|
نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام الديمقراطية في الدولة المخزنية ( الجزء الرابع ) ( 4 ) ( تابع )
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 7542 - 2023 / 3 / 6 - 13:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام الديمقراطية في الدولة المخزنية ( الجزء الرابع ) ( 4 ) ( تابع ) " هذه الدراسة سأبعثها عن طريق Cyber لان البوليس السياسي للملك قطع عن منزلي الكونكسيون / الانترنيت " ان إشكالية الصحراء ، هي إشكالية الديمقراطية المفقودة ، واشكالية النظام السياسي الدكتاتوري الوحيد الذي تسبب في ما آلت اليه الصحراء من أوضاع ، جعلت المجتمع الدولي من خلال مؤسساته ، يتشبث بالمشروعية الدولية التي وحدها تمثل الحل الديمقراطي الذي يرضي اطراف النزاع . والحل الديمقراطي والمشروعية الدولية ، تعني فقط الاستفتاء وتقرير المصير الذي نتيجته وحدها تحدد جنسية الأراضي المتنازع عليها . 4 ) انعكاسات قضية الصحراء على الوضع الجيوبوليتيك بالمنطقة : مرت السياسة التي مارسها النظام المخزني المغربي في قضية الصحراء بثلاث مراحل : --- مرحلة أولى دولية ، وضعت فيها أسس المشكلة بالاتفاق بين النظام المخزني البوليسي ، وبين القوى الخارجية ، وبالضبط فرنسا في عهد الرئيس Valeri Giscard Destin ، وتعمقت مع الرئيس François Mitterrand الذي كان وراء تشجيع النظام بمنح الصحراويين حكما ذاتيا بالمنطقة ،وشجعه حتى بتبني الاستفتاء . دون ان ننسى الرئيس الأمريكي Donald Reggan الذي زود النظام بأسلحة دفاعية بعد هجوم البوليساريو على مدينة " طنطان " ، الغير الداخلة في المناطق المتنازع عليها . وقد لعبت المملكة العربية السعودية دورا في دفع النظام الى طرح كخيار، الحكم الذاتي لامتصاص الغضب ، خاصة وان نزاع الصحراء يهدد وجود الدولة برمتها ، كما شجعته حتى على حل تقرير المصير ، اعتقادا منها ان نتيجته ستكون مع الدولة المخزنية ، وتوعدت السعودية بشراء الصحراويين في اوربة وبالدول التي يتواجدون بها . --- مرحلة ثانية داخلية ، فرضت فيها الاستراتيجية الخارجية – المخزنية على القوى السياسية الداخلية ، واستخدمت لترتيب أوضاع الحكم التي كانت متهالكة . --- مرحلة ثالثة لا نزال فيها ، تعود المشكلة من جديد لتبرز في اطار الصراع الدولي والاستراتيجيات الخارجية ، ولكن على أرضية داخلية المبادرة فيها للنظام المخزني المرتبط بالصحراء التي ستسبب هلاكه ان اضاعها ، وستسبب في ضياع جغرافية المغرب ، بتحويله من دولة واحدية قوية ، الى مجموعات دُويلات قزمية ، والى كانتونات ستكون بيد الاستعمار العالمي . في المرحلة الثانية ، كان النظام البوليسي المخزني يتحدث طوال الوقت عن مشكلة وطنية ، لا يمكن ان يقبل حلا لها الاّ في اطار الاندماج الوطني المغربي . والآن في هذه المرحلة الجديدة ، تطرح القضية مجددا كقضية لا بد ان تتضمن تسويات وحلولا وسطى ، بحجة المتغيرات الدولية ، وموازين القوى الجديدة . ورغم ان الدول الكبرى دخلت الى ساحة الصراع من باب الصحراء ، الذي يرى النظام الآن انه باب لن يغلق الاّ بموافقة الخارج ، أي ان الجانب الوطني من المشكلة صار محلا للعب السياسي ، وللأخذ والعطاء . يقتضي الانصاف والإخلاص للحقيقة ان نقول هنا . ان هذه السياسة ما كانت قابلة للتنفيذ بالطريقة التي نفدت بها ، لولا الدور السلبي الذي لعبه الطرح الانفصالي بمختلف مكوناته ، والذي شكل خدمة كبيرة لصالح النظام الملكي ، ولصالح الاقطاع المتحالف مع النظام . لقد كان على جبهة البوليساريو ، ان تعتبر نفسها جزءا من حركة الشعب المغربي المعارض ، وان تطالب بالتالي بمغرب ديمقراطي حقيقي يتسع للجميع ، دون اقصاء لمكون من مكوناته ، بدل ان تتلاعب بأخطار دولة " اشتراكية / ديمقراطية " ، تفتقر لسائر المقومات التي تجعل من كيان سياسي ، كيانا سياسيا بالأصل . ان الجزائر دفعت ثمنا كبيرا لسياستها المغلوطة ، ولحساباتها الضيقة ، وستدفع ثمنا اكبر انْ هي واصلتها . ولا