أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فضيل العربي - الظاهرة الحزبيّة في البلاد العربيّة ما لها و ما عليها .















المزيد.....

الظاهرة الحزبيّة في البلاد العربيّة ما لها و ما عليها .


علي فضيل العربي

الحوار المتمدن-العدد: 7576 - 2023 / 4 / 9 - 16:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ظاهرة التحزّب في البلاد العربيّة قديمة ، ليست وليدة فترة الاستقلال الوطني . فقد ظهرت في القرن الاول الهجري ، اُثناء الصراع على الخلافة بعد اغتيال الخليفة الثالث عثمان بن عفّان سنة 35 هـ الموافق لـ 656 م . فكان ميلاد التحزب في الإسلام في خضم فتنة كبرى ، أدت إلى مقتل الخليفة ، و اختلاف شديد بين المسلمين حول خليفته الشرعي ، أيكون الإمام علي كرم الله وجهه و رضي الله عنه ، أم الصحابي معاويّة بن أبي سفيان ؟
و احتدم الصراع بين الطرفين ، و انقسم المسلمون إلى طائفتين ؛ طائفة تؤيّد و تساند و تدافع عن أحقيّة الإمام علي كرم الله وجهه ، القرشي ، الذي أسلم في صباه و تربّى في حجر النيّ محمد بن عبد الله عليه الصلاة و السلام ، و لأنّه من آل البيت ، و طائفة تؤيّد داهية العرب معاوية بن أبي سفيان ، الذي اسلم عام فتح مكة .
و فشا الخلاف بين المسلمين حول الخلافة ، و فشل تطبيق مبدأ الشورى فيما بينهم ، حقنا للدماء ، و صونا لوحدة الأمّة الإسلاميّة ، و نجم عن ذلك كلّه ، ظهور أحزاب أخرى كالخوارج و أنصار عبد الله بن الزبير ، ليفضي ذلك كلّه إلى حروب طاحنة في الجزيرة العربيّة و العراق ، و تأكل نارها الأخضر و اليابس ، و يُقتل الأمام علي كرم الله وجهه و من بعده أبناؤه ، أحفاد النبيّ صلى الله عليه و سلم . و عدد من أنصاره على أيدي الطوائف الضالة .
لقد كانت الفتنة الكبرى وبالا على المسلمين ، نتج عنها ما تعانيه اليوم من صراع سنّي / شيعيّ ، و صراع مذهبيّ و طائفيّ بين المسلمين ، و كأن الحرب ما زالت في بدايتها ، و في أوجّ أُوارها .
و انتقل الصراع الحزبي بين المسلمين من مربّعات السياسة إلى المربّعات الثقافيّة و الشعريّة ، ليقوم مجموعة من الشعراء في العصرين الأموي و العباسي بتأجيج الصراع حول أحقيّة الخلافة الإسلاميّة . فظهر شعر النقائض ( جرير ، الفرزدق ، الأخطل ) ، في عصر بني أميّة ليوسّع الشرخ بين المسلمين ، و يحيي مشاعر الشعوبيّة و مظاهر الجاهليّة . و انقسم الشعراء بين الأحزاب السياسيّة المتناحرة ، ليؤدوا دور الإعلام السياسي و الإشهار و الموالاة و النصرة و الدفاع عن أوليائهم حبّا و نصرة أو طمعا في العطيّات و رغبة في التكسّب . من أمثال : الكميت بن زيد و قطري بن الفجاءة . كما اتّخذ الشعراء مواقف ، فمنهم من كان مؤيّدا لبني أميّة ، ظاهرا ، ومتعلّقا بعلي باطنا ، و من أشهرهم : النعمان بن بشير الأنصاري ، وابن مفرغ من حمير ، وأبو الأسود الدؤلي . و منهم من كان في صف المعارضين لهم ، و من أنصار الإمام علي كرم الله وجهه ، و أشهرهم : و ابن أرطأة المحاربي ، الذي كان سيد قومه ، والحارث بن بدر من يربوع ، والمتوكل الليثي من كنانة ، والوليد بن عقبة من قريش .
و هكذا ، لم تكتف تلك الأحزاب السياسيّة بزرع الفتن بين الدهماء و عامة الناس ، الذين كانوا يميلون مع كل ريح ، بل امتدّت أياديها إلى الشعراء و المثقفين ، و انتقل الصراع الحزبي حول الخلافة إلى الخوض في مسائل العقيدة و الشرائع . و تبوأت الأفكار التكفيريّة منابر الجدل ، و تجاوزت حدود الحكمة و الموعظة الحسنة ، إلى شحذ السيوف و إعمالها في رقاب الناس ، و إراقة الدماء ، بعدما كانت الامّة الإسلامية ، في فجر الإسلام و صدره ، أمّة واحدة ، بل خير أمّة أخرجت للناس .
