قليلا أو كثيرا أمام المخازني الواقف بالباب ...

_قُلْ له .. الدوار كامل جاء .. لابد يشوفنا ..

يرد المخازني..

_ سيد القايد ذهب إلى السوق.

_كُنَّا ثَــمَّ وما لقيناه..

المخازني يعيد اللاَّزمة نفسها:

_"سعادته مشغول بَــرَّا"...

يبدو أنه حفظ اللازمة عن ظهر قلب حتى لم يعدْ يدرك فحواها، المهم أنه يهشُّ بها في وجه كل واحد يأتي البيرو ليصدع راس الحاكم من غير أولائك الذين تربطهم به علاقة وطيدة وهم معرفون على أية حال، ولا يمكن لهذا العجوز المُعمَّم المُجلبب الكالح أن يكون واحدا منهم .. لقد صدعه في رأسه .. دائما الأسطوانة المشروخة نفسها .. يأتي البيرو ويبدأ في الغوات بضرورة لقاء سعادته .. ماذا يعتقد ؟؟ واش الدنيا سايبة ؟؟ غِي للِّي جَاء يدخل .. سبحان الله على وقت .. آه آه آلطيف شحال بنادم ولَّـى باسل ..!!.. ثم زايْدُونْ .. إنها التعليمات .. وهو عبد مأمور .. هو هنا لتنفيذ الأوامر فقط لا لشيء آخر هذا شغالو .. يلتفت المخازني الى العجوز وبنفاذ صبر ينبس في وجهه:

_ أنا ما عندي ما يَتْعَاوَدْ...

فردَّ البدوي ببداهة:

_ أنا آسيدي عندي ما يتعاود .. لكن فين هاذا للي يسمع لي ؟؟

ثم بعصبية لافتة يشد على يافوخه من فوق عمامته الصفراء الحائلة اللون...

_ آراسي أومجارلك أوباقي...

