أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي فضيل العربي - المنظور الصوفي في رواية بياض اليقين . قراءة نقديّة في رواية - بياض اليقين - للروائي الدكتور عبد القادر عميش .















المزيد.....



المنظور الصوفي في رواية بياض اليقين . قراءة نقديّة في رواية - بياض اليقين - للروائي الدكتور عبد القادر عميش .


علي فضيل العربي

الحوار المتمدن-العدد: 7654 - 2023 / 6 / 26 - 23:15
المحور: الادب والفن
    


ظهرت معالم الرواية العربيّة في النصف الأول من القرن العشرين ، بظهور أولى الروايات الاجتماعية في مصر على يد صاحب رواية زينب لـ هيكل 1914 م . و كان تلك هي خطوات الرواية العربيّة ، في مرحلة التأسيس الفنّي ، التي ستشهد لاحقا ازدهارا و انتشارا بأقلام روائيين في المشرق العربي و مغربه في مرحلة التأثيث و . أبرزهم على الإطلاق : عميد الأدب العربي الدكتور طه حسين ( دعاء الكروان و المعذبون في الأرض ) و العقاد ( سارة و يوميات نائب في الأرياف ) و المازني و حنّا مينة و الطاهر وطار و يوسف السباعي و الطيّب صالح و غيرهم ...و ما لبث أن اقتحم التيار الصوفي حقل الرواية العربيّة و الإسلاميّة ، من بوابة الفلسفة الصوفيّة ، القادمة من بلاد الفرس و تركيا ( اليف شافاك ) . و نتج عن ذلك التلاقح و التآلف ميلاد الرواية العربيّة الصوفيّة المعاصرة ، مستمدّة مواضيعها و أفكارها من واقع عربيّ مأزوم اجتماعيا و أخلاقيّا و سياسيّا و إيديولوجيا ، و منهارا اقتصاديا و مهزوما عسكريا ، خاصة ، في معارك النكبة و النكسة . ممّا دفع كتاب الرواية الصوفيّة إلى مواجهة الهزائم الماديّة و الانكسارات الحضاريّة المعيشة ، بتشييد عالم من المثل الصوفيّة العليا بديلا عن الواقع المعيش ، على غرار الأسلاف الصوفيين في بلاد الشرق و الأندلس .
أن نكتب رواية ما ، ثمّ نجنّسها فنيّا ، فنقول : هذه رواية كلاسيكيّة أو رومانسيّة أو واقعيّة أو رمزيّة أو صوفيّة أو فلسفيّة ، ذلك أمر راجع إلى نمط فكرتها و مضمونها ، و سمات شخصياتها و الفكريّة و السلوكيّة . أمّا القراءة النقديّة للرواية ( الصوفيّة ) من لدن الناقد الحاذق ، فلها ثلاثة أوجه : قراءة مباشرة ، و قراءة انحيازيّة دلاليّة ، و قراءة بينيّة ( بين المباشرة و الانحياز الدلالي .
الشطحات الصوفية في الفن الروائي كثيرة ، فقد يلجأ الروائي إلى حشد مجموعة من الرموز و المصطلحات التي تفضي إلى انتاج نصّ سرديّ صوفيّ ، ملغّم بتأويلات صوفيّة بحتة ، و التي تقابلها في الأدب الأمريكي اللاتيني ( أمريكا اللاتينيّة ) ، الواقعيّة السحريّة بشطحاتها الخياليّة و الأسطوريّة و الخرافيّة إلى درجة الفلسفة الميتافيزيقيّة ، عند غابرييل غارسيا ماركيز ( مائة عام من العزلة ) ( الحب في زمن الكوليرى ) . و التي من أهم
خصائصها : جمعها لما هو عجيب في ثنايا الواقع ، ويقصد بهذا أن سرد الأحداث في الرواية الواقعية السحرية يكون غير واقعيًا في ثنايا أحداث واقعي ، وهي بذلك تجمع بين المتناقضات العجيبة و الساحرة .
و لم يتخلّف الروائيّون الجزائريّون المعاصرون عن نظرائهم العرب في المغرب و المشرق في اقتحام عوالم الرواية الصوفيّة ، وإن كان سعيهم مازال في مرحلة التأسيس ، و لم يبلغ بعد درجة التأثيث و التأصيل ، نظرا لحداثة التجربة . و من بين الروائيين الجزائريين المعاصرين ، الذين خاضوا هذه التجربة الفنيّة الفتيّة ، و اقتحموا عوالم الصوفيّة من بوابة الفنّ الروائي ، الدكتور عبد القادر عميش ، في ثلاثيته الأخيرة بياض اليقين و سكوت ... العارفة إيزابيل تتحدّث و الحب في زمن كرورونا ( سونيتو ) . ) ( Sonetto
و قد ارتأيت تناول ، في مقالي هذا ، روايته " بياض اليقين " تحت عنوان " المنظور الصوفي في رواية بياض اليقين " . الصادرة سنة 2022 م ، عن دار خيال للنشر و الترجمة . عدد صفحات الرواية من 197 صفحة ، من الحجم المتوسّط . و قد قسّمها الروائي مقسّمة إلى 12 مشهدا . و أهداها إلى رفيقة الجنة هايدي قائلا : " إلى نسخة هايدي ... رفيقة الجنة داخل دائرة اليقين بعيدا عن الظن . " .
طفق الروائي الدكتور عبد القادر عميش في رسم ملامح بطله و بقيّة الشخوص من منطق الافتراض المشبع بالظنون ، و قام ببناء أحداث روايته و تشييدها من عالم الرؤى النورانية الغيبيّة و لبنات العشق الصوفي ، متجرّدا من مادة الجسد الفانية . و هكذا سار الروائي ببطله الراوي ( الأستاذ الجامعي ) بين فجاج الواقع المعيش و الخيال المأمول ، ساعيا إلى تخليصه من الأوهام و الأشباح و وساوس الشيطان و الدنس و الظنون ، و الوصول به إلى اليقين النوراني . " أنا الفاني في حضرة الضوء الآسر ، و أنا اليقين بعد الظن فلا ظن من بعدي " ص 61 .

