أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فضيل العربي - الظاهرة الحزبيّة في البلاد العربيّة ما لها و ما عليها .















المزيد.....

الظاهرة الحزبيّة في البلاد العربيّة ما لها و ما عليها .


علي فضيل العربي

الحوار المتمدن-العدد: 7576 - 2023 / 4 / 9 - 16:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظاهرة التحزّب في البلاد العربيّة قديمة ، ليست وليدة فترة الاستقلال الوطني . فقد ظهرت في القرن الاول الهجري ، اُثناء الصراع على الخلافة بعد اغتيال الخليفة الثالث عثمان بن عفّان سنة 35 هـ الموافق لـ 656 م . فكان ميلاد التحزب في الإسلام في خضم فتنة كبرى ، أدت إلى مقتل الخليفة ، و اختلاف شديد بين المسلمين حول خليفته الشرعي ، أيكون الإمام علي كرم الله وجهه و رضي الله عنه ، أم الصحابي معاويّة بن أبي سفيان ؟
و احتدم الصراع بين الطرفين ، و انقسم المسلمون إلى طائفتين ؛ طائفة تؤيّد و تساند و تدافع عن أحقيّة الإمام علي كرم الله وجهه ، القرشي ، الذي أسلم في صباه و تربّى في حجر النيّ محمد بن عبد الله عليه الصلاة و السلام ، و لأنّه من آل البيت ، و طائفة تؤيّد داهية العرب معاوية بن أبي سفيان ، الذي اسلم عام فتح مكة .
و فشا الخلاف بين المسلمين حول الخلافة ، و فشل تطبيق مبدأ الشورى فيما بينهم ، حقنا للدماء ، و صونا لوحدة الأمّة الإسلاميّة ، و نجم عن ذلك كلّه ، ظهور أحزاب أخرى كالخوارج و أنصار عبد الله بن الزبير ، ليفضي ذلك كلّه إلى حروب طاحنة في الجزيرة العربيّة و العراق ، و تأكل نارها الأخضر و اليابس ، و يُقتل الأمام علي كرم الله وجهه و من بعده أبناؤه ، أحفاد النبيّ صلى الله عليه و سلم . و عدد من أنصاره على أيدي الطوائف الضالة .
لقد كانت الفتنة الكبرى وبالا على المسلمين ، نتج عنها ما تعانيه اليوم من صراع سنّي / شيعيّ ، و صراع مذهبيّ و طائفيّ بين المسلمين ، و كأن الحرب ما زالت في بدايتها ، و في أوجّ أُوارها .
و انتقل الصراع الحزبي بين المسلمين من مربّعات السياسة إلى المربّعات الثقافيّة و الشعريّة ، ليقوم مجموعة من الشعراء في العصرين الأموي و العباسي بتأجيج الصراع حول أحقيّة الخلافة الإسلاميّة . فظهر شعر النقائض ( جرير ، الفرزدق ، الأخطل ) ، في عصر بني أميّة ليوسّع الشرخ بين المسلمين ، و يحيي مشاعر الشعوبيّة و مظاهر الجاهليّة . و انقسم الشعراء بين الأحزاب السياسيّة المتناحرة ، ليؤدوا دور الإعلام السياسي و الإشهار و الموالاة و النصرة و الدفاع عن أوليائهم حبّا و نصرة أو طمعا في العطيّات و رغبة في التكسّب . من أمثال : الكميت بن زيد و قطري بن الفجاءة . كما اتّخذ الشعراء مواقف ، فمنهم من كان مؤيّدا لبني أميّة ، ظاهرا ، ومتعلّقا بعلي باطنا ، و من أشهرهم : النعمان بن بشير الأنصاري ، وابن مفرغ من حمير ، وأبو الأسود الدؤلي . و منهم من كان في صف المعارضين لهم ، و من أنصار الإمام علي كرم الله وجهه ، و أشهرهم : و ابن أرطأة المحاربي ، الذي كان سيد قومه ، والحارث بن بدر من يربوع ، والمتوكل الليثي من كنانة ، والوليد بن عقبة من قريش .
