أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر سليم - مقامات عراقيه















المزيد.....

مقامات عراقيه


عامر سليم

الحوار المتمدن-العدد: 7521 - 2023 / 2 / 13 - 10:23
المحور: الادب والفن
    


شـــئ من الذاكره
" فرج عبو" ( 1921 – 1984 ) , في العام 1976 وفي الصف الرابع العام في اعدادية الرساله للبنين والكائنه في قلب شارع الرشيد , ومن حسن حظنا ,كان استاذ مادة الرسم من الرواد في الحركة التشكيلية العراقية هو الفنان الرائد والمنسي " فرج عبو".
لازلت اتذكر ملامح وجه وصلعته التي غطت كل رأسه تقريباً ,كان بسيطاً وهادئاً في الملبس والسلوك , استطاع ان يفرض احترامه علينا ويحببنا بشخصه ومادته من خلال دماثة أخلاقه وجميل سلوكه رغم محاولات بعض الطلاب بأثارة الشغب والمشاكسات والاستخفاف بدرس الرسم.
حقيقةً كانت حصة الرسم متعة فريدة و واحة استراحه تقترن بأجواء هادئه , نغرق بها بالرسم والالوان بعد عناء الحصص العلميه الصعبه والجافه , علّمنا كيفية رسم شكل الانسان بالقياس الى النسب والاشكال الهندسيه والتي سماها بالتجريد , فكل شئ في الطبيعه مقترن بهذه الاشكال كالمربع والدائره والمثلث , عرّفنا ببعض المدارس الفنية التشكيلة وتاريخها وأساليبها وأعلامها.
كان جامع الحيدرخانه مقابل المدرسه عبر الشارع, وكانت واجهته الطويله والمطله على الشارع عباره عن صفوف من الدكاكين المختلفة الوظائف ( قبل ان يتم غلق المحلات وبناء سياج بحجة حرمة الجامع!) ومن تلك الدكاكين كان هناك مرسم صغير لفنان هاو كبير السن,ٍ يرسم لوحات للبيع , كنا نتوقف عنده بعد الدوام لمشاهدة لوحاته وعمله الذي كان في الهواء الطلق, وكان فرج عبو من اصدقائه حيث يتوقف عنده ويجالسه طويلاً غارقاً معه في شجون وشؤون الرسم , كم تمنيت آنذاك ان اقترب منهم يوماً واستمتع بحديثهم ,ولكن هيبة الأستاذ وأحترامه ايام زمان كانت لا تسمح بأكثر من القاء التحية أو تفاديه قدر الأمكان اذا صادفته في الشارع!.
المجد والخلود والذكر الطيب لاستاذنا التربوي القدير "فرج عبو" الذي لم يأخذ حقه وحظه بالاهتمام والشهرة والرعاية .
.........................

نثريه سرياليه....
دالي والملايه وسارقي الأحلام.
هناك صوره نادره للفنان السوريالي " دالي " في باريس عام 1969 وهو بصحبة حيوانه الأليف " آكل النمل" !
" دالي " ذلك الفنان الغريب الغرائبي, الذي يرى العالم بعيون اخرى تختلف عن عيوننا.
الصوره ذكّرتني بأغنية الأفندي لــ "صديقه الملايه"
يــ (دالي) يـــ (دالي) بطلّ يـ (دالي) دمعي..... سگه البستان بطلّ يــ (دالي)
ليس هناك ما هو أصدق من صوت المقهور
بحّة صوت " صديقه الملايه " هي انعكاس لــ لواعج قلوبنا المقهوره
قلوب البسطاء , الفقراء , المهمشين , المسلوبه حقوقهم وإرادتهم والمضحوك عليهم.
كان " دالي" فناناً سوريالياً هرب من الواقع المعاش للناس , وراح يغوص في اعماقهم ويرسم أحلامهم معتبرها هي واقعهم وزادهم الحقيقي.
سرياليوننا الجدد ( عمائم , سياسيون ) سرقوا وباعوا لوحات أحلامنا للمهربين والتجار.
لا عجب ان "صديقه الملايه" في أواخر ايامها فقدت بصرها وراحت تستجدي قوت يومها وهي تردد اغنيتها بلوعه :
ابحالي ابحالي لعبوّ ابحالي....حچاية الوجهين لعبوّ ابحالي.
....................

طقطوقه من الزمن الجميل!....
حين قدمت اوراقي للدراسات العليا (في العهد النازي البائد) الى الشخص الجالس على مكتب الأستلام , تفحص الأوراق على عجل دون ان ينظر إليّ , وكأنه يبحث عن وثيقه معينه تهمه ,رفع رأسه محدقاً وهو يبتسم بسخرية ...
- وين الأضباره الحزبيه ؟
اجبته مستفسراً وانا اتصنع البلاهه
- يا إضباره ؟
فدفع الاوراق دفعاً في يدي وهو يقول بجزع
- تلكاهه بـ مكتب الأتحاد الوطني .
وانا اجتاز الرواق في الطابق الأرضي للبنايه الرئيسيه للكليه ,همست لنفسي
- ما عُبْرَت على الغستابو.
ومنذ ذلك الحين , بقيتُ شاباً بكلوريوسياً صاحياً.
رب ضارةٍ نافعة.
شكراً للفاشيست.
وعذراً لأساتذتنا الأجِلاء.
.....................