أول ما يواجه القاريء أو الناقد و يشدّ انتباهه ، أو ربّما يستفزه و يثير عاطفته و فكره ، إيجابا أو سلبا ، عنوان الرواية . فهو واجهة العمل السردي أو الشعري ، حيث لم يعد العنوان الروائي مجرّد جملة أو كلمة تؤدي ما تؤديه لوحة إشارة مروريّة توجيهيّة للدخول إلى المعمار الروائي ، بل اكتسب مكانة العتبة الموحيّة و المفتاح الرامز في النص السردي ، و الشفرة السريّة للمعمار الروائي كلّه . و قد اختار الروائي الدكتور عبد القادر عميش ، عنوان متنه السردي ( بياض اليقين ) ، انطلاقا من خلفيّة ثقافيّة صوفيّة . فالبياض ضد السواد . قال تعالى : " يوم تبيّض وجوه " (آل عمران : 106 ) . و هو كناية عن المسرّة ، و رمز للإطمئنان الروحي . كما رأى الفيروزآبادي في كتابه . إذن ، فالبياض ، عند الصوفيين ، يدّل على النقاء و الطهارة و الصفاء الروحي و العشق النقيّ من شوائب اللذة الجسديّة و الحبّ المتعالي عن المتعة الماديّة .
أمّا اليقين فهو روح أعمال القلوب التي هي أرواح أعمال الجوارح . ومتى وصل اليقين إلى القلب امتلأ نورا وإشراقا . وانتفى عنه كل ريب وشك وسخط ، وهم وغم . فامتلأ محبة لله . وخوفا منه ورضا به ، وشكرا له ، وتوكلا عليه ، وإنابة إليه . فهو مادة جميع المقامات والحامل لها .
، رحمه الله : " اليقين ارتفاع الريب في مشهد الغيب " قال الجنيد
" و سئل عن اليقين فقال : "اليقين ارتفاع الشك
- و قال أيضا رحمه الله : "اليقين هو استقرار العلم الذي لا ينقلب ، ولا يتحول ، ولا يتغير في القلب " .
و من هذا الحقل الصوفي صاغ الروائي د . عبد القادر عميش عنوان روايته ، و طفق يخوض في عالم الصوفيّة ، ممتطيّا صهوات الخيال ، محرّرا النفس من جغرافيّة الجسد ، و مطلقا العنان للروح المجنّحة ، السابحة ، المتجاوزة جغرافيّة الجغرافيا . لقد تبوأت شخصية الأستاذ مكانة البطل السارد ، و تقمّصت ضمير المتكلّم ( أنا ) . و راحت تسري سريان النور المطلق بين مسقط رأسها ( الشلف ) و مدينة قسنطينة ذات الجسور المعلّقة ، و موطن الآداب و العلوم ، الشرعيّة و طالبة الشريعة ، الشبيهة بـ ( هايدي ) ، و مدينة غروزني ، عاصمة الشيشان ، و موطن ( هايدي ) ، و موسكو ، أين استشهدت ( هادي ) ، و دمشق ، مدفن محي الدين بن عربي و الأمير عبد القادر . و قد وظف الروائي ، هذه الأمكنة ، توظيفا رمزيّا ، معنويّا و روحيا ، لا توظيفا ماديّا و بيئيّا و حسيّا .
و قد كان بطل الروايّة ( الأستاذ ) ، يعتبر نفسه ، مريدا ، أي متجرّدا عن إرادته ، و مرادا ، مجذوبا عن إرادته ، متجاوزا الرسوم و المقامات دون مكابدة ، و قد تهيّأت له الأمور المعقولة و الاعتبارات ، لا تخضع للوقت ، لا بالماضي و لا بالمستقبل . جاء في الصفحة 25 : " و أنا وحدي أتبع لغتي ، لغة الحكي ، لغتي الآن تكتبني ، تملأني بسواد كلماتها الذاهبة بي إلى المقامات العليا ، تمنحني عشقي المرتجى . " " كأنّ الله جلت قدرته زوى لي ارض الشيشان او كاني حللت بارض الشيشان اسري بروحي ليلا او نهارا خارج مادة الجسد الفاني . بعيدا عني رايت بام روحي عجبا . قلت وقتها هي فراسة المؤمن الرائي بنور الله خلف الحجب او شطحات الروح حين تعلقها بالمقامات العليا . بالذات العليا . حركات الروح الظماى الى فيض نوره و نفحات الغيب " ص 7 .

