أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - السلف . هل حقا كان سلفا صالحا ، ام كان في حقيقته سلفا طالحا ؟















المزيد.....

السلف . هل حقا كان سلفا صالحا ، ام كان في حقيقته سلفا طالحا ؟


سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر

(Oujjani Said)


الحوار المتمدن-العدد: 7571 - 2023 / 4 / 4 - 12:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين يقولون بالسلف الصالح ، يعني هذا ان هناك بالمقابل سلف غير صالح . وقصة السلف الصالح من الطالح ، تعود بالضبط الى زمن الفتنة الكبرى مباشرة بعد وفاة النبي .
ان جذور الفتنة لا تعود الى اختلافٍ في فهم ، او في تأويل و تفسير القرآن . لكن تعود الى حب الاستفراد بالحكم ، ومنه الاستفراد بالسلطة ، والجاه ، والمال ، والغلمان ، والجواري الحسان ، والمُجون ، وما ملكت الأيمان . فمن هم السلف الصالح ، ومن هم السلف غير الصالح او الطالح ؟ .
هنا تفرقت السبل وتفرقت العشائر . فما يعتبر سلفا صالحا عند عشيرة ، قد لا يكون كذلك عند اخرى . وما يعتبر سلفا غير صالح عند جماعة ، قد لا يكون كذلك عند جماعة اخرى . فهناك من يحدد السلف غير الصالح في ( خلفاء ) الدولة الاموية ، والدولة العباسية والعثمانية . وهناك من يعتبر السلف غير الصالح يطول حتى الحقبة الراشدة التي لم تكن ابدا راشدة ، اي الخلفاء الراشدين . وهناك من يعتبر السلف الصالح قاصرا على الخلفاء الراشدين باستثناء عثمان . وهناك من يعتبر عثمان كذلك من السلف الصالح ، حتى اختلط الامر ، ولم نعد نميز بين منْ هم السلف الصالح ، ومن هم السلف غير الصالح او الطالح .
إذن . هل كان هناك سلف صالح اطلاقا ؟ . ولماذا يطلقون عليهم دون غيرهم تسمية السلف الصالح الذي كان في اصله طالحا ؟
اولا . ان جميع الخلفاء هم بشر وليسوا ملائكة ، ومن ثم فان تدبيرهم للشأن العام من أمور الحكم ، لم يكن يخلو من مخاطر وشطط في استعمال السلطة . فهم كما كانوا يصيبون قليلا ، كانوا كذلك يجرمون كثيرا ، والنتائج السلبية المترتبة عن الكثير من قراراتهم ، تجعل التاريخ يضعهم جميعا في دائرة النقد ، باعتبارهم حكاما سياسيين جبابرة طغاة مستبدين ، لا أئمة معصومين ، لان العصمة هي لله ، فمن المفروض ان تكون لألاّه وحده لا لغيره . من هنا نطرح السؤال ولو بعجالة لنلامس بعض ضفاف الحقيقة :
من هم السلف الصالح ، ومتى كانوا صالحين ؟
إذا نحن حصرنا السلف الصالح في الخلفاء الراشدين فقط ، وهم لم يكونوا راشدين ، فهذا فيه وجهة نظر ، لأنه رغم لبوسهم لباس الصالحين ظاهريا ، فهم كانوا في حقيقتهم طلاب مناصب طغاة مستبدين ليس إلاّ ، والدليل صراعهم من اجل الحكم ، واختلاف اساليبهم في ادارة شؤون المسلمين ، وهو ما كان يخلق عليهم النقمة من قبل الثوار المطالبين بالعدالة والمساواة . ولا ادل على ان كل الخلفاء ماتوا مغتالين بالخناجر التي كانت تدق في ظهورهم ليلا ، ولم يموتوا موتة طبيعية .
وممّا يزكي حجية التناحر على الحكم للاستئثار بالسلطة ، والجاه ، والنفوذ ، والجواري ، والغلمان ، وما ملكت الإيمان ، ابعادهم اهل البيت حتى عن المشاورة في المؤتمر الانقلابي بسقيفة بني ساعدة . فأي سلف صالح هذا في ظل العزل والتآمر ضد فريق كان احق بالخلافة ؟ . اليس ما حصل بسقيفة هو اغتصاب للسلطة من اصحابها وفي واضحة النهار ؟ .
عندما توفي النبي محمد ، حارب الخليفة الاول ابو بكر ( الصديق ) الذي كان انقلابيا انقلب على علي بن ابي طالب ، ولم يكم صِدِّيقا ، قبيلة بني تميم ، بحجة الارتداد عن الدين ، وهم ليسوا كذلك ارتدّوا ، او كانوا مرتدّين . ولو افترضنا انهم ارتدوا ومن حقهم ذلك ، لان الإسلام تم فرضه عليهم بالسيف والقمع ، فالإيمان ليس سلعة تباع وتشرى وتفرض بحد السيف ، بل هو قناعة وإيمان ، ومن لم يقتنع او يؤمن بدين و بعقيدة ، فمن حقه ذلك ، لان له حججه التي تجعل منه كذلك .
وفي عهد نفس الخليفة ، رفض هذا تطبيق الحدّ في حق خالد بن الوليد الذي قتل ظلما الصحابي مالك بن نويرة ، لكي يتزوج امرأته الفاتنة أم تميم . وعندما طالب المسلمون من ابي بكر تطبيق الحد في حق خالد بن الوليد ، رفض ، بدعوى ان هذا التطبيق لا يصح ، بحجة ان قائد جيوش المسلمين يخوض حرب ( الردة ) ، التي تعني اجبار الآخرين بالقوة على الدخول والرجوع الى الاسلام ، وهؤلاء هم دواعيش ، ونصرة ، وقاعدة اليوم .
الخليفة الثاني عمر بن الخطاب ، غزا البلاد المجاورة ، وسبا ( السّبي ) مثلما فعل ، نساءها بحجة نشر الاسلام ، وهو بهذا ساوى جورج بوش الابن George Bosch الذي غزا العراق وأفغانستان بأكذوبة الديمقراطية ، إلاّ انه لم يُسْبي نساءهم ، ولم يخطف بناتهم واطفالهم ، ليصبحوا غلمانا وجواري في قصورهم ..
وفي عهد هذا الخليفة ، وفي عهد المجاعة ، فقد تم تعطيل تطبيق الحد في حق السارق . وهو هنا إذ يمتنع عن تطبيق حدّ قطع اليد ، فليس ذلك لتضامنه مع السارق الجائع ، بل خوفا من ثورة الجياع على نظام حكمه الاوثوقراطي المسنود بالأرستقراطية القرشية السفيانية .
الخليفة الثالث عثمان بن عفان ، فتح المجال لأهله ، وأسرته ، وأقاربه الامويين للتحكم في اموال المسلمين . لكن عندما طالبه الثوار بالتنحي لسرقته اموال المسلمين مع عائلته ، رفض الطلب متذرعا بان الله هو الذي ألبسه رداء الحكم ، ونسي انه انتخب بين ستة نفر من المسلمين الموالين .
وكيف يفسر ويبرر تجار الدين ( سنيين ) و ( شيعة ) ان النبي محمد ضغط على ابنه بالتبني زيد ، كي يطلق امرأته الفاتنة زينب ، وعندما استجاب له وطلقها ، زوجها له في الحال ، بعد ان كانت زوجة زيد ابنه بالتبني ... فهل هذه الفعلة فعلها George Bosch ، او فعلها Barak Obama ، او فعلها Emanuel Macron ، او فعلها Pedro Sanchez ، او Netanyahou ، او فعلها أي زعيم مسيحي ، او يهودي ، او ملحد ؟ . وهل فعلها من قبل موسى وعيسى ؟
اما بقية الصحابة فتاريخهم في مجال حقوق الانسان ، والعدل ، والمساواة ، والنهب ، هو تاريخ اسود ولا يحتاج الى دليل . وهنا لنا ان نتساءل : ماذا تعني واقعة الجمل ، وصفين ، والنهروان ، وكربلاء ، وباخمراء ، والجوزجات .. وعلى هذا قس . فأي سلف صالح هذا ؟ ، وأي اصلاح هذا ؟
هناك ( حديث ) يُروى عن النبي ، مفاده أن اصحابه يردون عليه الحوض يوم القيامة . ويقول اصحاب الصحابي فيأتيه الجواب أنهم ليسوا اصحابك ، لأنك لا تدري ما احدثوا من بعدك ولم يبق منهم إلاّ همل البعل
فهل الحرب الدائرة اليوم باليمن ، وبالعراق ، وبسورية ، وليبيا و مصر المهددة ، وبالبلاد العربية والإسلامية ، هي حرب تدور بين اصحاب السلف الصالح والسلف غير الصالح الطالح ؟
ويل لأمة تتقاتل من اجل عظام مات اصحابها الاستبداديون الطغاة ، منذ اكثر من 1400 سنة خلت .