و في العصر الحديث ، سار المسلمون على ديدن الغرب ، فأنشأوا أحزابا سياسيّة ؛ وطنيّة و شيوعيّة و إسلامية للدفاع عن أوطانهم و تحريرها من المحتل الأجنبي . فكانت تلك الأحزاب فأل خير على المسلمين ، و أرعبت الغزاة و المحتلين الأجانب ، و زلزلت من تحت أقدامهم الأرض . لأنّها كان تضم في صفوفها قادة حكماء و مثقفين و مؤمنين بالقضيّة الوطنيّة ، كما كان أتباعها مخلصين في الولاء لله و الوطن ، و كان مطلبهم الأول ، إمّا الحريّة أو الاستشهاد في سبيل الله . و انتشرت ظاهرة التحزب ( الظاهرة الحزبيّة ) في المشرق و المغرب الإسلاميين في النصف الأول من القرن العشرين .كحزب نجم شمال إفريقيا في الجزائر و الحزب الدستوري في تونس و حزب الشعب في الأردن ، و حزب الوفد في مصر و حزب البعث في سوريا و العراق و غيرها من الأحزاب ، التي كانت سليلة التجارب الديمقراطيّة و التعددية الحزبيّة .
الأحزاب العربيّة ، وليدة الحريّة و الديمقراطيّة و صنيعة الفوضى و صانعتها . إنّ حداثة التجربة الديمقراطيّة في البلاد العربيّة ، لدى الأنظمة الجمهوريّة و الأنظمة الملكيّة و الأميريّة ، و ضعف مستوى التعليم و الوعي الوطني ، و الثقافة السياسية ، كل ذلك و غيره ، نجم عنه ميلاد أحزاب سياسيّة ذات صبغة إيديولوجيّة و قبليّة و طائفيّة ، لم تقدّم للمجتمع شيئا يذكر . بل إن تعدّد الأحزاب في البلد الواحد ، أدى إلى تقسيم مكوّنات المجتمع ، و طفو النزاعات الإثنيّة على السطح ، كما اندلعت جراء ذلك حروب أهليّة طاحنة ، ذهب ضحيتها مئات الآلاف من الأبرياء ، المنتمين حزبيا و غير المنتمين .
إنّ بلدا مثل الجزائر ، عاشت فترة زاهرة قبل 1989 م ، تحت ظل حزب جبهة التحرير الوطني ، ( الأفلان ) أي قبل فتح أبواب التعدّدية الحزبيّة ، تحت شعار الإصلاح السياسي ، و لمّا ظهرت طائفة من الأحزاب ، منتحلة العباءة الديمقراطيّة أو الشيوعيّة او الدينيّة ( الإسلاميّة ) ، غرقت في دماء حرب أهليّة ، إرهابيّة داميّة طوال عشر سنوات ( العشريّة السوداء أو الحمراء ) . لقد ظهرت الأحزاب السياسيّة في الجزائر كالفطريّات ، و كانت تغيب في سبات ، و لا تستيقظ منه إلاّ عند المواعيد الانتخابيّة المحليّة و الوطنيّة ، من أجل كسب مقعد أو بضع مقاعد في المجالس السياسيّة المختلفة . كان عدد الأحزاب في الجزائر ، غداة فتح أبواب التعدّدية الحزبيّة يربو على 50 حزبا سياسيا ( أكثر من 53 حزبا ) بمختلف الألوان السياسيّة و التوجّهات الإيديولوجيّة .
و لم تقدّم هذه الأحزاب للجزائر شيئا يذكر ، بل كانت عاملا من عوامل ( الفوضى الخلاّقة ) ، و سببا مباشرا في زعزعة السلم الاجتماعي ، و انقسام الشعب الجزائري إلى مجموعات متعصّبة و متصارعة على المناصب و الريّع . و كلّ حزب بما لديه فرح . فالإسلاميون يكفّرون معارضيهم ، و الشيوعيّون العلمانيّون يتهمون الإسلاميين بالظلاميّة و الأصوليّة و الإرهاب الفكري و الديني ، و الوطنيّون لا يجدون لهم مكانا بين التيارين المتصارعين . في الوقت الذي كانت البلاد العربيّة في غنى عن الظاهرة الحزبيّة المفلسة .
و كان لبنان ضحيّة التعدديّة الحزبيّة المبنيّة على الطائفيّة و الثيوقراطيّة في منتصف السبعينيات من القرن المنصرم . فلا يعقل ، في بلد كلبنان - بمساحته التربيّة و عدد سكانه – أن يحتمل العدد الهائل من الأحزاب السياسيّة بمختلف توجهاتها الإيديولوجيّة . أكثر من أربعين حزبا و حركة ( في حدود 45 حزبا و حركة ) . بينما أمريكا يتداول على حكمها حزبان سياسيان فقط ؛ جمهوري و ديمقراطي ) . لا بد أنّ هناك علاقة وطيدة بين التعليم و السياسة و الديمقراطيّة ، فكلّما ارتفعت نسب التعليم فير الغرب تقلّص عدد الأحزاب السياسيّة ، أما لبنان فهو ظاهرة مختلفة و خاصة ، لا شبيه لها في البلدان العربيّة الأخرى .
و ما يقال عن الجزائر و لبنان ، يقال عن بلاد الشام و العراق و مصر و السودان . لقد كانت التعدديّة الحزبيّة طالع سوء ، و فأل نحس على الشعوب العربيّة .