هكذا تبدو لنا شخصيّة البطل ( الأستاذ ) ، شخصيّة تعيش عشقا روحيّا ، و صفاء ذهنيّا ، بعيدا عن الوجود المادي . شخصيّة تعشق النظر إلى ما خلف الحجب ، عشقا صوفيّا . و تسعى الى المكاشفة و البوح في حضرة النور الاسر . و البحث عن " مفاتيح للقبض : السالك . المسافر المقام المراد المريد الشطح القبض البسط التواجد الوجد الوجود الجلال الجمال العشق جمع الجمع البقاء الفناء الحضور الصحو الذوق السُّكر سرد الروح لما لا يسرده الجسد " ص 10 .
هايدي اسم غير عربي . من اصل اسباني او الماني ، و هو من الاسماء المميزة للبنات . و يعني الفتاة ذات الصفات المحمودة و الملامح الجميلة و هي الفتاة في اللغة الاسبانية ذات القلب الحنون و الهدوء . فتاة رقيقة تحب الخير . بارة بوالديها . طيبة القلب . طموحة . تحب العمل .متفوقة في دراستها . تسعى الى النجاح . مهتمة بمظهرها و اناقتها التي تبهر جميع من حولها . مثقفة تحب القراءة و الاطلاع كثيرا . لبقة في حديثها .

هايدي ، و هي شخصيّة ( أنمي ) ، اختارها الكاتب لأداء دور البطولة في الرواية . و هي شخصيّة من بنات الخيال ، ولدت في الثقافة الأوربيّة . ماذا أراد الكاتب من وراء هذا الاسم ( الأنمي ) هايدي ؟ هي المعادل لشخصية طالبة الشريعة ، التي أحبّها البطل ( الأستاذ ) . هما وجهان و جسدان لروح واحدة ، و عشق واحد ، و هيام ، هما الحضور و المسلك و القطب و الوله و عين اليقين .

في النص تعدّد الأبطال ، على غير العادة في الرواية العربيّة الحديثة ، المقتبسة فنيّا عن الرواية الغربيّة في أروبا و أمريكا بجناحيها الشمالي الأنغلوفوني و الجنوبي اللاتيني . و هذه ظاهرة جديدة في الرواية المعاصرة عند بعض كتاب الرواية . فقد تخلّى بعض الروائيين عن صورة البطل الفرد ، و الشخصيّة الرئيسة الوحيدة في المعمار الروائي ، و الذي تخدمه الشخصيات الثانويّة الناميّة أو الجاهزة أو الحاسمة ، ليصبح بمثابة النهر الذي تصب فيه الروافد كلّها أو بدر الرواية في الليلة الظلماء .
ففي رواية بياض اليقين " للروائي د .عبد القادر عميش . ثلاث أبطال أو شخصيات رئيسة ، تتحرّك بشكل متواز عبر جغرافيّة المكان المطلق و صيرورة الزمان السرمدي ؛ فالتشكيل الزمكاني في هذه الرواية منفتحة على فضاءات واسعة و متباينة إلى درجة التناقض و التصادم . و هكذا يحلّق بنا السارد ( الأستاذ ) في عوالم صوفيّة هروبا من الواقع المعيش ، و طلبا للراحة و الطمأنينة النفسيّة التي ، غالبا ، ما ينشدها المتصوّفة ، و يسعون إلى ورودها ، و الإرواء من منبعها الصافي .
شخصية فنيّة ، خياليّة ، تعبّر عن المخبال الصوفي ، هي المرأة الشيشانيّة الشهيدة في غروزني ، التي أطلق عليها الروائي اسما فنيّا ( أنميّا ) ( هايدي ). " منذ البدء أسمّيك يا هايدي حمامة الغسق و أرتّل من أجلك المعوذتين " ص 9 .
و شخصيّة الطالبة الجامعيّة الواقعيّة الموازيّة لـ ( هايدي ). طالبة الشريعة في جامعة قسنطينة الاسلامية .