#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)       Oujjani_Said#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في البطريركية السياسية
- تغول بوليس الدولة البوليسية السلطانية
- استراتيجية الاختراق الإسلامي للجامعة ومنها للمجتمع
- الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون
- التحالف ضد الشعب
- حين يكذب الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ، على رئيس جزائري غا ...
- هل حقا أهان النظام الموريتاني النظام المغربي ؟
- في الكتلة التاريخية او الجبهة التقدمية
- جواب الديوان الملكي ، و( المعارضة ) الشاردة والتائهة .
- حين يصبح القصر في نفس مستوى حزب . فتلكم مهزلة . فهل بلغ الضع ...
- العمل الجمعوي والصحوة الديمقراطية .
- إيران . السعودية . حزب الله . البوليساريو
- إشكالية الصحراء الشرقية
- الديمقراطية معركة مستمرة وشاملة
- نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال ...
- نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال ...
- نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال ...
- نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال ...
- نحو تجاوز تردي الوضع بالمغرب . مشكلة الصحراء مشكلة انعدام ال ...
- هل الصحراء الشرقية / تندوف / مغربية ام جزائرية ؟


المزيد.....




- تحويلات المصريين بالخارج تقترب من 30 مليار دولار خلال 10 أشه ...
- ربما تم إنشاؤه بالذكاء الاصطناعي.. ما حقيقة فيديو قصف إسرائي ...
- تراث أصفهان الفارسي والمواجهة بين إيران وإسرائيل
- غضب في مدينة البندقية على حفل زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز
- يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة ...
- -فائقو الثراء- في ألمانيا يمتلكون أكثر من ربع إجمالي الأصول ...
- صحيفة روسية: هل هناك من يستطيع تزويد طهران بالقنبلة النووية؟ ...
- ترامب: يمكن للصين مواصلة شراء النفط الإيراني
- فيتنام تحاكم 41 متهما في قضية فساد بقيمة 45 مليون دولار
- صحف إسرائيلية: هدنة ترامب تريح طهران وتنعش مفاوضات غزة


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد الوجاني - السلف . هل حقا كان سلفا صالحا ، ام كان في حقيقته سلفا طالحا ؟