و هكذا ، لم تكتف تلك الأحزاب السياسيّة بزرع الفتن بين الدهماء و عامة الناس ، الذين كانوا يميلون مع كل ريح ، بل امتدّت أياديها إلى الشعراء و المثقفين ، و انتقل الصراع الحزبي حول الخلافة إلى الخوض في مسائل العقيدة و الشرائع . و تبوأت الأفكار التكفيريّة منابر الجدل ، و تجاوزت حدود الحكمة و الموعظة الحسنة ، إلى شحذ السيوف و إعمالها في رقاب الناس ، و إراقة الدماء ، بعدما كانت الامّة الإسلامية ، في فجر الإسلام و صدره ، أمّة واحدة ، بل خير أمّة أخرجت للناس .
و في العصر الحديث ، سار المسلمون على ديدن الغرب ، فأنشأوا أحزابا سياسيّة ؛ وطنيّة و شيوعيّة و إسلامية للدفاع عن أوطانهم و تحريرها من المحتل الأجنبي . فكانت تلك الأحزاب فأل خير على المسلمين ، و أرعبت الغزاة و المحتلين الأجانب ، و زلزلت من تحت أقدامهم الأرض . لأنّها كان تضم في صفوفها قادة حكماء و مثقفين و مؤمنين بالقضيّة الوطنيّة ، كما كان أتباعها مخلصين في الولاء لله و الوطن ، و كان مطلبهم الأول ، إمّا الحريّة أو الاستشهاد في سبيل الله . و انتشرت ظاهرة التحزب ( الظاهرة الحزبيّة ) في المشرق و المغرب الإسلاميين في النصف الأول من القرن العشرين .كحزب نجم شمال إفريقيا في الجزائر و الحزب الدستوري في تونس و حزب الشعب في الأردن ، و حزب الوفد في مصر و حزب البعث في سوريا و العراق و غيرها من الأحزاب ، التي كانت سليلة التجارب الديمقراطيّة و التعددية الحزبيّة .
الأحزاب العربيّة ، وليدة الحريّة و الديمقراطيّة و صنيعة الفوضى و صانعتها . إنّ حداثة التجربة الديمقراطيّة في البلاد العربيّة ، لدى الأنظمة الجمهوريّة و الأنظمة الملكيّة و الأميريّة ، و ضعف مستوى التعليم و الوعي الوطني ، و الثقافة السياسية ، كل ذلك و غيره ، نجم عنه ميلاد أحزاب سياسيّة ذات صبغة إيديولوجيّة و قبليّة و طائفيّة ، لم تقدّم للمجتمع شيئا يذكر . بل إن تعدّد الأحزاب في البلد الواحد ، أدى إلى تقسيم مكوّنات المجتمع ، و طفو النزاعات الإثنيّة على السطح ، كما اندلعت جراء ذلك حروب أهليّة طاحنة ، ذهب ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء ، المنتمين حزبيا و غير المنتمين .
إنّ بلدا مثل الجزائر ، عاشت فترة زاهرة قبل 1989 م ، تحت ظل حزب جبهة التحرير الوطني ، ( الأفلان ) أي قبل فتح أبواب التعدّدية الحزبيّة ، تحت شعار الإصلاح السياسي ، و لمّا ظهرت طائفة من الأحزاب ، منتحلة العباءة الديمقراطيّة أو الشيوعيّة او الدينيّة ( الإسلاميّة ) ، غرقت في دماء حرب أهليّة ، إرهابيّة داميّة طوال عشر سنوات ( العشريّة السوداء أو الحمراء ) . لقد ظهرت الأحزاب السياسيّة في الجزائر كالفطريّات ، و كانت تغيب في سبات ، و لا تستيقظ منه إلاّ عند المواعيد الانتخابيّة المحليّة و الوطنيّة ، من أجل كسب مقعد أو بضع مقاعد في المجالس السياسيّة المختلفة . كان عدد الأحزاب في الجزائر ، غداة فتح أبواب التعدّدية الحزبيّة يربو على 50 حزبا سياسيا ( أكثر من 53 حزبا ) بمختلف الألوان السياسيّة و التوجّهات الإيديولوجيّة .
و لم تقدّم هذه الأحزاب للجزائر شيئا يذكر ، بل كانت عاملا من عوامل ( الفوضى الخلاّقة ) ، و سببا مباشرا في زعزعة السلم الاجتماعي ، و انقسام الشعب الجزائري إلى مجموعات متعصّبة و متصارعة على المناصب و الريّع . و كلّ حزب بما لديه فرح . فالإسلاميون يكفّرون معارضيهم ، و الشيوعيّون العلمانيّون يتهمون الإسلاميين بالظلاميّة و الأصوليّة و الإرهاب الفكري و الديني ، و الوطنيّون لا يجدون لهم مكانا بين التيارين المتصارعين . في الوقت الذي كانت البلاد العربيّة في غنى عن الظاهرة الحزبيّة المفلسة .
