أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - حين ورط الملك الشعب في الاعتراف بالجمهورية الصحراوية .















المزيد.....


حين ورط الملك الشعب في الاعتراف بالجمهورية الصحراوية .


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7534 - 2023 / 2 / 26 - 18:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بسرعة البرق ، صادق النظام الملكي من خلال برلمان الملك ، على القانون الأساسي للاتحاد الإفريقي ، محملا الشعب تبعات قرار خطير ، ستكون له تبعات خطيرة على مستقبل الوحدة الترابية للمغرب . لقد تم تعيين ( انتخاب ) رئيس مجلس النواب ، ونوابه ، ولجانه ، حتى قبل تشكيل حكومة الملك . إن كل هذه السرعة مع الوقت الضائع ، كان بهدف تجاوز الخلل القانوني الذي اصطدم به النظام ، عند تقديمه طلب الانضمام إلى الاتحاد الإفريقي . وقد تأكدت هذه الحقيقة حين اشترطت رئيسة المفوضية الأفريقية السيدة زوما Zouma ، لقبول دراسة طلب النظام بالانضمام إلى الاتحاد ، التزامه التام وغير المشروط ، واحترامه للقانون الأساسي للاتحاد ، وبما ينصص عليه من التزامات ، أساسها ضرورة اعتراف ايّة دولة جديدة تريد الانضمام الى الاتحاد ، بجميع الدول المكونة له ( الفقرة الرابعة التي تشدد على احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار ) .
لقد أُصيب النظام المغربي بارتباك عند معالجته قضية الصحراء ، فأضحى وضعه الحالي ، شبيها برقصة الديك المذبوح الذي يهرول في جميع الاتجاهات . وحتى يستمر في خلط الاوراق الميتة التي لم تعد تجدي شيئا ، فهو لا يزال يمارس التعتيم لإخفاء الحقيقة الساطعة للأعين ، والتي يحقها كل من خبر ألاعيب النظام حين حصول في الورطة .
النظام كان يتحدث عن (العودة ) للاتحاد الإفريقي ، في حين ان هذه كانت ستفي بالطلب ، لو ان منظمة الوحدة الإفريقية التي انسحب منها النظام في سنة 1984 ، لا تزال تشتغل ، ولم يتم حلها من قبل الدول الأعضاء فيها .
أما وقد تم حل المنظمة ، فان ما قام به النظام إزاء الاتحاد الإفريقي ، هو انضمام الى منظمة لم يكن فيها أصلا ، كما لم يساهم في تحرير قانونها الأساسي ، الذي يفرض على ايّة دولة جديدة تريد ان تصبح عضوا فيه ، الاعتراف العلني والصريح ، بجميع الدول المكونة للاتحاد . وقد تجلى هذا واضحا حين رفضت رئيسة مفوضية الاتحاد ، إدراج طلب النظام بالانضمام ، الى حين اعترافه بالقانون الأساسي للاتحاد . وبعد ان أصدرت وزارة خارجية النظام ، بيانا يستنكر موقف رئيسة المفوضية ، وبعد ان تأكد للنظام استحالة دراسة طلبه قبل رفضه او قبوله ، لم يجد من حل ومخرج لانقاد طلبه ، ومن ثم انقاد ماء وجهه ، غير الاعتراف الصريح بالقانون الأساسي للاتحاد الإفريقي . وطبعا ما ان حصل هذا الاعتراف ، حتى أصبح من اللازم على الاتحاد قبول دراسة طلب النظام ، ومن ثم قبول عضويته به .
