أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - مَاذَا لَوْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ .. ؟؟ ..














المزيد.....

مَاذَا لَوْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ .. ؟؟ ..


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7682 - 2023 / 7 / 24 - 18:56
المحور: الادب والفن
    


إليكَ أنْتَ الذي لا تَعْرٍفُنِي .. !! .. هل تَتَذَكَّرُنِي ؟؟ بآلأمسِ رأيتُكَ قبلَ اليوم .. في خَيالي كان كلُّ شيء يَحُفُّكَ يحتفلُ بلحظتنا معًا .. حديقتُنا الآن وحيدة تبكي .. لا ضياءَ في أفنانِها لا عصافيرَ لا فَرَاش لا حلازين تدب بين آلأحراش .. وحده الضَّبابُ يَرفلُ في جَبَرُوته الداكنِ يعْشي ما تَبقّى في عَيْنَيَّ من رُواء شموس غابرة .. أينكَ يا تُرى ؟؟ أريكَتُنَا آلثكلى لازالَتْ هنا تَرْنُو تَنتظرُ .. وأنتَ .. يا مُقلةً ضَرّجَ سُوَيْداءَها الخَفَرُ .. وجنتاكَ في ذاك الصباح الساطع سَطَعَتَا بألوان طيف قَشيب في يوم صَيْفِيٍّ قائض .. وبصرُكَ الذي حَلّ في مَفَازاتِ شغافاتِيَ آلوَلْهَى، اجتاحَني جَثَمَ كالنصل في نبضاته آمِنًا مُطمئنًا .. إني هنا أتَسَمّرُ .. يا أيها آلطفلُ آلسّنِيُّ آلمُتَنَمِّرُ .. هذه آلشُّجَيْـرَاتُ مازالتْ هنا تتذكّرُ آنتشاءَنا بحسيس همسِنا آلمتردد وآعْتِصَارَنا اللّحظاتِ آلآبِقَة في غفلة عن زمن هاذي بالمُحَرّمات .. كان آنتشاؤُكَ فكْرًا لي .. فَرَحُكَ، زهـوُكَ آغْـتَالا بِدَايَتِي لِيغُوصَ كُلُّ شيء في صَدْرِي، فلا أنْبسُ لا أتحرّكُ .. أتَذْكُرُ البهاء كله كان ذات يوم هناك هنا .. خُطواتكَ السريعة المُتحفِّزَة والجَبينُ الذابلُ والنظرات الشاردةُ وَوجهُكَ الذي يتضرجُ حَياءً .. و .. آهَـات تَتْرَى تتناسلُ تتكاثرُ .. ما أفعلُ بكل هذا ؟؟ أَ أَنْساهُ يا مطَرُ يا مطيريَ آلغابر ؟؟ أيها الزمن الجائرُ .. رُوَيْدَكَ مهلا .. !! .. أ أنسى أننا كُنّا صامتَيْن يتكلمُ التوقُ بلسانِ هَمْسِنَا ؟؟ أَ أنْسَى أنني كنتُ أفكـرُ فيكَ مدمنةً تفاصيلكَ دون أقدرَ على إيقاظ الخلائق الجميلة التي كنتُ أعلمُ جيدًا أنها كانتْ تسكنُ روحكَ .. ؟؟ .. الحب .. العطف .. العاطفة .. ولعبة الصمت الدائم .. كُنا نُحَدِّقُ في ذواتنا في الفَراشاتِ الزاهيات تَعيشُ لُحَيْظَتَهَا القصيرةَ في سُطوع تنصرفُ في صَدَى كركرات الأطفال إِذْ تُعَانِقُ زنابقَ الجُلنارِ في الوجوه التي نعرفها والتي لا نعرفها في كل الوجوه في كل الاتجاهات .. كُنا نبحثُ عن شيء يعكس مشاعرَنا الدفينةَ .. كل ذلك كان في صمْتٍ في حُبور في آختلاس في خفر في خُيلاء في جنون .. فهل أنسى ذلكَ الصمت ؟؟ تلك اللحظات الخرساء وأكتفي الآنَ بسطوة الزمن المُمْطِرِ حجارةً وجليدا .. أغْرَقُ في لُجَجِ الفُتور هنا في مَهامهي وحيدة شريدة ؟؟ أليس لي الحق في الذكرى أم تراني عصارة وَيْنٍ مَخْمُورٍ يَزْدَرِدُهُ زَمَنٌ خَاسرُ ؟؟ قُلْ لي يا مَطَرُ .. يا صخرُ يا حجرُ .. أَ أنصرفُ أم أظلُّ خسيفةً أتَحَسَّـرُ .. آهٍ .. هنا أنا الآن بأسياخ حَمراءَ أُخَضَّبُ أُدَثَّرُ .. أهفُو أتَعَـثَرُ .. وإني لَتَعْرُونِي لِذِكْرَاكَ الصيفية هزةٌ يا أحلا هزاتي يا أعذبَ أطياف ذاكرتي .. هزاتٌ عنيفةٌ يشرئِبُّ لها القلبُ ينتفضُ يتزلزلُ يتمرمرُ .. تَـااللهِ ما أبشعَ حُـبَّكَ .. !! .. ما أقساه .. !! .. ما أصمتَهُ .. !! .. يَقولُ لي قلبي وأنا أَرْنُو إلى بقايا أطياف حُبِّي في حديقتنا الساكنة هذا المساء، في جنتنا الحائرة .. أجملُ الكتابات تلكَ التي لَمْ نكتبْها بعدُ .. أجملُ الترانيم تلكَ التي لَمْ نُغَنها بعدُ .. أجملُ اللقاءات تلكَ التي لَمْ نتواعدْ فيها قطُّ .. و .. أوْفَى حُب ذاك الذي لمْ يُعْلَنْ بعدُ للعلن .. لم يلكه العشاقُ بين ألسنتهم .. لَمْ تُحَبِّرْهُ رسائلُهم .. لَمْ يُدَبِّجْ بلاغَتَه يَراعُهُم آلأَرْعَنُ .. هاته الحديقة الطفولية وتلك الوُرَيْقَاتُ الخريفية الحائلة وهذا الضباب السادرُ المُتَجَبِّرُ يشهدُ أنّا كُنَّا ذات يوم هنا غارِقَيْن وحيدَيْن في لُجَج من وَجَلٍ ترسمُ آلخَيالاتُ أفياءَنا المُنتظَرَة .. و .. نَنتظِرُ ... حُبُّكَ يا طِفليَّ آلشقيَّ آلبهيَّ كان منذ البدء آنتظارا .. كان صمتًا جُؤارًا يتحرك دون كلام دون جَلَبَةٍ دون ضوضاء .. سكون هيام سكون مَنام .. صدى خطواتكَ في حديقة آلبَيْلسان لها حَريقٌ في آلحَشا في آلحنايا وأنتَ ترفلُ في أرجائها تتمهلُ صامتا ساهما دائما في مَدارج الأحلام كَحَمامٍ تائقة هَدَائِلُهُ إلى البوح الى الانعتاق .. والوجهُ الحَزينُ الضّامرُ الحادرُ تبتسمُ شفتاه وعيناه لا تبتسمان، والجَبينُ المُتَغَضِّنُ أيها الطفل الحَائرُ كمُوَيْجَاتِ بحر عجوز أنهكَه السفرُ آلأغبرُ والرأس المائل العاثرُ .. كالحسرات لا يستقيم لا ينتصبُ .. و .. ألفُ خاطرة وعَناء .. كل ذلك .. مثل أطياف الأحلام .. مثل بقايا حَباب بهاء أراها وحدي ليس معي إلا هذا الرذاذ الْيُعَـفِّرُ ذُؤاباتيَ التالفة فوق جبيني التائق إلى مُحياكَ يا حبيبي .. خَمَّنْتُ وأنا أمْسِكُ مظلتي آلمَطَريةَ العَجْفاءَ بين أناملي رَانيةً إلى صُور الفراغ تخدشُ مُقلتيّ الكَسيفتيْنِ .. ماذا لَوْ كُنْتُ قتلتُ الوهنَ في حَنايَايَ وأنتَ أمامي وأزلتُ التردُّدَ عن خطواتي المُنْتَكِسَة وآتجهتُ في ذاكَ الصباح الصيفي مُباشرةً إليكَ مُخْتَصِرَةً كلّ مَسافات المنع والحصار والمراقبة والطوق السميك وضربتُ عُرْضَ الزوال كل تاريخ الحَريم وأخذتُ ذاك الرأسَ المُتمايلَ حذْوَ تلك الشُّجَيْرَاتِ وأغمضتُ هُدْبَيّ وأزحتُ تلك الخصلةَ المُتمردةَ من شعركَ الهائج وأطبقتُ على الجبهة المُتَغَضِّنَةِ قُبلةً غَائِرَةً تُلَخِّصُ كُلَّ الآهاتِ والانتكاساتِ في زمّة واحدة لا نهاية لامتداداتها وأسافرُ في التيهِ في الولهِ لا أبالي لا أعاني ثم أُغْرِقُ في لَهفة في نشوةٍ رأسيَ المُتَرَدِّدَ في صدرِكَ الرّحيبِ عَسَايَ أجدُ بعضا من أفياءِ الفرح .. و أُذْهِبُ عن حُشاشَتي ضغائنَها المقيتة يا فؤادي .. ماذا لَوْ كُنْتُ فعلتُ ذلك ؟؟ قُلْ لي بالله عليكَ .. أَ أبوحُ أمْ أصمتُ يا مطرُ ؟؟



