أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - رُبَّمَا لَمْ يَحِنْ بَعْدُ أَوَانُ مِيلَادِي














المزيد.....

رُبَّمَا لَمْ يَحِنْ بَعْدُ أَوَانُ مِيلَادِي


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7662 - 2023 / 7 / 4 - 17:27
المحور: الادب والفن
    


حَلَّ رمضان، مرحبا يا مرحبا، رَحل رمضان، مرحبا يا مرحبا وحل العيدان السعيدان صادحيْن المجد للرَّحَمُوت في ملكوته الأعْلا سَلَّمَ أزمنتَه المباركة لنا وسلمنا لها نُحَبِر بها أعمارَنا حتى تشهد بما فعلنا وما لم نفعل، ولا ينقضي عهدُ ما قُدِّرَ إلا وقد غفر رحم وعفَا مُلْكُه جميع زلاتنا، وبيُمنه يظلل تيه ضَلالنا، فإذا نحن في حِضن حبوره المشع المنير في بطاح برارينا وشعابنا ننام نفيق نغرق مانزال في طيف زلال عطاء شفيفٍ نسترسل في سَبْرِ غَورِ أنهر مجال رائقات كما فعل آباؤنا وأجدادنا والذين قبلهم، ورياض آلفَلَواتِ تهدهد كبوات أكدارنا، فنشد الرحال بين الريح والكلماتِ تقفُو أثَرَ ظل آلظلال صدى آلآهات تباريحُنا، نتوه نرتل آلآي في سلسبيل مراقي الحياة نعرج في أسباب السموات باحثين عن نسمات لنا كانت قبلنا وإيانا في أزمنة تتواتر كشهقاتنا، فهل تُرانا وصلنا؟ بلغنا مرامينا حققنا مقاصدنا؟ هل فعلا تبدأُ الآن هنا حكايتُنا؟ هل قِصَّة الأوادم آلسّئيمة لمْ تَنْتَهِ بعدُ؟ هل لازالَ في رمق آلعُمرِ بَقيَّة تعيشُ فيها للحمائم حلومُنا؟ للجُلنارِ آلقشيب وزهرات آلبيلسان؟ للأمواه آلشفيفة بعيون آلجِنان في رشرشات آلمغاني، للأقاحي للنّيْلُوفَرِ على رَقْراق سيول آلغسَقِ، للْكَرَزِ آلمقطوف في آلقفافِ ..؟؟.. زَمَنُنا آلملهوفُ آلمتلهفُ المُقْرِفُ أبدًا ليسَ قَشيبا، عَلّمَنا نكوصَ آلارتدادِ وسواسَ التوجُّسِ والغَوْصَ في مَتاهات فزاعات آلفواجع .. عَلَّمَنا عاداتٍ تُعادُ، علمنا آستمناء قوارع آلعاديات، علمنا خوض غبش آلغيوب حتى يستيقظَ فينا الجُنونُ آلماحقُ والمروقُ، يَسْتَمْرِئنا آلوَهَنُ تَمْتَهِنُنا آلكُروبُ تقتاتنا آلوَضَاعَةُ تتّقِينا آلوداعةُ في آليَقظة في المَنَام .. علمنا أَنْ تعْبَثَ حَنايانا بالزعيق تعيث بالشّهيق الأبكمِ المُعَصْفَرِ بالدَّوائِرِ الفارغة .. علمنا نطحَ آلهواء برأس مفلوج مثقل بأسئلة مخلفات آلسعار تَشَقّقُ عظامُنا آلدقيقة تتشظى أنْسِجَةً ودِماء تَسيخُ هامتُنا في بالوعات أوديَةٍ مُسَوّسَة بدَرَن مُفْلِسِ كنسائم آلعَطَنِ .. عَلّمَنا الْعَيْْشَ في قَذَى آلْإِحَنِ، علمنا آحْتِرافَ آلمَحَنِ .. ولَمّا سَمعَتْ آذاننا ذات شفق مهيب : الله أكبر رمضان ولى الله أكبرُ العيدُ أعرفه .. ضَرَبْنا صَفْحًا عن : ما مِنْ شيء يُنْقِذُهُ .. قلنا .. هي ليلةُ يَبُّوبَ إذن (١) .. هي البدايةُ مرةً أخرى، نعاين أطيافهم يخطر خيلاؤهم بفرح جماعي يحتفلون بسكينة وصفاء .. صباح من صباحات الأعياد يجتمع النفر على القطف يشبعهم حول موائد قصيرة قوائمها في مجموعات متفرقة تتبادل الأماكن والمواضع وهي تحفُّ ما بدا كقصع خشب عرعر عميقة التجويف ملأى بسوائل بيضاء أُغْطِسَتْ في لججها الندية حُبَيْبات بازين (٢) المكورة وفتات الطعام وكتل التريد تكللها قطع لحم طرائد طازجة وصحون إطبسيلن نْ أكرْنُوعْ (٣) بزرعه المحمص المدقوق سُومَهْراز نوكشوط (٤) آمْ إيبْرايَنْ (٥) آمْ تيزينْ نْ تَايدَا يُخلَطُ بعسل حُر مصفى يُكَوَّرُ حتى يَغْدُوَ مثل نُجيمات لآلئ الذهب تلقفها أيدٍ تُلْقِمُهَـا أفواهً مترعة بحمد الله .. الله أكبر هي الحياة في جنات الجِنان، هو اللون الأزرقُ الأحمرُ الأصفرُ الأخضرُ، هو الألوان كلها في آلأكَمات يعبُرنا يلفنا يحضننا يناغينا في آلأفق اللازاوردي نهْفُو نتحسس ننتظرُ آلبشائر كنسائم تسدلها ذؤاباتُ أمهات ريّانة وأطياف رُؤى رؤومة .. رمضان ولى .. هو القَدرُ أمهلنا .. هو العذابُ لِهُنيهات أعتقنا .. سيروا فأنتم آلطلقاء .. قال مَنْ قال .. عيدكم ربيع آخر يوم سعيد آخر .. لنعِشْه لُحَيْظات مارقات نُغْرِقُ في حَشاها آلغرقَ قبل يجيء آلطوفان آلمُسَوَّفُ، ثم في آنتشاء ننصرفُ بلا تردد بلا ندم بلا مواربة بيقين نعانق في دَعة أجمات جبالنا .. ونعييييش .. آه .. إنه الربيع .. إذن .. ربما .. أو بداية مصيف ربما .. وتلكَ التي هناااك .. في آلأفق هنااااك .. سماء حادبة إذن .. سحب سارحة أقاح وَ وُرودٌ .. رُبما .. صفراء حمراء أدواح بسيقان خضراء بيلسانات دهماء يُحَسْحِسُ همسُها في صافنات آلأعالي ربما .. سأبتسمُ أخيرًا .. سأحاول أقبضُ على محل النبض في آلنبض .. العرق يعرق دائما .. سأتأكدُ قبل العزم على فعل أي شيء أتيقن من آستمراري في الحياة على هاذِ البسيطة أتنفس الصعداء ثم سأستمر في متابعة المشاكسة بنظرات حاسرة .. أفتح ياقة قميص عنيدة .. أشهق .. أستقبل الهواء، هواء صباح أو مساء، ما عدتُ أدْرِكُ شيئا .. أحس نسيما ما يهب من جهة ما ربما من كل الجهات يخفق يداعبُ بحدب سُوَيْدَاءَ القلب يحبو كصبي تخطفُ لحظاتِ آلانبجاس الأولى عيناه تقتاتان دهشة آلميلاد .. وبعد ذلك، ماذا سيقع؟ ماذا سأفعل؟ ماذا سأكونني؟ ما عدتُ أدري .. رُبما سأغفو إذن .. رُبما سأنام .. رُبما سأحلم ربما كنت أحلم رُبما سأستفيقُ لألفيَ نفسي في عالم جديد لم أولد فيه بعدُ ربما أنا مجرد حلم في مخيلة رأس أهوك تنوس ذؤاباتها في آلفراغ ربما لم يحن بعد أوان ميلادي ربما مازلت أتحين ميلاد عيد قادم فريد جديد ..