محطات العمر...
لم نلتقي منذ أكثر من ربع قرن يعني فوك الـــ 25 سنه بالتمام والكمال
هو صديق العمر ورفيق الدرب في العمل
قضينا 15 عام نعمل سويةً في عدة مشاريع
ما جمعنا حب الحياة وروح النكته وعملنا الذي احببناه كثيراً في مشاريع السكك الحديثة
افترقنا في ايام الحصار اللعينه
ذهب الى بلد خليجي ليعمل حاملاً امل العودة
وذهبت الى آخر الدنيا مهاجراً فاقداً لهذا الأمل
أتصل قبل فتره متسائلاً:
- كُبرنا تاليها شلون مراح نتشاوف؟
- والله بيانها هيج راح تصفه , ذهب الشباب فما له من عودةٍ واتى المشيب فأين منه المهربُ.
- آني راجع وراح اكضي سنواتي الأخيره بالعراق.
- آني باقي " والغربه صارو هلي"
- ماكو أمل نعيش ماتبقى لنا من السنين سويه؟ نلتقي بمحطه وننزل من قطار الغربه
- والله ياعزيزي قطار الغربه مو مثل قطار السفر والمشاريع اللي جمعتنه.
- شلون يعني؟
- قطار الغربه ( one way ) يعني لاصاعد ولانازل لامغرب ولا مشرق, والمحطه اللي يتركها مايرجعلها ابداً.
- اخابرك الأسبوع الجاي ونشوف.
قالها وانا اسمع انفاس الحسره والقهر التي زفرها.
............................

صوره وأسماء .....
كانت تمسك بأصابع مرتجفه معروقة صورة قديمة , ثم قالت لأختها وهي تحدق بصعوبه من خلال زجاج نظاراتها السميكة ..
- أيباخ , هاي الصوره شكد عمرها؟
- ستين ,سبعين شمدريني , الله الليدري؟
- حلوات مثل الورد , أميره و سميره
- هاي مو أميره , هاي سعاد
- لا, سميره جانت تحب يصيحولها سعاد
- لعد منو جان يصيحولها ناديه؟
- أميره , جانت تحب اسم ناديه
- اتذكرت , لأن اسمها بالجنسيه سعديه
- وابوها جان يسميها أميره
- ويسمي اختها سميره , وهي بالجنسيه صبيحه
- وتاليها مابدلو اسمائهن , المعامله صعبه
- والله دنيا غريبه ,بالجنسيه سعديه وصبيحه
- وبالبيت, أميره وسميره
- وبين الصديقات والجيران, سعاد وناديه
ثم التفت الى أختها ضاحكة ..
- عفيه عليج سعديه ,وين جنتي ضامه هاي الصوره؟
- بالصندوقجة عيني صبيحه.
...............................

في الغربة ....
في ليبيا الخير , لقنت ابني ابيات دجلة الخير, فحفظ خمسة ابيات منها على ظهر قلب ولم يتجاوز الاربع سنين الأولى من عمره , كنت أضحك حين يقول بلهجته الطفولية :
إنِّي وردتُ عُيونَ الماءِ صافيةَ
نَبْعاً فنبعاً فما كانت لتَرْويني
بعد سنوات طويلة تخرج من الجامعة في أستراليا الخير ,سألني يوماً وانا اتحدث عن الجواهري قائلاً :
داد منو هذا الجواهري؟
.......................

أعلام عراقيه خالده ..... ليلى شمـو
النساء اول من يدفع الثمن في جرائم الحروب والغزو والنزاعات والحروب الأهليه.
امرأه مكافحه من سنجار, رغم الجريمه التي يندى لها جبين الأنسانيه والتي ارتكبت بحقها وحق اهلها وشعبها ورغم قساوة التجربه التي مرت بها والتي تهد الجبال , الا انها لازالت مفعمه بالأمل والسكينه والطيبه والأقبال على الحياة , تُفكر وتعمل وترعى بقية اطفالها وسط هذا العالم القذر المتوحش.
من هو ناقص العقل والشرف والغيره هذه الضحيه أم جلادها الداعشي الساقط السافل؟
المجد والرفعه والعزه لـــ ليلى شمو ولكل النساء المكافحات .
...........................

ميراث النضال و المقامه القرديه في الميراث.
حدثنا عيسى ابن هشام قال : بينما انا في مُدن الشمال البارده , قابلت صديقاً من أيام النضال , حييته فحياني , على وجه ارتسمت موجة الأحزان , قلت ماذا المّ بك يارفيق الزمان , قال : مات ابي وانا في غربتي, وترك لنا داره , عشنا فيها صغاراً كبارا , إناثاً ذكورا .وبعد تطييب الخاطر والمواساة , دار الحديث عن الميراث و الدار, فسألت عن قسمة الكليدار , فقال مبتسماً للذكر مثل حظ الأنثيين , وبحظي سأشتري في وطني الجديد داري , فقلت ويحك طاح حظك أتأكل حق اختك ؟ ما هذه الدناءه فأنشا يقول :
الذنب للأيام لا لي ......... فأعتب على بؤس النضالِ
بالثرثرةِ أدركت المنى ........ وحللت في مدن الشمالِ
.........................



#عامر_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو يوسف ... وداعاً
- غابـو
- في شجون وشؤون القطيع
- الديكتاتور الأرعن
- المرأة الباكية
- الروّاف
- لماذا خلق الله العالم؟
- الحوار المتمدن يرتكب جينوسايد
- وطني حقيبه وانا المهاجر
- جان فالجان وهدهد سليمان
- النعال الأخضر
- غوغل يصَبحْ على عفيفه
- ألقيامه
- الى كلود مونيه .... خواطر انطباعيه
- الروز الاحمر و (ازهار الشر) ....خواطر سرياليه
- احزان يعقوب *
- المقامه الباريسيه
- حنجرة القمر
- صديقي دانغوت الشيوعي
- سلمان بين الباروك والبربوك*!


المزيد.....




- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر سليم - مقامات عراقيه