أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل حقا أهان النظام الموريتاني النظام المغربي ؟















المزيد.....


هل حقا أهان النظام الموريتاني النظام المغربي ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7558 - 2023 / 3 / 22 - 16:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أدى استقبال الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني لوفد صحراوي مبعوث من قبل الرئيس إبراهيم غالي ، رئيس الجمهورية الصحراوية ، والاكتفاء باستقبال سفير النظام المغربي المعتمد بالجمهورية الموريتانية ، فقط من قبل وزير الخارجية ، الى استياء وغضب لكل المواقع المسماة بمواقع الدباب المغربي المفترض ارتباطها بالبوليس السياسي المغربي ، وهي مواقع منتشرة انتشار النمل وليس فقط الذباب .
فهل حرص الرئيس الموريتاني شخصيا على استقبال الوفد الصحراوي المبعوث من قبل إبراهيم غالي رئيس الجمهورية الصحراوية ، والاكتفاء باستقبال سفير النظام المغربي بوانكشوط ، من قبل وزير الخارجية الموريتاني ، ورفض استقباله من قبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني شخصيا ، هو إهانة ، او الحق إهانة بالنظام المغربي ، حتى تنبري كل تلك المواقع تكيل الكيل للنظام الموريتاني ، داعية الى الانتقام ، والى التعامل مع موريتانية كما كانت قبل 1961 ؟ . أي هناك من هدد بتشطيب الدولة الموريتانية من الخريطة كدولة .

ان مجرد القاء اطلالة ونظرة ولو قصيرة على كل هذه المواقع ، واسلوبها المستعمل ، خاصة دعوتها الى رد الصاع صاعين .. يبين ان هؤلاء يجهلون الجهل التام حقيقة الصراع بالمنطقة ، وحقيقة الإجراءات التي اتخذتها الأنظمة السياسية ، ويجهلون التطورات التي مر بها الصراع حتى وصل ، وحسب اعتقادهم انه لأول مرة تتجرأ القيادة الموريتانية على التعامل مع الجمهورية الصحراوية التي يسمونها بالوهمية ، وان ما قام به النظام الموريتاني غدر وضرب واضح لقضية الصحراء ، واصطاف الى جانب النظام الجزائري ... أي انهم مصدومون ، او ان ما قام به النظام الموريتاني عندما رفض الرئيس استقبال سفير النظام المغربي الذي اكتفى باستقباله من قبل وزير الخارجية الموريتاني ، وتفضله باستقبال وفد صحراوي مبعوث من قبل الرئيس إبراهيم غالي رئيس الجمهورية الصحراوية ، كما وصف ذاك جيدا التلفزيون الموريتاني ، قد الحق بهم ضررا لن يعوض الاّ بإرجاع الأمور الى نصابها ، والنصاب هنا وضع كل موريتانية وليس فقط نظامها في حجمها الحقيقي ..
ان الصراع بالمنطقة ، هو صراع أنظمة سياسية تتصارع السيطرة على المنطقة ، للظفر بثرواتها الكثيرة ، وللتمركز للتحكم في الممرات المائية ، وإعادة تشكيل الحدود ، ورسم جغرافية جديدة للمنطقة .. والصراع لم يبقى محصورا بين الأنظمة المتصارعة فقط ، بل اصبح صراعا دوليا كانت تشارك فيه من بعيد قوى استعمارية بلغات مختلفة ، وأصبحت تشارك فيه اليوم بطريقة مباشرة ، مستغلة الفهم المشوه للقانون الدولي ، وللمصطلحات القانونية بميثاق الأمم المتحدة ، لإعطاء الصراع نوعا من الشرعنة باسم القانون ، وباسم الحقوق التي توظف باسم الشعوب لضرب الشعوب ، وضرب حقوقها الأساسية ، وأول هذه الحقوق الحفاظ على وحدتها الجغرافية ووحدتها البشرية .. فعندما يصبح نزاع شمال افريقيا صراعا دوليا اكثر منه قاريا ، تصبح جميع الممارسات ، وجميع التصرفات التي تجري بمنطقة جغرافية معينة ، باسم السيادة الوطنية ، او باسم الدولة ، مفعول بها دوليا ، ومفعول بها استعماريا ، سيما عندما يسقط المتدخلون في التناقض الأساسي ، عندما يحللون الحرام ويحرمون الحلال ، إرضاء لنزواتهم الاستعمارية التي تحافظ على ارثها ( العظيم ) ، مخطط سايكس بيكو الذي جزّء الوطن العربي الى دويلات ، ورسم حدودا اصطناعية بطريقة لن تعيد ابدا جغرافية الوطن العربي، الى ما كانت عليه قبل سقوط الرجل المريض بالمنطقة ، الإمبراطورية العثمانية السجلوقية ..
