أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - حين ضاع التراب . من أضاع التراب . لماذا أضاع التراب. من الگويرة المحتلة ، الى مدينتي سبتة ومليلية ، والجزر الجعفرية الاسبانية .















المزيد.....



حين ضاع التراب . من أضاع التراب . لماذا أضاع التراب. من الگويرة المحتلة ، الى مدينتي سبتة ومليلية ، والجزر الجعفرية الاسبانية .


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7511 - 2023 / 2 / 3 - 18:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتهت زيارة العمل التي وصفت بالاستراتيجية لرئيس لحكومة الاسبانية السيد Pedro Sanchez للمغرب ، وهي زيارة لأغلبية الحزب الاشتراكي داخل الحكومة ، دون مرافقته لوزراء آخرين ينتمون الى أحزاب الائتلاف الحكومي ، لاعتراضهم على الوضع القانوني في الصحراء الغربية ، ولرفضهم لمبادرة Sanchez الأحادية الجانب ، بحيث ان الحكومة التي كانت تجهل رسالة Sanchez الى الديوان الملكي ، علمت بها من بيان الديوان الملكي ، ولم تدرج في جدول اعمال الحكومة للبث فيها ، وتحديد موقف موحد منها ..
انتهت زيارة Sanchez ، من جهة لن يستقبل من الملك ، الذي يكون قد شرح له الوضع في مكالمته الهاتفية له ، وربما ان مكالمة الملك قد تكون حددت خارطة طريق ل Sanchez ، حتى لا يسقط في تهافت الاعلام الدولي خاصة الفرنسي والجزائري ، الذي يريد الإساءة الى هذه العلاقة الاستراتيجية التي تجمع بين النظام المغربي وبين الدولة الاسبانية ، او جزء من الدولة الاسبانية ما دام هناك معارضون من أحزاب المعارضة اليمينية المحافظة ، والأحزاب اليمينية الوطنية الشوفينية ، ومعارضة من قبل جزء من الأحزاب المكونة للائتلاف الحكومي الاسباني للزيارة ..
لكن الملفت للنظر ، وباستثناء الاتفاقيات التجارية والاقتصادية ، فان الوضع بالنسبة للموقف الاسباني ، وبالضبط موقف الحزب الاشتراكي الذي يشكل الأغلبية داخل الحكومة ، قد توضح من نزاع الصحراء الغربية ، ومن قضية المدينتين سبتة ومليلية ، والجزر الجعفرية ..
فمن جهة وقبل بدأ زيارة Sanchez للمغرب ، سبقه وزير الخارجية الاسبانية Jose Manuel Albares بتصريح مثير للجدل ، يؤكد علانية اسبانية مدينتي سبتة ومليلية ، والجزر الجعفرية . ولو لم يكن هناك تنسيق مسبق مع Sanchez ، هل كان ل Albares ان يؤكد قطعية اسبانية المدينتين المغربيتين ومغربية الجزر الجعفرية ... فتصريح Albares لم يأت عفويا ، او صدر من دون معرفة ثقله ، لكنه صدوره وقبل زيارة Sanchez ، كان لاستطلاع رد القصر المغربي ، واستطلاع رد الشارع المغربي الغارق في سبات عميق .. فكان صمت القصر وبالضبط الملك ، والصمت او السكوت من علامة الرضى ، هو تأكيد اسبانية سبتة ومليلية والجزر الجعفرية ، وتنازل القصر عن مغربيتهما ، وهو نفس التصريح سبق ل Sanchez ان أكده من داخل القصر الملكي ، وبالقرب من الملك ، بان سبتة ومليلية والجزر الجعفرية هي اسبانية وليست مغربية .. ودائما ورغم خطورة التصريح ، ومن داخل قصر محمد السادس ، التزم هذا الصمت والسكوت ، والصمت والسكوت يعنيان الموافقة والقبول بتصريح Sanchez بإسبانية المدن والجزر ، وتنازل القصر عن مغربيتهما بشكل واضح لا غبار عليه ..
ان هذه المقايضة بمغربية سبتة ومليلية والجزر الجعفرية ، التي أضحت اسبانية ، هو تصريح Sanchez في رسالته لمحمد السادس ، بتأييد اغلبية الأحزاب المكونة للحكومة الاسبانية ، وليس تأييد الدولة الاسبانية العضو بالاتحاد الأوربي التي تلتزم بقرارات الاتحاد الأوربي قبل قرارات الحكومة الاسبانية ، بتأييده لحل الحكم الذاتي الذي تقدم به النظام المغربي في ابريل 2007 ، دون استشارة الرعايا الجاهلة المفقرة باستفتاء شعبي كما يجري به العمل في الدول الديمقراطية ..