كان لجوء البطل ( الاستاذ ) الى هاتفه المحمول ( الفضاء الأزرق ) نوعا من الهروب من الواقع و التطهر و الترحال في العوالم الصوفية البيضاء كبياض الثلج . كلما ضاقت به سبل الحياة المادية . " ... افتح عالمي الإشراقي . فكلما ضاق علي العالم من حولي لجأت الى مقاماتي أو مواقعي العجيبة " ص 88 .
فالبطل ( الأستاذ ) الصوفي يحاول أن يتسامى بوساطة اللجوء إلى مقاماته ، و الاستعانة بالمواقع العجيبة ( في نظر غير الصوفي ) ، العاديّة في نظر الصوفي ، لولوج عالمه الإشراقي . و هذا يعني أن بطل الرواية ( الأستاذ ) ، يشعر بأنّه ميّت ( غائب ) ، فإذا تجاوز الواقع الفعلي للأشياء استيقظ . و هي مقولة تتماهى مع قول الصوفيين و اعتقادهم ، ( بأنّ الإنسان نائم ، فإذا مات استيقظ ) . و النوم هنا هو الموت و غياب الروح مع وجود الجسد ، و اليقظة معناها حضور الروح في حالة غياب الجسد . و هي ثنائيّة عجيبة ، لكنّها ليست غريبة عن العقل المفكّر ، و لا عن النفس المطمئنّة . فالبطل الصوفي في رواية د . عبد القادر عميش ، ينشد الحريّة الروحيّة ، أيّ تخليص المعنى المطلق من قيود اللفظ . و هو يدين و يبغض استبداد اللامعقول بالمعقول ، و المحدود بالمطلق . " أيها الدرويش الفاني آسرك عشق الذات العليا . أفناك النور الآسر . فاخرج من الظلمة تعيش .. أيتها الروح الطيبة في غيابات الثلج ، السابحة في عالم البياض ، بياض اليقين ، تجلي قليلا . ارفعي روحي إلى مقاماتها المرتجاة " ص 61 .


رمزيّة الثلج في النص :

رجل الثلج في الرواية ، يمثّل ( يرمز ) إلى الصفاء و النقاء ، هو رجل الخلاص ، هذه لوحة صوفيّة شفّافة و مدهشة . حين يلتقي الثلج ( البياض ) مع نور الشمس ( اليقين ) . فيحدث تفاعلهما ذوبان صامت في قلب الثرى ، كما تذوب روح الصوفي في بوتقة التوكّل الذي يساكن اليقين بوساطة الكشف المدرك بالمشاهدة ، دون حاجة إلى الدليل المادي و الاستدلال العقلي .

هذا الرجل ( التمثال ) هو ظلّ البطل الأستاذ الظاهر . يودّ البطل أن يذوب في قلب اليقين ، كما يذوب الثلج في عين الشمس . و الذوبان هنا ، لا يعني التيه و الضياع و الفناء . لأنّ لا شيء في الطبيعة يذهب سدى ، فالطبيعة تحتضن نفسها ، و معادلة وجودها هو التحوّل . ألا ترى ، كيف تتحوّل الأجسام الدمويّة ، السائرة على قدمين ، أو على أربع قوائم ، أو الزاحفة أو الطائرة أو السابحة ، إلى رميم و تراب . و كيف تتحوّل الأجسام النباتيّة الصلبة بكل أصنافها إلى تراب أيضا . و من هذا المنطلق ، يسعى البطل ( الأستاذ ) في هذه الرواية الفناء الجسدي ، و الخلود الروحي . ظنّا منه أنّ الحياة ، التي وُهِبها في الدنيا ، ما هي إلأ ضرب من الوهم ، بل هي وجود جسمانيّ ، لا يحقّق للروح مبتغاها المرتجى . " وحدي بلا يقين كأني غيري و أحيانا غيري في جسدي الفاني ... لما ألاحق شبحا ميتا ؟ شبحا جميلا ...ألاحق شبحا من ثلج .. حلما ميّتا .. وهما أوهن جسدي ... ضيّع عقلي ..بدّد قصدي .. أيّها الدرويش الفاني ضيعك الفناء في حضرة الضوء ... على مرفإ عمري أقف أشيّع بعين اليقين سحابة الظنّ .. مزن الوهم و أنادي في الريح :
يا مجري السحاب و منزل الثلج ردّ عليّ روحي ، نقّني من وسوسة الشيطان كما ينقّى الثوب الأبيض من الدنس بالماء و الثلج و البرد ، خلّصني من جنوني ، من وهمي ... أنا الراوي المتيّم ببطلته ، صنعها وهمي ، و صدّقها عقلي ، ثم ضاع بين أحداث الحكاية ، اختلط الحاكي بالمحكي له ، مثلي مثل هايدي ولدت بين الكلمات و ماتت بين متاهات الحكي في ليلة ثلجية و هي تضحك . " ص 30 .