لقد ساهمت الجمهورية الصحراوية والجزائر ، الى جانب الدول الإفريقية التي حلت منظمة الوحدة الإفريقية ، في صياغة وتحرير القانون الأساسي للاتحاد الإفريقي ، ومن ثم ساهمتا في تأسيسه ، وضمّناه فصولا تحول دون إمكانية أي دولة ، التقدم بطلب طرد دولة مؤسسة للاتحاد . ان الحالة الوحيدة التي يستطيع فيها الاتحاد طرد إحدى دوله ، هي ان يحصل بتلك الدولة انقلاب عسكري ، وما عدا هذا الشرط ، فان استمرار النظام المغربي في ترديد اسطوانته المتهالكة ، من ان الهدف من دخوله الاتحاد هو طرد الجمهورية الصحراوية ، يبقى ممارسة تعتيمية على شعب المغربي ، الذي يحق اليوم كل المراوغات الفاشلة للنظام ، عند معالجته الفاشلة لنزاع الصحراء الغربية . فكيف لنظام من خارج الاتحاد ، ولم يساهم في صياغة وتحرير قانونه الأساسي ، ان يعمل وينجح ، في طرد عضو مؤسس للاتحاد ، ومساهم في تحرير قانونه الأساسي . ان هذا الادعاء ، وتلك المغالطة ، لا يمكن لعقل سليم تقبلها .
وبالرجوع إلى خطاب المسيرة الذي ألقاه الملك من دكار عاصمة السنغال ، سيتبين بالملموس ، الارتباك الذي أصاب النظام ، خاصة أمام الشعب ، وأمام الاتحاد الإفريقي . فإضافة إلى الخطأ الجسيم عند اختزاله إفريقيا في السنغال ، فان تعليقه لخريطة إفريقيا من وراء ظهره ، وهو يلقي خطاب المسيرة الذي تخلى النظام عن قسمها ، وبدون رسم حدود الدول المكونة للاتحاد ، لهو دليل ساطع على هذا الارتباك ، ودليل على الإحراج الذي أصيب به ، ودليل ساطع على فشل سياسته التي يطبعها دائما الهروب إلى الأمام ، للتهرب من الصدمة التي تنتظره في ملف الصحراء .
لقد علق النظام خريطة إفريقيا وراء ظهره ، وهو يخطب خطاب المسيرة ، لكن من دون ان يرسم حدود الدول المكونة لها ، وهو بهذا كان يمارس اكبر تيهٍ ، واكبر تعتيمٍ ، في التعاطي مع قضية الصحراء .
ان عدم رسم حدود الدول المكونة للاتحاد كان مقصودا . فهو لو رسم حدود كل الدول المكونة للاتحاد ، وبما فيها حدود الجمهورية الصحراوية ، سيكون محرجا ومرتبكا أمام الشعب المغربي ، لأنه اعتراف صريح وواضح بها ، شأن مصادقته على القانون الأساسي للاتحاد الإفريقي .
أما إذا رسم حدود دول الاتحاد ، من دون رسم حدود الجمهورية الصحراوية ، سيكون محرجا أمام الاتحاد الإفريقي ، الذي سيرفض أصلا طلب انضمامه إليه على التوِّ .
إذن النظام المغربي ، وقبل اعترافه بالقانون الأساسي للاتحاد ، كان في مفترق الطرق ، بين الاعتراف الصريح بالجمهورية ، وبين عدم الاعتراف بها ، لان الإحراج كان واضحا أمام الشعب ، وأمام الافارقة . وبما ان النظام لا يعير أدنى أهمية او اعتبار للشعب ، فانه ركب حماره ، وفضل التعامل مع دول الاتحاد ، بدل التعامل مع الشعب . ولو كان النظام يهتم بالرأي العام الوطني الحر والنزيه ، ما كان له ان يطرح حل الحكم الذاتي الذي مات قبل ان يجف الحبر الذي كتب به ، دون اللجوء الى استفتاء الشعب . كما ما كان له ان يعترف بالقانون الأساسي للاتحاد الذي هو اعتراف بالجمهورية الصحراوية ، دون الرجوع دائما الى الشعب بواسطة الاستفتاء .