تزال الفرصة متاحة ، وان كانت تتناقص بمرور كل يوم ، لقلب المشكلة ، الى مشكلة نضالية مغربية عامة ، ذات بعد عربي واضح ، لا تربح منه الامبريالية والنظام السياسي المغربي ، بل تعيد طرح الأوراق من جديد ، لتصبح أساسا لفرز داخلي على نطاق المغرب العربي بأسره ، ولاسترداد ثقل الاستراتيجية الثورية التي وضع لبنتها الأولى الحركة التقدمية المغربية ، والشعب المغربي المرتبط بوحدة الأرض ، وبالمكونات التي تعيش وتتعايش فوق ارضه ، فالهدف كان ولا يزال هو الحرية للشعب ولشعوب المنطقة ، وطرد الاستعمار، وبالتالي طرد بقاياه والقوى التي حلت محله ، وفي مقدمتها الدولة البوليسية المعادية للديمقراطية ولحقوق الانسان ، وتوحيد شعوب المنطقة على أسس تحررية وتقدمية ، لان هذه الاستراتيجية الثورية ، وحدها تشكل مرتكزا من مرتكزات نهضة الامة العربية والمغربية ، وردا على الانهيار الحاصل في مختلف اقطارها . لقد آن الأوان ان ندرك ان خطط الامبريالية متشعبة ومتعددة ، وان تمزيق المغرب واثارة التناقضات بداخله ، وتدبير الحروب بين دول المنطقة ، هو الهدف الثابت للقوى الامبريالية وصنائعها ، وان الرد لا يكون بالانجرار الى هذه الحرب التي تنتظر المنطقة ، والمشاركة في التمزقات من موقف إقليمي تقدمي ، بل هو في وضع استراتيجية مضادة شاملة ، تحشد من حولها الطاقات الشعبية في كل الأقطار المغاربية من دون استثناء ، وتخوض معركتها موحدة على صعيد المغرب كله ، كما تعرف متى تخوض هذه المعركة ومتى تتفاداها ، متى تتقدم ومتى تتراجع ، متى تقبل التحدي ومتى تتحاشاه . وغني عن القول ، ان موقفا كهذا يتجاوز الانحياز لهذه القوة او تلك ، لأنه قائم على الانحياز للشعب الواحد في الأقطار المغاربية المختلفة ، ويهرب من المكاسب الإقليمية الصغيرة والتافهة ، لأنه ينتظر في النهاية الحصاد الوافر الكبير ، وانه مؤسس على نموذج للعلاقات مع الشعب ، يختلف جذريا عن النموذج السائد في البلدان الرجعية ، نموذج يستطيع في نفس الوقت اقناع الجماهير بتفوقه وتقدمه ، ولا يعمل بنفس آليات الأنظمة الرجعية وكلاء آل صهيون في بلادها ، لكنه يتستر بجملة من الشعارات " التقدمية " التي لا يرى احد أي انعكاس لها في الواقع الحي واليومي . فيجب الالحاح على ضرورة بداية كهذه ، لان الاحداث المتسارعة تفتح عيوننا على اتساع دائرة التردي ، وعلى تفجير الامبريالية بما تبقى من علاقات بين بلدان المنطقة ، وليس على حصر النزاعات وتحجيمها . واذا كان هناك من يظن انه يستطيع بمجرد مرور الوقت ، التخلص من مشكلة كان موقفه فيها مؤسسا على الغلط ، فانه سيجابه بعد حين مشكلة أخرى موقفه فيها مؤسس على غلط مماثل ، وهكذا دواليك حتى نصل الى وضع لا يعرف كنهه غير الله . ان ما حدث لمشكل الصحراء ، يعطي صورة واضحة عن مستوى القوى التي انخرطت فيها : الامبريالية والرجعية المخزنية ، والحركات الوطنية التي انقرضت بشكل نهائي من الساحة ، وهنا لا نريد ان نضيع وقتا طويلا في الحديث عن مستوى الحركات الوطنية التي بقي منها فقط الاسم ، وطريقتها في إدارة هذه المسألة ، لان ذاك واضح لكل عين بصير . وعلى كل حال ، فان ما يهمنا من هذا التحليل ، هو دراسة الجوانب الخفية التي طرحت فيها قضية الصحراء الغربية المغربية ، والاطار العام الذي وضعت فيه ، وعن نمط الدولة بخصوصياته المتباينة من بلد لآخر . واذا كانت الدولة المخزنية البوليسية المغربية قد اضفت على نفسها طابعا " قوميا " ، من خلال مشاركتها في حرب أكتوبر 1973 ، فإنها حاولت ان تضفي على نفسها طابعا " وطنيا " من خلال مشكلة الصحراء . ومع ان الاحداث اثبتت ان عينها لم تكن على وحدة الوطن ( سبتة ومليلية والجزر ) ، بل على ترسيخ وضعها الداخلي ، بإثارة قضية كانت تجمدها عن قصد ، فان الأخطاء التي ارتكبتها ( الحركة الوطنية ) التي انقرضت نهائيا من الساحة ، قد ساعدتها في السابق على تحقيق هدفها الأساسي هذا . ومهما يكن من امر ، فان المخرج من الازمة الراهنة مرتبط بوعي الشعب ، ووعي