أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر سليم - المنارة














المزيد.....

المنارة


عامر سليم

الحوار المتمدن-العدد: 7697 - 2023 / 8 / 8 - 09:16
المحور: الادب والفن
    


كنا بحضرة جَدّي (ابو امي) فطلبنا منه كعادتنا ان يقص علينا حكاية من حكايات الزمان فيها متعةً وعبرةً لأولي الألباب , فرد علينا نافذ الصبر..
: جوزوا من حالي مالي خُلكّمْ.
فاستحلفناه بحق ابنته (اُمنا) والتي كان يحبها حباً جما ان يفعل , فوافق على مضض ٍعلى ان نلتزم الهدوء ولا نقاطعه.
فقال : هاي بأيام كبل كان هناك رجل دين و مؤذن في قرية نائية وكان من المؤمنين الأتقياء يقوم الليل يذكر الله, غارقاً في الدموع والبكاء , ولكنه كان يحب النساء . كل يوم يصعد اعلى المناره خمسة مرات ليؤذن في الناس ويذّكرهم بواجب الصلاة ,لأن في ذلك الزمان ما كان أكو مكبرات الصوت المزعجة كما في ايامنا الغبره هاي, وحين ينهي آذانه وصلاته يتوجه الى سوق القرية يتحارش بالنسوان ويصجمهِنْ ويغوي منهُنّ ما استطاع اليه سبيلا.
قرب المنارة كان هناك دكان بسيط يملكه شيخ مسن تقي زاهد, عفيف السلوك واللسان وكانت زوجته تصغره بأعوام وأعوام , جميله القوام ووجها كأنما البدر المضئ بالكمال والتمام. وكان لهما غلام وحيد اسمه سنان . وجمال ام سنان جلب لها حسد النساء وشهوة الرجال وأولهم ذلك المؤذن النسونجي, فراح يراودها عن نفسها ويتحرش بيهه بالرايحه والجايه وهي تمتنع عنه وتخاف ان تخبر زوجها لحيائها وعفافها وعزة نفسها , ولكن الأبن كان يصاحب امه دوماً وعرف معاناتها وسر صمتها, فقرر ان يكشف الأمر لأبيه حتى ينقذها من ملحّة هذا السرسري الأثيم.
فحدّثه في الأمر مرتبكاً ....
: يابه هذا المؤذن ديتحارش بأمي ومعذّبها .
فرد عليه الأب بهدوء لم يتوقعه الأبن ....
: شوف وّليدي هذا رجل دين ومؤذن وتقي ويخاف الله فاذا كان حجيك صدك الله هو اللي راح يحلها ويحكم بعدالته وينطينا حقنا, فلا تجزع ولاتهن ولاتحزن ان الله معنا.
فصبر الغلام على كلام ابيه وهو يأمل من الله ان ينهي مشقة امه المعذبة . ولكن الأمور ازدادت سوءاً والتحرش تجاوز اللفظ والكلام , وكلماد عاد الى ابيه ليُعلمه ما يحصل وما يتطور من الأمور, عاد اليه ابيه يذّكره بذات الرد والكلام وبنفس الهدوء والسكينه والسلام . وهكذا مرت أيامٌ وأيامْ.
وفي ظهيرة احد الأيام سمع الناس صرخةً مدويةً قطعت الآذان و فزع لها الطيرهارباً فأجتمع الناس مذهولين على الجثة الهامدة الساقطة من اعلى المنارة وهي تولوّل ....
: لاحول ولاقوة الا بالله مات المؤذن لازم المسكين زلكت رجله.
وكان ابو سنان واقفاً مع المجتمعين ينظر الى الجثة وهو يهز رأسه ويتمتم مع نفسه وعيونه تبحث عن ابنه, فوجده بينهم فأخذه بيده جانباً وهو يهمسْ بأذنه واثقاً .....
: شفت أوّليدي الم اقل لك ان الله معنا وسينتقم لنا, فابتسم الفتى سنان قائلاً ......
: يابه لو عايفيها على الله جان هسه هذا الملعون الزفر ماخذ امي وانت نايم بدكانك , تره هاي القذاره اني اللي شمرتها من فوك المناره.
وختم جدّي قصته قائلاً .....
: عرفتو العبرة أو الـــ ( Moral ) من الحكاية ؟ ( جدّي كان يعرف انكليزي بلبل لأن عاش شبابه ويه أبو ناجي)..
فقلنا له بصوت واحد ينطق بالبلادة ....
: لا والله جدو ....
فقال .....
: لاتتوكل على غيرك فتشفل وتندم , وتوكل على نفسك لتفوز وتسلم.
ففاجأته أمي وهي تحضرنا وكانت تعرف القصة :
: ام سنان جان لازم تاخذ حقها بيدها وتضرب المؤذن بنص السوك على حلكه بالنعال, محد يعرف درد النسوان مثل النسوان.
الف رحمه و نور على روح أمي فقد كانت هدى شعراوي زمانها.
والف رحمه ونور على روح جدّي فقد كان متنوراً و زهاوي زمانه.



#عامر_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شذرات تشكيلة
- التحرر من الذكورية السلطوية
- كمال غمبار
- جل وعلا والأطفال
- مقامات عراقيه
- أبو يوسف ... وداعاً
- غابـو
- في شجون وشؤون القطيع
- الديكتاتور الأرعن
- المرأة الباكية
- الروّاف
- لماذا خلق الله العالم؟
- الحوار المتمدن يرتكب جينوسايد
- وطني حقيبه وانا المهاجر
- جان فالجان وهدهد سليمان
- النعال الأخضر
- غوغل يصَبحْ على عفيفه
- ألقيامه
- الى كلود مونيه .... خواطر انطباعيه
- الروز الاحمر و (ازهار الشر) ....خواطر سرياليه


المزيد.....




- بعد أنباء -إصابته بالسرطان-.. مدير أعمال الفنان محمد عبده يك ...
- شارك بـ-تيتانيك- و-سيد الخواتم-.. رحيل الممثل البريطاني برنا ...
- برنامج -عن السينما- يعود إلى منصة الجزيرة 360
- مسلسل المتوحش الحلقه 32 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- -الكتابة البصرية في الفن المعاصر-كتاب جديد للمغربي شرف الدين ...
- معرض الرباط للنشر والكتاب ينطلق الخميس و-يونيسكو-ضيف شرف 
- 865 ألف جنيه في 24 ساعة.. فيلم شقو يحقق أعلى إيرادات بطولة ع ...
- -شفرة الموحدين- سر صمود بنايات تاريخية في وجه زلزال الحوز
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- الحلقة 23 من مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة الثالثة والعشرو ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر سليم - المنارة