ومن مكر النظام ، انه حمّل الشعب بما لا طاقة له به ، وبما هو منه براء ولا يد له فيه . وحتى يورط النظام الشعب ، ويحمله المسؤولية عن النتائج السلبية والخطيرة التي ستحل بقضية الصحراء ، فإنه دفع ببرلمانه ، وفي سرعة البرق ، الى التصديق على القانون الأساسي للاتحاد ، أي أن الشعب من خلال نوابه ، هو المسؤول عن الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، وليس النظام الذي اكتفى بالتقيد والالتزام بما قرره برلمان ( الشعب ) ، رغم ان الانتخابات هي انتخابات الملك ، والبرلمان برلمانه . ؟ شيء خطير ، واخطر ما فيه تملص النظام من مسؤوليته في الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ، وتحميل الشعب مسؤولية ذاك الاعتراف الذي اصدر بموجبه ظهيرا ( شريفا ) موقع بخط يده يعترف فيه بالجمهورية الصحراوية ، ونشره في الجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد : 6539 / يناير 2017 .
النظام ومن خلال اعترافه بالجمهورية الصحراوية ، من خلال اعترافه بالقانون الأساسي للاتحاد ، الذي ينص على الاعتراف بجميع الدول المكونة له ، يكون من جهة ، قد تخلى نهائيا عن حل الحكم الذاتي الذي مات قبل ان يجف الحبر الذي كتب به ، ومن جهة ، يكون قد اختصر الطريق على الأمم المتحدة ، لتنظيم استفتاء أضحى متجاوزا باعتراف النظام مباشرة بالجمهورية الصحراوية .
ان خطورة فعل النظام ، انه اعترف بجمهورية تندوف ، التي أنشأتها الجزائر وليبيا إبّان الحرب الباردة في سنة 1977 ، ولم ينشئها الصحراويون ، ولا قرروا بشأنها مصيرهم . فرغم وجود جمهورية تندوف ، فان مجلس الأمن من خلال قراراته كل سنة في شهر ابريل ، ينصص فقط على الاستفتاء وتقرير المصير ( القرار الأخير 2606 ) . كما ان الجمعية العامة للأمم المتحدة تتبنى بالإجماع ، التوصية التي تخرج بها اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، والتي تركز فقط على الاستفتاء وتقرير المصير . فمجلس الأمن والأمم المتحدة اليوم ، أضحوا في غنى عن تنظيم استفتاء ، أصبح متجاوزا باعتراف النظام بالجمهورية الصحراوية .
إن كل المؤشرات في الساحة الوطنية ، تدل على ان النظام سيواجه شهورا عصيبة بسبب قضية الصحراء ، عندما يحل موعد الاستفتاء بقرار لمجلس الامن تحت البند السابع من الميثاق الاممي . ان التقمير ( قمار ) بأوراق ذابلة لمواجهة الحقيقة الساطعة ، لن تمكن النظام هذه المرة من الإفلات من المحاسبة الشعبية ، بسبب الوضع في الصحراء . ان هذه العراقيل ستتخذ أشكالا أكثر خطورة عند حلول موعد الاستفتاء بقرار لمجلس الامن . والنظام الذي ربط وجوده من عدمه ببقاء الصحراء من عدمها تحت سيطرته ، مدرك بهذه الأخطار التي تهدد وجوده ، خاصة وان كل السلالات التي حكمت المغرب ، جاءت من الصحراء ، وسقطت كذلك من الصحراء . والنظام حين أثارها في سنة 1975 ، فهو لم يفعل ذاك كقضية وطنية ، او جغرافية ، او تاريخية ، لكنه استعملها كثروات يسيل لعابه عليها ، وكصمام أمان لنظامه الذي كان قاب قوسين من السقوط ، وإلاّ إذا لم يكن الأمر كذلك ، لماذا اقتسمها مع موريتانيا التي احتفظت بإقليم وادي الذهب ، واحتفظ هو بالساقية الحمراء ؟
ولنا ان نتساءل : ماذا إذا عالج مجلس الأمن نزاع الصحراء في احدى دوراته القادمة ، طبقا للفصل السابع من الميثاق ألأممي ؟
ثم ماذا إذا لم تستعمل فرنسا حق الفيتو ، ضد تبني مجلس الأمن لقرار تحت البند السابع في نزاع الصحراء ؟
وهل سيقدم مجلس الأمن في هذا الحال على اتخاذ قرار يقضي بسحب المينورسو ( هيئة الأمم المتحدة لتنظيم الاستفتاء في الصحراء الغربية ) ، بدعوى فشلها في انجاز المهمة الأساسية التي أنشئت من اجلها منذ اكثر من ثلاثين سنة خلت ، مما يعني الدفع بالمنطقة الى المجهول ؟ .