سيموحند آمَقْران كان لوحده.لم يذهب معه للقائد أحدٌ من الدوار ولا من الجوار .. في جل المرات التي أتى فيها المكتب جاء وحيدا .. أهل القرية ليس لديه وقت يضيعونه في الشكاوى .. لهم مشاغل الصيف المليئة بخناقية الحصاد والتنقال والدْرَاسْ والتذرية وو .. مصيبة وخلاص .. هم فعلوا ما عليهم .. إنهم معذورون .. حياة المداشر في الجبال ليست مسألة هينة .. الله يحسن عوان الجميع .. سيموحند يجلس فوق حَجَرة ناتئة خارج السور المُحيط بمكتب القايد .. يترقب مجيئه بفارغ الصبر .. إنْ كان فعلا مشغول في الخارج كما يقول المخازني فمصيره سيعود عاجلا أو آجلا سيعود .. يضع يديْه على رأسه مطرقا في التفكير في كل ما حدث ويحدث .. يستغرب موقف القرية من قضيته .. قضيته ؟؟ بل إنها قضية الجميع، فعندما يتعلق الأمر بشرف فرد من القبيلة، فإن المسألة تتعدى نطاق الحدود الفردية والشخصية لتصبحَ مصيرا جماعيا مشتركا يشمل الكل دون آستثناء؛ هكذا يعرف هو أعراف وأخلاق آيت تَقْبليتْ .. "آمَّا آيتُوغْ مِيدِّينْ شحال هادي .. طُورَا مايَسْ .. الله يحضر السلامة ..!!.. قديما كانوا كتلة واحدة مجتمعة ملتفة كبنيان يرصُّ بعضه بعضا فماذا حدث حتى تؤول الأمورُ إلى مثل هذا الحال ؟؟ كل واحد ما دَّاها غيرْ في راسُو .. وللِّي غرق فْشِي قرينة كحلة الله يحفظ يغرق فيها لوحده دون أن يسمع به أو يأبه به أحدٌ وبالأحْــرى أن يقفوا معه أو ينجدوه .. لا حول وآخلاص .. سيموحند متفائل رغم كل شيء .. خاطرُه واسع وعَمْرُو ما يضيق قلبه اتجاه أهله .. أهل القرية عشريته رغم موقفهم ولا يمكن للظفر أنْ يطلع منى اللحم إلا إذا سالت دماء .. إنه دمهم وهُمْ دمه .. كلهم دم واحد .. عائلة واحدة والدم عَــمْــرُو ما يولي ماء ... في الحقيقة لا يجب عليه أن يلومهم، يفكر سيموحند، محاولا إيجادَ مُبرر معقول لسلوكهم معه .. لقد فعلوا ما آستطاعوا عندما طلب منهم الذهاب معه إلى القايد، اعتذروا له بكثرة الأشغال .. لهم الحق في ذلك .. الصيف هَاذا.. وأغلبهم لَمْ ينته بعدُ من جمع المحصول من العَرصات والأحراش وفجاج "إيشَاونْ نِيعَلاَّنْ" ونقله إلى البيادر .. ثم زَايْدُونْ المسافة الفاصلة بين القرية والسوق اللِّي فيه البيرو ديال القايد بعيدة جدا وممتدة شاقة بين منعرجات وأودية حاملة بالمياه وتضاريس ناتئة، وأنتَ وحضك إنْ صادفتَ سعادته أو لم تصادفه .. في المرة الأولى، والحقيقة تُقال، ذهب معه البعض، لكن عندما تكررت الزيارات دون فائدة، فإنه يمكن تفهم تصرف الأهالي مع هذه القضية .. فلا يُعقلُ أن يذهبَ الجميع أو حتى بعض منهم في ظل الأوضاع الصعبة التي يعيشونها دون تحقيق أي هدف، سيكون ذلك من باب العبث وصداع الرأس فقط .. الأمر لا يحتمل، كل هذا الأخذ والرد، يقول سيموحند، وهو يحك قنة رأسه بعد أن أزاح عمامته البالية واضعا إياها فوق ركبته اليمنى .. جزاهم الله خيرا .. المشكلة ماشي معاهم .. إنها مع القايد الذي لا يظهر أبدا .. فأنْ يَعْثُرَ شخصٌ مثله بدوي فلاح بسيط مُهمَل الأصول والتفاصيل غير معروف لدَى الناس للِّي الفوق، مَقصي في قرية غابوية بعيدة عن أقرب مكتب إداري بأزيد من أربعين كلمتر .. أنْ يعثرَ واحد بْحَالُو على سيد القايد ويتكلم معه رأس لرأس شيء عسير جدا إنْ لم يكنْ من رابع المستحيلات .. سيموحند بات متأكدا من هذا الأمر ... إنها النتيجة التي خرج بها من جميع محاولاته الفاشلة التي حاولها، لذلك فهو إذْ يجد نفسه منفردا معزولا في هذه المَشْطَبَّة لا يلوم أحدا بالتحديد، بل يصب جَامَّ غضبه على نفسه وعلى البوكليب الكحل ديال الأوضاع التي أبتْ إلا أن تكون الأمور بمثل هاته الروينة...
في لقائه الأول مع الشيخ عندما جاء شاكيا تصرفات كَـرْدْ الغابة الجديد _ حارس الأشجار ياحسراه !! _ كان متفائلا بأن المشكل سيحل نهائيا، و بكلمة واحدة ينتهي كل شيء، وأن الأمور ستتوقف بسرعة عند هذا الحد، لكن الشيخ خَيب توقعاته، وقَبْلَه فعل الشيء نفسَهُ المقدم الذي أحاله على الشيخ، الذي بدوره أحاله على القايد لتبدأ لعبة الإحالات واللف والدوران دون فوائد تُذكر .. فمسخوط ديال هاذ القايد مثل إبرة في كومة من التبن والشوفان لا يُعْثَرُ له على أثر ،، أين تراه يختفي ؟؟ إنه في البيرو .. هذا أكيد .. كلهم يكذبون عندما يقولون غير ذلك ... ينتفظ سيموحند.يضع عمامته فوق رأسه كيفما آتفق.يترك الحَجَرَ الناتئ. يقصد المخازني قرب الباب.قال المخازني بعد أن صَدَّعه في رأسه:

_ واشْ ماعندنا غيرْ أنتَ ؟؟ قُلنا لَك .. ماشِي هنا .. صافي .. آحسنوا العوان ياهذا البشر .. سيد القايد الله يكون في العوان، عَمْرُو ما جْلَسْ، ديمَا كيتْحَرَّك...