غالبا ما يعتمد كتاب الأدب الصوفي ( الشعر و الرواية ) على " الشفرة التي تقلب موازين العادي المـألوف لتصـوغ نمطـا جديـدا لـيس علـى شـاكلة الموروث المتداول ، وهذه الشفرة اللغوية هي المولد الأساس للذة النصية على حـد تعبـير رولان بارت . " ( 1 )

معالم اللغة الصوفيّة في النص :

القاريء المتأمل في أسلوب رواية " بياض اليقين " للروائي الدكتور عبد القادر عميش ، يقف على مدى اعتناء الروائي بعنصر اللغة ( اللسان ) في غمرة السرد و الحوار . لغة ، اقل ما يقال عنها ، أنّها لغة الحكي في مجالس المقامات الصوفيّة و التكايا العثمانية و الخانقاوات المملوكية ، فما أشبه لغة الروائي بلغة بطله ، كما جاء على لسانه : " و أنا وحدي أتبع لغتي ، لغة الحكي ، لغتي الآن تكتبني ، تملأني بسواد كلماتها الذاهبة بي إلى المقامات العليا ، تمنحني عشقي المرتجى .." ص 25 .
و قد غرف من المعجم الصوفي ما شاء له أن يغرف من مصطلحات الصوفيّة لإضفاء الجوّ الروحاني و النوراني على عنصري السرد و الحوار ، بعيدا عن ماديّة الجسد . و كأنّي به يقرّر ، من منطلق صوفي و أفق روحاني ، أنّ الجسد الفاني ما هو إلاّ مطيّة لحمل الروح في الدنيا حينا من الدهر ، ثم تلبث أن تغادره نحو عالم اليقين و الخلود .


" إن اللغـة الصـوفية هـي تلـك اللغـة الـتي تعتمـد الإيحـاء والرمـز وسـيلتين للتبليـغ ، حيـث لا تـتم قـراءة هـذه اللغـة قـراءة سـطحية بقـدر مـا تسـتدعي هـذه اللغـة خلفيـات ثقافية خاصة تمكن المتلقي من فهم رسالتها المتضمنة داخل الخطاب . " ( 2 )

" فاللغـــة هـــي عنصـــر فعـــال في التجربـــة الصـــوفية ، إذ تتعـــالى اللغـــة الصـــوفية في دلالات معتمـدة علـى المجاز ، وعلـى السـياقات الرؤيويـة ، وعلـى فعاليـة الرمـز باعتبـاره أرقى وسيلة للتعبير لدى الصوفية " ( 3 ) . .

" إن اللغة هنا مجازية لا تحمـل دلالـة واحـدة ، فهـي منفتحـة علـى بعـد صـوفي كمـا يمكنهـا أن تعـبر عـن حالـة نفسـية عاديـة " ( 4 ) ( لغة إشراقيّة )
( اليقين ، الثلج ، البياض ، الحلم ، الحاسوب ، الموت ، الفناء ، الحب ، العشق ... ) .

الانزياح الدلالي في الرواية :

غالبا ما يعتمد الأديب الصوفي ( الشاعر و الروائي ) ، على الانزياح الدلالي ، بغرض إحداث رجّة نفسيّة و زلزلة عاطفيّة في حواس القاريء أو المتلقّي . يعمد الروائي الصوفي إلى إطلاق العنان لمشاعره و أحاسيسه لتجاوز الواقع المعيش ، و طيّ حواجز الزمان و المكان . فيصبح ( سفره ) و ( هيامه ) و ( عشقه ) أشبه بالحلم المتخيّل في برزح بين الوهم و الحقيقة ، أو بين المشاهدة الصوفيّة و التوهّم ..
الانزياح الدلاليّ ، ويكون في البلاغة أو الصور أو التّشبيه أو المجاز، وهو من الأنواع المؤثّرة تأثيرًا كبيرًا في القراء .

ان تكتب نصا صوفيا ، لا يعني توظيف المصطلحات الصوفيّة التراثيّة المقدّسة أو الرموز الدينيّة ، التي وظّفها الشعراء و الفلاسفة ( ابن عربي ، أبو حامد الغزالي ، رابعة العدويّة ، الحلاّج ، ابن طفيل ، ابن حزم ، ابن الفارض ، عفيف الدين التلمساني ..) . بل لا بد أن يعيش الأديب وجدا صوفيّا ، لا عن طريق الانتحال أو التقمّص أو التصنّع . فالتجربة الصوفيّة ، تجربة ذاتيّة ، يكتنفها الصدق و المعاناة و الرؤية و المماثلة و التضاد .