لكن السؤال في حالة قيام الحرب التي بدأت في 13 نونبر 2020 ، هو مدى التغييرات العميقة التي قد تسببها للنظام المغربي ، ثم موقف الجمعية العامة للأمم المتحدة ، ومجلس الأمن ، والاتحاد الأوربي ، والبرلمان الأوربي ، والاتحاد الإفريقي من الحرب ومن نتائجها ، وخاصة وان إدارة الرئيس الأمريكي John Biden ، هي مع استقلال الصحراء عن المغرب .
الحرب ستكون مكلفة ، وستكون لها تبعات سياسية واستراتيجية خطيرة ، وستكون في الأصل حرب تحريك لأوراق المفاوضات ، أكثر منها حرب تحرير . ومن خلال الموقف الدولي الداعي الى ضرورة الالتزام بالمشروعية الدولية ، فان مجلس الأمن والأمم المتحدة ، وبضغط من واشنطن ، ولندن ، وموسكو ، واليوم فرنسا ، سيجنحون الى دعم وتأييد جبهة البوليساريو ، بدعوى انها تخوض الحرب لتطبيق قرارات الشرعية الدولية . وبعد ان تكون الحرب قد أرهقت الجميع ، سيتدخل مجلس الأمن في آخر أشواطها ، لفرض حل طبقا للفصل السابع من الميثاق ألأممي ، اي تكرار لحالة تيمور الشرقية في حالة الصحراء الغربية ، وهو ما يعني الانفصال وتأسيس الجمهورية الصحراوية .
ان كبار الخبراء الاستراتيجيين ، وكل المحللين السياسيين ، مقتنعون بأن ذهاب الصحراء ، يعني سقوط النظام في اقل من أربعة وعشرين ساعة ، ومع ذلك نجد كل دول العالم الغربي ، وبالأخص واشنطن ولندن ، وفرنسا اليوم ، يقفون وراء الاستفتاء وتقرير المصير ، الذي نتيجته لن تخرج عن الانفصال بنسبة 99،99 في المائة . وهذا ليس له من تفسير غير ان العالم الغربي الذي تغير ، لم يعد يعر نظام محمد السادس أدنى أهمية او اعتبار ، وقد يكون أضحى عالة عليه أكثر من عالته على الشعب المغربي .
إن قضية الصحراء الغربية ، وصلت المراحل الأخيرة من عدها العكسي ، وذهابها سيخلق فراغا خطيرا وقاتلا ، إن لم يتم شغره وملئه من قبل القوى الوطنية والتقدمية والديمقراطية ، التي لم تتلوث بمسالك الارتزاق المخزني مثل ( أحزاب النيو – مخزن ) ، وفي إطار جبهة وطنية تقدمية ، او كتلة تاريخية جماهيرية ، فان القوى المرتبطة بالدوائر الصهيونية والامبريالية ستستغل الفراغ لملئه ، ومن ثم سيتكرر نفس الخطأ الاستراتيجي عند الجلوس والتوقيع على اتفاق Aix-les Bain الخياني ، الذي منح استقلال المغرب لمن باعه للاستعمار ، بمقتضى معاهدة الخيانة ( الحماية ) في سنة 1912 .