وهنا فقط حين تأكيد Sanchez تدعيم الحكم الذاتي ، وليس الحكومة الاسبانية او الدولة الاسبانية ، اعتبره النظام المغربي بمثابة موقف اسباني جديد يؤكد على مغربية الصحراء ، من خلال تأييده خيار الحكم الذاتي ، والحال لو دقق النظام المغربي في قيمة المصطلحات المستعملة ، والتي هي التأييد ، لا يعني ان اسبانية هي مع حل الحكم الذاتي ، بل يعني وحتى في فهم الساسة الاسبان الذي يعملون السياسة ،ولا يتعيّشون منها ك ( السياسيين ) المغاربة ،ان التأييد الاسباني للحكم الذاتي ،لا يعني انّ الخيارات الأخرى التي يبقى أساسها حل المشروعية الدولية ، وقرارات الاتحاد الأوربي من الوضع القانوني لنزاع الصحراء الغربية ، وهو يندرج ضمن الحل الاممي الذي تعكسه المشروعية الدولية ، فإسبانية كدولة اوربية عضو بالاتحاد الأوربي ، تلتزم أولا بقرارات الاتحاد الاوربي ، قبل قراراتها الداخلية كدولة ذات سيادة مقيدة بقرارات الاتحاد .. فعند حصول تعارض بين قرارات اية دولة من دول الاتحاد الأوربي ، وقرارات الاتحاد ، فان حق الاسبقية ، والاولوية ، والافضلية ، تعطى لقرارات الاتحاد ، على حساب القرارات الداخلية للدول .. وهنا كيف نزاوج بين قرار اغلبية الحزب الاشتراكي في الحكومة الاسبانية المؤيد لحل الحكم الذاتي في نزاع الصحراء الغربية ، وبين قرار الاتحاد الأوربي الذي يركز على المشروعية الدولية ، وعلى الأمم المتحدة .. فهل اسبانية الدولة الاوربية ، وهي تجد نفسها امام موقفين متباعدين ، وتلتزم كعضو بالاتحاد بقراراته ، فهي حين تخاطب النظام المغربي بتأييد الحكم الذاتي ، فهي تدغدغ مشاعره الحساسة إزاء قضية الصحراء ، التي تهدد وجوده من الجذر ، لكن حين تلتزم بقرارات الاتحاد الأوربي ، فهي تتصرف كدولة مسؤولة مع المشروعية الدولية .. وهذا يعني ان تأييد اسبانية لحل الحكم الذاتي ، لن يغير طبيعة وجوهر مواقف الأمم المتحدة ، والاتحادات القارية من الافريقي الى الأوربي ، ولن يضيف قيمة مضافة للقرار الأوربي المتماشي مع قرارات الأمم المتحدة . ولو لم تكن اسبانية تعمل السياسة مع النظام المغربي ، فعوض استعمال مصطلح تأييد التي تعني البقاء على الحلول الأخرى ، كان لها ان تستعمل مصطلح التبني ، أي عوض استعمال مصطلح اسبانية تؤيد ، كان لها استعمال مصطلح اسبانية تتبنى حل الحكم الذاتي ، وهناك فرق بين التأييد وبين التبني الذي يعني الجزم والقطع بالموقف الحقيقي لإسبانية ، والذي هو خيار الحكم الذاتي ، والرفض التام لحل الاستفتاء وتقرير المصير الذي تناشد بهما الأمم المتحدة والاتحاد الأوربي ، الذي تعتبر اسبانية من اهم دوله التي تلتزم بأولوية قراراته ، عند تعارضها مع القرارات الوطنية .. والسؤال هنا . هل اسبانية حقا مع حل الحكم الذاتي الذي يتجاهله مجلس الامن ، والجمعية العامة للأمم المتحدة في قراراتهما السنوية بموضوع نزاع الصحراء الغربية .. فكيف ان تلتزم اسبانية بتأييد الحكم الذاتي الذي لا تتبناه فرق المعارضة للحكومة ، وفرق المعارضة داخل الحكومة ؟ ففرق بين التأييد وبين التبني ، وبين قرارات الاتحاد الأوربي المندمجة ضمن قرارات الأمم المتحدة ...
نعم لقد انتهت زيارة Pedro Sanchez الى المغرب ، وباستثناء الاتفاقيات التجارية ... الخ ، ف Sanchez لم ينبس ببنت شفة في تجديد تأييده لحل الحكم الذاتي ، لكن Sanchez ومن داخل قصر محمد السادس ، يعلن عن اسبانية سبتة ومليلية والجزر الجعفرية ، بل وقبل زيارة Sanchez الى المغرب ، يعلن وزير الخارجية الاسباني السيد Albares ، بان مدينة سبتة ومليلية والجزر الجعفرية جنسيتها اسبانية ، ويحصل هذا امام صمت وسكوت الملك ، وطبعا كما يقول القانونيون ان الصمت والسكوت من علامة الرضى .. وهذا يعني ان القصر وليس الشعب ، هو من تنازل عن مغربية سبتة ومليلية والجزر الجعفرية ، مقابل لا شيء ، لان موقف اغلبية وزراء الحزب الاشتراكي داخل الحكومة الاسبانية ، اعلنوا عن تأييدهم لخيار الحكم الذاتي ولم يعلنوا تبنيهم له .. أي ان اسبانية التي تلتزم بقرارات الاتحاد الأوربي ، هي ضد مغربية الصحراء . وبما ان ساستها يعلمون ان قرارات الاتحاد الأوربي ، وقرارات الأمم المتحدة ، لن يؤثر فيهم تصريح ، وليس بقرار اغلبية الحزب الاشتراك المكون للحكومة ، وليس الحكومة الاسبانية مجتمعة ، ولا الدولة الاسبانية ، فتصريح Sanchez لن يعرقل قرارات الأمم المتحدة ، ولا قرارات الاتحاد الأوربي ، ومن ثم يكون Sanchez قد حقق مكاسب مادية لإسبانية ، دون الغاء او تعطيل قرارات المشروعية الدولية التي تسمو على المواقف الخاصة لجزء من