☆إشارات :
١_يَبّوب : هي الليلة التي تسبق عادة صباح العيد يحتفل بها الأهالي في جبال أمازيغ آيت وراين في لمة يجتمعون فيها يصلون ما تفرق من أرحامهم
٢_بازين : طعام تقليدي عتيق متوارث في عادات مطبخ أمازيغ آيت وراين يُسَوَّى من طحين القمح يُفْتَلُ في شكل حُبيبات دقيقة تُغْطَسُ في حليب ساخن تؤكل بملاعق في شكل جماعي، وقد تُخَضَّبُ بتوابل من أعشاب البراري كالزعتر وأزير وإكليل الجبل وما شابه مما يجعل طعمه مميزا يؤثر أيما أثر على النفس والبدن
٣_ثمار شجر الصنوبر تايدا يطلق عليها (زومْبي) جمعها (تيزُومْبِيينْ) تحتوي على زريعة سمراء دقيقة يطلق عليه (تيزين)
٤_آمهراز نوكشوط : مهراز الخشب
٥_إيبْرايَنْ : دقيق الشعير
٦_آمْ : لفظة تشبيه توازي أداة التشبيه في العربية



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المُخَلَّعُ البسيط في قصيدة: -سمَا الخطيبانِ في آلمعالِي- لح ...
- تِيخِينْ نْلَعْبَااادْ
- العيد وآلناس
- عِيدْ آمَقْرَانْ
- لِيغَارَاا لِيغَارَااا
- غَدَّا الْعِيدْ وَنْذَبْحُو عِيشَا وَسْعِيدْ
- هَلْ ثَمَّةَ أَمَلٌ لِسِنْدِبَاد
- كُلُّهُمْ ذَهَبُوا
- قَهْوَةُ فِينِيق
- قُبْلَةُ آلْآبَالِيسِ
- تَابْحِيرْتْ نْإيمُوسْكانْ(بستان آلعفاريت)
- غُولَااااكْسْ أيها آلْمُمْتَحَنُون
- اِسْمُهَا آلحَياة
- كأنّهَا صُورَتُكَ في عَسَفِ آلظَّلاَمِ
- تِيسِيلَا نَلْگامُوسْ
- قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ فَأَوْدَتْ بِهِ آلَّلعَنَات
- تَامَرْجُولْتْ (رتَاج)
- آحَرُّودْ (طِفْل)
- مُمَانَعَةُ آلْقَمَر
- قطاف


المزيد.....




- “مين هي شيكا” تردد قناة وناسة الجديد 2024 عبر القمر الصناعي ...
- -النشيد الأوروبي-.. الاحتفال بمرور 200 عام على إطلاق السيمفو ...
- بأكبر مشاركة دولية في تاريخه.. انطلاق معرض الدوحة للكتاب بدو ...
- فرصة -تاريخية- لخريجي اللغة العربية في السنغال
- الشريط الإعلاني لجهاز -آيباد برو- يثير سخط الفنانين
- التضحية بالمريض والمعالج لأجل الحبكة.. كيف خذلت السينما الطب ...
- السويد.. سفينة -حنظلة- ترسو في مالمو عشية الاحتجاج على مشارك ...
- تابعها من بيتك بالمجان.. موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة ...
- ليبيا.. إطلاق فعاليات بنغازي -عاصمة الثقافة الإسلامية- عام 2 ...
- حقق إيرادات عالية… مشاهدة فيلم السرب 2024 كامل بطولة أحمد ال ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - رُبَّمَا لَمْ يَحِنْ بَعْدُ أَوَانُ مِيلَادِي