الشعب المغربي سينزل الى الشارع في حالة ضياع الصحراء بعد سبعة وأربعين سنة من التِّيه وفقدان البوصلة . ونزول الشعب سيتخذ مسيرات تنديدية بالإفلاس ، ووقفات ، وقد تنتقل المواجهة الى اعتصام ، وقد تتطور ، وستتطور الى عصيان مدني عارم ضد النظام الذي تسبب في فصل الصحراء عن المغرب . ولنا ان نتساءل . هل هذا الحراك الشعبي سيكون في شكل فتنة قد تعيد من جديد بلاد السِّيبة الى الذاكرة ، او ستكون ثورة ، وإن كان الأمر كذلك ، في اي اتجاه ستصب الثورة . هل في الاتجاه الإسلامي ، وهو المرجح ، ام ستصب في الاتجاه القومي العروبي الامازيغي ، ام ان الجيش ستكون له كلمة الفصل . وإذا كان الأمر فيه بعض الاحتمال ، هل يستطيع الجيش ان يكرر مجازر 23 مارس 1965 ، ومجازر يونيو 1981 بالدارالبيضاء ، ومجازر يناير 1984 بالشمال وبمراكش ، ومجازر 1990 بفاس ؟ وكيف سيتصرف الجيش الذي ستكون معنوياته جد مهزوزة ، بعد ان يكون قد فقد الصحراء التي دافع عنها سبعة وأربعين سنة خلت ؟ .
والسؤال : هل سيقف الجيش ضد الشعب ، ام انه سينضم اليه ، ما دامت المؤسسة العسكرية قد انتفضت ، وثارت ضد النظام الملكي في سنة 1971 ، و في سنة 1972 ، وفي سنة 1982 اثر محاولة الجنرال احمد الدليمي قلب النظام ، بالتنسيق مع جبهة البوليساريو والجزائر .
وهل يستطيع الجيش في ظل أحادية العالم ، وبسط قوة مجلس الأمن ، والأمم المتحدة ، والاتحاد الأوربي ، والبرلمان الأوربي ، وإدارة الرئيس الأمريكي John Biden ، والمحكمة الجنائية الدولية ، والاتحاد الإفريقي ، ان يطلق رصاصة واحدة على الشعب الذي حشر في حرب الصحراء ؟ .
ان ذهاب الصحراء ، يعني الانهيار الكامل للجيش ، ومنه انهيار النظام . وهنا هل سيتخذ الانهيار شكل انقسام ، بحيث جزء مع الشعب وجزء مع النظام ؟ ام سيتخذ شكل انقلاب ، بتحريض من قبل القوى والدول الكبرى ، وعلى رأسها البيت الأبيض ، وقصر الاليزيه Le palais de l’Elysée ، حيث قطع الرئيس الفرنسي كل علاقاته مع محمد السادس ، واضحت العلاقات بين النظام المخزني والجمهورية الفرنسية في احلك عهدها ؟
وكيف سيكون شكل النظام السياسي بعد ذهاب الصحراء ؟ وما هو دور الأمير هشام في وضع العصا في عجلة التغيير الجذري ، لفائدة ملكية برلمانية على الطريقة الهولندية ، او الاسبانية ،او البلجيكية ، خاصة وانه يحظى كمثقف بتأييد قل نظيره في واشنطن ، ولندن ، وبالسعودية ؟
ومن هي القوى السياسية التي ستنضم الى مخطط الملكية البرلمانية ؟ . هل العدل والإحسان ، هل النهج الديمقراطي ، هل نخبة الشعب التقدمية ، هل الأمير هشام ؟ ، ام قد تصب التطورات والأحداث لتنتهي في قبضة الفاشية الداعيشية ، ام في قبضة القوى المرتبطة بالصهيونية والاستعمار .
اذا كان النظام قد اعترف بالجمهورية الصحراوية ، باعترافه بالقانون الأساسي للاتحاد الافريقي ..
وإذا كان النظام بعد هذا الاعتراف ، قد حجز له مقعدا الى جانب مقعد الجمهورية الصحراوية في الاتحادات والمنتديات الدولية ، وهو ما يجسد اعترافا صريحا بها .