الطبقة السياسية ( الحزب الاشتراكي ) ، وليست بمواقف الحكومة الاسبانية ، او بمواقف الدولة الاسبانية .. فيكون النظام المغربي الجد ( ذكي ) قد فقد سبتة ومليلية والجزر ، وقريبا جدا سيفقد الصحراء التي ينتظرها حل تيمور الشرقية Le Timor oriental ، وسيكون المسؤول عن ضياع التراب المغربي ، النظام الملكي المغربي دون غيره ، لأنه يتصرف وكأن المغرب مغربه ، وليس للمغاربة المحصور دورهم في تأدية الضرائب التي يسيل عليها لعاب الملك وحاشيته .. ولو كان المغرب حقا للمغاربة ولم يكن مِلكا للملك ، هل كان للملك ان يتقدم باقتراح حل الحكم الذاتي في ابريل 2007 ، دون استشارة ( أصحاب ) الأرض الرعايا ، باستفتاء شعبي يحدد بموجبه الشعب دوره من العملية السياسوية ، التي تقدم بها النظام لتهريب الحل الاممي لنزاع الصحراء الغربية ؟
ولو كان المغرب مِلك للمغاربة وليس مِلك للملك ، واسألوا من يستفيد لوحده بالفوسفاط ، والفضة ، والذهب ، والثروات ... الخ ، هل كان له ان يعترف بالجمهورية الصحراوية وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في يناير 2017 ، وينشر اعترافه تحت ضغط القانون الأساسي للاتحاد الافريقي في الجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد : 6539 ، من دون الرجوع الى ( الشعب ) صاحب الأرض . والخطورة ان النظام الذي وقع محمد السادس بخط يده في الجريدة الرسمية بظهير شريف اعترافه بالجمهورية الصحراوية ، يكون قد اعترف بالشعب الصحراوي ، واعترف بجيش التحرير الشعبي الصحراوي .. لان السؤال . هل من اعتراف بدولة دون ان يكون لها شعب وجيش ومؤسسات ؟ . ويذهب النظام بعيدا في هذا الاعتراف ، حين وقع على اتفاق 1991 مباشرة مع الجبهة كحركة تحرير ، وتحت اشراف الأمم المتحدة ، ناهيك عن المفاوضات بين الجانبين وتحت اشراف مجلس الامن ، ناهيك عن حضور الجمهورية الصحراوية كدولة لقاء Bruxelles ، الى جانب رؤساء الدول ، ورؤساء الحكومات الاوربية والافريقية ، حيث استقبل إبراهيم غالي كرئيس للجمهورية الصحراوية التي رفرف علمها ورايتها عاليا في سماء عاصمة الاتحاد الأوربي Bruxelles ، الى جانب راية النظام المغربي ، وراية الدول التي حضرت اللقاء ..
إذن يصبح السؤال المشروع سؤال الساعة . لماذا التلاعب والاستهتار بالتراب المغربي ، دون واعز ضمير ، وواعز حرص ، وواجب وطني ، يحدد بشكل جلي المسؤولية السياسية والجنائية عن ضياع وحدة التراب الوطني ، ووحدة الشعب المغربي .. فمن المسؤول ؟ . ولماذا هكذا تصرف في حق وحدة المغرب ، ووحدة التراب بدوافع تخدم مصالح المسؤول عن هذه الجرائم المقترفة في حق المغرب ، ولا تخدم مصالح ( الشعب ) المغربي في شيء ؟ ..
إذن من المسؤول ، ولماذا ؟ .
قضية التكالب والاستهتار بوحدة التراب الوطني ، مما يتسبب في ضياع أجزاء مهمة منه ، لم تكن شائعة في تاريخ المغرب قبل التأسيس للدولة العلوية المخزنية ، التي جاءت على انقاض الدولة القبائلية المشاعة والعصبية ، وهي الدولة التي أسست مشروعيتها على الانتساب الى النبي ، لسد وقطع أطماع القبائل الأخرى القوية المنافسة للحكم ..
ففي تاريخ المغرب الامبراطوري ، وتاريخ المغرب السلطاني التقليدي ، كانت الدولة تتمدد وتتوسع ، كما كانت تتقلص ، سواء بالتكالب الاستعماري الخارجي ، او بسبب الحروب الداخلية ، او بسبب التنافس على الحكم من قبل قبائل أخرى قوية ، ترى أحقيتها في تولي الحكم ، وبناء سلطنة ، او امبراطورية جديدة .. فكانت تسقط امبراطوريات وسلطنات ، وكانت تأتي على انقاضها امبراطوريات وسلطات جديدة ، وكل هذا كان يأتي من باب الصحراء الغربية ..
لكن منذ حصول المغرب على استقلال Aix-les Bains بالمفاوضات التي شارك فيها الخونة وفرنسا التي خرجت من النافدة ، ورجعت من الباب الكبير ، وهي مفاوضات تناولت ضمان استمرار المصالح الفرنسية ، التي ادخلها العلويون لحمايتهم من ثورات القبائل البربرية التي رفضت الدولة السلطانية بفاس ، ورفضت الحماية الفرنسية لحماية السلاطين وعروشهم ، واستعملت الشراسة والقمع في تركيع وانهاء ثورات القبائل البربرية ، وقد اعترف بهذا القمع من اجل بسط السيادة ، وتحصيل الضرائب ، والاستبداد بالثروة علال الفاسي احد العروبيين الذين جاءوا الى المغرب في كتابه " النقد الذاتي " ، صفحة 335 لتبريره سياسة التعريب : " إن من عادة الدول الفاتحة أن تسعى في نشر لغتها في الشعب المغلوب ومحو لغته ، ولكن التاريخ يحدثنا بأن الفاتحين لا يقوون على تحقيق هذا الحلم إلاّ إذا استقام لهم أمران :
أولاً : تفوق حضارتهم على حضارة المفتوحين.