و قد ظهر الانزياح الدلالي واضحا في هذه الرواية ، حين غرف الروائي د . عبد القادر عميش من بحر المعجم اللغوي الصوفي ، إيمانا منه ، أنّ اللغة أداة رئيسة في بناء السرديّات الصوفيّة و حواراتها . " و أنا وحدي اتبع لغتي ، لغة الحكي ، لغتي الآن تكتبني ، تملأني بسواد كلماتها الذاهبة بي إلى المقامات العليا ، تمنحني عشقي المرتجى ، تمنحني وجه هايدي الذاهبة الى مقامها " ص 25 .
لقد تبوّأت اللغة الصوفيّة في رواية " بياض اليقين " للروائي عبد القادر عميش ، مكانة السبق في صياغة الأسلوب الروائي ، الذي طغى عليه عنصرا السرد و الوصف . و كان الهدف – فيما بدا لي – إضفاء جوّ روحانيّ على سيرورة الأحداث ، لمنح بطل الرواية و الشخصيات الأخرى ، الجنسيّة الصوفيّة . و كأنّي بالروائي ، قد سعى في حشد كمّ هائل من المصطلحات الصوفيّة بغرض تحقيق غايته المثلى ، ألا و هي ، إخراج نص سرديّ صوفيّ مثاليّ . لقد اجتهد الروائي عبد القادر عميش في ذلك ، و غرف من بحر الصوفيّة ما شاء له من المصطلحات الصوفيّة و الألفاظ المتخمة بالرموز و الدلالات ، دون تحفّظ . لكنّه ، ربّما نسيّ أو تناسى ، أنّ غايته تلك ستورّطه في الغموض السردي ، لأنّه سيواجه قرّاء لا باع لهم و لا ناقة لهم و لا جمل في عالم الصوفيين . لا أقصد ، القراء المحدودي الثقافة ، و الكسالى النائمين الذي يتخذون الأدب مروحة – كما قال عباس محمود العقاد - ، و لا أنصاف المثقفين ،العاجزون عن التفريق بين الغث و السمين . إنّما أقصد القراء الجادين ، و النقاد المجتهدين . و مذهب الصوفية في الغموض معروف ، فهم يستعملون الألفاظ المعقّدة و المعاني المغلقة . و كأنّهم يكتبون لخاصة الخاصة من القراء .
كقول المتنبي : أفيكم فتي حيٌّ يخبرني عنِّي ** بما شربت مشروبة الروح من ذهني
و قول شرف الدين بن الفارض :
حديثي قديم في هواها وما له ** كما علمت بعد وليس له قبل
ومن كلام ابن عربي :
يا من يراني ولا أراه ** كم ذا أراه ولا يراني
" إن الكاتب لا يحسن به دائمًا أن يخاطب جميع الناس ، فللوضوح مقامات ، وللغموض مقامات ، وكانت معاني الصوفية أدق من أن ترسل إلى مختلف الجماهير في ألفاظ واضحة المدلول . ( 5 ) ( موقع هنداوي )

في رواية بياض اليقين للروائي الدكتور عبد القادر عميش ، فلسفة المزج بين المذهب الواقعي و المعطى الصوفيّ ؛ واقعيّة المكان و فضاءاته المحسوسة ، المحدودة ( قسنطينة ، غروزني ، دمشق ، الشلف ، فضاء الجامعة ) و صوفيّة الزمان المطلق . فقد كانت غاية الروائي عبد القادر عميش – فيما أرى - تأسيس نص صوفيّ و بناءه و تأثيثه و إخراجه في صورة تكتنفها عوالم التحلّي و التجلّي . وهذه غاية الروائي الصوفي فهـو يسعى بكل أدواته اللغويّة و البلاغيّة إلى مواجهـة ذاتـه قصـد السـمو بهـا إلى عالم المثل . { باعتبارهــا تحمــل مكونــات أساسـية لتحقيـق هـذا الحلـم ، لكنـه لا ينطلـق مـن شـيء يحـيط بـه بقـدر مـا ينطلـق مـن داخله ليصوغ إحساسه الفياض تجاه ذات عليا ، عبر خطـاب يحمـل صـفة التجريـد لأنـه يتعامل مع شيء مطلق لا يمكن رؤيته عيانا .} * ص 9
قد يتبادر إلى أذهان بعض القرّاء و النقاد ، أنّ الرواية الصوفيّة ، لا علاقة لها بالواقع المعيش ، مقطوعة الصلة بالحياة الإنسانيّة الأرضيّة ، الدنيويّة ، الماديّة . فهي رواية تتعلّق بحالة النفس في تجليّاتها و إشراقاتها النورانيّة ، و مشاهداتها و كشوفاتها الروحيّة ، لا شأن لها بالجسد و إفرازات جوارحه ، و سلوكاته و شهواته و قوته أو ضعفه . فالجسد ما هو إلاّ كتلة من الطين في أشكال و صوّر معيّنة ، تحرّكه النفس إلى أجل مسمى ، و تذهب به مذاهب شتّى ، فإذا رجعت إلى ربّها ، حال الجسد إلى مأدبة للدود و عاد إلى أصله الترابي . أمّا مدار الحياة ، فهو النفس ، بها يولد الجسد و يحيا ، و بدونها يتلاشى عن الأنظار و يترب .

