مناهج جامعة كامبريدج مخصصة للأشباح (معلومات رفعت عنها السرية)،مارك كيرتس

محمد عبد الكريم يوسف
مدرب ومترجم وباحث
(Mohammad Abdul-karem Yousef)

الحوار المتمدن-العدد: 7727 - 2023 / 9 / 7 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مناهج جامعة كامبريدج مخصصة للأشباح
(معلومات رفعت عنها السرية)
14 نيسان 2023
بقلم مارك كيرتس
ترجمة محمد عبد الكريم يوسف

يقدم رئيس سابق لجهاز المخابرات البريطاني وضابط سابق في وكالة المخابرات المركزية برنامجا لممارسي الاستخبارات الناشئين في كلية ماجدالين في كامبريدج - وهي واحدة من جامعات المملكة المتحدة العديدة التي لها صلات بالمخابرات البريطانية.
تعلن مبادرة كامبريدج الأمنية (CSI)، وهي منظمة أسسها ويرأسها السير ريتشارد ديرلوف - الرئيس السابق لجهاز المخابرات السرية، المعروف باسم جهاز المخابرات البريطاني - عن دورة تدريبية حول التجسس تجري في كلية ماجدالين، كامبريدج.
وتتناول الدورة التي ستستمر لمدة أربعة أسابيع، والتي ستعقد الصيف المقبل وتسمى برنامج الأمن والاستخبارات الدولي، "الآليات المختلفة لجمع المعلومات الاستخبارية وتحليلها ونشرها، ومكافحة التجسس والعمليات السرية" بالإضافة إلى "العمليات السيبرانية والمعلوماتية".
وقد شارك في عقد هذا المؤتمر البروفيسور ديفيد جيو، وهو مدير دراسات معهد التضامن المسيحي العالمي وأستاذ مشارك في ويست بوينت - الأكاديمية العسكرية الأمريكية - وزميل في المعهد السيبراني التابع للجيش الأمريكي.
أمضى جيو أكثر من عقدين من الزمن في العمل في مجتمع الاستخبارات الأمريكي، بما في ذلك الأدوار في مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، ووكالة المخابرات المركزية (CIA)، ووكالة الاستخبارات الدفاعية (DIA)، ومكتب الاستخبارات البحرية.
كما عمل كضابط في وكالة المخابرات المركزية لمدة 10 سنوات تقريبا من عام 2001 إلى عام 2011، وشارك في "التحليل السياسي والإرهاب بالإضافة إلى مكافحة التجسس والعمليات السرية في الخارج والعمل السري".
تشير السيرة الذاتية لجيو في ويست بوينت إلى أنه "خدم في جولات خارجية متعددة كضابط عمليات في الشرق الأوسط وأوروبا".
وعلمت شركة ديكلاسيفايد أن جيو كان ضابطا احتياطيا في المخابرات البحرية بين عامي 2002 و2016، ثم تم نقله ليصبح ملحقا بحريًا احتياطيا (يُعرف باسم "ضابط المنطقة الأجنبية" في وزارة الدفاع الأمريكية) ولا يزال قائما على رأس عمله.
وشملت مهامه الخدمة كضابط قسم في مكتب الاستخبارات البحرية ورئيس قسم في مركز التحليل المشترك (JAC) في راف مولورث RAF Molesworth في كامبريدجشير - مركز الاستخبارات العسكرية للقيادة الأمريكية الأوروبية.
استخبارات الدفاع
===========
تم تعيين جيوي حتى أذار من هذا العام في خدمة الملحقية الدفاعية (DAS) التابعة لوكالة الاستخبارات الدفاعية. تشير وكالة الاستخبارات الدفاعية، التي تقدم المعلومات الاستخبارية العسكرية إلى وزارة الدفاع الأمريكية، إلى أن أعضاء خدمة الملحقية الدفاعية DAS هم "جزء من مجموعة نخبة من الموظفين المدربين تدريبا خاصا الذين يمثلون الولايات المتحدة ووزارة الدفاع".
ويتابع التقرير: "أثناء العمل في مكتب ملحق دفاعي، يمثل أعضاء الخدمة هؤلاء وزارة الدفاع لدى حكومة الدولة المضيفة والجيش، ويساعدون ويقدمون المشورة للسفير الأمريكي بشأن المسائل العسكرية، وينسقون الإجراءات السياسية والعسكرية الأخرى ضمن منطقة مسؤوليتهم".
تضيف وكالة استخبارات الدفاع: "يلعب مكتب ملحق الدفاع دورا حيويا في دعم المصالح الأمريكية. خلال أوقات الأزمات أو الطوارئ العسكرية، غالبا ما يكون مكتب ملحق الدفاع في مركز العمل.
جيو هو أيضا أستاذ في الأكاديمية البريطانية، حيث يعمل على "تسليح المعلومات المضللة". ويتناول مشروعه كيفية تسخير أجهزة استخبارات الدولة للتقنيات الناشئة ومنصات التواصل الاجتماعي "لتشكيل بيئة المعلومات لتحقيق أهداف استراتيجية".