فالصراع اليوم ليس بين الأنظمة السياسية التي تخدم اجندات خارجية ، وليس بالصراع الشخصي بين الحكام ، بل هو صراع دولي يوظف ويدار بيد محلية عميلة ، لتدمير المنطقة عن آخرها ، كما حصل ويحصل اليوم بالشرق الأوسط . فاين ليبيا ، وأين سورية ، وأين العراق ، وأين اليمن ، وأين لبنان ، والسودان ، وأين القضية الفلسطينية التي اقبرها بالمرة اتفاق ابراها . لقد انتهى حلم الدولة الفلسطينية ، وانتهى حق العودة ، وانتصرت إسرائيل ليس كدولة ، بل انتصرت كأرض يهودية حدودها غير معروفة ، ومجالها غير واضح ، ومجال ارض الميعاد غير معروف .. أي يمكن توقع نكبة جديدة ، ونكسة جديدة ، طالما ان الايدي المحلية موظفة في التدمير التي يجري بالمنطقة ، ضد الإرادة الحقيقية للشعوب ، وضد حقوقها الكونية الغير قابلة للتصرف ، واساسها الوحدة الجغرافية والوحدة البشرية ..
فحين تتصارع الأنظمة المحلية بدعوى خدمة الأنظمة ، وخدمة دولها على حساب حقوق شعوب أخرى بالمنطقة ، وعلى حساب وحدتها الجغرافية باسم القانون الدولي ، ، خاصة عندما يختارون منه المصطلحات المخدومة ويوظفونها ضد سياقها وبشكل خبيث ، كالاستفتاء وتقرير المصير لخلق الكانتونات ، وخلق الدويلات القزمية ، التي ستكون طعما في فم الامبريالية والاستعمار ، وهي جرائم منفوخ فيها باسم الأمم المتحدة ، مجزرة حقوق الشعوب Une battoire ، وباسم المؤسسات الدولية ، والقارية كالاتحاد الافريقي ، والاتحاد الأوربي ، وباسم القانون الدولي .. ، هنا يكون الخطر الداهم مفضوحا ، وهنا يصبح الدفاع عن التراب الوطني ، وعن وحدة الأرض ووحدة الشعب ، واجب شرعي وفرض عين ، لان المخطط يهدف التدمير والتخريب ، خاصة وان نجاح بتر جزء من التراب من التراب ، سيتسبب مباشرة في تشتيت كل الدولة ، وتشتيت شعبها .. فهل جائز السكوت والانتظار حتى يتحقق بتر التراب ، ومنه يتحقق ضرب وحدة الدولة ووحدة شعبها .. وهل من المنطقي الرضوخ والاستسلام لمشاريع التجزئة والتفرقة ، باسم مصطلحات محرفة من القانون الدولي .. فميثاق الأمم المتحدة عندما ينصص على الاستفتاء ، فهو يقصد حق الشعوب التي يستعمرها استيطان اجنبي ، ولا يعني حق شعب الدولة في تشريع التفرقة لضرب وحدتها ووحدة شعبها وترابها ، وهو نفس المعنى عناه لينين من الاستفتاء وتقرير المصير ، أي حق الشعوب التي يستعمرها استعمار اجنبي في تقرير مصيرها لاستعادة حريتها ، ولا يعني تشريع الانفصال والتجزئة ..
لذا وبالنسبة لقضية الصحراء الغربية ، فالاستفتاء وتقرير المصير كان واجبا عندما كان يحتلها الاستعمار الاسباني الذي هو استعمار اجنبي ، لكن عندما عادت الى المغرب ، فالاستمرار في الدعوة الى الاستفتاء وتقرير المصير باسم القانون الدولي ، هو حق يراد به باطل ، و يتناقض بالمطلق مع مطلب حق الشعوب في تقرير مصيرها ..