ردَّ البدوي منفعلا:

_ واحْنَا .. شْكُونْ يشوف مشكلتنا؟؟؟

_وراهْ عْلَى بْحَالَكْ للِّي ديمَا كَيْدُورْ .. ماخَلِّيتُوهْ كَاعْ يَرْتَاحْ يا لطيف .. دايْمَنْ مْصَدْعِينُو بالشكاوي والغْوَاتْ .. يا أعوذ بالله...

يطرق سيموحند رأسه.يضعه على زنده الأيمن واقفا.يبتلع ريقه الناشف في حلقه الجاف.يُصَعِّدُ في المخازني نظرة محتشمة، ثم ينكس رأسه من جديد قائلا:

_ الله يَحْسَانْ لَعْوَانْ...

يعود إلى القرية بخُفي حُنين وبعض الكلغرمات من البطاطس والطماطم وزوج من البطيخات ودلاحة واحدة وأكوام عديدة من الفجل يلقمها فاه طيلة طريق العودة.جعل كل ذلك داخل الشواري فوق ظهر البغلة الشهباء،وانطلق يحرق الطريق صعودا وهبوطا بين الأودية والمنعرجات والمنحنيات ... امرأته منتكسة هي الأخرى منذ أن آعتدى الملعون ذَا الكَرْدْ على آبنتها الزينونة.اِستغلَّ سذاجتها وفعل بها ماشاء مسخوط الوالدين .. والآن المخزن ما بغى يعطي الحق لَمْوَالِيهْ .. يقول سيموحند لزوجته المُلتاعة مُهدئا روعَها بآمازيغية لا تتكلم غيرها :

_غَــاصْبَرْ طُـورَا .. آزَتْشَا آدراحاغْ غَرْ لبيرو آمقران آدَزْرَغْ ماغرايْ يْنينْ...

تظل هي صامتة.وحدها الدموع تتكلم عَما في قلبها مع بعض التنهدات الخافتة لا تريد أنْ توصلَ صداها لابنتها الوحيدة التي شاءت الأقدار أن تُخلقَ زينونة لا تسمع لا تتكلم ،، مجرد إشارات وبَحَّات صوتية غير مفهومة تُصدرها من حين لآخر كي تتواصل مع الآخرين .. لكن، رغم إعاقتها، فهي كالفراشة الصغيرة، نشيطة دائما.تحمل على عاتقها ثقلَ أشغال البيت.تكنس الأرض المترَبة.تأتي بالماء من العين التي هناك بعيدا عن الدوار .. تطهو .. تصبن .. تنظف .. لم يتغير أي شيء من عادتها اليومية في البيت وخارجه رغم كل ما وقع .. لكن أباها منذ ذلك النهار المشؤوم، أوصاها بعدم الاقتراب من الغابة حتى يعرف رأسه من رجليْه ... المقدم قال له في أحد لقاءتهما :

_ أوفِينْ لْقَاهَا ؟؟؟

فأجاب:

_ في "المشرع" تغسل الصوف....

نظر إليه بعينيْن ماكرتيْن فيهما شك واتهام:

_ في"المشرع" ولّا في الغابة ؟؟!!

فردَّ سيموحند وقد ثارت ثائرته:

_ وما عساها تفعل هنالك؟؟؟

_ إهيه .. ألا تدري ما يصنع الرعاع في الغابة يا هذا ؟ إنهم يقطعون الأعواد ويحطبون، يخربون أرز البلاد .. وهذا شيء ممنوع...

_ هذه ليست هي القضية...

