|
الخطاب السياسي ( 1 )
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 7571 - 2023 / 4 / 4 - 19:48
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الخطاب السياسي ( 1 ) – يتبع – " البوليس السياسي للملك يقطع الكونكسيون عن منزلي اثناء الاشتغال على هذه الدراسة .. بوليس جبان ، مريض ، رديء ، ومجرم لطخ كل واجهة منزلي بالصباغة انتقاما مما انشره . سأرسل هذه الدراسة عبر Cyber " . يعني الخطاب السياسي ، الخطابات التي كانت تنشد الحكم ، لتنزيل البرنامج العام ، او المشروع العام عند الاستيلاء على الحكم . والقول بالخطاب السياسي ، يعني انّ أي خطاب الذي تختلف مراجعه واصوله ، هو خطاب صراع وتضاد ، لان الوصول الى الحكم لتنزيل المشروع العام ، يقتضي بالضرورة خوض الصراع سواء ضد الحكم القائم ، او ضد مناصري الخطابات المخالفة .. فالهدف من وراء كل خطاب هو السلطة والحكم .. طبعا ان مجرد القول بالخطاب السياسي ، يعني ان حاملي الخطاب هم مثقفون سياسيون ، وليسوا بجهلة أميين . بل ان من سينتمي الى رافعي لواء الخطاب من قاعدة الشعب ، في دولة لها نظم حكم مغايرة للخطابات المعلنة ، يكونون في الغالب ينتمون لطبقة تروج لخطابها السياسي الداعي الى السيطرة على الحكم ، وليسوا بذلك من عامة الشعب الذي سيوظف في معركة تصريف الخطاب فوق الأرض . فالصراع بين الخطابات هو صراع من اجل التنمية الاجتماعية ، وصراع من وراءه التاريخ الذي يحيل الى أسباب التدهور والتخلف ، والذي غالبا ما يكون المسؤول عنها النظام القائم ، فحان الوقت لقلبه بنظام يحمل افقا مغايرة اجتماعيا واقتصاديا ، لانقاد البلد ، ولإنقاد الشعب من جبروت ، وطغيان ، وتسلط الحاكم المستبد .. ولعل الأستاذ عبدالله العروي من خلال مؤلفه " الأيديولوجية العربية المعاصرة " L’ideologie arabe contemporaine ، يكون قد لامس اصل الخطاب السياسي المتصارع مع بعضه ، ويكون قد حدد اطرافه المتصارعة التي حددها في رجل الدين ، وفي رجل السياسة الليبرالي ، ورجل التقنية الذي يرى العطب تقنيا وليس أيديولوجيا ( المهدي بن بركة في المغرب ، وسلامة موسى في الشرق ) . فالصراع بين نماذج الخطابات هذه ، مرده بالأساس البديل المنتظر عن النظام القائم ، وطرح اشكال وطرق تنمية مخالفة ، حيث ان كل خطاب يعتبر نفسه البديل عن الخطابات الأخرى المستهلكة في الساحة الثقافية ، وانّ في انتصاره انتصار الخروج من الازمة ، ومن التخلف الذي يتحمل المسؤولية فيه النظام القائم ، والخطابات السياسية المقابلة ، التي تروج لبضاعة فقدت بريقها عندما فشلت في طرح البديل المشروع في الساحة السياسية . فرجل الدين يرى سبب التأخر هو تخلينا عن الإسلام ، ومن ثم فهو يدعو الى الدولة الدينية في اشكالها المختلفة نموذج الخلافة ، او نموذج الجمهورية الإسلامية ، ورجل السياسة الليبرالي يرى ان سبب التخلف هو انعدام القيم الديمقراطية الحقيقية ، وانّ الخلاص في الديمقراطية ، لأنه متأثر بأفكار " روسو " و" هوبز " و " مونسيكيوه " و" سانسيمون " .... الخ . ورجل التقنية يرى بديل النظام القائم في الماركسية وفي الديمقراطية الشمولية .. والسؤال . لماذا فشلت كل الخطابات السياسية ، فلم ينجح رجل الدين من بناء نظام الخلاقة والدولة الاسلامية ، ولم ينجح الليبرالي في بناء الدولة الديمقراطية الحقيقية ، وفشل التقنوي الماركسي في بناء نظام الطبقة ؟ ان مقاربة الواقع بمختلف تجلياته بهدف تمثله وتغييره ، تستوجب مساءلة هذا الواقع بجوانبه الظاهرة منها والخفية . ان هذا المسألة هي في نهاية المطاف مساءلة الفكر للواقع . فمن هذا المنطلق يفرز الواقع العربي مظاهر واحداث تستفز الفكر ، وتضع مقولاته موضع سؤال . ان محاولة رصد جوانب العلاقة بين الفكر والواقع العربيين ، تعترضها في مرحلة أولى ظاهرة مركزية ، تتجسد في ظاهرة الانقطاع بين مرحلتين أساسيتين : مرحلة الفكر النهضوي التي تتمحور حول التساؤل المركزي : كيف يمكن تجاوز وضعية التأخر والانحطاط ، وتحقيق التقدم والتحديث ، في حين اهتم الفكر العربي المعاصر بمختلف تجلياته الليبرالية ، ، والقومية ، والماركسية ، والإسلامية ، ببلورة مجموعة مهام تتعلق بقضايا الوحدة والديمقراطية ، وتحقيق التنمية . فمن هنا غلبة الفكر السياسي على الفكر النظري . اذن من هذا