فمشكل الصحراء الغربية ، هو مشكل نظام مغربي تعامل مع الصحراء كثروة وخيرات ، واستعملها كحجاب يقيه السقوط ، ولم يتعامل معها كشعب وتاريخ وجغرافية ، والاّ لماذا اقتسمها قسمة الغنيمة مع النظام الموريتاني الذي بعد ان سيطر على الداخلة في سنة 1975 ، تركها في سنة 1979 ، وشرع في تنظيم ترتيبات تسليمها الى جبهة البوليساريو ، مع احتفاظه ب " الگويرة " التي هي جزء من إقليم وادي الذهب ..
ومنذ خروج موريتانية من " تيريس الغربية " في سنة 1979 ، واعتراف النظام العسكري الموريتاني بالجمهورية الصحراوية ، والعلاقات بين الأنظمة السياسية الموريتانية ، وبين البوليساريو متواصلة ، وكانت تتم على مستويات عليا ، بل ان الرئيس الموريتاني محمد ولد الغزواني منذ اكثر من سنة اكد مرتين ، بان الاعتراف الموريتاني بالجمهورية الصحراوية هو اختيار استراتيجي للدولة الموريتانية لا رجعة فيه .. ومما شجع موريتانية المتحالفة مع النظام الجزائري ، والمدفوعة من قبل فرنسا التي انشأتها ، اعتراف النظام المغربي نفسه بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار في يناير 2017 ، حتى يدخل الاتحاد الافريقي ، ونشر اعترافه من خلال اصدار ظهير ( شريف ) وقعه محمد السادس شخصيا بخط يده ، بالجريدة الرسمية للدولة العلوية عدد : 6539 / يناير 2017 .
ان اعتراف الملك محمد السادس بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار ، وامام العالم ، هو اعتراف صريح ثاني من الملك ، بجزائرية الصحراء الشرقية ، بعد اعتراف الدولة العلوية بها ، عندما صادق برلمان الملك الحسن الثاني في سنة 1992 على اتفاقية الحدود الموقعة بين الحسن الثاني ، وبين الهواري بومدين في سنة 1972 ..
لقد قيم النظام الموريتاني اعتراف محمد السادس بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار ، واعتبره موقف ضعف افقد دوليا النظام المغربي كل حجج دفاعه عن الصحراء ، خاصة وان العالم على علم بالمواقف المتضاربة للنظام من الصحراء عند معالجته لازمتها .. فمنْ الصحراء في مغربها والمغرب في صحراءه ، ومن قبول اتفاق الاطار ل James Becker ورفضه من بعد ، ومن خلال اعترافه بتقرير المصير في سنة 1982 بنيروبي بمنظمة الوحدة الافريقية OUA ، والتراجع من بعد عن هذا الاعتراف ، ومن خلال اعترافه بحل الحكم الذاتي في ابريل 2007 الذي مات في حينه ورفضه المجتمع الدولي ، الى الاعتراف بالجمهورية الصحراوية وبالحدود الموروثة عن الاستعمار .. يكون النظام المغرب قد أضاع بوصلة نزاع الصحراء ، وافقده كل مشروعية يتحجج بها في مواصلة سيطرته على جزء من الصحراء ، لا على كل الصحراء ، لان ثلث الأراضي الخارجة عن الجدار ، تسيطر على اكثريتها جبهة البوليساريو ..
والنظام الموريتاني اعتبر اعتراف النظام المغربي بالجمهورية الصحراوية ، هو اعتراف بالشعب الصحراوي ، واعتراف بجيش الجمهورية الصحراوية التي سبق وابرم معه اتفاقيات عسكرية ، كاتفاق 1991 الذي فشل ، وفشل القرار 690 المنبثق عنه ..
فالنظام الموريتاني الذي لم يكن أمينا مع النظام المغربي ، كاد ان يسلم كل " تيريس الغربية " وفي غفلة عن النظام المغربي ، الى جبهة البوليساريو في سنة 1979 ، لتقيم عليها جمهوريتها ، قبل ان يتدارك الحسن الثاني الغدر ، ويدخل دون مشاورة احد ، الى وادي الذهب الذي خرج منه النظام الموريتاني .