يتم تمويل برنامج الأستاذية العالمية التابع للأكاديمية البريطانية من قبل وزارة الأعمال والطاقة والاستراتيجية الصناعية التابعة للحكومة.
برنامج الاستخبارات
============
يتم تشغيل برنامج مبادرة كامبريدج الأمنية CSI بالشراكة مع قسم دراسات الحرب في كلية كينغز كوليدج في لندن، حيث يعمل جيو أستاذا زائرا للاستخبارات والأمن القومي. وتشتهر شركة كينغز بصلاتها بمجتمع الاستخبارات في المملكة المتحدة والولايات المتحدة.
تُعقد الدورة سنويا في كامبريدج منذ عام 2017، وتتضمن أيضا الوصول إلى مؤتمر حيث "يمكن للحاضرين أن يتوقعوا الاستماع إلى تحديات القوى العظمى للنظام العالمي، مثل تلك التي تقدمها روسيا والصين"، حسبما ذكرت منظمة التضامن المسيحي الدولية.
وكان من بين المحاضرين في السنوات الأخيرة رؤساء سابقون لجهاز مكافحة التجسس و جهاز المخابرات البريطاني و جهاز أمن واستخبارات الاتصالات وأجهزة الأمن الفرنسية، بالإضافة إلى نائب مدير العمليات في وكالة المخابرات المركزية.
الدورة مفتوحة للطلاب و"الممارسين ذوي الاهتمام الفكري أو المهني في فن الحكم والموضوعات المتشابكة للاستخبارات والأمن والدفاع والسياسة الخارجية".
يُطلب منهم عند تقديم الطلب إرسال "صورة لنفسك من الكتفين إلى الأعلى". يتكبد البرنامج رسوما قدرها 2,745 جنيها إسترلينيا قبل تكاليف الإقامة التي تزيد عن 2,000 جنيه إسترليني.
تقول مبادرة كامبريدج الأمنية CSI إنها "تسعى إلى تقديم أفضل ما في تجربة التدريس والتعلم في كامبريدج للمشاركين المؤهلين بشكل مناسب من خلال برنامج يقدم جميع المكونات الرئيسية لحياة جامعة كامبريدج مع التركيز على موضوع ذي أهمية معاصرة هائلة".
وقال الدكتور آلان داوسون، أحد مديري مبادرة كامبريدج الأمنية CSI، لموقع ديكلاسيفايد: "توفر كلية المجدلية السكن والمساحات التعليمية للمشاركين في برنامج الأمن والاستخبارات الدولي، لكنها ليست هي ولا الجامعة مسؤولة عن تصميم البرنامج أو محتواه أو إدارته".
وأضاف: "إن برنامج ومؤتمر برنامج الأمن والاستخبارات الدولي موجه في المقام الأول نحو الطلاب الجامعيين والخريجين المهتمين بالدراسات الاستخباراتية والأمنية التي تعد مجالا للنمو في الأوساط الأكاديمية، وخاصة في أمريكا الشمالية والمملكة المتحدة".
لا يبدو أن مواقع الويب الخاصة بكلية المجدلية أو جامعة كامبريدج تذكر مبادرة كامبريدج الأمنية CSI أو الدورة التدريبية. يحتوي موقع كلية بيمبروك على بعض الروابط لدورة مبادرة كامبريدج الأمنية CSI عندما كان ديرلوف يشغل منصب الماجستير هناك بعد أن ترك جهاز المخابرات البريطاني.
مخابرات كامبريدج
===========
تضم مبادرة كامبريدج الأمنية CSI التابعة لديرلوف، والتي تأسست عام 2017 كمؤسسة خيرية، عددا من الشخصيات الأخرى ذات الصلة بالاستخبارات.
أحد مديري مبادرة كامبريدج الأمنية CSI الأربعة إلى جانب ديرلوف هو ستيفان هالبر، الذي تم وصفه بأنه "عميل وكالة المخابرات المركزية" والذي قدم المشورة لأربعة رؤساء أمريكيين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية. هالبر هو أيضا زميل الحياة في كلية المجدلية.
يوجد في المجلس الاستشاري لمبادرة كامبريدج الأمنية CSI مديران سابقان لجهاز أمن واستخبارات الاتصالات، أكبر وكالة استخبارات في المملكة المتحدة – السير إيان لوبان والسير ديفيد أوماند.
ومن مستشاري مبادرة كامبريدج الأمنية CSI أيضا البروفيسور مايكل جودمان، رئيس دراسات الحرب وأستاذ الاستخبارات والشؤون الدولية في كلية كينغ. جودمان هو أحد المشاركين في تنظيم دورة مبادرة كامبريدج الأمنية CSI مع جيو وقد أمضى سنوات عديدة منتدبا لمكتب مجلس الوزراء باعتباره المؤرخ الرسمي للجنة الاستخبارات المشتركة.