المنطلق يمكن الافتراض انّ الفكر العربي المعاصر ، ظل في جوهره فكرا سياسيا ، الاّ ان هذا الجوهر السياسي لم يقترن بتأسيس نظري . ذلك انّ المرجعية النظرية لهذا الفكر ، ليبراليا كان ام قوميا ، ماركسيا ، أم إسلامي ، هي مرجعية معطاة سلفاً ، اعتمدت في غالب الأحيان كقوالب جامدة ، وليس كأدوات تستمد صلاحيتها من مدى ملائمتها للواقع ، ويتم اغناءها بفعل الممارسة التي تحقق شرط التجاوز والتجديد . إن هذا الافتراض الاولي يستوجب مهمة أساسية ، هي في جوهرها مهمة نقدية ، والنقد هنا يتخذ ابعاده السياسية ، والفلسفية ، والأبستمولوجيا ، إضافة الى البعد السسيولوجي ، باعتبارها ابعاداً متداخلة دأب التقليد الفكري العربي على الفصل فيما بينها ، او اختزالها في بُعْد آخر . ذلك ان السؤال السياسي ، يستدعي السؤال الفلسفي – النظري ، وبقدر ما ترتبط الممارسة السياسية بالممارسة النظرية ، وتتأثر احداهما بالأخر ، بقدر ما تطرح أهمية المعالجة الإبستمولوجية ، ذلك انّ الخطابات الفكرية العربية ، تفرز أحيانا مفاهيم ومقولات تدعي العلمية ، وهي غارقة في الميتافيزيقيا . كما تدعي قدرتها على رصد تجليات الواقع ، وهي بعيدة عن ان تكون مفاهيم إجرائية . في حين تتحدد أهمية المقاربة السسيولوجية للخطابات السابقة ، باعتبارها خطابات تنتج مجموعة من التصورات ، بصدد مختلف مستويات الواقع العربي ، وهي تصورات تجْدُر مسائلتها لتبيان مدى إلمامها بتلك المستويات الواقعية ، او الإفصاح عن عجزها عن معرفة الواقع ومتابعة متغيراته ، وبالتالي عن مدى علميتها ، ومدى إجرائية المفاهيم التي تعمل على انتاجها . ان هذه المهمة النقدية ، مهمة الفكر ، ليس الفكر المتعالي ، بل الفكر الذي يستلهم الواقع من اجل تحديد آلياته وشروط تغييره ، وذلك كما يعتبر ماركس " إن سلاح النقد لا يمكن ان يعوض نقد السلاح " . وإننا سنعمل على مقاربة الخطابات الثلاث القومية ، والماركسية ، والإسلامية ، وهي مقاربة إضافة لأهميتها الابستيمولوجية والمنهجية ، تسعى الى تحديد الثوابت البنيوية التي تميز تلك الخطابات ، وهي ثوابت نوعية أحيانا ، ومشتركة فيما بينها أحيانا أخرى . ( يتبع )
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السلف . هل حقا كان سلفا صالحا ، ام كان في حقيقته سلفا طالحا
...
-
في البطريركية السياسية
-
تغول بوليس الدولة البوليسية السلطانية
-
استراتيجية الاختراق الإسلامي للجامعة ومنها للمجتمع
-
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
-
التحالف ضد الشعب
-
حين يكذب الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ، على رئيس جزائري غا
...
-
هل حقا أهان النظام الموريتاني النظام المغربي ؟
-
في الكتلة التاريخية او الجبهة التقدمية
-
جواب الديوان الملكي ، و( المعارضة ) الشاردة والتائهة .
-
حين يصبح القصر في نفس مستوى حزب . فتلكم مهزلة . فهل بلغ الضع
...
-
العمل الجمعوي والصحوة الديمقراطية .
-
إيران . السعودية . حزب الله . البوليساريو
-
إشكالية الصحراء الشرقية
-
الديمقراطية معركة مستمرة وشاملة
-
نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال
...
-
نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال
...
-
نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال
...
-
نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال
...
-
نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال
...
المزيد.....
-
مزاعم روسية بالسيطرة على قرية بشرق أوكرانيا.. وزيلينسكي: ننت
...
-
شغف الراحل الشيخ زايد بالصقارة يستمر في تعاون جديد بين الإما
...
-
حمير وحشية هاربة تتجول على طريق سريع بين السيارات.. شاهد رد
...
-
وزير الخارجية السعودي: حل الدولتين هو الطريق الوحيد المعقول
...
-
صحفيون وصناع محتوى عرب يزورون روسيا
-
شي جين بينغ يزور أوروبا في مايو-أيار ويلتقي ماكرون في باريس
...
-
بدء أول محاكمة لجماعة يمينية متطرفة تسعى لإطاحة الدولة الألم
...
-
مصنعو سيارات: الاتحاد الأوروبي بحاجة لمزيد من محطات شحن
-
انتخابات البرلمان الأوروبي: ماذا أنجز المشرعون منذ 2019؟
-
باكستان.. فيضانات وسيول عارمة تودي بحياة عشرات الأشخاص
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|