أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فضيل العربي - إفريقيا للأفارقة














المزيد.....

إفريقيا للأفارقة


علي فضيل العربي

الحوار المتمدن-العدد: 7721 - 2023 / 9 / 1 - 16:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل ستعود إفريقيا للأفارقة بعد التحرر من النفوذ الغربي عامة ، و الفرنسي خاصة ؟ سؤال ستجيب عنه الأيام و الشهور و السنوات القادمة ، إثر الانقلابات التي قادها العسكريّون في مالي و بوركينافوسو و تشاد و النيجر والغا بون ، و يبدو أنّ الحبل مازال على الجرار .
لقد مرت بالقارة الإفريقيّة ، منذ بداية الكشوفات الجغرافيّة ، جحافل من الغزاة القادمين من القارة العجوز ، و قد أزجت سفنهم و قوافلهم البريّة و الجويّة الأطماع الاقتصاديّة ، المتمثّلة في الثروات الظاهرة و الباطنة ، و المعادن الثمينة التي تزخر بها القارة السمراء . إنّه الربيع الإفريقي ، بعد الربيع العربي ، لكنّ يبدو أنّ الربيع الإفريقي أكثر وعيا و نضجا من الربيع العربي الذي بدأ في الشارع سلميّا ، ثم ما لبث أن تحوّل إلى خريف من العنف و الدمار و الخراب و الحرب الأهليّة التي أحرقت الأخضر و اليابس ، و كان الخاسر الأكبر فيه المواطن العربي المطحون برحى سلطة الاستبداد . أمّا الربيع الإفريقي ، فإن أكبر الخاسرين جرّاءه هو فرنسا ومن ورائها الاتحاد الأوروبي .
إفريقيا الحاليّة في حاجة إلى العلم و العمل و الحريّة بعيدا عن الديمقراطيّة الغربيّة الزائفة . ديمقراطيّة العالم الغربي حمّالة أوجه ، فهي في المجتمعات الغربيّة حريصة على حريّة المواطن و كرامته و حقوقه المدنيّة و السياسيّة ، و لكنّها عندما تحط رحالها بإفريقيا تغيّر أثوابها ، من خادمة للرعيّة إلى خادمة للراعي الخائن لرعيّته . ومن وسيلة للتنميّة المستدامة إلى وسيلة لنهب ثروات الشعوب و إلى مجرّد شعارات فارغة ، تكرّسها انتخابات مزوّرة و أحزاب تابعة تنشر الفرقة و العداوة بين الشعب الواحد ليسود الحاكم المستبدّ ، و برلمانات تشبه دور الحضانة ، و دساتير تتحكّم فيها أهواء السياسيين و حكومات تتصرّف في ثروات الشعب دون وازع قانوني أو أخلاقي ، و كأنّها تلك
الثروات ملك لزيد أو عمرو ، و عدالة عاجزة عن تمكين العدل و المساواة ، تسيّرها الأهواء عن قرب و عن بعد . إنّ التخلّف و الديمقراطيّة ضدّان ، لا تماثل بينهما . و إنّه لمن العور السياسي و العقلي السعي إلى بناء مجتمع ديمقراطي في كنف الجهل و التخلّف الثقافي و الاقتصادي و الاجتماعي . بل
إنّ الديمقراطيّة الحقيقية هي التي تصون حريّة التفكير و التعبير و تحقّق التنميّة الشاملة ، و ليست ديمقراطية العربة الفارغة .
و على هذا الأساس ، فإن مصير إفريقيا ، لم يكن أبدا في أيدي الأفارقة . لقد خرج الغزاة من الحقول ، و لكنّ سياستهم و أطماعهم بقيت معشّشة في عقول بعض النخب التي غرفت ثقافتها من المدرسة الكولونيالية الاستعماريّة . اكتشف الشعب بعد نفاد صبره حقيقة تلك النخب الخائنة لتطلّعات شعوبها ، الموالية لمحتل الأمس قولا و فعلا . إنّ بكائيات تماسيح أوروبا على النظام الدستوري في النيجر و الغابون ، و على مصير ابتنهم المدلّلة ، و أعني بها الديمقراطيّة العرجاء و العمياء في إفريقيا . إنّها مثل بكائيات وصيّ خائن على أيتام بلغوا رشدهم ، و أدركوا ما لهم من حقوق ، و ما عليهم من واجبات .
آن الأوان لكي تعود إفريقيا الغنيّة للأفارقة . ففي إفريقيا كلّ مقوّمات التنميّة ؛ إفريقيا غنيّة بشبابها و ثرواتها و عبقريّة نخبها الوفيّة لأوطانها ، اللصيقة بشعوبها . تحتاج إفريقيا إلى قادة و سياسيين أمناء على المال العام ، يقدّمون المصلحة العامة على مصالحهم الخاصة ، و يؤمنون بأن السلطة شرف للمواطن و المواطنة الأمينة ، و منبر للعطاء و التضحيّة بالنفس و النفيس ، لا مخفرا لسرقة المال العام و نهبه و تهريبه إلى بنوك الأعداء و الأصدقاء .
إن إفريقيا قادرة على تحرير نفسها من كل الأوبئة السياسيّة و الجوائح الاقتصاديّة و العلل الاجتماعيّة ، و هي ليست في حاجة إلى تدخّلات أجنبيّة من الغرب أو الشرق ، إذا تضافرت جهود أبنائها المخلصين و صدقت نواياهم و اشرأبت أحلامهم .