_ بل إنها جوهر المشكل، عندما ستذهب شاكيا سيسألونك عن موقع الحادث وكيف وقع ومتى ؟ إذْ ذاك ماذا ستقول ؟؟

صمتَ سيموحند فترة من الوقت طويلة حَكَّ فيها رأسَه الأشيبَ تحت عمامته الحائل لونها، بعد أن تلقى هذا السهم غير المنتظر ... فعلا، ما عساه يقول لهم ؟ آش دَّاها للغابة ؟؟ ماذا كانت تفعل هناك ؟؟ ثم إنها كانت وحدها .. هكذا أخبرته آبنته بإيماءاتها بعد تلك الواقعة .. لماذا ذهبت وحدها ؟؟ لو كانت برفقة بنات القرية لما جَرُؤَ ذاك الخنزير على الاعتداء عليها .. ثم كونها كانت وحيدة في الأرز يفسر آعتيادها على ذلك وعدم خوفها؛ لكن هذه مسألة طبيعية، فمِمَّ تخاف والقرية وما يحيط بها من أحراش وأدغال بمثابة البيت الواحد .. هكذا عهد الجميع الأمرَ، فمتى كانت بنات القرية في حاجة لمرافق يحميهن ... الدار أمان .."تامُورْتْ لَهْـنَا آشْتِلينْ" ... كل شيء كان هادئا حتى جاء المسخ .. فعلا، المشكلة لا تتعلق بسلوك آبنته، فهو واثق منها ومن أخلاقها جيدا .. تربية يديْه، وإنْ شكَّ فيها، فليشك في نفسه أولا .. لقد آعتدى عليها الحَلوف آبن الحلوف، هذا ما كااااان .. شباب القرية لا يمكن أن يفعلوها .. الجميع إخوان في القرية.لم يقع أي حادث من هذا القبيل أبدا .. لا خلاف بين الناس، لا مُشاحنات إلا على الأراضي ومواعيد سقي البحاير .. أما آعتداء شنيع من هذا النوع، فلم يقع أبدا ولن يقع .. هكذا قريتهم، هكذا الدوار، هكذا كان، وهكذا سيظل .. كان كل شيء يسير بخير حتى أصبحت البليدة وما يحيطها من أرز وبلوط وفلين وصفصاف تحت نفوذ حارس الغابة الجديد الذي حرم الحلال وحلل الحرام بدعوى حماية الغابة (تيزكي) من الرعي والحطابين ... لقد سبق له أن ناوش وناور الفلاحين، وضيق عليهم الخناق حتى في تلك المجالات التي تشهد الأعراف ووصايا الجدود المتوارثة أنها في ملكية البدو.. أنْ يقع هذا، فأمر يمكن الصبر عليه وتحمله ،، ولكن هذا "البوغابة" تجاوز فعلا كل الحدود .. الناس كانت تبتلع غضبها وتظلمها وتأمل في نهار قريب ينتقل فيه الوغد كما آنتقل سابقوه؛بيد أن الشيء الذي لم يستطيعوا هضمه وآحتماله هو الاعتداء على الشرف .. سيموحند كان المتضرر الوحيد في هذه القضية، لكن كان يأمل في مساندة الآخرين له .. فإذا تخاذلوا، فذلك شأنهم؛أما هو، فقد قرر حزم أمره، غير عابئ بما يمكن أن يقعَ راميا من رأسه كل هاته الأفكارالمتضاربة

_ ليكنْ مَا يْكُونْ، شرفي فوق كل آعتبار..

فينصحه المقدم:

_ إنْ كان الأمر لا بُد، فآذهب عند الشيخ وآستشرْه في الأمر...