ثانياً : أن تكون لغتهم ولغة المغلوبين من عائلة واحدة.
وتجد العرب كذلك تغلبوا على اللغات السامية في الشرق والبربرية في شمال إفريقية من أجل الاتحاد في الأسرة اللغوية ومن أجل التفوق الحضاري" .
واضح إذن ان عملية التفتيت الترابي للدولة ، بدأ بالضبط مع الحسن الثاني ، وبمحمد السادس الذي انقلب ب 180 درجة ضد ارث الحسن الثاني ، دون إعطاء تفسير او حجج مقنعة لهذا الانقلاب ، الذي كان وراءه اصدقاءه من دون كفاءات الذين سلمهم الحكم وأمْر الدولة ، بمجرد موت الحسن الثاني ، .. بل تخلصوا من أعوانه وعلى رأسهم وزيره في الداخلية ادريس البصري .. الذي إنقلب بدوره على أطروحة " المغرب في صحراءه والصحراء في مغربها " ، ومن منفاه الباريسي بدأ يرفع شعار " المينورسو " " La Minursso " خاصة القرار المشلول 690 المنادي بالاستفتاء وتقرير المصير ..
وقبل ان نستفيض في الشرح والتحليل ، نود ان نطرح سؤالا من الأهمية بمكان ، امام تخلي واستهتار النظام الملكي بالوحدة الترابية للمغرب ، وللشعب المغربي .. هل سبق لاحد المغاربة ، وهنا لا اقصد الرعايا الجاهلة ، والمفقرة ، والمريضة التي تعيش البؤس في مختلف تجلياته ، بل اقصد من يدعي المعرفة وليس الثقافة ، لان للثقافة شروط ، ويدعو الى الجمهورية دون تحديد نوع النظام الجمهوري . والخطورة حين يدعون الى جمهورية ستكون ضعيفة بتجزئة وتقسيم الدولة المغربية ، الى دويلات قزمية ، والى كانتونات ستكون بيد الاستعمار . هل سبق لاحدهم او لبعضهم ان طرح السؤال الأساس . من اتلف وأضاع التراب الوطني ، إمّا حفاظا على العرش من السقوط ، وإمّا طمعا ، وانتظارا في افتراس ثروة المغرب ، وثروة الرعايا ( الشعب ) المفقر البئيس ؟
فحين يتكلم البعض ويدعو الى المقاومة للنظام الملكي القائم ، فهل يعتبر ، وهل يقصد ان التواجد العروبي العلوي في المغرب منذ 350 سنة ، هو استعمار يقتضي ويستوجب المقاومة ؟ . فإذا كان الامر كذلك ، فماذا عن الغزو العروبي الذي جاء بالإسلام الى المغرب منذ 1500 سنة مضت ، والخطير هنا ان بعض بقايا علال الفاسي الذي يعترف بالغزو وباستعمال القوة ، يحدد تاريخ الدولة ، ويحدد تاريخ المغرب في 1500 سنة هذه ، وينكر التاريخ المغربي البربري لآلاف السنين . والطامة ان مروجي فكر المقاومة عروبيون ، اجدادهم إمّا جاءت مع الغزو العروبي الإسلامي ، او جاؤوا مع الدولة العلوية كقبائل بنو هلال وبنو سليم التي تم طردها من مصر الفاطمية ، ومن تونس بسبب الجرائم المتنوعة ، وبسبب تصنيفهم كقوم همج مدمرون للحضارات ( ابن خلدون ) ..
فهل الدعوة الى المقاومة هي دعوة الى بدأ حرب أهلية بالمغرب ، وهل من مقاومة حصلت في التاريخ بشخص او بشخصين او حتى عشرة اشخاص متفرقة ، والحال ان المقاومة هي أيديولوجية او عقيدة ، وفي كلتا الحالتين هي تنظيم ، مثلا كالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، او الجبهة الشعبية لتحرير عمان وظفار ، او جبهة النضال الشعبي الفلسطيني ، او الجبهة الشعبية – القيادة العامة للمرحوم احمد جبريل ... ؟
فماذا تسمية جبهة المقاومة المغربية . هل الجبهة الشعبية لتحرير المغرب .. مِنْ مَنْ ؟ . هل ستكون التسمية الجبهة الشعبية لتحرير الريف ، او الجبهة الشعبية لتحرير الصحراء من دون ادماج الجبهة الشعبية للبوليساريو ، لأنها موجودة ، وتعمل مستقلة عن اي علاقة مسلحة بأشخاص ( معارضين ) من المغرب ؟ الى آخره ..