فلو نجح غدر النظام الموريتاني في سنة 1979 ، لكنا اليوم امام معضلتين . المعضلة الأولى بسط نفود الجمهورية الصحراوية على كل الصحراء ، او المعضلة الثانية التي هي احتفاظ البوليساريو بجمهوريتهم على تراب " تيريس الغربية " ، واحتفاظ النظام المغربي بأراضي الساقية الحمراء ، لكن وامام احتفاظ النظام الموريتاني ب " الگويرة " ، ستكون الخلاصة ، وامام هذا الخلط والتضارب بالمنطقة بين سنة 1975 وبين 1979 ، ان الأمم المتحدة من خلال الجمعية العامة ، ومن خلال مجلس الامن ، يعتبران أراضي الصحراء الغربية هي أراضي خاضعة للاستعمار ، لهذا تناقشها كل سنة اللجنة الرابعة لتصفية الاستعمار التابعة للأمم المتحدة .. وهي نفس الخلاصة وصل اليها الاتحاد الأوربي الذي يتخذ مواقف معارضة لمغربية الصحراء ، وأصبحت فرنسا الدولة الديمقراطية ، بلد الحريات وحقوق الانسان ، وراء الدفاع عن هذا الموقف الأوربي الذي هو نفسه موقف الاتحاد الافريقي ..
ففرنسا كانت قبل قطع العلاقات بين الرئيس Emanuel Macron ومحمد السادس ، وتعقيد العلاقات بين النظام المغربي وبين الدولة الفرنسية ، تصوت على القرارات التي يصدرها مجلس الامن بشأن الصحراء ، لكنها كانت تعطل تطبيق هذه القرارات بسبب الصداقة التي كانت بين محمد السادس وبين Emanuel Macron ، قبل ان تعري إسرائيل لقصر الاليزيه Le palais de l’Elysée عن الواقف وراء تفخيخ هاتف الرئيس الفرنسي وهواتف مسؤولين فرنسيين ، بالبرنامج الصهيوني Pegasus الذي اصبح Pegasusgate ..
لذا النظام الموريتاني المدعوم من قبل النظام الجزائري عدو النظام المغربي ، وعدو وحدة التراب المغربي ، ووحدة الشعب المغربي ، يعتبر النظام المغربي ، خاصة مع محمد السادس في موقف ضعف لم يسبق لأي ملك او سلطان علوي ان مر به .. وانّ اعتراف محمد السادس العلني وامام العالم بالجمهورية الصحراوية ، وبالحدود الموروثة عن الاستعمار ، قد شجع النظام الموريتاني على المضي في توطيد علاقاته بالمنطقة ، بما يستفز القصر الملكي ، وليس الشعب ، لانهم يعرفون ان الشعب مغيب في صراع الصحراء ، وان وضع الفقر والتفقير الذي يعيشه ، حوّله الى رعية هامشي ، يبارك ما يقرره قصر الملك ، وحاشيته التي تسببت بخرجاتها الصبيانية في تأزيم قضية الصحراء ، بما يهدد بانفصالها خلال السنتين القادمتين .
وان نحن علمنا كما يعلم كبار المحللين الغربيين ، بان استقلال الصحراء يعني سقوط الدولة العلوية ، فهل سبب الخراب القادم المهدد ، هم أصدقاء محمد السادس الذي كان ولا يزال يجهل الاخطار التي تهدد الدولة ، وتهدد الوحدة الجغرافية ، والترابية ، والشعبية للمغرب ، أي جماعة البوليس السياسي ، وكلاء بوليس صهيون المتسببين في جرائم Moroccogate و Pegasusgate ، الذين حولوا المغرب الى مملكة رعب Une monarchie de terreur .. وتقرير الخارجية الامريكية الأخير عن حقوق الانسان في مملكة محمد السادس ، ومملكة البوليس السياسي ، له أسبابه ودوافعه المشروعة من جهة ، ومن جهة الاحتمالات المرتقبة من وراء هذا التقرير .