وآستشار الشيخ، والشيخ لم يدر ما يفعل، هذا الأمر ليس من آختصاصه، فأحاله على القايد، والقايد غَبَرَ له الأثر كأنه غاص في الأرضينَ دون أوبة؛ لم يبقَ سوى البيرو الكبير، سيذهب ويفقص هذا الدمل الخبيث ويرتاح نهائيا .. كذلك قال لزوجته .. لكنه، قبل أن يذهب، قصد مجددا سكان البليدة فخيبوا رجاءه .. القبيلة مات دم الشرف في عروقها، لم يعدْ يهمها شيء ،، للِّي بْغَى يموت يموت .. يا حسرتاه على زمن ولَّى، كان فيه الشرف تاجا على رؤوس الأحرار، لا يُمَسُّ ولا يتزعزعُ .. الآن آسْتُبِيحَتِ المحارمُ، عمَّ الفسادُ بين العباد.لم يَعُدْ أحدٌيهتم لما يمكن أن يقع لجاره .. ماتت النخوة يا ولاد البلاد .. يا طَارْوَا نْتمُورْتْ .. الجار لم يعد جارا .. الدوار لم يعد دوارا .. تَامورت نَّغْ تَضَّاعْ يا وْلاَهَلْ" مذ دخل همج الكرودا للقبيلة .. هذه البَلِيَّة مُصيبة إلى ما شيبت تقتل .. كُولُوا لي يا سيادي آشنو نعمل؟؟
اكتفوا بمؤازرته معنويا.أعطوه توقيعاتهم في ورقة حملها معه إلى البيرو الكبير. كتب الفقيه أسماءهم تباعا واحدا تلو الآخر بعد أنْ سجل الواقعة وآستنكار "آيت تمورت" لما جرى، ملاحظين أنها ليست المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على واحد من أفراد القرية من طرف "بوغابة"، مطالبين بمحاكمته .. إنه منذ مجيئه وهو يسيح في البلاد فسادا .. تكرفص على الكثيرين .. ضرب البعض بسوطه .. زعق في وجههم .. سَبَّهم .. تفل عليهم .. بل ركلهم بقوائم فرسه التي يمتطيها في جبروت وخيلاء .. وها هو أخيرا، يكحلها بالمصيبة التي آقترفها مع آبنة بريئة لا تتكلم ولا تسمع .. كتبوا ذلك كله، وتمنوا للرجل المسافر التوفيق في مسعاه...

يدخل الرجل غيابة دهاليز المدينة الصغيرة.يقصد البيرو الكبير.لم يستقبله أحد. بعضهم أحاله على بيرو ديال الجردامية.وهناك .. وفي داخل أحد المكاتب، ظل واقفا لساعات رغم التعب والصهد.لم يقل له أحدٌ اِجلسْ، وهو لم يأتِ ليجلس .. وبعد أن أخذوا كل المعلومات المتعلقة به من بطاقته الوطنية، سألوه عن آسم المُدَّعَى عليه، فلمْ يدْرِ ما يجيب....

_ إنه جديد عندنا بَحْرَى هاذي شهور مْنينْ جاء...

_ واشْ كَتْفَلَّى علينا ؟؟...

_ هادشي لي كنعرف آسيدي...

_ عنداك شي شهود ؟؟؟

_ القبيلة كلها شاهدة...

وأمَدَّهم بتوقيعات القرويين.أخذوا الورقة وأعطوه أوراقا لم يقرأ ما كُتِبَ فيها لأنه ببساطة لم يكن يعرف القراءة .. قالوا له آمض هنا،فلم يعرف .. حينئذ جعلوا أصابع يده اليسرى في شيء أسود كالصمغ ثم وضعوها في أسفل كل ورقة من الأوراق المرقونة .. لم يفهم شيئا سيموحند أمقران ....

_ إنه المحضــــر...

قال الجدارمي...

اِستفهم مستغربا..

_ المحضـرر ؟؟!!

_ سيرْ حتى نْعَيْطُولَكْ....

_ والكـَـــــرْدْ ؟؟؟

_ ماشي شغلك....

_ واخَّا آسيدي...

... وقع كل شيء بسرعة خاطفة .. لم يعرف رأسه من رجليْه ... خرج من مكتب الجدارمية ليتسوق من حوانيت المدينة، حتـى رآه هناك .. هُوَ هُوَ ..!!!.. عُقِلَ لسانُه من هول المفاجأة.صُدِمَ كعتروس جبلي قُطِعَ شُوَّالُه على حين غرة .. فَرَكَ عينيْه غير مصدق لما يرى .. هل هو فعلا ؟؟ هذا الكَرْدْ المَمسوخ؟؟هنا ؟؟ ومع مَنْ ؟؟ معه هـو ؟؟ سعادة القايد الذي طالما بحثَ عنه دون فائدة .. هما معا ؟؟ مجتمعان في جلسة حميمية على رصيف مقهى يحتسيان "آمْ يمَدُّكَالْ" العصير ويَشُمَّان الهواء العطر المنبعث من الورود المغروسة في أصُص وأطبـاق متفرقة في نظام أمامهما .. والفراشاتُ الزاهية الألوان تدَبِّجُ المكان .. تنتقل من زهرة لزهرة في انتشاء وفرح وزهو بالحياة .. وبعض الحمام يسرح بين الأرجل يلقط ما يجود يه الزبائن .. لمْ يصدق ما رأى .. كيف ؟؟ القايد الذي طالما بحث عنه ليقتصَّ له ويعيد له آعتباره وشرفه .. هنا ؟! مع المجرم ؟! ربما سعادته لا يعرف تصرفات الكرد .. هذا أكيد .. فسعادته معروف بعَدْله .. إنه سيقتص لي .. المهم أن أكلمه وأطلعه على القضية لكي يشوف شغله مع هاذ الخنزير ... وبدون أن يفكر كثيرا، قصد المقهى حيث يجلسان .. لا بد يطلعه على فعايل بوغابة .. هذا المزغوب .. لا بد أن يعلم .. اِخترق صفوف الجالسين. طار الحمام الذي يسرح على الافريز جماعات .. نزل على سطحية لاتيراس مترقبا ما يحدث .. اقترب البدوي من القايد، وقَبْلَ أن يهم بالحديث مع سعادته، هجم عليه، على حين غفلة منه، مجموعةٌ من أفراد القوات المساعدة. طرحوه أرضا وهو يستغيث:

