أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي فضيل العربي - صورة المرأة المنتميّة في المجموعة القصصية ( إيلا ) * للقاصة العراقيّة تماضر كريم **.















المزيد.....



صورة المرأة المنتميّة في المجموعة القصصية ( إيلا ) * للقاصة العراقيّة تماضر كريم **.


علي فضيل العربي

الحوار المتمدن-العدد: 7628 - 2023 / 5 / 31 - 22:37
المحور: الادب والفن
    


مازال كتاب القصة القصيرة ، و الأقصوصة ، من جيل الشباب ، يثرون - من حين لآخر - الساحة الأدبيّة بنماذج قصصيّة ، سرديّة ، مدهشة ، تعكس جانبا مضيئا من النهضة الأدبيّة المعاصرة ، و صورا من الإبداع الأدبي الواعي و الملتزم .
من العراق الشقيق ، من أرض الأدب الأصيل ، و العلم الوفير ، أتحفتنا القاصة و الشاعرة تماضر كريم .بمجموعة قصصية . بعنوان " إيلا " ، في طبعتها الأولى 2023 م ، عن مؤسسة أبجد للترجمة و النشر و التوزيع – العراق ضمّت بين دفتيها ، سبعة و ثلاثين نصا قصصيا ، سبعة عشر نصا منها ينتمي إلى أدب الرسائل .
و استسمح القاريء الكريم إن أستهلّ هذه القراءة المتواضعة - بتناول عنوان المجموعة ( إيلا ) بشيء من الإطالة ، لما له من دلالات ، وجب الوقوف عندها . إنّ العنوان الأدبي هو عتبة النص السردي أو الشعري .، و قد يأخذ من الكاتب أو الشاعر وقتا ليس وجيزا لاختياره و الرسو عليه . فهو الأصعب على الإطلاق ، لأنّه بمثابة منارة البحر التي تهتدي على ضوئها السفن و القوارب . و كل من زعم أنّ العنوان الأدبي هيّن المبنى و المعنى فقد جهل مغزاه الحقيقي .
نحن أمام مجموعة قصصيّة ، وسمتها صاحبها ، القاصة العراقيّة ، تماضر كريم بعنوان مثير للدهشة ، لما يحمله من معان عميقة و يوحيه من رموز لغويّة و أسطوريّة و ثقافيّة و روحيّة قديمة .
إيلا ، و تعني بالعبريّة شجرة البلوط ، التي ترمز إلى القوة و الصلابة و المتانة ضد كل الصعوبات كلها من حولها و طول العمر و الديمومة و الارتفاع في العالمين الروحي و المادي . . هي شجرة جذورها عميقة جدا في الارض بحث يصعب بل لا يمكن كسرها و اجتثاثها بسهولة. التي كان بعض الناس يعبدونها في الماضي . و هي الشجرة المقدسة في بعض ثقافات العالم . لقد لعبت دورا مهما في الاساطير كرمز للقوة الاساسية . كان زوجا لا ينفصل مع إله الرعد في الثقافة السلتية ***. و في تم تنفيذ طقوس وثنية و مسيحية مختلفة ، كالصلاة لها أو للآلهة التي تمثلها ، من أجل القوة و المتانة . و قد اجريت بعد المحاكمات تحت اشجار البلوط القوية . و تستعمل في بعض الطقوس الدينية و الروحية كملاذ روحيّ . لأنها شجرة محبوبة .
إن القيمة الرمزية لشجرة البلوط مدهشة ، عندما وظّفها بعض الناس في صلاتهم للحديث مع أعلى القوى في هذا الكون .
و من الاعتقادات السائدة ، أنه يمكن للناس الاختباء تحت شجرة البلوط لأنها تمنحهم الحماية اللازمة التي يريدونها في الحياة .
و بعد ، تقول بطلة الرسائل " و تلك الأصابع التي عندما ألمسها أشعر أنّ العالم لا زال جميلا ، رغم أنّنا محاطون بكل هذا الخراب " ص 189 .
أجل ، لا شيء يستطيع ترميم هذا الخراب سوى الحب و الجمال . إنّه خراب أصاب النفوس في مقتل . فـ " الجمال يذبل قليلا لكنّه لا يموت " ص 175 . و لن يتعافى هذا العالم من علله و أزماته و خرابه ، ما لم يسد الحب و الجمال بين البشر . بغض النظر عن كلّ الاختلافات و التباينات البيولوجيّة و الإثنيّة و الثقافيّة و الدينيّة .
قصص " إيلا " اجتماعيّة بحتة ، رصدت القاصة العراقيّة تماضر كريم في مضامينها ، يوميات المجتمع العراقي ، الذي لا تختلف يومياته عن المجتمعات العربيّة ، في المشرق و المغرب العربيين ، بعيدا عن ألغام السياسة و مطبّات الإيديولوجيّا . عوالمها الإنسانيّة لا يقيّدها عنصر الزمكان .
لقد اعتمدت القاصة على مجموعة من ( التيمات ) اليوميّة ، العاديّة ، الملتقطة من صلب الواقع المعيش . فبين الحب العذري و الشقاء اليومي و الهمّ الذي يلاحق المرأة العاملة ، و التي تترك أبناءها وحيدين في المنزل ، كما تركت فريدة حسن ابنتها ذات التسع سنوات وحيدة في البيت " و أخبرتها أنّها ستتسوق و تقوم بتسديد بعض الفواتير ، ثم تعود ، و أوصتها أن تعتني بنفسها جيّدا " ص 25 .