في رواية " بياض اليقين " للروائي ، د . عبد القادر عميش . صوفيّة واقعيّة ، و واقعيّة صوفيّة . الأمر ليس تلاعبا بالألفاظ ، بل هي الحقيقة المستخلصة – حسب رأيي – من متن الرواية . فقد عمد الروائي إلى مزج الحدث الصوفي بالحدث الواقعيّ ، لإضفاء جوّ من الروحانيّة على البنية السرديّة الواقعيّة ، و التعريج بالواقع المنظور في عوالم الكشوفات الميتاصوفيّة المطلقة . فكانت شخصيّات الرواية ، تتحرّك في أماكن جغرافيّة حقيقيّة و معلومة ( الشلف ، مدينة قسنطينة و جامعتها الإسلاميّة ، عاصمة الشيشان غروزني ، دمشق ، عاصمة سوريا ، حلب و قلعتها ... ) ،

لا يمكن اعتبار الروائي ،الذي يكتب الرواية الصوفيّة ، بالضرورة ، صوفيّا ، معتنقا المذهب الصوفي ، كما كان عرفه أئمّة الصوفيّة قديما ( الحلاّج ، محي الدين ابن عربي رابعة العدويّة ، جلال الدين الرومي ، أبو حامد الغزالي ) ، لكنّه معتنق لأفكار صوفيّة بدوافع نفسيّة أو اجتماعيّة أو فنيّة أو فلسفيّة أو دينيّة . فالطريقة الصوفيّة في عرف العامة ، و في نظر بعض الخاصة ، سليلة الدين الإسلامي ، شبيهة في ظاهرها بالأسلوب الكهنوتي و الكنسي و الرهباني عند اليهود و النصارى ، مختلفة عنه في الآليات و الغاية .
يلجأ الروائي ، كاتب الرواية الصوفيّة - عادة - إلى توظيف الانحياز الدلالي و الرموز ، و خاصة الطبيعيّة منها ، و الاختفاء خلفها بغرض تسريب مواقفه و أفكاره السياسيّة و الاجتماعيّة و الأخلاقيّة . لتجنّب مقص الرقيب السلطوي و قمعه و استبداده . و يسعى من خلال تلك الرموز إلى ولوج عوالم المشاهدة و المكاشفة و اليقين و الأنس و غيرها من عوالم الصوفيّة .

لقد عرّت رواية " بياض اليقين "، للروائي د . عبد القادر عميش ، في متنها و بين سطورها ، عورات العالم العربي و الإسلامي و أزاحت اللثام عن أزمات المواطن العربي ، الاستبداد السياسي ، الأسلوب العسكري في إدارة المجتمع المدني ، أو عسكرة المجتمع المدني ، قمع الحريّات الفرديّة ّو الجماعيّة ، الجهل المستشرى ، التخلّف ، الإرهاب و العنف .
و لعل أم الأزمات – على منوال أم المعارك – في البلاد العربيّة ، بجناحيها ؛ المشرقي و المغاربي ، هي أزمة الجهل التي كبّلت العقل العربي ، و سفّهت الفكر النيّر ، و فتحت أبواب الجدل المبني على الترّهات و الخرافات و الظنون و الخلافات المذهبيّة ، و على النبش في قمامة التاريخ النتن .