التعليم قبل التحزّب : هل تصلح الأحزاب السياسيّة في المجتمعات المتخلّفة ، التي تعاني من نقص فادح في التعليم العام و التقني و الوعي ؟ إنّ الممارسة السياسيّة تنبني على مقدار التعليم و مستواه و نوعيّته الذي يحوزه الفرد و تتمتّع به الجماعة . لا بد من تقديم العمليّة التعليميّة ، كي يتعلّم الفرد أبجديات ممارسة حريّته الفرديّة ، في إطارها الفطري و مداها الإنساني ، و احترام حريّة الآخر ضمن منظومة الحقوق الفرديّة و المشتركة . فإذا أدرك الفرد قسطا أو أقساطا من التعليم ، اكتسب ملكة الوعي و المسؤوليّة الفرديّة و الجماعيّة . إنّ ما يحيّر – فعلا – هو لجوء المجتمعات ، ذات النسب العاليّة من الأميّة إلى ممارسة العمليّة الانتخابيّة في إطارها الحزبي . و كلنا يدرك ، أن مصطلح ( الانتخاب ) مصدر على وزن ( الافتعال ) مشتق من الفعل نخب ، و مضارعه ينتخب ، و منه اشتقت النُخب و المنتخب . و معناه الشائع الاختيار . و لا يحدث هذا الأخير ، إلاّ بوجود العقل و الحريّة و القدرة على التمييز بين الأضداد و المتشابهات ، لا يمارس هذه الأفعال إلا من كان يملك أدوات العلم و الثقافة . و هذا الذي ينعدم تماما عند الأميين من عامة المجتمع . و النتيجة ، إنّ ممارسة عمليّة الانتخاب الحزبي و السياسي ، سلوك مزيّف و باطل و خادع و مشوّه للعمليّة السياسيّة و الممارسة الحزبيّة . لقد رأيت كثيرا من العامة يقصدون مكاتب الانتخاب أو الاقتراع ، من أجل اختيار مرشّح حزبي او حرّ لتقلّد منصب أعلى أو أدنى في هرم السلطة ، و هم يجهلون ( بالمعنى الحقيقي ) برنامج مرّشحهم الحزبي ، لأنهم يفتقدون أبجديات القراءة و الكتابة ، فهم ( أميّون ) لا يفرّقون بين الألف و العصا . و بالتالي هم عرضة للاستغلال المجاني و التوجيه الاستغلالي من طرف ذوي المصالح الضيّقة ، أو من ذوي الانتماءات العشائريّة أو الجهويّة أو القبليّة أو الثيوقراطيّة ...
فالحزبيّة ، بهذا الشكل ، لا تساهم في بناء المجتمع على أسس علميّة و موضوعيّة و نوعيّة ، بل تهدف إلى تغليب فئة على أخرى ، معتمدة على الكمّ بدل النوع . مجتمعاتنا العربية في حاجة ماسة إلى التعليم المفيد قبل الممارسة السياسية ، أي قبل عمليات الانتخاب . و قد أمر الله تعالى نبيّه و الناس بطلب العلم ، قبل شعائر العبادات . في قوله تعالى في سورة العلق : "اقرأ باسم ربك الذي خلق خلق الإنسان من علق اقرأ و ربك الأكرم الذي علّم بالقلم "
قد تبدو للمواطن الساذج و ( المخدوع ) أنّ التعدديّة الحزبيّة شكل من أشكال ممارسة الديمقراطيّة ، و هذه رؤية خادعة و مزيّفة . فقد سئل أحد العامة : ما الديمقراطيّة في نظرك ؟ فكان جوابه : أن نقول ما نشاء ، ونفعل ما نشاء ، دون خوف . و هذه الإجابة الصادرة ، عن مواطن من الدهماء ، تعبّر عن الفجوة الموجودة بين النظريّة و التطبيق في الممارسة الديمقراطيّة ، كما يفهما العامة في المجتمع الأميّ .
كثرة الأحزاب في أيّ مجتمع ، دليل على طغيان العاطفة على العقل . هناك شعور عام لدى المواطنين ، في الجنوب خاصة ، أنّ الديمقراطيّة الغربيّة تمنحهم حريّة التعبير و تأسيس الأحزاب السياسيّة الليبيراليّة ، و الملاحظ ، أنّ الشعور العام ، يكاد أن يكون فطريّا في البلاد التي خضعت للاحتلال الأجنبي أطول فترة من الزمن . و هو شعور يعبّر عن ردّة فعل شرطي منعكس ، عن مشاعر الحرمان و الفقر و القهر ، التي مارسها المحتل الأجنبي أو المستبّد المحلّي . إنّ خدمة المجتمع ، لا تكون بالضرورة تحت إمرة حزب سياسيّ ذا شعبيّة واسعة أو مجهريّ أرنبيّ لا تتعدّى شعبيته مجتمع ( الدوار ) أو ( الدشرة ) . خدمة المجتمع سلوك يومي يلتزم فيه الفرد بأضعف الإيمان ، بإماطة الأذى عن الطريق ، و إنكار المنكر بقلبه ، إذا عجز عن تغييره بيده أو بلسانه . سلوك يوميّ مستمر ؛ يؤدي به واجباته مقابل حقوقه ، لا يستهين بصغائر الأمور ، كي لا تفضي به إلى كبائرها .