تقف قصص القاصة تماضر كريم ، لتدين سلوكيّات الكذب و النفاق و الإهمال و الخداع . و أغلب ضحاياه ، هي المرأة ، و خاصة الزوجة ، فهي العنصر الخدوم في البيت ، و هي التي تدفع الثمن مرارا و تكرارا . و تتعرّض للعنف المعنوي و المادي ، لأنها في نظر زوجها كما زعم اليهود " جسد لا أقل و لا أكثر . هي ملاذ للمتعة و قضاء الشهوانية الحيوانية المفرطة "
" بالأمس نسيت نشر الملابس ، و اكتشف هو وجودها في الغسّالة ، فهبطت يده على وجهي بعنف ، و تركت زرقة قرب عيني ، زرقة أحرجتني أمام الأولاد ، و أمام جارتنا التي حضرت لتستدين مني بعض المال " ص 57 . " سيطرق الباب عند الواحدة تماما ، مع ستة من أصحابه " ص 57 . " هكذا عندما يأتون ، لن يكون هناك سوى تقديم الطعام ، و مثل كل مرّة سيكون هو و أصحابه راضين و سعداء " ص 58 . " سأكون مستعدّة مثل جنديّ على أهبة الاستعداد لحتفه " ص 60 .
أهمّ ما شغل القاصة تماضر كريم في قصص مجموعتها ( إيلا ) ، الهمّ الاجتماعي ، و ما يلاحق المرأة الشرقيّة من خسارات مقابل الرجل الشرقي ، و انكسارات نفسيّة التي تعكسها علاقاتها بزوجها . هذا الزوج الذي تلاحقه ، أحيانا ، كالسراب . هذا الزوج الأنانيّ ، الباحث عن سعادته الذاتيّة ، بأيّ ثمن . ففي قصة ( البداية من البحر ) ، يصدم الزوج زوجته بكل برودة دم ، كأنّه يخاطب صنما لا زوجة من لحم و دم و مشاعر . أخبرها ، دون أن يتلعثم ، و دون خجل ، أو تردّد ، أنّه " في آخر رحلة له إلى دمشق ، تزوّج من امرأة سوريّة ، منذ حوالي سنة ، و إنّها على وشك وضع طفلهما الأول " ص 11 .

و لم يكتف الزوج الواثق من نفسه بذلك الخبر ، بل زاد و أخبرها بـ " أنّه ينوي السفر معها إلى أوروبا " ص 11 . و الأدهى من ذلك قوله لها همسا : " ستصلك ورقة الطلاق قريبا ..لكي تعيشي حياتك . " ص 12 .
هكذا يمارس الرجل الشرقي هواية الزواج و الطلاق ، و كأنّها لعبة ذكوريّة متوارثة ، و راسخة في جدار التراث ، و في ذاكرة العادات و التقاليد الباليّة .
استهلّت الكاتبة مجموعتها القصصيّة ( إيلا ) ، بقصة ( عودة ) ، و هي قصة .

" لا يمكن أبدا أن نحصل على كلّ شيء ، نحن شركاء في هذه السعادة و هذا الجحيم " ص 16 . ( البداية من البحر ) .
" خطر لي أن مهما بنينا ، فإن كل شيء سيهوي في النهاية ، تماما مثل بيوت الرمال " ص 16 .
في قصة فيتر تقع تلك الطالبة الجميلة ، المثقفة جدا ، ذات الشعر الأصفر و العينين الزرقاوين ، و التي تدرس في قسم اللغة الفرنسيّة ، تقع في حبّ شاب ميكانيكي . معتقدة أنّه شاعر و صحفيّ و يدير جريدة . " هي تظنّ أنّي صحفيّ و شاعر و أدير جريدة " ص 20 .
" الأسوء من السواد تحت الأظافر و الجلد هو أن تكتشف كل هذا الكذب " ص 22 .
و عندما اكتشفت حقيقته ، لم ترد فضحه بلسانها ، تجنبا للفضيحة ، بل لقد اكتشفت كذبه بأسلوب ينم عن ذكائها وفطنتها ، و سموّ أخلاقها ، و أصالة ثقافتها . " .. بعد أن أحكمت لفّ يدي ، ضغطت عليها بطريقة ما . كأنّها أرادت أن تقول شيئا .. لا أعرف ما هو . لكنّه بدا شيئا جميلا . " ص 23 .
إنّ الحب لا يعترف بالفوارق الاجتماعيّة و التفاوت الثقافي ، ما لم يكتنفه الكذب و الخداع و المشاعر الفوقيّة أو الدونيّة . فشخصيّة فيتر تبدو مهزوزة ، غير واثقة من نفسها ، مريضة نفسيّا ، بسبب محدوديّة العلم و الثقافة . عكس شخصيّة حبيبته الطالبة ، فهي قويّة و رزينة و حكيمة ، لأنّها متعلّمة و مثقفة و واعيّة . و هي مرآة تعكس مجتمعا متحرّرا من العادات و التقاليد القبلية و العشائريّة . مجتمعا يمقت الطبقيّة القائمة على المظاهر الماديّة - كما هو الحال في البيئات البورجوازيّة و الرأسماليّة - و على التميّز الثقافي ، كما هو الأمر عند النبلاء و الأوليغارشية الثقافيّة .