وإذا كانت مواقف النظام منذ ستينات القرن الماضي ، متضاربة بخصوص الموقف من الصحراء ، مرة مع الاستفتاء وتقرير المصير ، ومرة مع مغربية الصحراء ، ومرة مع الحكم الذاتي ، ومرة يصفها بالصحراء الاسبانية ، وأخيرا الاعتراف بالجمهورية الصحراوية التي أنشأتها الجزائر وليبيا ، ولم ينشئها الصحراويون باستفتاء ، او قرروا بشأنها مصيرهم ، فما هو موقف الشعب المغربي المنتظر من هذا الصراع ، الذي هو صراع بين النظام المخزني المغربي ، وبين النظام الجزائري ، وجبهة البوليسريو . وفي كل اطواره والمراحل التي قطعها ، كان النظام يتصرف لوحده ، دون استشارة الشعب بواسطة استفتاء لتحديد موقفه من النزاع . فالمسؤولية هي مسؤولية النظام الذي فرط في الصحراء ، كما فرط في مغربية سبتة ، ومليلية ، والجزر التي أصبحت باعتراف الملك اسبانية ؟
ان المناضلين الصحراويين ليسوا ضد الانضمام الى المغرب ، بل هم ضد الخضوع لنظام يمارس العدوانية والظلم ، و يحتكر كل شيء فيه ، باسم إقطاعية الحكم الإلهي .
ان ما ينتظر الصحراء من أخطار بسبب هذا الاعتراف ، ستكون نتائجه وخيمة ، واقلها انتظار ان تصبح الجمهورية الصحراوية ، في ظل البرتغالي انطونيو غيتريس ، والرئيس John Biden ، عضوا كامل العضوية بالأمم المتحدة .
فهل ستعترف الأمم المتحدة بدولة الجمهورية الصحراوية ، وتختزل الطريق ومسطرة تنظيم الاستفتاء ، ما دام ان النظام المغربي قد اعترف بها امام العالم ، عندما أدى قسم الانضمام الى الاتحاد الافريقي ، امام رئيسة الجلسة الصحراوية ، التي تنتمي الى الجمهورية الصحراوية ؟ .
والخلاصة . من المسؤول عن الاعتراف بالجمهورية الصحراوية ؟ هل الشعب من خلال ( ممثليه ) بالبرلمان الذي صوت لصالح قرار الانضمام الى الاتحاد الافريقي ، ومنه الاعتراف الصريح بالجمهورية الصحراوية وبالحدود الموروثة عن الاستعمار؟
ام ان المسؤول الأول والأخير هو الملك محمد السادس ، والطاقم السياسي الذي صنع فرجة مصادقة البرلمان المغربي على قانون الاتحاد الافريقي ، الذي هو اعتراف صريح بالجمهورية الصحراوية ؟
وإنْ نحن علمنا ان الانتخابات الانتخابوية هي انتخابات الملك ، والبرلمان برلمانه ، والحكومة حكومته ، فان الملك هو وحده من يتحمل المأزق القانوني والدولي الذي حشر فيه النزاع . فكان التخبط ، والارتباك ، والتيه هو سيد موقف القصر المبني على الارتجال والنط من موقف الى نقيضه ..
والسؤال والعالم يحق هذا . اذا كانت الصحراء مغربية ، لماذا تم اقتسامها كطريدة وغنيمة بين النظامين المغربي والموريتاني ، الذي يحتفظ بالگويرة التي تنتمي الى إقليم وادي الذهب الذي آل الى موريتانية ، وبعد ثلاث سنوات ستتخلى عنه ، مع بقاء احتفاظها بالگويرة ، وبقاء ثلث الأراضي خارج سيادة النظام المغربي ، وهي ما تسميه جبهة البوليساريو بالمناطق المحررة ؟
كيف ان تطرح حل الحكم الذاتي في ابريل 2007 ، دون استشارة الشعب المغربي باستفتاء ليحدد موقفه الصريح من النزاع بالمنطقة ؟
وكيف ، وبعد موت حل الحكم الذاتي ، لان لا احد من دول مجلس الامن ، ومن دول الاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي ، ومحكمة العدل الاوربية ، يعترف بمغربية الصحراء ، ويركز الجميع على المشروعية الدولية التي هي الاستفتاء المؤدي الى الاستقلال الصحراء عن الدولة العلوية .. ، سيخرج النظام المخزني العلوي بقرار 2017 الذي اعترف فيه بالجمهورية الصحراوية وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في يناير 2017 ، ونشر الاعتراف هذا بالجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد : 6539 ؟
ان اعتراف الملك بالقانون الأساسي للاتحاد الافريقي ، هو اعتراف صريح امام العالم بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار . وهو باعترافه بهذه الدولة ، يكون عن طيب خاطره يعترف بعدم مغربيتها ، وبعدم مشروعية تواجده بها . فالنظام الموريتاني عندما انسحب من إقليم وادي الذهب ، يكون بمن يعترف بغزوه واحتلاله لجزء من الصحراء ، وقد زاد من تأكيد هذه القناعة احتفاظه بالگويرة منذ سنة 1979 .