و كان لبنان ضحيّة التعدديّة الحزبيّة المبنيّة على الطائفيّة و الثيوقراطيّة في منتصف السبعينيات من القرن المنصرم . فلا يعقل ، في بلد كلبنان - بمساحته التربيّة و عدد سكانه – أن يحتمل العدد الهائل من الأحزاب السياسيّة بمختلف توجهاتها الإيديولوجيّة . أكثر من أربعين حزبا و حركة ( في حدود 45 حزبا و حركة ) . بينما أمريكا يتداول على حكمها حزبان سياسيان فقط ؛ جمهوري و ديمقراطي ) . لا بد أنّ هناك علاقة وطيدة بين التعليم و السياسة و الديمقراطيّة ، فكلّما ارتفعت نسب التعليم فير الغرب تقلّص عدد الأحزاب السياسيّة ، أما لبنان فهو ظاهرة مختلفة و خاصة ، لا شبيه لها في البلدان العربيّة الأخرى .
و ما يقال عن الجزائر و لبنان ، يقال عن بلاد الشام و العراق و مصر و السودان . لقد كانت التعدديّة الحزبيّة طالع سوء ، و فأل نحس على الشعوب العربيّة .
التعليم قبل التحزّب : هل تصلح الأحزاب السياسيّة في المجتمعات المتخلّفة ، التي تعاني من نقص فادح في التعليم العام و التقني و الوعي ؟ إنّ الممارسة السياسيّة تنبني على مقدار التعليم و مستواه و نوعيّته الذي يحوزه الفرد و تتمتّع به الجماعة . لا بد من تقديم العمليّة التعليميّة ، كي يتعلّم الفرد أبجديات ممارسة حريّته الفرديّة ، في إطارها الفطري و مداها الإنساني ، و احترام حريّة الآخر ضمن منظومة الحقوق الفرديّة و المشتركة . فإذا أدرك الفرد قسطا أو أقساطا من التعليم ، اكتسب ملكة الوعي و المسؤوليّة الفرديّة و الجماعيّة . إنّ ما يحيّر – فعلا – هو لجوء المجتمعات ، ذات النسب العاليّة من الأميّة إلى ممارسة العمليّة الانتخابيّة في إطارها الحزبي . و كلنا يدرك ، أن مصطلح ( الانتخاب ) مصدر على وزن ( الافتعال ) مشتق من الفعل نخب ، و مضارعه ينتخب ، و منه اشتقت النُخب و المنتخب . و معناه الشائع الاختيار . و لا يحدث هذا الأخير ، إلاّ بوجود العقل و الحريّة و القدرة على التمييز بين الأضداد و المتشابهات ، لا يمارس هذه الأفعال إلا من كان يملك أدوات العلم و الثقافة . و هذا الذي ينعدم تماما عند الأميين من عامة المجتمع . و النتيجة ، إنّ ممارسة عمليّة الانتخاب الحزبي و السياسي ، سلوك مزيّف و باطل و خادع و مشوّه للعمليّة السياسيّة و الممارسة الحزبيّة . لقد رأيت كثيرا من العامة يقصدون مكاتب الانتخاب أو الاقتراع ، من أجل اختيار مرشّح حزبي او حرّ لتقلّد منصب أعلى أو أدنى في هرم السلطة ، و هم يجهلون ( بالمعنى الحقيقي ) برنامج مرّشحهم الحزبي ، لأنهم يفتقدون أبجديات القراءة و الكتابة ، فهم ( أميّون ) لا يفرّقون بين الألف و العصا . و بالتالي هم عرضة للاستغلال المجاني و التوجيه الاستغلالي من طرف ذوي المصالح الضيّقة ، أو من ذوي الانتماءات العشائريّة أو الجهويّة أو القبليّة أو الثيوقراطيّة ...
فالحزبيّة ، بهذا الشكل ، لا تساهم في بناء المجتمع على أسس علميّة و موضوعيّة و نوعيّة ، بل تهدف إلى تغليب فئة على أخرى ، معتمدة على الكمّ بدل النوع . مجتمعاتنا العربية في حاجة ماسة إلى التعليم المفيد قبل الممارسة السياسية ، أي قبل عمليات الانتخاب . و قد أمر الله تعالى نبيّه و الناس بطلب العلم ، قبل شعائر العبادات . في قوله تعالى في سورة العلق : "اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ و ربك الأكرم الذي علّم بالقلم "
قد تبدو للمواطن الساذج و ( المخدوع ) أنّ التعدديّة الحزبيّة شكل من أشكال ممارسة الديمقراطيّة ، و هذه رؤية خادعة و مزيّفة . فقد سئل أحد العامة : ما الديمقراطيّة في نظرك ؟ فكان جوابه : أن نقول ما نشاء ، ونفعل ما نشاء ، دون خوف . و هذه الإجابة الصادرة ، عن مواطن من الدهماء ، تعبّر عن الفجوة الموجودة بين النظريّة و التطبيق في الممارسة الديمقراطيّة ، كما يفهما العامة في المجتمع الأميّ .
كثرة الأحزاب في أيّ مجتمع ، دليل على طغيان العاطفة على العقل . هناك شعور عام لدى المواطنين ، في الجنوب خاصة ، أنّ الديمقراطيّة الغربيّة تمنحهم حريّة التعبير و تأسيس الأحزاب السياسيّة الليبيراليّة ، و الملاحظ ، أنّ الشعور العام ، يكاد أن يكون فطريّا في البلاد التي خضعت للاحتلال الأجنبي أطول فترة من الزمن . و هو شعور يعبّر عن ردّة فعل شرطي منعكس ، عن مشاعر الحرمان و الفقر و القهر ، التي مارسها المحتل الأجنبي أو المستبّد المحلّي . إنّ خدمة المجتمع ، لا تكون بالضرورة تحت إمرة حزب سياسيّ ذا شعبيّة واسعة أو مجهريّ أرنبيّ لا تتعدّى شعبيته مجتمع ( الدوار ) أو ( الدشرة ) . خدمة المجتمع سلوك يومي يلتزم فيه الفرد بأضعف الإيمان ، بإماطة الأذى عن الطريق ، و إنكار المنكر بقلبه ، إذا عجز عن تغييره بيده أو بلسانه . سلوك يوميّ مستمر ؛ يؤدي به واجباته مقابل حقوقه ، لا يستهين بصغائر الأمور ، كي لا تفضي به إلى كبائرها .

أعود ، و أؤكّد ، إنّ الأحزاب السياسيّة في البلاد العربيّة ، بعد الاستقلال ، لم تقدّم شيئا للبلاد و العباد . كانت عامل صراعات جوفاء ، و لم تكن عامل تنميّة اقتصادية و اجتماعيّة و ثقافيّة و علميّة . كما ساهمت ، عمدا أو سهوا ، في تفتيت البنية الاجتماعيّة و الأسريّة ، و زرع الحزازات و إيقاظ الفتن النائمة . و تقسيم المجتمع العربي على أسس إثنيّة و دينيّة و قبليّة و إيديولوجيّة و قوميّة و عشائريّة و عنصريّة . كان من المفروض ، و من أولويّة الأولويات ، أن تكون المعركة بعد الاستقلال ، معركة تنميّة شاملة ، بدءا من التنميّة العقليّة للإنسان ، و تطهير عقله من التواكل و الخرافة ، وصولا إلى تنميّة شاملة لجميع قطاعات المجتمع . و ذلك بمعالجة أزمات الأميّة و الفقر و المرض و سوء التغذيّة و التبعيّة للغرب و استغلال الموارد الطبيعيّة بشكل عقلاني و انتشال المواطن العربي من عقدة الدونيّة و العجز .