أعود ، و أؤكّد ، إنّ الأحزاب السياسيّة في البلاد العربيّة ، بعد الاستقلال ، لم تقدّم شيئا للبلاد و العباد . كانت عامل صراعات جوفاء ، و لم تكن عامل تنميّة اقتصادية و اجتماعيّة و ثقافيّة و علميّة . كما ساهمت ، عمدا أو سهوا ، في تفتيت البنية الاجتماعيّة و الأسريّة ، و زرع الحزازات و إيقاظ الفتن النائمة . و تقسيم المجتمع العربي على أسس إثنيّة و دينيّة و قبليّة و إيديولوجيّة و قوميّة و عشائريّة و عنصريّة . كان من المفروض ، و من أولويّة الأولويات ، أن تكون المعركة بعد الاستقلال ، معركة تنميّة شاملة ، بدءا من التنميّة العقليّة للإنسان ، و تطهير عقله من التواكل و الخرافة ، وصولا إلى تنميّة شاملة لجميع قطاعات المجتمع . و ذلك بمعالجة أزمات الأميّة و الفقر و المرض و سوء التغذيّة و التبعيّة للغرب و استغلال الموارد الطبيعيّة بشكل عقلاني و انتشال المواطن العربي من عقدة الدونيّة و العجز .
أليس من العار ، و نحن في القرن الواحد و العشرين ، مازلنا نستورد غذاءنا من دول أقل منّا عددا و عدّة و مساحة و ثروة ؟ نستورد منتجات استراتيجيّة مثل : القمح و الشعير و الذرة و الحليب و الأدوية و الألبسة و أخرى كمالية ، مثل مواد التجميل و الشيكولاطة و الشيبس و العاب الأطفال الرديئة ، و غيرها . بينا أحزابنا السياسيّة غارقة في معاركها ضد بعضها البعض . لقد كان حال الجزائر في عهد الحزب الواحد ، حزب جبهة التحرير الوطني ( الأفلان ) أفضل ، بكثير بعد فتح باب التعددية الحزبيّة . كانت الجزائر ، من الناحيّة الاستشراف التنموي ، أفضل من كوريا الجنوبيّة و البرازيل و أسبانيا و البرتغال و الأرجنتين ، ناهيك عن دول أخرى في شرق آسيا . فلمّا فُتحت الساحة السياسيّة ، باسم الديمقراطيّة ، أجهضت القاطرة التنمويّة ، و دخلت في صراع بيزنطي ، حول كيفية الوصول إلى السلطة ، و لا شيء غير السلطة ؛ أحزاب تدّعي الإسلام ، و تسمّي نفسها به ، و أحزاب ركبت موجة وطنيّة أو علمانيّة أو شيوعيّة او جهويّة ، متصارعة ، متنابزة بالألقاب ، أفضت إلى زعزعة الوحدة الوطنيّة و تهديد أركانها . و ما يحدث في البلاد العربيّة لا يختلف عن ما حدث في الجزائر ، و في ليبيا و سوريا . فقد ركبت تلك الأحزاب السياسيّة موجات ، ما سميّ زورا و بهتانا بـ ( الربيع العربي ) – و هو في حقيقته تجسيد النظرية السياسيّة ، الفوضى الخلاقة ، التي ظهرت أول مرّة عام 1902 م ، على يد المؤرخ الأمريكي تاير ماهان ، ليتوسّع المصطلح بعد أحداث سبتمبر 2003 م على يد مايكل ليدين ، و يطلق عليها تسميّة ( الفوضى البناءة أو التدمير البناء ) ، و هي النظريّة التي بشّرت بها وزيرة الخارجيّة الأمريكيّة كونداليزا رايس في شهر أفريل عام 2005 م . لبناء ما يعرف بـ ( الشرق الأوسط الجديد ) ، بحجة نشر الديمقراطية بالعالم العربي .
و خلاصة القول ، إنّ فلسفة التحزّب في البلاد العربيّة أضرّت كثيرا باللحمة الوطنيّة و القوميّة . سواء أكانت تلك الأحزاب حاكمة أو في موقع المعارضة . فالأمر سيّان . أحزاب ترافع قولا في أدبياتها عن النظام الديمقراطي و التعدّدي و( شكلا ) ، و لكنّها لا تمارسه فعلا . فأغلب رؤسائها و قادتها يمارسون الديكتاتورية و السلطويّة على أتباعهم ، و لا يقبلون بفكرة التداول على رئاسة الحزب . و بالمقابل يتّهمون السلطة الحاكمة برفض التداول على السلطة . هناك أحزاب في المعارضة ، تتغنّى بالديمقراطية ، و تدعو السلطة الحاكمة ، بصوت جهوري إلى وجوب التداول على الحكم ، و عندما تصل إلى مبتغاها تعيد إنتاج ديكتاتوريّة اسوء من الديكتاتوريات العسكريّة .