في قصة إيلا التي وسمت بها القاصة تماضر كريم مجموعتها القصصيّة ، مشهدان يجسّدان حالة العالم العربي : مشهد إيلا ، و هي امرأة يهوديّة ، أستاذة جامعيّة في مادة التاريخ ، جاء بها الحنين و الذاكرة إلى بغداد بحثا عن منزل أبيها الذي كان معلّما بإحدى المدارس الإعداديّة . صادف صاحب التكتك " تلك السيّدة ذات الشعر البنيّ المقصوص على طريقة الرجال " ص 63 ، و التي أعطته مبلغا مرتفعا ، ليساعدها على إيجاد المنزل . كانت مستعدّة لبذل المزيد من المال من أجل تحقيق أمنيتها و غرضها المنشودين . إنّها رمز للعقليّة اليهوديّة ، و للفلسفة التوراتيّة في الكيان الإسرائيلي الغاصب . فهو كيان مبنيّ على الأوهام التاريخيّة و الأساطير التلموديّة و الأكاذيب الإيديولوجيّة ، طمعا في تأسيس دولة يهوديّة ، تمتدّ من النيل إلى الفرات . إنّ التاريخ القديم ، المزيّف عند دعاة الدولة اليهوديّة هو حجتهم الوحيدة الباقيّة في جعبتهم لتغليط العالم ، بأنّ فلسطين و ما جاورها ملك لهم . و هكذا يسعون إلى تدريس ذلك التاريخ المزوّر المتخم بالأكاذيب ، كما زيّفوا التوراة ، و هو سلوك ورثوه أبا عن جد ، ليس غريبا عليهم . عندما وجدت إيلا منزل والدها مغلقا ، حاولت فتحه " تركها تتأمّل المنزل ، و اندهش من محاولتها فتح الباب المقفل " ص 75 . لكن صاحب التكتك ترجّاها ألاّ تحاول فتحه " أرجوك لا تحاولي الآن " ص 75 .
أرادت القاصة العراقيّة تماضر كريم من خلال الحوار الذي جرى بين صاحب التكتك و إيلا اليهوديّة أن تعرّي مأساة الجيل الجديد في العراق و العالم العربي على حدّ سواء ، إنّه جيل لا يهتم بالتاريخ ، بل في إحدى البلاد العربيّة خرج طلبة المدارس في ثمانينيات القرن المنصرم إلى الشوارع مردّدين ( التاريخ في المزبلة ) ، رافضين دراسته و الامتحان فيه .
و تسأل تلك اليهوديّة صاحب التكتك عن اسمه ، فيخبرها بأنّ اسمه عمّار ، ثم تخبره أنّ اسمها إيلا ، و يعني ( شجرة البلوط ) ، تسترسل في الحوار التالي ، و تسأل صاحب التكتك :
- " هل تقرأ ؟ " ص 70
- " لا ... كان آخر كتاب قرأته هو في المعهد كي أنجح " ص 70
- " أنت غير مطّلع على تاريخ العراق إذن ؟ " ص 70
- " ليس كثيرا .. في معهد الإدارة لا يعبأون بالتاريخ " ص 70
ثم ليتأمّل معي أخي القاريء هذا الحوار الذي دار بين عمّار العراقي و إيلا اليهوديّة .
- " و أنت ، ما هي دراستك ؟ " ص 71
- " درست التاريخ ، و أنا الآن أدرّسه في الجامعة . " ص 71
- " أشكّ كثيرا أنّنا سنفهم حاضرنا من دون فهم الماضي " ص 72
- " ما معنى أن ندرس تلك الأشياء التي حصلت في الماضي ؟ " ص 71

إنّه حوار يجسّد عمق المأساة التي تعيشها الطبقة المتعلّمة و المثقّفة في البلاد العربيّة . فبينا ينبش الباحثون و المؤرخون اليهود بأظافرهم و نواجذهم في عوالم الأساطير و الخرافات عن تاريخ مزيّف لبناء دولتهم المزعومة و كيانهم الوهمي ، نجد يالمقابل ، طائفة من المتعلّمين و المثقفين العرب و المسلمين يدعون إلى إلقاء التاريخ في غياهب النسيان و إهمال التراث ـ تحت عذر المعاصرة و التجديد و العولمة .
أمّا المشهد الثاني ، فتجسّده مناظر كلّ من " الصبية الذين يعبثون بالتراب " ص 64 . و " المرأة التي تنبش في المزابل " ص 64 . و " الخضّار الذي يدور بعربته في الشوارع " ص 64 . و هو يمثّل خلاصة سياسة الاستبداد و القمع و الحرمان ، التي تمارسها السلطة السياسيّة المكبّلة بسلاسل بارونات المال الفاسد المتدفّق من أنابيب الرشوة و المتاجرة بالمخدّرات و اختلاس أموال النفط و الغاز و نهبها و تبييضها .
و لقد أبدعت القاصة تماضر كريم و وفقت في ختام قصتها ، بقولها : " حتى الأضواء تنكسر على الشارع ، و تلاقي مصيرها هناك على الأسفلت . " ص 76 ، ثم تقول : " و صعد التكتك شاقا طريقه بين السيارات ، و في الطرقات المختصرة ، و هو يراقب تكسّر الأضواء " ص 77 .