القوى التي تدعي الدفاع عنه ، لان قضية الصحراء هي قضية نظام متهالك آيل للسقوط في كل وقت وحين ، ويوظف الصحراء كدراع يقيه الاخطار التي تعترضه عند انفصال الصحراء ، وتكوين جمهورية بجوار حدوده الطبيعية . ان شطحات النظام من نزاع الصحراء الغربية ، قد دخل منطقة الخطر ، وعلى الشعب ان يتحرك لطرح البديل التقدمي الذي هو الدولة الديمقراطية ، دولة المؤسسات وليس دولة الأشخاص . ان النظام المعادي للديمقراطية ، والكاره لكل ما يرمز الى حقوق الانسان ، سوف لن يتبدل . أي لا يعقل للنظام ان يبدل سياسة استفاد منها في السابق .. لذا فان خرجات النظام المخزني البوليسي ، تبقى في الهروب ما امكن الى الامام ، تفاديا لانزلاقات غير مسؤولة وغير منضبطة ، كطرحه لحل الحكم الذاتي في ابريل 2007 ، ومفاجئته العالم عند اعترافه بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار ... فالنظام يصارع من اجل حب البقاء ، حتى يستمر في ابتلاع خيرات المنطقة ، مثل ابتلاعه لخيرات المغرب .. ( يتبع )
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال
...
-
نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال
...
-
هل الصحراء الشرقية / تندوف / مغربية ام جزائرية ؟
-
البرنامج الثوري الذي بقي حبرا على الورق . الانتفاضة المسلحة
...
-
نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال
...
-
حين ورط الملك الشعب في الاعتراف بالجمهورية الصحراوية .
-
الواقع السياسي المغربي الراهن ، محدداته المرحلية ، واحتمالات
...
-
الواقع السياسي المغربي الراهن ، محدداته المرحلية ، واحتمالات
...
-
الواقع السياسي المغربي الراهن ، محدداته المرحلية ، واحتمالات
...
-
( طرد ) إسرائيل من حضور افتتاح دورة القمة السادسة والثلاثين
...
-
انعقاد القمة السادسة والثلاثين ( 36 ) للاتحاد الافريقي بأديس
...
-
حقوق الانسان في الدولة المخزنية البوليسية
-
البدع والطقوس المرعية عند العرب والمسلمين
-
البرلمان الاسباني يوافق بالأغلبية على منح الجنسية الاسبانية
...
-
أكبر انتفاضة دموية في تاريخ الانتفاضات المغربية
-
مِنْ - موروكو گيتْ - الى - بگاسوس غيتْ -
-
ترقب قرار للبرلمان الأوربي في 9 ابريل القادم ، يدين النظام ا
...
-
الفرق بين الشعب والرعايا ، نوع الدولة السائدة
-
تغيير النظام من الداخل
-
التعويض .
المزيد.....
-
سجال حاد بين أمريكا وألمانيا بعد اتهام برلين بـ-الاستبداد-
-
كيف أصبحت الهوية الكشميرية -لعنة- على أصحابها؟
-
أكسيوس: اتفاق قريب بشأن إدخال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة
-
إسرائيل تشن7 غارات على محيط دمشق وترسل مقاتلاتها فوق أجواء ح
...
-
البنتاغون يعلن عن نجاح تجربة نموذج أولي لصاروخ فرط صوتي بحري
...
-
الجيش البريطاني يمنع قواته من إطلاق طائرات مسيرة أثناء التدر
...
-
الاستخبارات الأمريكية تنشر فيديو للتغرير بمسؤولين صينيين على
...
-
أكبر حصيلة منذ 15 عاما.. وفاة 216 طفلا بموسم الإنفلونزا هذا
...
-
إدارة ترامب تعتزم تسريح 1200 موظف في وكالة الاستخبارات المرك
...
-
كبرى شركات الأحذية الأمريكية تحث ترامب على رفع الرسوم الجمرك
...
المزيد.....
-
الحرب الأهليةحرب على الدولة
/ محمد علي مقلد
-
خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية
/ احمد صالح سلوم
-
دونالد ترامب - النص الكامل
/ جيلاني الهمامي
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4
/ عبد الرحمان النوضة
-
فهم حضارة العالم المعاصر
/ د. لبيب سلطان
-
حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3
/ عبد الرحمان النوضة
-
سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا-
/ نعوم تشومسكي
-
العولمة المتوحشة
/ فلاح أمين الرهيمي
-
أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا
...
/ جيلاني الهمامي
-
قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام
/ شريف عبد الرزاق
المزيد.....
|