أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر سليم - النعال الأخضر














المزيد.....

النعال الأخضر


عامر سليم

الحوار المتمدن-العدد: 6629 - 2020 / 7 / 27 - 10:28
المحور: الادب والفن
    


جلس على حافة السرير في المستشفى الجمهوري وراح يحدق بالجسد النحيل والصغير لــ "ميرفت" أخته الرضيعه , كانت شاحبه وتتنفس بصعوبه , جلست امه بقربها تتمتم بالأدعيه وتهز رأسها بقلق , انشغل بصره بتفاصيل الغرفه ومراقبة زجاجة محلول المغذي والأنبوبه البلاستيكيه التي تربطها بوريدها ,عبر الأبره النحيله التي اخترقت لحم كفها الصغير, استغرب وهو يشاهد نمله ناعمه تسير ببطئ عبر الأنبوب فهتف مصعوقاً ...
: يوم هاي النمله جوه الصونده , وسابحه بالمغذي
فسألته : يا نمله يوم ؟ ثم اردفت : روح للبيت أوليدي انت تعبت , آني جايه للبيت المغرب.
وعادت بنفس اليوم في ساعه متأخره من العصر مع زوجها بعد ان تم دفن "ميرفت" . كان جالساً في الحديقه لحظة وصولهما , بكى بحرقه بأختفاء أخته الرضيعه المقمطه في حضن والدته , والتي قالت وهي تأن أنين المصاب بجرح بليغ ومؤلم
: ماتت , الله يأخذ والله ينطي.
فهمس بصوت مسموع : ومات عندي من أخذها بلا سبب.
: لا تكفر أوليدي.
..........................
كانت امه لاترتاح لتعليقاته , وحين جلست العائله لمشاهدة فلم " الرساله " حرصت ان يكون نعالها الأخضر قربها وبمتناول يديها عند الطوارئ. ذلك النعال المطاطي الثقيل والذي اشترته من الكاظم , كان سلاحها الأثير في الدفاع عن مبادئها . بادرته بنظره اوليه محذرةً اياه بأن ردة فعلها سيكون فورياً وبلا سابق انذار.
مرت مشاهد الفلم الأولى هادئه وهو يراقب امه تتمتم بالدعاء والصلوات كلما ذكر اسم النبي , فكان يراقبها بابتسامه مكتومه , حتى بدأت معركة بدر , وكان حمزه ينهال بسيفه وبمعية سيف ابن اخيه علي ,على رؤوس ابناء العم بلا رحمه ولاشفقه مما افرح امه التي كانت تُكبر بسعاده : الله أكبر. قابلها بجمله معاكسه قائلاً
: الله أكبر على الظلم والظالمين.
: شلون يمه؟
: هذوله قطاع طرق ولصوص يقتلون ابناء العم والعشيره ويسرقوهم.
: انجب يمه , لاتكفر , على عنادك الله نصرهم على الكفار.
سكت مبتسماً وهو ينتظر معركة أحد , وحينها سيكون لكل حادثٌ حديث.
كانت هي الأخرى قلقه من القادم , ليس من تلك المعركه المشؤومه والتي كانت تعرف نتيجتها مسبقاً , ولكن من تعليقات ابنها الكافر التي لا تسرّها .
ما ان بدأت المعركه حتى صاحبتها دعاء وصلوات الام , ولكن سيف خالد بن الوليد كان له قول آخر وهو يعزف سمفونية النصر على رؤوس المسلمين الغارقه بالدماء فهتف فرحاً
: حِيلْ , اخوي أخوي ابو الوليد عليهم , عليهم , وبليه رحمه , انعل والديهم ذوله الحراميه السرسريه.
فانتفضت وتناوشت احدى فردتي نعالها الأخضر وارسلته اليه غاضبةً و جاهده في نفس الوقت ان لا تصيبه اصابه مباشره وهي تقول
: ولك انجب يا كافر يا ملعون الوالدين
: يايمه هذا غضب الله عليهم وعقاب لهذوله الحراميه
: لايمه هذا امتحان ودرس لأن ما سمعوا كلام النبي
وما ان انهت كلامها , حتى تلقى الحمزه تلك الطعنه النجلاء من رمح الوحشي في ذلك المشهد الدرامي المعروف والذي انهى المعركه بهزيمه قاسيه لأتباع النبي, فهتف معقباً
: الحمزه هم راح بيها , وبشر القاتل بالقتل
وبتلك الجمله انتهت المناظره بينهما, وهي الحرب اذن , فتناوشت الفرده الأخرى من نعالها وهجمت عليه غاضبه, والنعال بقبضتها وكأنه سيف الأنتقام , هرب خارج الغرفه وهي تطارده الى الحديقه بمشهد جعل العائله تغرق في الضحك .
انتهى المشهد كالعاده وهو يحضنها ممسكاً بيدها محرراً السيف الأخضر وهو يقبل رأسها معتذراً
: التوبه يّوم بعد ما أسويها وداعة سيد الشهداء الحمزه ابو حزامين
..........................
كان صخب ابنتيه الصغيرتين يسبق دخولهن الى بيت العائله, فقال مُذكراً
: شنو اول شي أنسويه ؟
: إنسلم على بيبي ونبوسها
: عفيه
قالت امه تخاطب ابنها وهي تناول ابنتيه ( الجكليت) من جيب ثوبها : تعال يمه أكعد بصفي
أجابها وهو يشير الى نعالها الأخضر : مو كبل ما تبعدين النعال شويه
ضحكت قائله : راح وكت النعال أوليدي
شكت له صحتها وتغيّر أحوال الزمان فبادرها بالشكوى مؤيداً وكيف تغيرت الأحوال ,وضاعت الناس في الحيره والمشاكل والسؤال
: مو خوش وكت يمه , الأخلاق ضاعت وكلها صارت حراميه حكومه وناس .
: مو غريبه يمه هذوله تربية هذولاك الحراميه والسرسريه
فقالت وهي ترسم إبتسامه حزينه على شفتيها الجافتين
: تذكر من جنت البسك دشداشه سوده بمحرم , وآخذك للكاظم حتى تلطم , وجنت تركض وترجع للبيت مخروع وتنزع الدشداشه.
: شلون ما أذكر يمه , وجان نعالج الأخضر لاحكني دوم
قالت بيأس لم يعهده يوماً منها : : خوش سويت أوليدي , جان هسه صاير حرامي , وما اتخاف الله .



#عامر_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غوغل يصَبحْ على عفيفه
- ألقيامه
- الى كلود مونيه .... خواطر انطباعيه
- الروز الاحمر و (ازهار الشر) ....خواطر سرياليه
- احزان يعقوب *
- المقامه الباريسيه
- حنجرة القمر
- صديقي دانغوت الشيوعي
- سلمان بين الباروك والبربوك*!
- الليالي العربيه السوفياتيه
- ما سِرْ العَجّه.. في سوق الشورجه ؟
- * عين واحده .. ام عينانْ
- الاطفال احبابنا ..لا احباب الله
- ازمة الفكر بين الواقع العربي و المنظور الكوني.... ماهو الاخت ...
- المقامات البهلوانيه...... المقامه الثالثه
- القصر.... بين الوهم والقهر
- الى سامح ابراهيم حمادي...مع التحيه
- الى ليندا كبرييل....مع التحيه
- المقامات البهلوانيه......المقامه الثانيه
- مقامات الشاطر حسن البهلوان..... المقامه الاولى


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عامر سليم - النعال الأخضر