لقد كانت خاتمة القصة انكسارا لحلم إيلا اليهوديّة ، و نهاية لحلمها التلمودي الطامع . و انفتاح كوّة يقظة و وعي لدى عمّار . ذاك المواطن العربي ، العراقي الواقع بين سندان الاستبداد و مطرقة الحياة ، بين همومه اليوميّة لانتزاع رغيف الخبز الحافي ، و لو من يد يهوديّة تفتّش عن زمان ماض ، و ذكريات أبيها و قومها .
في قصة "غرق" تتجلّى لنا مأساة أخرى من جملة المآسي الإنسانيّة ، التي أفرزتها المدنيّة المعاصرة . ظاهرة التبرّع بالأعضاء الجسديّة . هي فكرة تبدو للمرء جيّدة ، مادامت ستهب للمرضى الآخرين جرعة من الأمل ، و مزيدا من الحياة . أجازها الطبّ الشرعي ، و اختلف حولها رجال الدين ، لقطع الطريق أمام سماسرة و تجار و لصوص الأعضاء البشريّة . تقول البطلة ، معبّرة عن رفضها للفكرة : " لم تكن تلك فكرة جيّدة ، أن أتبرّع بأعضائي الداخليّة بعد موتي ، كنت أريد لجسدي أن يُدفن كاملا . لا أدري كيف تمكّن من إقناعي ؟ " ص 99 . لكن زوجها يبدو هادئا ، مطمئنّا ، و كأنّ الأمر لا يهمّه . بعدما وقّع رفقة زوجته على تلك الورقة . " فقد فعل ذلك و هو مبتسم و راض تماما " ص 99 . " إنّه منسجم بشكل غريب مع كلّ شيء ، مع هذا الهدوء العميق في منزلنا الخالي من الأطفال ، مع النوم و اليقظة و الليل و الصباح ، مع قرارنا التوقيع على منح أعضائنا . مع الحزن و ساعات الملل و الصمت و إسقاط جنيننا الوحيد . إنّه ببساطة لا يقلق حول أيّ شيء . " ص 99 / 100 . و لم تستسلم بطلة القصة ، كديدن المرأة العراقيّة و العربيّة الحرّة ، التي لا تفرّط في جسدها حيّا أو ميّتا . كانت على يقين أن منح أعضائها الداخليّة لامرأة غريبة ، أو حتى و لو كانت من ذوي القربى ، قرار فظيع . شبيه بمن فرّط في جزء من وطنه ، و لو كان مقدار شبر من التراب . لقد حسمت أمرها ، و قررت أن تمنح نفسها و جنينها لماء النهر الساكن ، أيّ للحياة ، مادام الماء رمزا للحياة و الخلود و الديمومة . " ... لكنّهم لا يعرفون أنّي حسمت أمري ، هم لن يأخذوا جسدي ... كنت ببساطة قد قررت إغراق جسدي . " ص 103 . " بدا ماء النهر ساكنا و ساهما ، للحظة بدا لي أنّه يدعوني ، أنا و طفلي ، معا ، ها أنا أشعر به يركل بطني بنعومة ، أنا خائفة قليلا نعم ، لكنّي كلّما فكرت أنّنا لن نفترق . يهدأ قلبي ، يهدأ كثيرا . " ص 103 . هكذا تمرّدت بطلة القصة على واقع مرّ و أليم ، بطله زوجها الذي أقنعها بما أقدمت عليه ، حين تبرّعت بكل شيء ، و لم تذر لنفسها سوى اللحم و العظم . " كان التبرّع بكل شيء كرما مبالغا فيه . اللحم و العظام هو ما تبقى فحسب " ص 100 . إنّها قصة دلالتها الرمزيّة قويّة . هذا المواطن العربي ؛ المشرقيّ و المغاربيّ على السواء الغارق في المشقّة ، يمارس السخاء بلا حدود ، و الجود الذي يفقر ، و الإقدام القتّال ، طمعا في بلوغ السيادة . و رحم الله أبا الطيب المتنبي ، الذي أشار إلى ذلك قائلا : لولا المشقة ساد الناس كلّهم .. الجود يُفقر و الإقدام قتّال . لقد أضاع أشباه الرجال بعض الأوطان في جلسات خمر و قمار و رقص و غناء .
و تتناسل هموم المواطن العراقي المسحوق ، و من عادة الهموم أنّها لا ترحم عندما يستسلم لها المرء . في رسائل تلك المرأة العاشقة ، المحبّة للحياة ، في عزلتها في المشفى ، التي استمرّت 17 يوما ، بسبب وباء الكوفيد 19 ، أو ما أطلق عليه " وباء الكورونا " ، الذي شلّ حياة الناس اليوميّة ، و أرعب البشريّة ، و أزهق مئات الآلاف من الأرواح . حتى اعتقد البعض أنّ نهاية العالم قد حلّت .
" يا إلهي . أين شجاعتك الآن ؟ ها أنا أواجه كلّ شيء وحدي .. الصداع و الاختناق و الغثيان و الانطفاء . أواجه العتمة ، و الفراغ و الذكريات و الكوابيس . أواجه الرحيل بكل هذا الضعف " ص 187 .