_ أنا مْزاوَكْ آسيد القايد...

فتشوا جلابيته الشتوية التي يلبسها في الصيف والشتاء، فعثروا على"بُونقشة" غارق في جراب جهة بطنه...

_ إنها محاولة آعتداء....

أشبعوه ضربا ورفسا.عُشِيَ بصرُهُ.صُكت أذناه...

_ واغيرْ سمعولي...

لم يسمع له أحد.أخذوه إلى الدرك الذين أثبتوا الحالة فورا بحضور كبير قوات الجدارمية والمعنيين بالأمر، ثم أودعوه السجن بتهمة الاعتداء ومحاولة آغتيال موظفين وأعوان السلطة أثناء تأدية مهامهم الرسمية...

أما ما حدث بعد ذلك، فهو كالتالي...

_ القائد وَلَّـى باشا.فتح شركة لتصدير الخشب بآسم أبنائه .. أغرق الناس في خيره .. تهلَّا فيه الله،وتهلاَّ هو في الناس...

_بوغابة الصغير ولَّــى كبير .. الصغير كان على عُودُو كايْشَلِي آلاَلاَّ..

_الكبير أصبحت له طوموبيل "كَاتْ فْوَا كَاتْ" يسوقها بنفسه في رحلات الصيد داخل منحنيات ومنعرجات وفجاج غابات الأرز الكثيفة...

_ الزينونة بقات زينونة...

_ القرية مَسْخَاتْ مَلعونة...

_العجوز في خيمتها المتربَة باقي مفقوصة، تتنهد بكلمات آمازيغية تحاول قدر جهدها أن لاتسمعها آبنتها رغم أنها تعلم كل العلم أنها طرشاء لا تسمع لا تتكلم...

_ الدواب في الحقول تأكل الشوفان....

_ أما سي موحند آمقران يَدْوَلْ دَامَزْيَانْ تقوس ظهره كحدوة حصان هرم لا يعرف رأسه من رجليْه.فقد حدث كل شيء بسرعة خاطفة كالبرق .. حتى وجد نفسه وراء قضبان حديدية .. يتكوم في ركن من زنزانة عارية باردة بعد أن أشبعه الحَرَسُ ضربا لسوء سلوكه داخل الحبس.يتمتم بكلمات غير مسموعة...

_" آراسي أوماجرالك أوباقي..."

كان يغني أغنية من الجبل تتغزل بالحمام وتتوعد الكـْـــرُودَا....

" هَذَا زْمَانْ هَذَا
حَاظَرْ لِي مْوالفْ القِيادَه
كُلْهَا جَايَبْ فْرَادَى
رَاتْ عِيني آحْمِيمَة ما قْدَرْتْ نَضْرَبْ
جاتْ في طَبَـــــقْ لَكْـــرُودَا
حَالْفْ أنا بَحْلُوفِي
مَا نْفَلَّتْهَا غِيرْ إلَى مَا فَاضَتْ بُوحْبَلْ """

_ تمت....


