أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عامر سليم - كمال غمبار














المزيد.....

كمال غمبار


عامر سليم

الحوار المتمدن-العدد: 7539 - 2023 / 3 / 3 - 07:55
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


حتى لا ننسى , كلمة وفاء وتقدير لأستاذ قدير, بمناسبة يوم المعلم.
" كمال غمبار " , الشيوعي الكردي الذي كان مُدَرِساً للغة العربية في اعدادية الرساله والتلميذ النجيب للدكتوره عاتكة الخزرجي , و كان يـا ماكان.
كان ذلك في منتصف سبعينات القرن الماضي , وفي عز الجبهة (الوطنيه) بين الشيوعيين الرومانسيين والحالمين ( حملة الكتب والأقلام والاعلام واغاني جعفر حسن) , وبين الفاشيست البعثيين الدمويين (حملة التقارير والمسدسات ورشاشات الكلاشنكوف السوفياتيه).
كمال غمبار هو مُدرس اللغة العربية لمرحلة الصف الرابع عام في أعدادية الرساله (المقابلة لجامع الحيدرخانه الكائن في قلب شارع الرشيد), قصير القامه , أنيقٌ مهندم لازلت اذكره يلبس بدلات سبورت ( الستره ليست بلون البنطلون) , مخلصاً لعمله و شديداً حازماً مع المشاغبين, بدأ معنا السنه الدراسيه بدرس التأدب والأصغاء عملياً من خلال تأديب تلميذ مشاكس (ببسطه ناشفه) لازال أسمه يرن في أُذني لأنه كان الزميل الذي يشاركني الرحله , هو صديقي شهاب , تلك البسطه كانت رسالة واضحة للمشاغبين في مدرسة الرساله, وبعدها بدأ هؤلاء المشاغبون يتمتمون سراً : هذا الكردي مخبل لحد يندك بيه!.
في النهايه كان الرجل يؤمن بضرورة العنف الثوري في العمل التربوي أحياناً!, فقد كان مزيجاً من البلاشفة والبيشمركه ويشترك معهم ومع البعثيين بشاربه الكث !.
عرفته شجاعاً جسوراً لا يخاف , كان يصطحب معه الى الفصل الجريده الاسبوعيه الشيوعيه الثقافيه " الفكر الجديد " وكان من محرريها آنذاك , يكتب في الشعر والنقد الأدبي و الترجمة, والجريده تلك كانت بطبيعة الحال تثير حفيظة مدير المدرسه البعثي " زكي عيسى الدوري" والذي عُرف بفظاظته , اذ داوم على مضايقته وإستدعائه الى الاداره حتى اثناء الفصل , واتذكره يعود متمتماً وهو يشتم بالكردي المدير وحزبه.
اضاف استاذنا الجليل غمبار الى درس اللغة العربية سحراً خاصاً , فقد كان محباً عاشقاً لهذه اللغة وحاول جاهداً ان ينقل الينا هذا الحب والعشق , نابهاً وذكياً في اختيار الأمثلة والأقتباسات من القصائد ذات المعاني الكبيرة ومحاولة ربطها بالواقع ( في كل بيت من قصائد المنهج كان يسأل : كيف يمكن ان نربط ونفسر هذا البيت مع واقعنا!) وكنت ارى ابتسامته المخفية تحت شاربه الكث وهو ينتقد بشفافية هادئة و بشكل غير مباشر الخطاب الثقافي البائس لفكر حزب البعث الفاشي حين يربط و يفسر معاني الشعر بواقعنا.
أشتدت وتيرة كتابة التقاريرعليه والتي كانت تسجل كل شاردة وواردة ضد المدرسين غير البعثيين ,حينها اختفى بعد سنتين أو ثلاثة من المدرسة ولم نعد نسمع اخباره , وكحال كل العراقيين تشتت ذاكرتنا على وقع انفراد ارعن العراق بالسلطة وبداية عصره المأساوي و الدموي بالحروب والقتل والاعتقالات والحصار, لتنتهي بسقوطه المخزي والنهايه المذله والتي تليق بامثاله.
في بداية غربتي الطويله, تذكرته وكوكلت اسمه , عرفت انه يعيش في اربيل , بعد رحلة كفاح بطولية وشجاعة لم يتنازل خلالها ابداً عن مواقفه او يرضخ لمطالبات الفاشيست, وقد حصل على شهادة الدكتوراه في فلسفة الأدب والنقد وهو في عمر متقدم.
التحيه والتقدير والعرفان لأستاذي القدير الدكتوركمال غمبار, فقد كان رجلاً يستحق كل الاحترام بحق ,ترك اثره الجميل وذكراه الغنية بالأخلاص والمسؤولية التربوية.



#عامر_سليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جل وعلا والأطفال
- مقامات عراقيه
- أبو يوسف ... وداعاً
- غابـو
- في شجون وشؤون القطيع
- الديكتاتور الأرعن
- المرأة الباكية
- الروّاف
- لماذا خلق الله العالم؟
- الحوار المتمدن يرتكب جينوسايد
- وطني حقيبه وانا المهاجر
- جان فالجان وهدهد سليمان
- النعال الأخضر
- غوغل يصَبحْ على عفيفه
- ألقيامه
- الى كلود مونيه .... خواطر انطباعيه
- الروز الاحمر و (ازهار الشر) ....خواطر سرياليه
- احزان يعقوب *
- المقامه الباريسيه
- حنجرة القمر


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عامر سليم - كمال غمبار