#علي_فضيل_العربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما زلت تلميذا
- سلام على هيروشيما و نكازاكي
- مليونا ين يابانيّ من أجل التحوّل إلى كلب
- أقدام على منصّات التتويج
- المنظور الصوفي في رواية بياض اليقين . قراءة نقديّة في رواية ...
- جناية الصوفيّة على الحضارة الإسلاميّة
- يُخرّبون بيوتهم بأيديهم
- سيميائية العلاقة بين الرجل و المرأة في رواية غابات الإسمنت * ...
- قراءة سيميائية و تفكيكيّة لرواية غابات الإسمنت . لذكرى لعيبي ...
- صورة المرأة المنتميّة في المجموعة القصصية ( إيلا ) * للقاصة ...
- تحرير الحريّة
- تأمّلات في التقشف و الزهد
- وجهة الفلسفة الغربيّة . إلى أين ؟
- الظاهرة الحزبيّة في البلاد العربيّة ما لها و ما عليها .
- امرأة من زمن العمالقة
- لماذا نكتب ؟ و ماذا نكتب ؟
- أم الخير
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 8 )
- ربيع إيكوزيوميّ *
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 7 )


المزيد.....




- رئيس إيران لمحمد بن سلمان: نرحب بـ-أي مساعدة- من الأصدقاء لح ...
- مقتل ما لا يقل عن 49 فلسطينيًا بالقرب من مواقع توزيع المساعد ...
- نتنياهو لشعبه: حققنا -نصرا تاريخيا- وأزلنا تهديد إيران الوجو ...
- هل تستطيع إيران إعادة بناء قدراتها النووية؟ جنرال أمريكي ساب ...
- إسرائيل وإيران تحتفيان بـ-النصر-.. فهل أنتهى الصراع فعلا؟
- لازاريني: آلية المساعدات في غزة فخ قاتل
- الأزهر يتضامن مع قطر ويطالب باحترام سيادتها
- اتهام ضباط شرطة كينيين بقتل المدون ألبرت أوجوانغ
- الحرس الثوري الإيراني يعلن توقيف 3 أوروبيين بتهمة التجسس
- 11 قتيلا بأوكرانيا في هجوم روسي وزيلينسكي يطالب الناتو بمزيد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فضيل العربي - إفريقيا للأفارقة