ان النظام الموريتاني الذي لا يحترم نظام محمد السادس ، كما كان الحال زمن حكم الحسن الثاني ، والمتحالف مع النظام الجزائري ، والذي يعترف كالنظام المغربي بالجمهورية الصحراوية ، ما كان له ان يذهب بعيدا في استفزازه للنظام المغربي ، لو لم يكن يد للمخابرات الفرنسية في الموضوع . فقصر الاليزيه Le palais de l’Élysée ، يرد صرف Pegasus بالهدوء ، ومن بعيد ، من جهة الرئيس Emanuel Macron قطع كل علاقاته مع محمد السادس الذي اضحى غير مرغوب فيه في فرنسا ، فرحل تائها الى ادغال افريقيا ، التي لن تعوضه الحياة الباريسية La parisienne ، ومن جهة شدد على تأزيم وضعية الصحراء داخل الاتحاد الأوربي الذي لا يعترف بمغربيتها ، ويتمسك بالمشروعية الدولية التي تعني الاستقلال ، وتكوين دولة صحراوية بالجنوب المغربي ، ومن جهة وفرنسا التي أنشأت الدولة الموريتانية بعد فصلها عن المغرب ، مثل فصلها الصحراء الشرقية التي أصبحت جزائرية ، هي وحدها تعرف حجم المخاطر التي قد يشكلها استمرار الحدود بين الدولة الموريتانية ذات النشأة الفرنسية ، بجوار حدود ( امبراطورية ) لن تتخلى يوما عن مطالبها التاريخية في موريتانية وفي الصحراء الشرقية . لذا فالدور الفرنسي بتأجيج الموقف الموريتاني ، الهدف منه ادماج الموريتان بتأييد انشاء دولة صحراوية تصبح حدودها حدودهم ، ويبتعدون عن حدود ( الإمبراطورية ) العلوية التي تهددهم بالابتلاع ..
ومن يعرف الوسائل التقنية للمخابرات الفرنسية ، وكيفية اشتغالها بمنطقة شمال افريقيا ( المغرب ، الجزائر ، وموريتانية ) ، سيستنتج بكل سهولة ، دور قصر الاليزيه Le palais de l’Elysée ، او فرنسا ، او الطبقة السياسية الفرنسية ، في تلجيم سياسات الأنظمة السياسية بالمنطقة ، من خلال اللعب على التناقضات بينها ، مرة مع النظام المغربي ، ومرة مع النظام الجزائري ، والنظام الموريتاني صنيعتها دائما في جيبها ..
فلو لم تكن القيادة الموريتانية تدرك حجم الضعف الذي عليه النظام المغربي ، وبالضبط شخص محمد السادس . ولو لم يكن هناك دفع فرنسي للنظام الموريتاني ، باستفزاز النظام المغربي عمدا ، وبالضبط في هذه الفترة التي تعقدت فيها الأوضاع بالمنطقة ، خاصة المغادرة الدائمة للملك محمد السادس عن المغرب ... هل كان للنظام الموريتاني ان يستفز النظام المغربي / القصر الملكي بهذا الشكل الذي لم يسبق له مثيل في تاريخ العلاقات بين الأنظمة السياسية الموريتانية ، وبين القصر الملكي .. أي النظام العلوي .. ؟ .
ان موريتانية لا تحترم شخص محمد السادس ، وكذلك النظام الجزائري ، والنظام التونسي ، وغدا انتظروا النظام السعودي ، والاماراتي ... وخلق هذا الوضع الغير طبيعي لمحمد السادس ، وتلعب فيه فرنسا دورها من بعيد ، قد يذهب بعيدا الى اكثر من إهانة محمد السادس واهانة نظامه ، لان من يحدس المعطيات ، ويحدس ما يطبخ ويحضر له على نار هادئة ، من باريس وواشنطن ، وستحظى بموافقة الاتحاد الأوربي ، هو ابعد من شخص محمد السادس الغير مرغوب فيه ، بل هو يخص النظام انْ تم عزل واختيار شخصية تقبل بالإملاءات الغربية ، لاستمرار الدولة العلوية ، أي فرض ملكية برلمانية اوربية من خارج المغرب ، او القضاء على كل الدولة العلوية ، بالعمل على تحريك وتسريع ملف انفصال الصحراء ، لانفصال كل المغرب ، واسقاط الدولة لخلق الكيانات والكانتونات ..
ان تقرير وزارة الخارجية الامريكية حول حقوق الانسان بدولة الرعب العلوي ، لم يكن بريئا ، ولم يأت صدفة . بل كان تحريضا مباشرا للشعب بالداخل على التحرك ، وتهيئة المناخ جغرافيا لتقبل تغييرا ما ، او لانتظار تغيير ما . وهو يضمر برامج تكرر دور القاعدة الامريكية بالقنيطرة في انقلاب الطائرة في سنة 1992 ، وحتى عِلم المخابرات الامريكية بانقلاب 1971 . فالسكوت الأمريكي / الهدوء الذي يسبق العاصفة ، ورفض البيت الأبيض اعتراف Trump المقلب بمغربية الصحراء ، وتركيز البيت الأبيض على المشروعية الدولية ، وعلى الأمم المتحدة مجزرة الشعوب La battoire des peuples ، والدعوة الى تأييد مجهودات الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة Steffen de Mistura ، ليس بالأمر البريء ...