ان تخلي النظام الموريتاني عن إقليم وادي الذهب ، واحتفاظه بالگويرة ، هو اعتراف بخضوع الصحراء الغربية لتصفية الاستعمار ، كما تعبر عن ذلك اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة في كل سنة عند عقد اجتماعاتها الدورية ..
ثم ما موقف النظام المغربي الذي دخل مجددا الى وادي الذهب بعد انسحاب الموريتان في سنة 1979 ، مع بقاء الگويرة تحت سيادة موريتانية .
فهل يعترف النظام المغربي بان الگويرة مغربية ام انها موريتانية ؟
ونفس السؤال عن الثلث من الأراضي الخارج عن الجدار الذي تعتبره الجبهة بالمناطق المحررة ؟
وعموما فحل النزاع الذي دام سبعة وأربعين سنة خلت ، يطل من ثقب الباب ، ولن يتعدى السنتين القادمتين وربما اقل من ذلك .. ان حل ومسلسل تيمور الشرقية ينتظر المنطقة ، والنتيجة ستكون الدولة الصحراوية باعتراف مجلس الامن عندما سيلجأ الى البند السابع من الميثاق .
الملك ورط الشعب عندما دفع ببرلمانه وليس ببرلمان الشعب ، في الاعتراف بالجمهورية الصحراوية وبالحدود الموروثة عن الاستعمار .. بل وتحدى الشعب عندما اصدر ظهيرا ( شريفا ) موقع بخط يده يعترف فيه صراحة وامام العالم بالجمهورية الصحراوية ، ونشر اعترافه بها بالجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد : 6539 / يناير 2017 ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الواقع السياسي المغربي الراهن ، محدداته المرحلية ، واحتمالات ...
- الواقع السياسي المغربي الراهن ، محدداته المرحلية ، واحتمالات ...
- الواقع السياسي المغربي الراهن ، محدداته المرحلية ، واحتمالات ...
- ( طرد ) إسرائيل من حضور افتتاح دورة القمة السادسة والثلاثين ...
- انعقاد القمة السادسة والثلاثين ( 36 ) للاتحاد الافريقي بأديس ...
- حقوق الانسان في الدولة المخزنية البوليسية
- البدع والطقوس المرعية عند العرب والمسلمين
- البرلمان الاسباني يوافق بالأغلبية على منح الجنسية الاسبانية ...
- أكبر انتفاضة دموية في تاريخ الانتفاضات المغربية
- مِنْ - موروكو گيتْ - الى - بگاسوس غيتْ -
- ترقب قرار للبرلمان الأوربي في 9 ابريل القادم ، يدين النظام ا ...
- الفرق بين الشعب والرعايا ، نوع الدولة السائدة
- تغيير النظام من الداخل
- التعويض .
- الدكتاتور هرب . المستبد هرب . الطاغية هرب .
- حين ضاع التراب . من أضاع التراب . لماذا أضاع التراب. من الگو ...
- هل ستندلع حرب بين النظامين المغربي والجزائري ؟
- الغزو الروسي لأكرانيا
- الجنرال السعيد شنقريحة متماهياً في قصر الإليزيه ومستقبلا من ...
- قصيدة شعرية


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - حين ورط الملك الشعب في الاعتراف بالجمهورية الصحراوية .