اذن ما هي أسباب تخلي ، وتسليم ، واستهتار النظام المغربي ، خاصة في شخص الحسن الثاني ، وفي شخص محمد السادس ، بالتراب الوطني ، وبوحدة المغرب الذي يتفتت كالتراب المنجرف .. ؟
ان من الأخطاء المقترفة عمدا في هذه الجرائم ، التي تصنف في دول بها شعوب ، في خانة الخيانة العظمى ، هو ان تعامل النظام مع قضية التراب ، سواء عند القرار بالدخول الى تراب جديد ، او عند القرار بالتخلي عن تراب قائم الذات ، او ترك جزء من التراب خارج السيطرة المحلية ، أي سيطرة الدولة ، كالثلث الخارج عن سيطرة النظام المغربي من الصحراء الغربية ، وتعتبره الأمم المتحدة من المناطق المنزوعة السلاح ، في حين تعتبرها جبهة البوليساريو من المناطق المحررة ، هو ان النظام يحدد العلاقة بالموضوع المطروح ، من خلال عاملين ، أولهما اذا كان التصرف ان يجلب للنظام كنظام مفترس ثروة الشعوب ، او الشعب المقهور ، او ان يكون من وراء التصرف الحفاظ على العرش من السقوط ..
فالنظام المخزني حين ينظر الى المغرب ، فلا يهمه المغرب ، او وحدته ، او يهمه (الشعب ) الرعايا المغاربة ، بل ان ما يهمه فقط تحصيل الثروة من فوسفاط ، وذهب ، وفضة ، وبحور ، وثروة سمكية ... الخ ، وتهمه الاقتراضات التي تتم باسم المغرب ، لكنها تعرف طريقها الى الملاذات الآمنة ، وPanama ، والمصاريف السويسرية ، ومصاريف Luxembourg ... ونفس الشيء ، فهو حين ينظر في الصحراء الغربية ، فهو لا ينظر الى الشعب الصحراوي الذي اعترف به عندما اعترف بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار ، ولا ينظر الى الصحراء كتاريخ ، وجغرافية ، وارض ، وتراب . بل ينظر اليها من خلال ثرواتها الغنية كالفوسفاط ، والمعادن ، والثروة السمكية ، والممرات ، والاقتراضات باسم الصحراء ، والحصول على المساعدات باسمها ، وكل هذه الثروة يستحوذ عليها النظام لوحده ، مثل استحواذه لوحده على ثروات المغرب .. ففي اعز الوحش " كورونا " ، والرعايا جياع ومرضى ، القى فيهم محمد السادس خطابا قاسيا مفاده ، ان النظام ليس له ما يعطيه للفقراء وللرعايا المرضى والجائعين ، ودعاهم للاتكال على انفسهم .. في الوقت الذي جمع الملك الذي يملك " صندوق كورونا " ، 34 مليار درهم ، وهي أموال تم تحصيلها من الشعب الفقير المفقر ، وجمع ملايين الدولارات واليورو التي ابتلعها صندوق الملك ، ولتعلن الصحافة الدولية في حينه ، عن شراء الملك لقصر بالدائرة السابعة بباريس ، قرب برج La tour Effel بما يقارب 120 مليون يورو .. وشراءه لليخْتات ، والمجوهرات ، والساعات المرصعة بأثمان لا تقدر بثمن ، وامتلاكه في ظرف عشرين سنة لثروة مكدسة بالمصاريف تقدر ب 8.5 مليار دولار ، بعد ان كان يسمى ب " ملك الفقراء " ، ومؤخرا اشترى جزيرة بالغابون Au Gabon ، يقضي فيها اجمل واحلى أيامه بعد ان هاجر المغرب بالمرة ..
اذن ان ربط الدخول الى تراب لم يكن يوما ما جزءا من التراب الوطني بعد استقلال Aix-les Bains ، كدخول النظام الى الصحراء الغربية لوضع العالم امام الامر الواقع ، وقد فشل في ذلك ، او التسليم والاعتراف بإسبانية سبتة ومليلية والجزر الجعفرية ، والموقف الاسباني من قضية الصحراء الغربية الذي يساير موقف الاتحاد الأوربي ، وقرارات الأمم المتحدة ، واكتفاء Sanchez وليس الحكومة ، وليس الدولة الاسبانية ، بتأكيد تأييد خيار الحكم الذاتي ، وليس تبني خيار الحكم الذاتي .. هو مرتبط مرة بالثروات التي سيفترسها النظام والتي تسيل لعابه ، ولا يهمه الأرض ، ولا التراب ، ولا الشعب ، او لان في التصرف والاجراء ، حماية للعرش العلوي من السقوط الذي تهدده به الصحراء عند استقلالها ، واعتراف المجتمع الدولي بها عن طريق الجمعية العامة ، وانتظار حل تيمور الشرقية الذي يُنتظر على الأبواب في غضون السنتين القادمتين Le Timor oriental ..
لقد تجسد ربط النظام المغربي بين الثروة والحفاظ على العرش من السقوط ، وبين الدخول الى تراب فصلت فيه محكمة العدل الدولية بموجب القرار 16 أكتوبر 1975 ، او التسليم بضياع جزء من التراب ، او الاعتراف بإسبانية سبتة ومليلية والجزر الجعفرية في عدة محطات ، سنعالجها ببساطة على النحو التالي :
أولا بالنسبة للحفاظ على العرش من السقوط : عندما احرز النظام على استقلال Aix-les Bains ، بالمفاوضات لتأكيد مفاوضات اتفاقية الحماية / الخيانة ، بخلاف الجزائر التي أحرزت على استقلالها بحرب شعبية ، وبكفاح مسلح ، توجه جيش التحرير المغربي لمواصلة تحرير الصحراء الغربية التي كان النظام المخزني يسميها بالصحراء الاسبانية ، ولم يكن يسميها بالصحراء المغربية .. امام هذا الزحف لجيش التحرير بالمغربي بالجنوب ، وكان يتكون في اصله من الصحراويين الرافضين لبقاء الاحتلال ، ومن أعضاء جيش التحرير المغربي خاصة من أولئك الذين التحقوا بالجنوب من الشمال ، ومن القِيَادة التي ستتبلور من بعد في حلة ، " الاتحاد الوطني للقوات الشعبية " ، تظافرت جهود النظام المخزني المغربي برئاسة الحسن الثاني ، وجيش فرنسا الامبريالية ، والجيش الاسباني الفرنكي Francisco Franco ، في توجيه ضربة قاضية لجيش التحرير ، بدعوى تهديده للنظام الملكي المخزني الذي اصبح مهددا بالسقوط بمشاريع تبلورت في الشرق الأوسط من أنظمة برجوازية صغيرة .. فضربة جيش التحرير في واقعة " المكنسة " ، او " الشطّابة " ،او " إيكو فيون " ، كانت لانقاد النظام المغربي من السقوط ، فتمت التضحية بالصحراء بدل سقوط النظام .. وهنا لا بد ان نذكر ، بان اسبانية التي كانت تحتل الصحراء ، أعربت عن رغبتها بتسليم الصحراء الى الحكومة التي تراسها الأستاذ عبدالله إبراهيم عن الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، مقابل ان يتنازل النظام الملكي عن اسبانية سبتة ومليلية والجزر الجعفرية ، لكن الحسن الثاني رفض ، حتى لا تكون عودة الصحراء تحت حكومة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ، فيُحسب عليها ، ويقوي من شوكتها وعضدها شعبيا ، الامر الذي قد تستغله وتوظفه في مؤامرة لقلب النظم التي تفجرت في ( الثورة ) المسلحة في 16 يوليوز 1963 ، وستتفجر بعد عشر سنوات في ( الثورة ) المسلحة في 3 مارس 1973 Les Faucons du Fkih Mohamed al Bassri ..
ثانيا الحرب بين النظامين الجزائري والمغربي في سنة 1963 : عندما احرز النظام المغربي على استقلال Aix-les Bains بالمفاوضات تحت الرعاية السامية لفرنسا ، وأحرزت الجزائر على استقلالها بحرب شعبية وبكفاح مسلح ، واسست دولتها في سنة 1962 ، ستبرز مشكلة الحدود بين النظامين ، وبين الدولتين المتناقضين أيديولوجيا ، واصطفاف النظام الجزائري بجانب المعسكر الاشتراكي بزعامة الاتحاد السوفياتي ، واصطفاف النظام المغربي الى جانب المجموعة الرأسمالية بزعامة الولايات المتحدة الامريكية .. في هذه الفترة ستندلع حرب الحدود بين النظامين المتصارعين ، بدعوى ان الصحراء الشرقية هي أراضي مغربية ، الحقتها الدولة الفرنسية الاستعمارية بالأراضي الجزائرية .. وامام رفض النظام الجزائري لهذه الدعوة ، وادعاءه بجزائرية الصحراء الشرقية ، ستنشب حرب ضروس بين جيشي النظامين ، سقط على اثرها ضحايا من كلا الجيشين ، كما تم اسر جنود وضباط ، وتيتيم أطفال ، وترملت نساء ، كما تم اعطاب جنودا ظلوا عالة على اسرهم امام تنكر النظام المغربي لهم ، مثلما تنكر لأسرى الجيش المغربي الذين منهم من قضى في سجون النظام الجزائري وجبهة البولساريو ، حوالي 26 سنة سجنا ، تركوا عوائلهم عرضة للفقر والتشرد ، بل ان النظام الملكي سلط عليهم هراوة بوليسه ، وجدرمته ، وقيّاده ، ومْخازنيته ، وهم معتصمون يتفرشون الارض من اجل الاعتراف بحقوقهم ..
سيتم وقف اطلاق النار بين الجيشين بوساطات عربية ، لكن المثير للدهشة وللاستغراب ، ان النظام المغربي الذي خاض الحرب من اجل تندوف ، وجبيلات ، وكلوم بشار ، والأراضي التي اعتبرها مغربية ، سينقلب وسيعترف النظام ، وخاصة الملك الحسن الثاني بالحدود الموروثة عن الاستعمار ، ويكون بذلك في سنة 1971 يعترف بجزائرية الصحراء الشرقية ، وعندما استفحل وضح الصحراء الغربية التي أصبحت تهدد اصل النظام ، سيدفع ببرلمان مزور الى التصديق على اتفاقية الحدود الموقعة في سنة 1971 في سنة 1994 ، وتكون مصادقة برلمان الملك على هذه الاتفاقية بمثابة اعتراف كامل للدولة العلوية ، بجزائرية الصحراء الشرقية .. فتعامل النظام مع هذه الصحراء لم يكن تعامل جغرافية ، او ارض مغربية . بل ان النظام تعامل معها كعائدات تجارية ومالية ، ضمنتها له الاتفاقيات الموقعة بالاستغلال المشترك لثروات المنطقة . فما يهمه هو اقتسام الثروة مع النظام الجزائري ، ولا يهمه اصل الأرض التي تنازل عنها للجزائر .. لكن كل ما خطط له النظام المغربي الذي يلهث ويسيل لعابه على الثروة ، ان النظام الجزائري وبعد اعتراف النظام المغربي بجزائرية الصحراء الشرقية ، وامام العالم ، حتى رمى بالاتفاقيات الموقعة في القمامة ، ولم يعترف بها ، لان السقوط في تقسيم الثروات التي تهم النظام المغربي ، هو اعتراف من القيادة الجزائرية بكون النظام المغربي له نصيب في الصحراء الشرقية ، التي يعتبرها النظام الجزائري جزائرية ، وليست مغربية ..