تكتشف عالم المعذّبين في الأرض . نساء أخريات مقهورات ، قهرهنّ المرض و الحرب و الإرهاب و الرعونة الذكوريّة و التقاليد و العادات البالية ، فانفصلن عن مجتمعهنّ و أهالهنّ و عشائرهنّ مرغمات و مكرهات . " نحن محجورون رغما عنّا مع أدوارنا ، حتى قبل أن نصبح بين هذه الجدران ، هذه المرأة الباكية قد تكون أكثر حريّة ممن يعيشون في الخارج " ص 156 . أجل ، إنّ الحريّة عند بطلات قصص تماضر كريم ، لها مفهوما فلسفيا ، لا علاقة له بالمكان . و وجودهنّ في الحجر الصحي بين جدران المشفى ، عند البعض أرحم من الخارج . فالحياة شعور فطريّ و إحساس عميق و سلوك يوميّ ، حين تكون الروح تحلّق في رحاب الحريّة ، مثل تلك الفتاة الأيزيديّة من سنجار ، الهاربة من واقعها المرّ ، اللاجئة عند خالها في بغداد ، طلبا للحياة الآمنة . " إنّها فتاة أيزيديّة من سنجار . تعيش في بغداد من خالها . لا تريد العودة إلى هناك . تقول إنّ الذكريات هناك تدق في الروح كالمسامير . إنه تشبيه قاس ، أليس كذلك " ص 145 .
و بين الأمل و الألم تحاول نساء تماضر كريم أن تحيا ، و تستمرّ أحلامها المستقبليّة ، و التطهّر من رجس المشاعر السوداويّة . أملا في أن تتمكّن أشعار أراغون و موباسان و فولتير من رتق جراحات الواقع المرّ . " كانت دراسة الشعر الفرنسي تثير أضعاف الشغف الذي تثيره المشارط و الحقن و المعقّمات و البدلات البيض " ص 143 . و هذا يعني أن أيّ مجتمع إنساني يتخلّى عن نظريّة ( الوقاية خير من العلاج ) ، مجتمع مهدّد بأخطار الفناء . و ما الحرب إلاّ نتيجة مباشرة لغياب الحب . أكانت حربا أهليّة ، أو قبليّة ، أو عشائريّة ، أم كانت حربا إقليميّة أو عالميّة . إنّ الحياة هبة مقدّسة من الله ، لا أحد له حقّ التصرّف فيها . و ما ارتكبته به الجماعات الثيوقراطيّة و الإرهابيّة و العنصريّة في بلاد الشام و شمال العراق و في اليمن ، اعتداء صارخ على حقّ مقدّس وهبه الله لابن آدم في الأرض .
نساء صدمهنّ الواقع المعيش . الفتاة الأيزيدية ، الكرديّة ، من سندار ، التي تكابد آلام المرض من جهة ، و آلام الذكريات القاسيّة الرابضة على قلبها كراحلة تمطت فوقها بكلكلها و عجزها . " إنها لا تستطيع أن تنسى "ص 146 . " والدة الأيزيدية المنتحرة في بئر، قتلتها رعونة المجتمع الذكوري ، و مسنّة تخلّى عنها أهلها و أحفادها ، فقدت لذّة الحياة ، " كأنّ شيئا ما تحطّم فيها " ص 147 . و أخرى واقعة تحت وطأة الأحلام ، بعدما انتُزعت منها حريّتها ." فهي تحكي أثناء نومها ، تفرط في أحلامها . " ص 147 .
جاءت تلك الرسائل مفعمة بالحب و الأمل ، و لم تخل من الألم و اليأس في ظلّ الحجر المفروض ، بسبب وباء الكوفيد 19 . لم تجد البطلة الحبيبة من مخرج لمجابهة هذا الواقع المستجدّ و القاسي ، سوى الكتابة . رفيقاها القلم و الورقة . و من أجل التشبث بحبل الحياة ، و مجابهة قسوة الحياة ، و مرارة الوجود . " نعم هذا الوجود أشبه بحجر كبير . نحن أسرى هذه الرحلة القصيرة الداميّة " ص 156 . طفقت تكتب الرسالة تلو الرسالة ، متحديّة الحجر الصحي " اليوم لم أجد قلمي . هل هو الآخر سأم ( سئم ) من الحجر ؟ " ص 159 .
لقد اكتشفت أنّ الحياة بسيطة و سهلة و سلسة ، لكنّ الإنسان عقّدها بسلوكياته المتناقضة . " نحن نحتاج إلى البساطة ، فلماذا تتعقّد الأمور على هذا الشكل " ص 156 . لقد وهبنا الله كوكبا رائعا ، لا مثيل له بين كواكب الكون . كوكبا للحياة في كنف الطبيعة المتوّجة بالجمال و الحب والعشق و النور و السحر و الماء و الغذاء و الأوكسجين و الظلّ و الحرور و علّم جرا ... لكنّ عبقريّة الغباء و الرعونة و التألّه عند الإنسان ، لوثت الأرض بأمراض الكراهيّة و العنصرية و الحروب الداميّة . لقد حوّل العالم إلى غابة مجهولة الدروب و الغايات . " انبثق أمامي وجه أبي . كان يحوطني بشكل غريب ، كأنّه يحميني ، ثم تلاحقت الوجوه ، رأيت عددا من الذئاب أيضا ، كانت تطير بشكل ما و تنهش الغيوم . كان مشهدا قاسيا . هطلت دماء كثيرة من السماء . لقد ارتعبت من مشهد نزف السماء . و ركضت عن سقف لكي لا تلوّثني الدماء لكنّي لم أجد سوى فراغ شاسع " ص 167 / ص 168 .