لقد لبست رواية " بياض اليقين " ثوبا صوفيّا ، من خلال الاتّكاء على الأساليب المجازيّة المتنوّعة و توظيف الرموز الغنيّة و العميقة فكريا و جماليا ، مثل الرمز الطبيعيّ ( الثلج ، المطر ، الليل ، النهار ، الريح ، الأرض ....) ، لكن ّ بالمقابل ، لم تكن وظيفة الرمز في الرواية غاية مثلى ، بل أخذت أبعادا سياسيّة و اجتماعيّة و فلسفيّة . فهاهو البطل ( الأستاذ ) يسعى إلى تحقيق غايته الصوفيّة ، بمواجهة ذاته من أجل عتقها من عالم المحسوسات ، و الارتقاء بها إلى عالم المثل العليا . و كأنّي به يمتطي حلما يتمثّل الفلسفة المثاليّة الأفلاطونيّة للعيش في المدينة الفاضلة .
إنّ بطل الرواية يعيش أزمة فكريّة و نفسيّة و روحيّة و عاطفيّة ، و هي أزمة تجسّد الحسّ المأساوي و القلق الوجودي للإنسان الصوفي عامّة في مجتمع طغت عليه الفلسفة الماديّة الغربيّة ، الدخيلة . و يعيش تناقضا صارخا بينه و بين محيطه ، و بين الواقع المعيش و المرئي و الرؤى التجريديّة المطلقة التي لا تُرى بالعين المجرّدة إلى درجة الشعور بالاغتراب الروحي ، و هو مقيم بين أهله و عشيرته ، و في أحضان وطنه . و قد يفضي به ، ذلك ، إلى انفصام الشخصيّة و وقوعها في معمعة الصراع النفسي بين الواقع المعيش و المأمول المثالي .
. ( بطل الرواية ، عاش عشريّة دمويّة قاسيّة في بلاده ، و شاهد حروبا فظيعة خارج حدود بلاده عبر شاشات الإعلام ، مثل قناة ( الجزيرة ) ، بطل مشتت الأفكار ، متوتّر ، قلق ، عاشق ، محبّ ، فرح ، حزين ، مقهور ، منتصر ، منكسر ، يائس ، حالم ، معذّب ، ممزق المشاعر ، ضائع بين الدروب ، متعلّم ، مثقف ، عصري ( الحاسوب ) ، أصيل ( الأصالة ) ، واهم ... ) .
و لعلّ تجليّات البطل الصوفي ( الأستاذ ) في ثنايا الرواية ، تعكس محنة تمزّق الإنسان العربي المعاصر روحيّا و فكريا و سياسيّا و إيديولوجيّا .
و هي محنة أفرزتها تراكمات سلبيّة و قاسيّة ، ترويها صفحات تاريخيّة سوداء ، مليئة بالانكسارات و الهزائم و الخيبات التي أصابت خير أمّة أخرجت للناس في مقتل . و قد كانت البداية مع حروب الردّة في عهد الخليفة الراشدي أبي بكر الصديق ( ض ) ، ثم تلتها مأساة مقتل عثمان و ما أعقبها من فتن في الجزيرة و العراق ، و الحرب الضروس بين فريقي الإمام علي و معاويّة و انقسام الأمّة إلى فصائل و طوائف ، ثم سقوط بغداد في أيدي التتار و المغول و سقوط الأندلس و احتلال أوربا الصليبيّة للبلاد العربيّة ، و أخيرا القدس الشريف في أيدي العصابات الصهيونيّة ، و غيرها من سلسلة المآسي المتمطيّة على النفس العربيّة كأمواج البحار و سلاسل الجبال .

خاتمة :
و مهما قيل عن رواية بياض اليقين للدكتور الروائي عبد القادر عميش ، من مدح أو قدح ، فهي – في رأيي - تجربة رائدة ، تضاف إلى تجارب أخرى في العالمين العربي و الإسلامي . و هي ، أيضا ، إضافة متميّزة للرواية العربيّة في المشهد الجزائري و العربي و الإسلامي .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش :

( 1 ) الأستاذ محمد كعوان . اللغة الصوفية بين الدلالة المعجمية والدلالة السياقية )
( 2 ) الأستاذ محمد كعوان . اللغة الصوفية بين الدلالة المعجمية والدلالة السياقية )
( 3 ) المرجع السابق نفسه .

( 4 ) المرجع السابق نفسه .
( 5 ) موقع هنداوي الالكتروني ( النت ) .



#علي_فضيل_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جناية الصوفيّة على الحضارة الإسلاميّة
- يُخرّبون بيوتهم بأيديهم
- سيميائية العلاقة بين الرجل و المرأة في رواية غابات الإسمنت * ...
- قراءة سيميائية و تفكيكيّة لرواية غابات الإسمنت . لذكرى لعيبي ...
- صورة المرأة المنتميّة في المجموعة القصصية ( إيلا ) * للقاصة ...
- تحرير الحريّة
- تأمّلات في التقشف و الزهد
- وجهة الفلسفة الغربيّة . إلى أين ؟
- الظاهرة الحزبيّة في البلاد العربيّة ما لها و ما عليها .
- امرأة من زمن العمالقة
- لماذا نكتب ؟ و ماذا نكتب ؟
- أم الخير
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 8 )
- ربيع إيكوزيوميّ *
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 7 )
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 6 )
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 5 )
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 4 )
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 3 )
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 2 )


المزيد.....




- أول حكم على ترامب في قضية -الممثلة الإباحية-
- الموت يفجع بطل الفنون القتالية المختلطة فرانسيس نغانو
- وينك يا لولو! تردد قناة وناسة أطفال الجديد 2024 لمشاهدة لولو ...
- فنانو الشارع يُحوِّلون العاصمة الإسبانية مدريد إلى رواق للفن ...
- مغن كندي يتبرع بـ18 مليون رغيف لسكان غزة
- الغاوون ,قصيدة عامية بعنوان (العقدالمفروط) بقلم أخميس بوادى. ...
- -ربيعيات أصيلة-في دورة سادسة بمشاركة فنانين من المغرب والبحر ...
- -بث حي-.. لوحات فنية تجسد أهوال الحرب في قطاع غزة
- فيلم سعودي يحصد جائزة -هرمس- الدولية البلاتينية
- “مين بيقول الطبخ للجميع” أحدث تردد قناة بطوط الجديد للأطفال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي فضيل العربي - المنظور الصوفي في رواية بياض اليقين . قراءة نقديّة في رواية - بياض اليقين - للروائي الدكتور عبد القادر عميش .