#علي_فضيل_العربي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- امرأة من زمن العمالقة
- لماذا نكتب ؟ و ماذا نكتب ؟
- أم الخير
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 8 )
- ربيع إيكوزيوميّ *
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 7 )
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 6 )
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 5 )
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 4 )
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 3 )
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 2 )
- يوميّات معلم في مدرسة ريفيّة ( 1 )
- فلسفة الوقت في حياتنا
- أكتب لكم من الجنوب ( 10 )
- التعليم قبل الديمقراطيّة .
- أكتب لكم من الجنوب ( 9 )
- بين المونديال الكروي في الجنوب و المونديال الحربي في الشمال
- أكتب لكم من الجنوب ( 8 )
- أكتب لكم من الجنوب ( 7 )
- قمّة المناخ في شرم الشيخ وما تنتظره البشريّة منها .


المزيد.....




- -مستوطنون إسرائيليون- يخربون موقعا أمنيا في الضفة الغربية وي ...
- -عثر على المشتبه به ميتًا-.. مقتل رجلي إطفاء في إطلاق نار بو ...
- بكين تستضيف أول مباراة كرة قدم بين الروبوتات في الصين
- بعد إيران.. هل تستطيع أميركا تنفيذ السيناريو نفسه في كوريا ا ...
- ردّا على شروطها لاستئناف المفاوضات ترامب -لن يقدم- شيئا لإير ...
- حموضة المحيطات تتجاوز الحدود الآمنة والخبراء يحذرون
- مستشار خامنئي: إسرائيل بعثت رسائل تهديد لمسؤولين إيرانيين
- تايمز: جواسيس إسرائيليون داخل إيران منذ سنوات وربما لا يزالو ...
- أكسيوس: أوجه حملة ضغط ترامب لتأييد نتنياهو
- هآرتس: أهل الضفة الغربية يذبحون بهدوء


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي فضيل العربي - الظاهرة الحزبيّة في البلاد العربيّة ما لها و ما عليها .