ما حلّ بالمرأة عبر التاريخ ، يعجز اللسان عن وصفه . لم ينصفها سوى الإسلام – و هذه حقيقة بيّنة - ، و لم ترفع من شأنها سوى الحضارة الإسلاميّة . أما الحضارات الشرقيّة و الغربيّة ، فقد أنزلتها منازل في الدرك الأسفل من الحياة . كما لم ينصفها بعض الفلاسفة القدماء و السياسيين و الأدباء ، و نالوا من إنسانيتها . و قد انعقد بفرنسا عام 673 م مؤتمر أوروبي حول تحديد الطبيعة القانونية للمرأة : هل هي إنسان أم حيوان ؟ فإذا كانت إنسانا ، فهل تستفيد من جميع الحقوق أم لا ؟ و إذا كانت حيوانا فلا تستفيد من الحقوق . و بعد نقاشات حثيثة توصّلوا بالإجماع أن المرأة إنسان ، و لكنّها لا تستفيد من الحقوق . كما اعتبرت الحضارة الاغريقية المرأة شجرة مسمومة ، و رجس من عمل الشيطان ، تباع كأي سلعة متاع . أمّا الفيلسوف الإغريقي ، سقراط ، فقد اعتبر ( أن وجود المراة هو اكبر منشا و مصدر للازمة و الانهيار في العالم . إن المرأة تشبه شجرة مسمومة ، حيث يكون ظاهرها جميلا ، و لكن عندما تأكل منها العصافير تموت حالا ) .
أمّا في الغرب الليبيرالي ، الديمقراطي ، المتشدّق بحقوق الإنسان ، و حقوق المرأة ،. فقد كتبت مجلة التايم الامريكية ، أنّ حوالي ستة ملايين زوجة في امريكا يتعرضن للضرب و العنف الاسري و من الفين لاربعة الاف يتعرضن للضرب حتى الموت . و في دراسة لـ( مكتب التحقيقات الفيدرالي الامريكي 1979 م ) ، أنّ 40 في المائة من جوادث قتل النساء بسبب مشاكل أسرية و 25 في المائة بسبب الانتحار . و في دراسة أعدها د . جون بيرير استاذ مساعد لعلم النفس بين طلبته في جامعة كارولينا . ) ، أنّ 79 في المائة من المتعلمين يقومون بضرب زوجاتهم . و في دراسة اعدها المكتب الامريكي . ( و معد هذه الدراسة إفان ستارك ، و التي فحصت 1360 سجلا للنساء ، حيث قال : ( إن ضرب النساء في أمريكا هو أكثر الأسباب شيوعا للجروح التي تصاب بها المراة ) . إن الأمثلة كثيرة ، و إنّ الصورة المرسومة في الغرب محض خيال و أكاذيب . لكن يبدو أن المسلمين قد أصابهم العمى ، مما حال دون وصول تلك الصورة إلى الناس كافة . إن الغرب ضائع في غياهب العنف و الفراغ النفسي . أما الاسلام فقد أعطى للمرأة مكانة عالية و أعطاها حريتها كلّها ، لكنّ بعض المسلمين أساءوا فهم النصوص و شوهوا تطبيقها و استغلالها . و حرموا المرأة من حقوقها الفطريّة .
إنّ ما لحق المرأة الشرقيّة من مصائب على يد الذكر ، ليست من بنات الحاضر ، بل هي جزء من الموروث الثقافي التراثي . عمرها أجيال و أجيال . ليس من السهل التعافي منها ، بعدما امتدّت جذورها في تربة الروح ، و انتشرت في المجتمع كمرض عضال لا يُرجى له برء وشيك . " أعرف بماذا تفكّر ، تفكّر بأنّي الوحيدة التي لا تتحسّن . ليس ذنبي ، تلك المشاكل التي ورثتها عن أجدادي " ص 148 .
وفّقت القاصة تماضر كريم في رسم واقع المرأة في المجتمع الشرقي الذكوري . فجاءت صورتها متأرجحة بين نظريتي الواقعيّة الانتقادية و الفلسفة المثاليّة . جاء على لسان البطلة في إحدى رسائلها لحبيبها قولها :
" أنا من ذلك النوع الذي لا يحب خوض المعارك من أجل الحصول على المكاسب . أنا أتنازل عنها .. أتركها لمن يحب . " ص 171 . غير أنّها ، بعد الذي تجرّعته من المرارة ، اقتنعت أن ّ الحياة المثاليّة في خضم واقع موبوء ، ضرب من الخيال و الوهم . " الجمال يذبل قليلا لكنّه لا يموت ، تلك كلماتك لي . تأكدت اليوم أنّ الجمال يذوي و يضمحّل ثم يموت تماما كأيّ شيء آخر " ص 175 .
لقد تحوّلت نعمة الجمال إلى نقمة . " الجميلات يجذبن كثيرا من الأشياء السيّئة . ألم تفكّر في هذا من قبل ؟ " ص 175 .