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طُوفَااان
- أعراسُ آيَتْ وَرَايَنْ
- أمازيغُ أنوال
- لَا .. لَمْ يَكُنْ أَهْلُونَا آنْدِيجِينْ
- اِفْعَلْهَا، أَيُّهَا آلسَّلَمُونُ، قَبْلَ يَفْعَلُوهَا بِكَ
- عَبَقُ آلْعَمَى
- قِطّةٌ تَمُوءُ
- يَرَقَةُ آلْخَرِيفِ
- كباشِقٍ يَمُدُّ آلْجَنَاحَ أعَاوِدُ آلصِّياح
- مُرُوووق
- خِلْتُنِي أَنَاهُ
- عُطْلَة
- كَمِجْدارٍ جَامِدٍ يُنَاوِرُ آلْحَيَاةَ
- اِيزُورَانْ نُوشَالْ
- هَبَاااااء
- مَقْبَرَةُ بَنَعْمَانْ
- آسِيمُوحَنْد آسِيمُوحَاااانْدْ
- أمُودُو يُكْمِلُ آلطَّريقَ دُودُ سِكَّةِ آلْحَديد
- غُودَانْ غُودَانْ غُودااااانْ
- رُبَّمَا لَمْ يَحِنْ بَعْدُ أَوَانُ مِيلَادِي


المزيد.....




- 2025 بين الخوف والإثارة.. أبرز أفلام الرعب لهذا العام
- -سيتضح كل شيء في الوقت المناسب-.. هل تيموثي شالاميه هو مغني ...
- أهلًا بكم في المسرحية الإعلامية الكبرى
- الأفلام الفائزة بجوائز الدورة الـ5 من مهرجان -البحر الأحمر ا ...
- مهرجان -البحر الأحمر السينمائي- يكرم أنتوني هوبكنز وإدريس إل ...
- الفيلم الكوري -مجنونة جدا-.. لعنة منتصف الليل تكشف الحقائق ا ...
- صورة لغوريلا مرحة تفوز بمسابقة التصوير الكوميدي للحياة البري ...
- حفل ختام مهرجان البحر الأحمر السينمائي.. حضور عالمي وتصاميم ...
- -رسالة اللاغفران-.. جحيم المثقف العربي وتكسير أصنام الثقافة ...
- مصر: مبادرة حكومية لعلاج كبار الفنانين على نفقة الدولة


المزيد.....

- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - مَاذَا لَوْ كُنْتُ فَعَلْتُ ذَلِكَ .. ؟؟ ..