ويدير جودمان، وهو أيضا جندي احتياطي في الجيش البريطاني، مجموعة كينغ للاستخبارات والأمن، التي تضم في عضويتها ديفيد جيو وكذلك دوروثيا جيو. تدرك شركة ديكلاسيفايد أن دوروثيا جيو هي شريكة ديفيد جيو، التي أمضت سبع سنوات في وكالة المخابرات المركزية وهي أيضا قائدة سابقة للاستخبارات والتحليلات في مبادرة كامبريدج الأمنية.
الجامعات
======
كتب جودمان وديفيد أوماند، في بحث نشرته وكالة المخابرات المركزية، أن الوكالة أدركت منذ فترة طويلة "مدى فائدة استخدام الجامعات كوسيلة للتدريب الاستخباراتي".
وأضافت الورقة، الصادرة عام 2008، أن "التعرض لبيئة أكاديمية، مثل قسم دراسات الحرب في كلية كينغز كوليدج لندن، يمكن أن يضيف العديد من العناصر التي قد يكون من الصعب توفيرها داخل النظام الحكومي".
وترتبط جامعات بريطانية أخرى بعلاقات مع المخابرات البريطانية. على سبيل المثال، شارك في تأسيس مركز جامعة باكنجهام للأمن والاستخبارات (BUCSIS) ويديره جوليان ريتشاردز، وهو ضابط سابق في جهاز المخابرات البريطاني.
يشغل ديرلوف منذ عام 2014 منصب رئيس مجلس أمناء جامعة لندن. ويقال إنه تم تجنيده في كامبريدج في الستينيات.
تشتهر الجامعة بحلقة تجسس كامبريدج المكونة من طلاب سابقين في ثلاثينيات القرن الماضي أصبحوا جواسيس سوفييت، وأبرزهم كيم فيلبي. انخرط جهاز مكافحة التجسس و جهاز المخابرات البريطاني بعد ذلك في جهد هائل للتستر على أنشطة حلقة التجسس وتجنب الملاحقات القضائية المحرجة.
والمعلم الحالي لكلية المجدلية، والذي يشغل منصبه منذ عام 2020، هو السير كريستوفر غرينوود، وهو قاض سابق في محكمة العدل الدولية.
وقد طلبت حكومة بلير من غرينوود ـ الذي كان آنذاك أستاذا للقانون الدولي في كلية لندن للاقتصاد ـ في عام 2002 دراسة الحجج المتعلقة بشرعية استخدام القوة ضد صدام حسين، والتي بلغت ذروتها بغزو العراق في العام التالي.
وخلص غرينوود إلى أن استخدام القوة كان مبررا في ظل ظروف معينة.
كان ديرلوف رئيسًا لجهاز المخابرات البريطاني في ذلك الوقت وكان عضوا في لجنة الاستخبارات المشتركة التي وافقت على ملفات حكومة بلير المضللة - بما في ذلك ادعاء "45 دقيقة" سيئ السمعة - حول برنامج أسلحة صدام حسين قبل غزو العراق.
العمليات
=====
قبل أن يصبح رئيسا لجهاز المخابرات البريطاني في الفترة من 1999 إلى 2004، شغل ديرلوف منصب مدير العمليات في الوكالة لمدة 38 عاما.
واستمر في كسب أكثر من مليوني جنيه إسترليني من منصبه في مجلس إدارة شركة النفط والغاز الأمريكية، كوزموس إنيرجي، وهو أيضًا رئيس شركة أسكوت للاكتتاب في لويدز في لندن وكبير مستشاري شركة التأمين AIG.
قام ديرلوف بمداخلات عامة حظيت بتغطية واسعة النطاق خلال الحملات الانتخابية في المملكة المتحدة في عامي 2017 و2019، محذرا من أن زعيم حزب العمال جيريمي كوربين يمثل "خطرا" و"تهديدا" للأمن القومي البريطاني.
قال اتحاد طلاب كامبريدج (SU) لموقع ديكلاسيفايد: “تلتزم جامعة كامبريدج و اتحاد طلاب كامبريدج بتجريد جامعة كامبريدج وكلياتها من السلاح. نشعر أنه من غير المناسب أن تستضيف كلية المجدلية دورة تدريبية يديرها رئيس سابق للمخابرات وضابط استخبارات أمريكي سابق.
"يغذي هذا التصرف اتجاها أوسع تتعاون فيه الجامعة مع صناعات الأسلحة والدفاع، وبالتالي إضفاء الشرعية عليها، والتي تغذي الحرب والعنف على المستوى الدولي. سنواصل الضغط ضد مثل هذه الأحداث، لأنه على الرغم من تأييد جامعة كامبريدج وكلياتها لها، إلا أنها لن تكون أبدا بيئة آمنة للطلاب المهمشين".
وقد تم التواصل مع ديفيد جيو وكلية المجدلية للتعليق.
المصدر:
=====
Cambridge University’s course for spooks, April 14, 2023, by Mark Curtis, Declassified UK, 13 December 2022
http://markcurtis.info/2023/04/14/cambridge-universitys-course-for-spooks/

#محمد_عبد_الكريم_يوسف (هاشتاغ)       Mohammad_Abdul-karem_Yousef#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات