أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل لن يفتح النظام المغربي سفارة له بالقدس العاصمة الابدية للدولة اليهودية















المزيد.....

هل لن يفتح النظام المغربي سفارة له بالقدس العاصمة الابدية للدولة اليهودية


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7487 - 2023 / 1 / 10 - 20:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك مسلمة أصبحت شائعة ، وهي ان العاصمة الازلية لإسرائيل ، هي القدس التاريخية كما هو مسطر في التوراة Jérusalem ، وهي قناعة تولدت لذا جماعة أسلو Oslo بقيادة عرفات ومحمود عباس . ان اعتراف جماعة Oslo بالدولة اليهودية ، كان اعترافا بما هو اكبر من الدولة ، لان الدولة الإسرائيلية لا تعترف بالحدود المسطرة ، وترى ان المجال الاسرائيلي يمتد الى ما هو ابعد ، والاشارة هنا الى ارض إسرائيل الكبرى التي لن تكون لها حدودا ، لأنها قابلة للامتداد في الزمان والمكان ، لكنها لا تقبل الانكماش ، لأنها كيان يشتغل على ارض إسرائيل الكبرى ، ولا يشتغل على دولة إسرائيل المحطة .
انطلاقا من هذه الحقيقة التي آمن بها العالم ، وآمنت بها جماعة Oslo ، ستهرع جميع الأنظمة العربية الى طلب الود الإسرائيلي ، خاصة وقد صُدمت بالبيع والشراء في القضية من قبل جماعة Oslo ، وتبين لها التنسيق المحكم بين ( منظمة التحرير ) ، وبين الموساد والشاباك والجيش الإسرائيلي و، كأن ( منظمة التحرير ) مديرية من المديريات التابعة للإدارة الإسرائيلية .
فباستثناء النظام الجزائري ، فجميع الدول العربية تطبع مع الدولة العبرية وبالمكشوف .. دول الخليج ، مصر ، الأردن ، عمان ، السودان ، موريتانية ، والمملكة العربية السعودية في الطريق ، دون نسيان النظام المغربي الذي ابرم اتفاقيات عسكرية وبوليسية مع الكيان ، راجيا ان تعترف له الدولة العبرية بمغربية الصحراء .
واذا كان اعتراف Trump المقلب ، لتشجيع النظام المغربي بالسير بعيدا في علاقته مع الدولة العبرية ، فان إسرائيل التي وقعت الاتفاقيات مع النظام العلوي ، لم تلتزم بشيء للنظام المغربي بخصوص الموقف الإسرائيلي من الصحراء الغربية ، وظلت إسرائيل البراغماتية في مواقفها تستعمل القضية للمزيد من الضغط ، وللمزيد من الاذلال ، لان بغير اتفاقيات بيع الأسلحة ، والتخابر البوليسي مع الموساد والشاباك ، فتعامل إسرائيل كان مضبوطا ، وكان انتقائيا ، وكانت الأدوار تتماشى مع درجة حاجة النظام المغربي ، لاستصدار قرار إسرائيلي مدعم لمغربية الصحراء ..
يجب ان نفهم المواقف الإسرائيلية من نزاع الصحراء الغربية .. فكل موقف كان يثير لعاب النظام المغربي ، اعتقادا منه ان إسرائيل مع موقف النظام المغربي الفريد وحده في العالم ..
كانت إسرائيل تصدر تصريحات في مناسبات مختلفة ، يعبر عنها سياسيون ينتمون الى الأحزاب الإسرائيلية ، وتصريحات تعبر عنها الشخصيات الوزارية ضمن الحكومة الإسرائيلية . فهذه التصريحات لم تكن تعني شيئا في القانون الدولي ، وفي التزامات الدولة إزاء دول أخرى . فهي كانت تصريحات للطبطبة ، ولذغدة حواس النظام المغربي المهووس من نهاية نتائج حرب الصحراء التي تدور منذ 13 نونبر 2020 ، ونهايتها مرشحة على وضع كارثي قد يعصف بالنظام المغربي ، وقد يكون المدخل الأساسي للشروع في تفتيت المغرب .
اذن ان تصريحات الساسة الإسرائيليين ، وتصريحات الوزراء المنتمين للأحزاب المكونة للحكومة ، لا تلزم حتى أصحابها فأحرى ان تلزم الدولة برمتها ..وهنا نتساءل لماذا تم تمشيط اعتراف وزيرة الداخلية من الرباط بان الصحراء مغربية ، ولم يعد احد من الوزراء ، وحتى الوزيرة نفسها تردد على مسامع النظام المغربي أطروحة مغربية الصحراء ؟
القرار الوحيد المعتد به ، وتترتب عنه نتائج الدولة المسؤولة امام الدستور ، هو القرار الذي يتخذه مجلس الوزراء بالإجماع ، لان قرار الدولة سيصبح حجة عليها لن تتراجع عنه تحت اية ذريعة او فهم غامض للقرار .
القرار الذي يمكن ان تكون له قوة الضبط والتنفيذ والتزام المسؤولية الحكومية ، هو ان يصدر عن وزارة الاختصاص التي هي وزارة الخارجية الإسرائيلية .. والى اليوم ولترسيخ موقف الدولة ، فلا الحكومة خرجت بقرار يؤيد مغربية الصحراء ولا وزارة الخارجية الإسرائيلية أصدرت قرارا في الشأن ، وبقيت قضية الصحراء بالنسبة للدولة العبرية ، قضية قيم غربية ، اكثر منها مصالح نفعية .. فإسرائيل في تعاملها مع نزاع الصحراء الغربية تتشبث بالقانون الدولي ، وبالمشروعية الدولية ، بدعوى ان النزاع بيد الأمم المتحدة لا بيد غيرها .. وهنا فإسرائيل الواثقة من سياستها الدولية ، لن تعترف ابدا بمغربية الصحراء ، ولو قبل النظام المغربي ان يحل سفارته بالقدس العاصمة الأبدية للدولة اليهودية .
فالموقف الإسرائيلي موقف غير مزاجي ، لكنه موقف مندمج مع حلفاء إسرائيل ، وعلى رأسهم الاتحاد الأوربي ، والولايات المتحدة الامريكية ، وروسيا ، والصين ، والاتحاد الافريقي .
ان مواقف الاتحاد الأوربي من الصحراء ، تصاغ ضمن مؤسسات الاتحاد مجتمعة ، ولا تصاغ من طرف كل دولة على حدة . فتصريح Josef Borel من الرباط كان وافيا في تحديد موقف الاتحاد الأوربي من نزاع الصحراء الغربية ، وهو التزام المشروعية الدولية التي تعني الاستفتاء وتقرير المصير ، سيما وان الاوربيين ومجلس الامن يعتبرون نزاع الصحراء ، تركة تصفية استعمار حله بيد الأمم المتحدة ، وليس بفرض الامر الواقع الذي تعرى نهائيا ..
ان ورطت النظام المغربي بمحاولة نقل فساده لإفساد المؤسسات الاوربية Marocco gate ، واصدار مذكرات قضائية دولية لاعتقال المدير العام ل DGED ، وأخرى لتوقيف مدير البوليس السياسي DGST ، ونتائج المحاكمات القضائية الاوربية ... وزرع نظام Pegasus في هاتف الرئيس المقتدر Emanuel Macron ، وفي هواتف وزراء فرنسيين ، وسياسيين ومثقفين ، وزرع نفس البرنامج في هاتف Pedro Sanchez ، ووزراء اسبان ... من اجل الدفاع عن أطروحة مغربية الصحراء ، وتمكين الدولة البوليسية من التغول والطغيان ، والاعتداءات على الناس ، ستكون له مخلفات خطيرة على الوضع القانوني لنزاع الصحراء الغربية بدورة مجلس الامن القادمة . فالمواجهة سيتكون بين الاتحاد الأوربي الذي افسد النظام العلوي مؤسساته ، وبين دول مجلس الامن ، إضافة الى التوحد الدولي الاتحاد الافريقي ، بتدعيم المشروعية الدولة ، التي لن تحيد عن الاستفتاء وتقرير المصير .
ان جرائم Morocco gate ، و Pegasus ، كانت رصاصة الرحمة التي اطلقها عن طيب خاطر النظام العلوي على رأسه ، ومن تسبب له في الانتحار ، هوالدولة البوليسية التي طغت منذ تفجيرات الدارالبيضاء في 16 مايو 2003 . فلو لم يكن غباء الدولة البوليسية التي يقودها صديق ومستشار محمد السادس فؤاد علي الهمة ، وقادها الوزير في الداخلية السابقة الشرقي ضريس ، ويقودها وزير الداخلية عبدالوافي لفتيت ، ويوجهها بلادة المدير العام للبوليس السياسي المدعو عبداللطيف الحموشي .. هل كان لدولة ديمقراطية ان تتجرأ وبدون حشمة ولا خوف من التوابع الخطيرة ، ان تقوم بجريمة Morocco gate ، وبجريمة Pegasus ؟
ولو لم تكن الدولة البوليسية ، هل كان للمدير العام ل DGED ، وسفير الدولة العلوية في بولندا ان ينقل فساد الدولة العلوية لإفساد مؤسسات الاتحاد الأوربي ؟
ان المسؤول عن هذا الوضع الكارثي ، هو الملك الذي سلم المغرب لمن هب ودب ، وهذا من هب ودب ينتظر ساعة الصفر للفرار بجلده ، لكن العادلة الدولية لهم بالمرصاد .. ان الدول الديمقراطية كالاتحاد الأوربي ، رغم تظاهرها بالشراكة ، فهذه إجراءات تقنية لا يمكن ابدا ان تقفز على القيم الديمقراطية . فالمصالح النفعية ضيقة ، والقيم تبقى المنتهى ، وللأسف النظام يعيش اللحظة ، ولو طارت مَعْزة ، وما يهمه هو نشر الفساد حتى في الدول التي تكرهه .. فحين تسير دولة من قبل هواة ، وتفتقر الى القيم والأخلاق ، فذلك خرابها .. ومن خلال التعمق في التفكير وتحليل المعطيات المتراكمة منذ تولي محمد السادس ( الحكم ) ، لن تسقط الدولة ابدا من قبل الرعايا ، ولن تسقط من قبل الجيش .. نعم الدولة ستسقط من الداخل كالاتحاد السوفياتي ، انها تتحلل وتتآكل ، والنهاية السقوط ، أي ستسقط لوحدها .. وهذا يذكرني بما سبق لنادية ياسين قوله " ان النظام سيسقط من تلقاء نفسه كفاكهة متعفنة " ..
النظام يتحلل ويتفكك وحده ومن تلقاء نفسه ، لكن سقوطه المضاف سيكون من الخارج .. وعندما نتكلم عن الخارج ، فطبعا الاتحاد الأوربي المناصر للمشروعية الدولية في نزاع الصحراء الغربية ، والواضع قبضته على عنق النظام العلوي في قضية جريمة Morocco gate ، و Pegasus ..
الحرب تدور في الصحراء من 13 نونبر 2020 ويموت فيها أبناء الفقراء ، والحرب مقبلة على الحرب النوعية الأكثر فتكا .. ووضع كهذا سيعقبه حالا انهيار اقتصادي وانهيار اجتماعي .. وإسرائيل لن تذرف دمعة واحدة على نظام اعماه سرقة ثروة الشعب وافقار الشعب ، وتهريب ثروة الشعب الى الملاذات الضريبية ، وسويسرا ، وللكسمبورج ، والغابون .... لخ .
انحلال وتحلل النظام من الداخل ، ورفض الدول الديمقراطية التعامل مع محمد السادس ، وحرب الصحراء المقبلة على تطور دراماتيكي ، هي من يسبب النكسة القادمة ، والصدمة الكبرى لنظام محمد السادس ..
إسرائيل لن تعترف ابدا بمغربية الصحراء ، حتى ولو حاول النظام المغربي حل السفارة في القدس . إسرائيل لن تزيغ عن موقف حلفاءها الاتحاد الأوربي ، الاتحاد الافريقي ، القضاء الأوربي ... لخ
ان موقف النظام المغربي لا شماتة ، يشبه موقف الديك المذبوح يهرول الى جميع الاتجاهات لكن كل الأبواب موصده ..
لا بد من المحاكمات .. لا بد من التتريك .. لا بد من دخول السجون ضمن مجرمي الحق العام ..
الوضع جد خطير ..



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الملك قتلني ، الملك من كان يقطع الانترنيت شخصيا عن منزلي ،ال ...
- اسبانية ، فرنسا ، الدولة المغربية .. الاآفاق والمخرج
- رسالة الى المدير العام للبوليس السياسي المغربي المدعو عبد ال ...
- طائر الحرية
- هل ستؤثر نتائج الانتخابات الاسبانية القادمة على العلاقات الث ...
- المغزى السياسي من استقبال الملك محمد السادس للمنتخب الوطني
- إشكالية حركة حقوق الانسان بالمغرب
- من يرفض التغيير ، ومن يرفض الإصلاح ؟
- المنتخب الوطني لكرة القدم
- - الوطن غفور رحيم -
- هل انفرط عقد الوُدّ بين جماعة العدل والإحسان ، وبين حزب النه ...
- مسيرة الرباط الشعبية ضد الغلاء الفاحش ، وضد دولة البوليس الج ...
- تغيير المجتمع
- هل الدولة السلطانية المخزنية العلوية البوليسية قابلة للإصلاح ...
- مستقبل العلاقات المغربية الاسبانية
- البوليس السياسي
- ( الجريمة ) السياسية
- أنا جمهوري . أنا ملكي – أنا ملكي . أنا جمهوري
- معارضة ومعارضة
- أول معارضة ظهرت كانت اسلامية قبل ظهور ماركس ، ولينين ، وماو ...


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل لن يفتح النظام المغربي سفارة له بالقدس العاصمة الابدية للدولة اليهودية