أليس من العار ، و نحن في القرن الواحد و العشرين ، مازلنا نستورد غذاءنا من دول أقل منّا عددا و عدّة و مساحة و ثروة ؟ نستورد منتجات استراتيجيّة مثل : القمح و الشعير و الذرة و الحليب و الأدوية و الألبسة و أخرى كمالية ، مثل مواد التجميل و الشيكولاطة و الشيبس و العاب الأطفال الرديئة ، و غيرها . بينا أحزابنا السياسيّة غارقة في معاركها ضد بعضها البعض . لقد كان حال الجزائر في عهد الحزب الواحد ، حزب جبهة التحرير الوطني ( الأفلان ) أفضل ، بكثير بعد فتح باب التعددية الحزبيّة . كانت الجزائر ، من الناحيّة الاستشراف التنموي ، أفضل من كوريا الجنوبيّة و البرازيل و أسبانيا و البرتغال و الأرجنتين ، ناهيك عن دول أخرى في شرق آسيا . فلمّا فُتحت الساحة السياسيّة ، باسم الديمقراطيّة ، أجهضت القاطرة التنمويّة ، و دخلت في صراع بيزنطي ، حول كيفية الوصول إلى السلطة ، و لا شيء غير السلطة ؛ أحزاب تدّعي الإسلام ، و تسمّي نفسها به ، و أحزاب ركبت موجة وطنيّة أو علمانيّة أو شيوعيّة او جهويّة ، متصارعة ، متنابزة بالألقاب ، أفضت إلى زعزعة الوحدة الوطنيّة و تهديد أركانها . و ما يحدث في البلاد العربيّة لا يختلف عن ما حدث في الجزائر ، و في ليبيا و سوريا . فقد ركبت تلك الأحزاب السياسيّة موجات ، ما سميّ زورا و بهتانا بـ ( الربيع العربي ) – و هو في حقيقته تجسيد النظرية السياسيّة ، الفوضى الخلاقة ، التي ظهرت أول مرّة عام 1902 م ، على يد المؤرخ الأمريكي تاير ماهان ، ليتوسّع المصطلح بعد أحداث سبتمبر 2003 م على يد مايكل ليدين ، و يطلق عليها تسميّة ( الفوضى البناءة أو التدمير البناء ) ، و هي النظريّة التي بشّرت بها وزيرة الخارجيّة الأمريكيّة كونداليزا رايس في شهر أفريل عام 2005 م . لبناء ما يعرف بـ ( الشرق الأوسط الجديد ) ، بحجة نشر الديمقراطية بالعالم العربي .
و خلاصة القول ، إنّ فلسفة التحزّب في البلاد العربيّة أضرّت كثيرا باللحمة الوطنيّة و القوميّة . سواء أكانت تلك الأحزاب حاكمة أو في موقع المعارضة . فالأمر سيّان . أحزاب ترافع قولا في أدبياتها عن النظام الديمقراطي و التعدّدي و( شكلا ) ، و لكنّها لا تمارسه فعلا . فأغلب رؤسائها و قادتها يمارسون الديكتاتورية و السلطويّة على أتباعهم ، و لا يقبلون بفكرة التداول على رئاسة الحزب . و بالمقابل يتّهمون السلطة الحاكمة برفض التداول على السلطة . هناك أحزاب في المعارضة ، تتغنّى بالديمقراطية ، و تدعو السلطة الحاكمة ، بصوت جهوري إلى وجوب التداول على الحكم ، و عندما تصل إلى مبتغاها تعيد إنتاج ديكتاتوريّة اسوء من الديكتاتوريات العسكريّة .



#علي_فضيل_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة من زمن العمالقة
- لماذا نكتب ؟ و ماذا نكتب ؟
- أم الخير
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 8 )
- ربيع إيكوزيوميّ *
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 7 )
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 6 )
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 5 )
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 4 )
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 3 )
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 2 )
- يوميّات معلم في مدرسة ريفيّة ( 1 )
- فلسفة الوقت في حياتنا
- أكتب لكم من الجنوب ( 10 )
- التعليم قبل الديمقراطيّة .
- أكتب لكم من الجنوب ( 9 )
- بين المونديال الكروي في الجنوب و المونديال الحربي في الشمال
- أكتب لكم من الجنوب ( 8 )
- أكتب لكم من الجنوب ( 7 )
- قمّة المناخ في شرم الشيخ وما تنتظره البشريّة منها .


المزيد.....




- كوريا الشمالية تدين تزويد أوكرانيا بصواريخ ATACMS الأمريكية ...
- عالم آثار شهير يكشف ألاعيب إسرائيل لسرقة تاريخ الحضارة المصر ...
- البرلمان الليبي يكشف عن جاهزيته لإجراء انتخابات رئاسية قبل ن ...
- -القيادة المركزية- تعلن إسقاط 5 مسيرات فوق البحر الأحمر
- البهاق يحول كلبة من اللون الأسود إلى الأبيض
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /29.04.2024/ ...
- هل تنجح جامعات الضفة في تعويض طلاب غزة عن بُعد؟
- بريكس منصة لتشكيل عالم متعدد الأقطاب
- رئيس الأركان الأوكراني يقر بأن الوضع على الجبهة -تدهور- مع ت ...
- ?? مباشر: وفد حركة حماس يزور القاهرة الاثنين لمحادثات -وقف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فضيل العربي - الظاهرة الحزبيّة في البلاد العربيّة ما لها و ما عليها .