أجل الجميلات لا حظ لهنّ في الزواج ، يشغلهنّ الحب عن الزواج ، و يغرّهنّ الثناء ، أكثرهنّ تلتهمهنّ العنوسة . و يضحك لهنّ الدهر ، و يخدعهنّ الجمال . و البلاد الجميلة أكثر عرضة للطمع و الغزو . جمالها يحرّك أطماع الأعداء فيها . أكثر البلاد جمالا ، أكثرها وقوعا ضحيّة للغزو . لولا جمال العراق ، ما غزاها المغول و التتار و الانجليز و الأمريكان . لولا جمال الشام ما غزها الأتراك و الفرنسيين ، و لولا سحر و فلسطين ما تكالب عليها الصهاينة وأعوانهم في الشرق و الغرب . أجل ، الجمال يجلب كثيرا من الأشياء السيّئة ..

لقد اكتشفت البطلة المريضة في مشفى الحجر الصحي ، أنّ نهايتها أقرب من حبل الوريد . ستموت ، و تدع عالم الدنيا ، و الناس فيه كيأجوج و مأجوج . ستترك وراءها حبيبا خذلها في وقت كان يجب عليه أن يضحيّ من أجلها . لكن هذا حال المرأة الشرقيّة في أعبن الذكورة الشرقيّة ؛ متاع إلى حين . بل حديقة يانعة ، مثمرة يلتهم الرجل منها ما طاب و لذّ ، فإذا أصابها قحط و ذهب ينوعها ، هجرها و أنكر فضلها . " انحنى هامسا و يده تربت على يدي . ( أرأيتِ لم يأتِ ) " ص 177 .
" كنت أريد مشاهدة الشمس و هي تتلاشى في البعيد بلا مبالاة " ص 180 .
أجل ، لقد تلاشى حبها ، حين خذلها حبيبها ، و استغنى عنها . إنّه منطق الذكورة الشرقيّة ، المحكوم بالعادات و التقاليد و مبدأي القوامة و العصمة .
" لا بد من انتهاء كل شيء جميل . الأشياء الجميلة تبدأ لتنتهي ، أليس من الأجدى أنّها لم تبدأ أصلا " ص 181/ ص 182 .

خاتمة : قصص القاصة العراقيّة تماضر كريم ، أنموذج للقصص الاجتماعي ، الذي يعرّي عورات الواقع المعيش ، في المجتمع الشرقي . و من حقّ الناقد و القاريء أن يتساءلا : أما آن لهذا الشرق أن يغيّر نظرته إلى المرأة الشرقيّة ؟ و متى يكفّ هذا الذكر الشرقي عن حديثه حول المرأة الشرقيّة ؟ و كأنّ الكلام غير المباح لا يحلو له دون الحديث عن المرأة الشرقيّة . لقد اعطتنا شهرزاد درسا في الذكاء و الفطنة و العبقريّة ، و حوّلت شهريار من سيّاف يقطع رقاب النساء إلى مستمع شغوف إلى حكايات شهرزاد ألف ليلة و ليلة . كم كانت القاصة تماضر كريم مبدعة ، و هي تكتب على لسان بطلة رسائلها هاتين العبارتين ، التي تلخّص متن مجموعتها القصصيّة : " و تلك الأصابع التي عندما ألمسها أشعر أنّ العالم لا زال جميلا ، رغم أنّنا محاطون بكل هذا الخراب . " ص 189 . و في في تساؤل ذلك الطبيب الحاذق ، الذي يعرف كيف " يداوي الجراح العميقة ، و يستأصل ما يؤذي الروح " ص 179 . ذلك الطبيب الأثمن من كل من حولها ، و الذي أشعرها بالأمان و الطمأنينة في غمرة المرض و المأساة : " أتساءل هل أنت تستطيع تحمل العالم من دونها ؟ هل تتعايش مع فكرة رحيلها و مع حقيقة أنّك خذلتها ؟ تبا لك . " ص 190 . ذلك الطبيب الذي استطاع أن يروي ظمأ الشوق لديها بدلا من حبيبها الذي تخلّى عنها في لحظات العسر ، كانت فيها في حاجة أشدّ إلى الوقوف بجانبها ، و مواساة قلبها العليل . " عندما كنت على وشك أن أغفو اشتقت إليه . هل تدري ؟ إنّها المرة الأولى التي أشتاق فيها لشخص غيرك " ص 182 . و بالمقابل ، بدت على ملامح الطبيب آيات الحبّ و الحسرة ، لمعرفته المتأخرة بها ، و تعلّقه بها بعد فوات الأوان . و قد عبّر عن ذلك في قوله :
" ألوم نفسي كثيرا لأنّي لم أعرفها قبلك ، لكنت جنّبتها ألم خذلانك . لكني أتيت متأخرا . يا لبؤس الأشياء بعد أوانها " ص 191 .