********************************
ترجمة عبارات آمازيغية ودارجة مغربية واردة في النص ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
_الكرد الكرودا/بوغابة:حارس الغابة
_ولا يَــجْ ما يَــوْييدْ دَاكسْ:لم يعبأ به أحد.
_ما دَّاها فيه حتى مسؤول:لم يهتم به أي مسؤول.
_جَــرَّى على حقو..يُــوزَّالْ خِي خْفَنَّاسْ:سعى لتحقيق حقه.
_صافي يَقْطَى وَوَالْ:انتهى الكلام.
_مْنِينْ جَاتْ غِيرْ عْلَى هَاكْذَا:الأمور لم تستفحل ....
_ولاَّ نَتَّا يَزْكَرْتَاس إِيمِي:حتى هو يثرثر كثيرا...
_.آسْغَتِيِّيي:اسمعوا لي.
_أُورْيِيغْ وَالُو:لم أفعل شيئا.
_يَــتْــرعَّـــى سُوطَارَنَّسْ:يبحث بنفسه.
_آداسْ يْرَبِّي العْوِينْ:كان الله في عونه.
_ يَــلَّى دَا:موجود هنا.
_هانتش دا:أنا هنا.
_مانِتَلِّيتْ ياسعَدَات القايد؟؟:أينك ياترى....
_البيرو آمَقْرَانْ دِي تَمْدِينْتْ:المكتب الكبير بالمدينة.
_ آيت تَقْبليتْ:أهل القبيلة.
_آمَّــا آيتُـــوغْ ميدين شحال هادي:هكذا كان الناس قديما.
_طُورَا..مايَسْ:أما الآن فلستُ أدري.
_كل واحد ما دَّاها غير فـراسو:كل واحد يهتم بنفسه فقط.
_إيشاون ني عَلاَّنْ:الجبال العالية.
_المَشْطَبَّة:مشكلة عويصة.
_واحْنَا...شْكُونْ يشوف مشكلتنا؟:مَنْ ينظر في مشكلتنا؟
_غَـــاصْبَرْ طُـــورَا..آزَتْشَا آدراحاغْ غَرْ لبيرو آمقران آدَزْرَغْ ماغرايْ يْنينْ:اصبري الآن ،غدا سأقصد المكتب الكبير لمعرفة ما سيقولون.
_المشرع :الوادي.
_تَامورت نَّغْ تَضَّاعْ يا وْلاَهَلْ:البلاد ضاعت ياناس.
_واشْ كَتْفَلَّى علينا ؟:أتسخر منا؟
_آمْ يمَدُّكَالْ:كأصدقاء.
_أنا مْزاوَكْ آسيد القايد:أتوسل إليك يا سيدي القائد.
_بُونقشة:خنجر.
_ واغيرْ سمعولي:اسمعوا لي فقط.
_كان على عُودُو كايشلي آلالا:على جواده يتبختر ...
_سي موحند آمقران يَدْوَلْ دَامَزْيَانْ: سيموحند الكبير أمسى صغيرا



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثل أرزية سامقة
- مُجَرَّدُ حَادِثٍ كَانَ يَعْبُرُ آلسَّبِيلَ
- لَمّا
- أنامل تنسج أنوار آلقمر
- فَعَلْتُهَا وَأَنَا مِنَ آلضَّالِّينَ
- مُوتْ لَارْضْ
- آدْيَاوِي المُوزيطْ نَغْ آدْيَاسْ دي المُوزِيطْ
- وَحِيدًا يَخُوضُ غِمَارَ آلْيَخْضُور
- آرَّتْ لْبَالْ
- أَمْخَطَا نْتَقْبِيلْتْ
- دُوسُونْ دُوزْ 212
- جَلَبَة
- تْرَاتَّاسْتْ Tratast
- قُبَيْلَ آلْحُلْمِ بِقَلِيلٍ
- في آنتظارِ قيامةٍ أخرى لا تبقِي ولا تذَر
- تَامَغْرَبِيتْ عْلَاشْ لا
- وَقَدْ سَمَّانِي جُعْلا
- إِعْدَامٌ
- كُلُّ تلكَ آللقاءات إشارات فآستعدْ
- رقصة آلسموراي آلأخيرة


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - طابق الكرودا Tabak Lagroda