هكذا يكون النظام المغربي الذي سال لعابه على ثروة الصحراء الشرقية ، دون اهتمامه بمغربيتها لأنها لا تهمه ، قد باع الصحراء الشرقية بحصوله على جزء من ثروة المنطقة الغنية بالثروات المعدنية ..
والسؤال هنا . اذا كان النظام المغربي يعتبر الصحراء الشرقية مغربية ، ودخل من اجلها الحرب . لماذا اعترف بجزائريتها رغم ان النظام الجزائري حرمه من حقه في ثروتها ..
واذا كان يعتبرها جزائرية . لماذا دخل من اجلها الحرب مع النظام الجزائري التي ربحها ، عندما أصبحت الصحراء جزائرية ، وباعتراف الدولة المغربية ، وليس فقط النظام المغربي ؟
ثالثا . محمد السادس والصحراء .. البحث عن الثروة أولا ، والحيلولة دون اسقاط النظام ثانيا : عندما جاء محمد السادس كملك ، كان تعامله مع قضية الصحراء مختلفا جذريا عن تعمل الحسن الثاني معها . فهو انقلب على ارث الحسن الثاني . فما كان يعتبره هذا محرما ، اصبح في عهد محمد السادس مباحا .. والانقلاب لم يشمل فقط موضوع الصحراء الغربية ، بل ان الانقلاب شمل كل الميادين ، وربما ان هذا التغيير في الأسلوب كان بسبب قساوة الحسن الثاني على محمد السادس عندما كان وليا للعهد ، وهو ما جعله ينظم لإدريس البصري وزير الحسن الثاني الاقدم وليس الأقوى ، مذبحة في الگلف Le Golf الملكي ، جعلت الجميع يتشفى في تلك الإهانة التي لم يسبق لوزير مغربي ان تعرض لها ..
في عهد محمد السادس اختفى قراءة شعار " قسم المسيرة الخضراء " ، واختفى نداء محمد الخامس وهو يدعو الى استرداد واسترجاع الصحراء الى المغرب في سنة 1958 ، وبعد ان رفض الحسن الثاني مقترح منح الصحراويين حكما ذاتيا للحفاظ على المملكة عندما قال " .. كيف . هل يريدون مني ان اصبح ملكا على جمهورية صحراوية " ؟ ، سيخرج محمد السادس بطرح حل الحكم الذاتي من تلقاء الفريق الذي يحكم باسمه في ابريل 2007 ، وهو بهذا الاقتراح ، من جهة يريد تجنيب المملكة من السقوط ، ومن جهة يريد خلط الأوراق لإبعاد الحل الاممي الذي ينص على الاستفتاء وتقرير المصير ، وذلك حتى يستمر في الاستفراد لوحده بثروة الصحراء من فوسفاط ومعادن ، وثروة سمكية ، وممرات بحرية ، والحصول باسم الصحراء عن الاقتراضات والمساعدات الاوربية والدولية ، وارجاع تلك الثروة الى الملاذات الآمنة ، والى Panama ، والمصاريف السويسرية ، ومصاريف Luxembourg .... الخ .. فالتقدم بحل الحكم الذاتي كان بسبب تفادي سقوط الملكية المهددة باستقلال الصحراء ، وكان بسبب احتكار الثروة من قبله ، حتى لا تذهب الى غيره ..
بل ان النظام الملكي لمحمد السادس ، وبسبب الجشع لاحتكار والاستبداد بالثروة ، وبسبب تفادي الخطر الذي يسببه نزاع الصحراء الغربية ، سيعترف وامام العالم بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في يناير 2017 ، ووقع بخط يده هذا الاعتراف بظهير رسمي في الجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد : 6539 .. ومن دون استشارة الرعايا في استفتاء شعبي كما يجري به العمل في الدول الديمقراطية ..
ان توقيع محمد السادس بخط يده ظهيرا رسميا ، ينص على الاعتراف بالدولة الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار ، هو تأكيد واعتراف صريح مرة ثانية من قبل الدولية العلوية ، ومن قبل نظام محمد السادس بجزائرية الصحراء الشرقية بعد الاعتراف بها في سنة 1994 ، وهو اعتراف صريح بإسبانية سبتة ومليلية والجزار الجعفرية .. فهل فهمتهم لماذا صمت وسكت الملك عن تصريح Pedro Sanchez ، ومن داخل القصر الملكي عندما اكد على اسبانية سبتة ومليلية والجزر الجعفرية ، ولماذا سكت وصمت على تصريح وزير خارجية اسبانية José Manuel Albares ليلة زيارة Sanchez الى الرباط ، عندما اجزم قطعا ان اسبانية سبتة ومليلية والجزر لا تحتاج الى شرح او تذكير ، وتصبح حدود اسبانية بعد فرضها الجمرك على السلع الاسبانية ، وبعد اخضاع المدن والجزر الى اتفاق Schengen ، افريقية .. أي ان الدولة الاسبانية الاوربية أصبحت افريقية ، ومن حقها الانضمام مستقبلا الى منظمة الاتحاد الافريقي ، وليصبح جيش الاتحاد طابورا تابعا لجيش الحلف الأطلسي مختص بالعمليات القدرة والوسخة التي تمتنع جيوش الحلف الأطلسي من القيام بها .. وبما ان الدولة الاسبانية أصبحت تجاور دولة عربية عضو بالجامعة العربية ، يمكن لإسبانية كذلك التقدم بطلب العضوية بالجامعة العربية ، التي ستتقبل الطلب على صدر رحب ، وبما ان إسرائيل الحليف الاستراتيجي لحلف الناتو ، وللاتحاد الأوربي ، والاتحاد الافريقي ، يمكن لها ان تكون لها الكلمة في رسم خيارات المنطقة ، وسيصبح شيئا يسمى بالقضية الفلسطينية مجرد ذكرى كما يتراءى الآن .