فالدور الأمريكي من خلال تقرير الخارجية الامريكية لحقوق الانسان في مملكة الرعب العلوي ، وفي هذا الظرف بالذات ، وبهذه القوة والجرأة التي لم يسبق لأي تقرير سابق ان كان في مستواها ، مع التركيز على المشروعية الدولية التي تهدد النظام العلوي لمحمد السادس ، وقد تهدد كل الدولة ، ومنها تشرعن لبلقنة المغرب ... ان كل هذه الحيثيات التي يجب استيعابها ليست بالبريئة ....
كما ان دور الجمهورية الفرنسية الدولة العلمانية ، دولة الديمقراطية وحقوق الانسان بالمنطقة ، وقطع العلاقات الشخصية بين الرئيس Emanuel Macron ومحمد السادس ، وبين نظامه وبين الدولة الفرنسية ، وتمادي النظام الموريتاني استفزاز محمد السادس الغائب طول الوقت عن المغرب ، وهي استفزازات لم تكن من قبلِ قبْلَ تدهور العلاقة بين النظام المغربي وبين فرنسا ... ليس بالأمر البريء ، او هو حصل صدفة .. فالنظام الموريتاني ، الى جانب النظام الجزائري ، وحتى التونسي ، وبريادة قصر الاليزيه Le palais de l’Elysée ، والولايات المتحدة الامريكية ، بصدد المراهنة على هزة او انفجار بالمغرب بسبب الازمة البنيوية ، حتى تشرعن باريس والبيت الأبيض إمكانية التصرف ضد شخص محمد السادس الغير مرغوب فيه ، بتعويضه بشخص آخر على مقاصهم من نفس العائلة .. وقد يشمل التغير الدولة ، والمدخل ، التسريع بفصل الصحراء ، لتبرير فصل المناطق المرشحة للاستقلال كالجمهورية الريفية التي تنتظرها الجزائر ، وموريتانية ، وتونس ، وباريس ، وواشنطن ، وعواصم الاتحاد الأوربي ، وجنوب افريقيا ... الخ ..
ان هذا السيناريو المنتظر ، وقد يحصل بطرق أخرى ، هو ما يؤكد انّ الصراع بشمال افريقيا ، خاصة صراع الصحراء الغربية ، هو صراع دولي اكثر منه صراع أنظمة المنطقة ..
لذا فان بث المخابرات الفرنسية ، فيديو لمحمد السادس وهو سكران وثمل صباحا في شوارع باريس ، ليس بريئا ، لأنه يحرض الشعب على شخص محمد السادس ، ويسقط عنه امارة المؤمنين بتهييج الاسلامويين ، ويمهد الطريق للفعل المنتظر والمعول عليه كثيرا ، هو انفجار شعبي داخلي ، لتبرير اسقاط نظام وشخص محمد السادس او اسقاط الدولة ..
اني أشم رائحة مؤامرة تدبر ضد وحدة المغرب وضد وحدة شعبه .. الخطر خارجي ...



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الكتلة التاريخية او الجبهة التقدمية
- جواب الديوان الملكي ، و( المعارضة ) الشاردة والتائهة .
- حين يصبح القصر في نفس مستوى حزب . فتلكم مهزلة . فهل بلغ الضع ...
- العمل الجمعوي والصحوة الديمقراطية .
- إيران . السعودية . حزب الله . البوليساريو
- إشكالية الصحراء الشرقية
- الديمقراطية معركة مستمرة وشاملة
- نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال ...
- نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال ...
- نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال ...
- نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال ...
- نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال ...
- هل الصحراء الشرقية / تندوف / مغربية ام جزائرية ؟
- البرنامج الثوري الذي بقي حبرا على الورق . الانتفاضة المسلحة ...
- نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال ...
- حين ورط الملك الشعب في الاعتراف بالجمهورية الصحراوية .
- الواقع السياسي المغربي الراهن ، محدداته المرحلية ، واحتمالات ...
- الواقع السياسي المغربي الراهن ، محدداته المرحلية ، واحتمالات ...
- الواقع السياسي المغربي الراهن ، محدداته المرحلية ، واحتمالات ...
- ( طرد ) إسرائيل من حضور افتتاح دورة القمة السادسة والثلاثين ...


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - هل حقا أهان النظام الموريتاني النظام المغربي ؟