و ما يلفت نظر القاريء ، أسلوب القاصة الذي امتاز بالبساطة و السلاسة ، خاصة في رسائلها على لسان بطلتها التي عانت من مرض الكوفيد 19 و ما نجم عنه من حجر و دخول إلى المشفى ، و موقف حبيبها منها . كانت لغة القاصة تماضر كريم نابضة بالحزن و الأسى من جهة ، و مفعمة بالحب والأمل . لغة منتزعة من واقع لا يرحم الضعفاء ، و لا يعترف بكينونة الأنوثة ، كما أقرتها الفطرة و الشرائع السماويّة . لغة مسرّبة من رحم القلب لا من طرف اللسان . امتلكت القاصة تماضر كريم ناصيّة اللغة ( و هي خريجة معهدها ) إلى جانب الملكة الفنيّة لعمليّة القص ، و نظرة واعيّة إلى واقعها المعيش . فكانت قصصها معبّرة بصدق عن طبقة المعذّبين في المجتمع الشرقي ، من ضحايا الجهل و التخلّف و الاستبداد . و أعود ، و أؤكّد ، إنّ ما جاء على لسان بطلة الرسائل " و تلك الأصابع التي عندما ألمسها أشعر أنّ العالم لا زال جميلا ، رغم أنّنا محاطون بكل هذا الخراب . " ص 189 . كشف لنا عن عبقريّة الكاتب ، حين يكتب بصدق و نفاذ بصيرة . إنّ الفنّ الأصيل كفيل بإصلاح ما خرّبته الكراهيّة و دمّرته الحروب الصغرى و الكبرى .




ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هامش :
* تماضر كريم :
قاصة و شاعرة و كاتبة عراقية معاصرة . من مدينة بغداد ، عاصمة العلم و الأدب و الثقافة . حاصلة على بكالوريوس آداب لغة عربيّة . كتبت الشعر و القصة و المقال في وقت مبكر من حياتها . و نشرت في صحف عراقية و عربيّة ، كصحيفة المدائن العربية الصادرة بألمانيا ، و صحيفة المثقف الصادرة بأستراليا ، و صحيفة أوروك الصادرة عن وزارة الثقافة العراقيّة . من أعمالها المنشورة : ديوان شعريّ بعنوان : ( مهاجرون إلى برلين ) الصادرة عن دار الدراويش ببلغاريا . مجموعة قصصيّة ( هذا ما حدث في مطار بغداد ) عام 2022 م . و مجموعة قصصية بعنوان ( إيلا ) . شاركت في برنامج سحر البيان من على شاشة العراقية 2007 م . فازت في مسابقة شبعاد للقصة القصيرة التابعة لمؤسسة الزمان على مستوى القطر بقصة ( موت إيليا ) ، كما جائزة أفضل قصة في مسابقة جامعيّة على مستوى القطر . لها عدة مشاريع روائيّة غير مطبوعة ، تنتظر النشر .
** إيلا : هو اسم من أصل إيرلندي ، و معناه في العربيّة ، شعاع القمر الذي يكسر العتمة و يجعلها طريق ممهّد لكل شخص يسير فيها . كما يعني المرأة المثقفة ذات العقل المستنير و المعرفة القويّة . وهو من الأسماء المنتشرة في اليهودية . فكثير من البنات يحملن هذا الاسم . و معناها في اللغة العبرية مخالف تماما عن معناه في اللغة العربية . فتجد أن معناه هنا ، شجرة البلوط أو الغوال الصغير ، لذلك ينتشر الاسم لما له من معنى رائع لهذا النوع من البشر . كما أنّ أمهات اليهود دائما ما تريد البحث عن أسماء قوية و معبّرة عن مدى جمال البنت و صفاتها المؤنثة .
*** السلتية : يصفها أرنولد بأنّها مصطلح و صفي أو أداة كاشفة في اللغة الأكاديمية . و هم السلتيون مجموعة من القبائل ، كانت منتشرة انتشارا واسعا ، و تتضح ثقافتهم في المدافن و التحف الأثرية و اللغة . اعتنقها موسيقيون و فنانون و كتاب مثل وليام بتلر . حاليا يستدعي الاسم التفكير في الفن التقليدي و الأدب و الموسيقى من إيرلندا و أستكلندا . و تعود أصول السلتيين إلى وسط أوروبا . و يتميّز السلتيون بأنّهم : أكبر مجموعة في أوربا القديمة ، محاربون برابرة ، يتخذون التلال مدافن لهم ، أول من ارتدوا السراويل ، قوانينهم شفهيّة ، تنتسب لهم الملكة اللأسطورية " بوديكا " التي هزمت الرومان عام 61 م ( نقلا عن موقع أنا أصدق العلم ) .



#علي_فضيل_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحرير الحريّة
- تأمّلات في التقشف و الزهد
- وجهة الفلسفة الغربيّة . إلى أين ؟
- الظاهرة الحزبيّة في البلاد العربيّة ما لها و ما عليها .
- امرأة من زمن العمالقة
- لماذا نكتب ؟ و ماذا نكتب ؟
- أم الخير
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 8 )
- ربيع إيكوزيوميّ *
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 7 )
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 6 )
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 5 )
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 4 )
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 3 )
- يوميّات معلّم في مدرسة ريفيّة ( 2 )
- يوميّات معلم في مدرسة ريفيّة ( 1 )
- فلسفة الوقت في حياتنا
- أكتب لكم من الجنوب ( 10 )
- التعليم قبل الديمقراطيّة .
- أكتب لكم من الجنوب ( 9 )


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي فضيل العربي - صورة المرأة المنتميّة في المجموعة القصصية ( إيلا ) * للقاصة العراقيّة تماضر كريم **.