ان اكبر سقطة للنظام المغربي ، وهو يردد الشعار الاكذوبة " من طنجة الى الگويرة " ، ان احتفاظ النظام الموريتاني ب " الگويرة " ، بعدما تخلت عن وادي الذهب في سنة 1979 ، هو اكبر تأكيد اعطى للأمم المتحدة التركيز على مشروعية القرارات الدولية . فالتواجد الموريتاني هو احتلال ، كما ان تقسيم الصحراء بين النظامين المغربي والموريتاني كغنيمة وطريدة ، وانسحاب موريتانية من أراضي 1975 ، وتسليمها الى من تعتبرهم أصحاب الحق المشروع ، هو اعتراف موريتاني بان الوضع القانوني للصحراء تعالجه اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار ، أي انّ احتلال المنطقة ، وانّ الاعتراف الموريتاني بالجمهورية الصحراوية ،وتأكيد الرئيس الموريتاني مرتين لهذه الاعتراف الذي اعتبره استراتيجيا ، وموريتانية ادرى من غيرها بشعابها ، هو ضربة للوضع الذي يجتره النظام المغربي ضدا على قرارات مجلس الامن ، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة ، وقرارات الاتحاد الأوربي الذي ينتظر برلمانه قرارات قضائية لتأديب النظام المغربي بسبب فضيحة Morocco gate ، وفضيحة Pegasus ..
ان النظام المغربي عندما يقرر الدخول الى تراب لم يكن جزءا من التراب الوطني قبل اتفاق Aix-les Bains ، او يقرر الاستسلام والتفريط في أراضي مغربية ، او يقرر التنازل عن مغربية سبتة ومليلية والجزر ... الخ ، فذلك لسببين . إمّا انتظار افتراس ثروة لوحده ، وامّا انقاد العرش العلوي من السقوط . اما المغرب الأرض والتراب والشعب ، فلا تهمه هذه الأشياء أصلا لا من قريب ولا من بعيد ..
الصحراء لا تزال تهدد اصل النظام في الوجود ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستندلع حرب بين النظامين المغربي والجزائري ؟
- الغزو الروسي لأكرانيا
- الجنرال السعيد شنقريحة متماهياً في قصر الإليزيه ومستقبلا من ...
- قصيدة شعرية
- حركة 20 فبراير الملعونة كانت مؤامرة كبرى . اول تحليل سياسي د ...
- مسلسل تيمور الشرقية يطل من شقوق الباب
- المدير العام للإدارة العامة للدراسات والمستندات
- هل صحيح ما أوردته القناة الفرنسية - فرنسا 24 - من اخبار : أم ...
- ضربة معلم -- رئيس الحكومة الاسبانية
- بين العبودية وتحسين شروط العبودية
- البرلمان الأوربي يدين نظام الملك محمد السادس
- شروط المعارضة
- هل اصطدم النظام المغربي بحقيقة الموقف الدولي من نزاع الصحراء ...
- هل لن يفتح النظام المغربي سفارة له بالقدس العاصمة الابدية لل ...
- الملك قتلني ، الملك من كان يقطع الانترنيت شخصيا عن منزلي ،ال ...
- اسبانية ، فرنسا ، الدولة المغربية .. الاآفاق والمخرج
- رسالة الى المدير العام للبوليس السياسي المغربي المدعو عبد ال ...
- طائر الحرية
- هل ستؤثر نتائج الانتخابات الاسبانية القادمة على العلاقات الث ...
- المغزى السياسي من استقبال الملك محمد السادس للمنتخب الوطني


المزيد.....




- بلافتة تحمل اسم الطفلة هند.. شاهد كيف اخترق طلاب مبنى بجامعة ...
- تركي يطعن شرطيًا إسرائيليًا في البلدة القديمة بالقدس.. وتركي ...
- مراسلتنا في لبنان: قتلى وجرحى جراء انفجار في مطعم بالعاصمة ب ...
- -فتح- و-حماس- تصدران بيانا مشتركا
- ترامب: إذا عدت إلى البيت الأبيض فسوف أحاول مساعدة أوكرانيا و ...
- بوغدانوف يؤكد على ضرورة حل الأزمة السودانية داخليا دون تدخل ...
- تحقيق بي بي سي: وثيقة سرية تقول إن قوات الأمن الإيرانية تحرش ...
- العدل الدولية ترفض اتخاذ إجراءات عاجلة في دعوى نيكاراغوا ضد ...
- بالفيديو.. مهرجان البالونات الطائرة في بيرسلافل-زالسكي الرو ...
- العدل الدولية ترفض اتخاذ إجراءات عاجلة ضد ألمانيا في دعوى رف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - حين ضاع التراب . من أضاع التراب . لماذا أضاع التراب. من الگويرة المحتلة ، الى مدينتي سبتة ومليلية ، والجزر الجعفرية الاسبانية .