أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الله خطوري - دَنَاصِيرُ آلذِّكْرَيَاتِ














المزيد.....

دَنَاصِيرُ آلذِّكْرَيَاتِ


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7554 - 2023 / 3 / 18 - 16:36
المحور: سيرة ذاتية
    


●تسونامي :
نألف الأمكنة مغشاة بأزمنة كناها ذات طفولة ذات يفاعة تأتي ظروف الحياة نرحل عنها عن أشياء ألفناها نترك مهجا من أنفسنا في مسام رائحة الأتربة في أنساغ مهج تجاعيد الشجر ولما نؤوب ذات حنين نتنفسها شهقات ما تكاد تعود الروح لروحها حتى يهتف هاتف حان الرحيل فنغادر نعاود الرحيل فكيف المسير لأين المسير تطوقنا عواصف أمواج تسونامي الأزمنة المتلاحقة...

●ليل :
يستغرقنا الليل جله ونحن لاهون نركض ننط نعدو نشدو ننتقم من النهارات آلفارغات غير مبالين ببقايا صهد أو زفائر حَر أو آثار تلاوين صمايم تُفْطِرُ المجربين ذوي الحنكة والخبرة قبل الأغرار مثلنا...

●سبعة وعشرون :
في المناسبات الجماعية والدينية كنا -نحن المْحَضْرا الصغار- نحتفل بطريقتنا الخاصة بعد أن نكون قد ساهمنا في إعداد ما يمكن إعداده لمجمع الجامع ما بعد صلاة العصر نسقي نشطب نهرق الأمواه على الأرضية والجدران نُسَيق بطريقتنا الرعناء ننظف الحصائر والبسط ننفظ الأفرشة نرتع في الأمواه نرشها على بعضنا البعض غير مبالين بمن ينهر أو يزعق أو يعارض..وكانت العادة أن لا يعتمد في المحافل إلا على الذات مجموعة ملمومة في شكل عمل تطوعي يُحسب أجره عند صاحب الأجر الذي لا تضيع ودائعه..يَذبح الذبيحة أحدهم في رحبة عتبة الجامع يعينه آخرون في سلخها وتنظيفها وتفصيلها وتوزيعها وإعدادها للطهي حسب الغاية المرجوة منها..وغالب وجبات الَّلامة كانت طعامًا خالصا لوجه الله صافي النية يشترك في مجهوده الجميع كل بقدر معين وكل حسب آستطاعته..إنها في نهاية المطاف مخصوصة للجماعة ولضيوفها الذي سيقبلون ليلا لصلاة الفرض والتراويح وتلاوة ما تيسر من أذكار..كنا نحن مشغولين بآختلاس ما يمكن آختلاسه من لقيمات الطنجرات والأوعية وسوائل كؤوس الشاي بدعوى كيت وكيت من ادعاءات أمرنا فلان قال لي علان..وتزداد ذروة المناورة في أوج المحفل عند توزيع المهام بين حامل لصحون الوجبات وواضع اياها بين أيدي حلقات الجالسين المقرفصين تحتد الجلبة يتفاقم أوج النشاط الجماعي والفردي حتى إذا تم كل شيء بخير وعلى خير نساهم جميعنا في لملمة الآثار والمخلفات ليبدأ بعد حين دورنا في الاستفادة من نعيم الليلة المباركة.."كولوا الطعام كولوا خَللِّيوْ اللحم حتى الجنة آلمَرْضيين"..كان يقول ضاحكا أحد الكبار ساخرا تجمع صفيحتا يديْه العملاقيْن رُزم اللحم الساخن والشحم الفوار تضعها مباشرة في فيه ومُوقُنا الصغيرة السيّالة تقفُو سبيل اللقم المتتابعة دون أمل في آلتقاف شيء منها..لم يكفه أنه أجهز عليها حية أودى بها ذبحها سلخها بمهارة فتك وفي وقت قياسي، ولم تسعفه مشاركة الضيوف وجباتهم وهاااهو يقفو أثر سقيطته لن يفلت منها شيئا..خلليو لي الأجر نتوما مازال صغار..أنا صاحب كبائر يا ولاد لن أفلت من تبعاتها إلا بمزيد من فعل الأجر هكذا قال لي أكثر من فقيه ونصحني أكثر من لبيب..اكتفوا بالطعام مازلتم صغارا لن تحاسبوا..أما أنا أوووه..لم نك بطبيعة الحال نصدق فريات مزاعمه، ولكن ما عسانا نفعل أمام سطوة أمثاله..
كنا ملمومين على بعضنا في شكل دوائر صغيرة موزعين على جنبات المصلى ملفوفين حول قصع من خشب عامرة بشحنات سخية من طعام ساخن معصفر بمرق الإيدام تفرزه قطع خضر تزين حوافي كتل لحم مُغرية أجهز عليها صاحبنا وطفقنا نحن ضحايا عراك غير معلن نتصارع فيه على ما فضل من بقايا شحم لازب عالق بين فجوات الخضر وركام حبيبات الطعام...

●وآلضحى :
قرب الجامع مصطبة في هيئة أريكة من إسمنت لطالما جلسنا فيها نتبادل أطراف الحديث في شؤون الحياة التي كنا نعيشها آنذاك..كنا نشارك في إنجاح اللامات في رمضان خصوصا بجلب الأمواه من الحنفيات العمومية وتشطيب ساحة الجامع والاعتناء بالزرابي الثقيلة الشتوية المغبرة وتلميع الأرضية في الداخل حيث مكان الصلاة ومكان مَقْرَأة القرآن أين كنا نجتمع تتلو ألسننا سورة "والضحى"نهاية كل درس بطريقة خاصة جدا جدا، بصوت جهير جماعي نردد الفواصل المتشابهة بإيقاع واحد يبدأ بطيئا يرتفع في البدايات ينخفظ عند نهاية الآيات بشكل متواصل يزداد حدة وصراخا كلما أوشكنا بلوغ خاتمة السورة، كل ذلكـ وأذرعنا لا تكفُّ عن الدوران على بعضها بشكل معقوص متلولب كما عجلات المحركات في طريق لاحب، حتى إذا بلغتْ أصواتنا الصادحة عبارة الخاتمة"فَحَدِثْ"نطقناها بعنف وعنفوان وجأش وفتوة ورعونة وقوة قل نظيرها في الأماكن والأزمان...

●ما تبقى لنا:
يا صانع الأحلام في بلاد آلأسقام، هلا جُدْتَ بحُلْم أحشوه لفافتي أشهق روحي لا أزفرها أبدا أبقي تباريحها حبيسة البوح واللابوح يا غدق الجراح العصية، سحي عليّ بسرك العصي، إني أريد أن أرتاح من وجدي من ومْضي أفقأ ما تبقى في مقلتيّ من رُؤى عقيمة كنت رأيتها ذات شغف بالأحياء بالحياة أطمسُها لئلا يذوب وهمُ الحنين في عيني من جديد مثل دوائر ماء..دوائر ذاكرة مغلقة..مجرد نقط سوداء مشرعة، هووو هاااا.. Hooha..أراها..في غبش بياض فجر ينفجر كالسديم...

● نصيحة :
اِرتعْ العبْ هاااا اصرخ في آلغروب في آلصباحات في آلزفرات في آلأزمات في آلأجمات في غياهب الغابات بلا وصية من لبيب بلا تحذير أو تخويف من ذيب يعوي بلا حَسيب أو رقيب عشعشْ في أكنان الأطيار لا تُبالِ حَوِّمْ حالما آسْبحْ طف طوافك آلأزلي عبر آلسماوات في أسافل آلأرضين لا جنةَ آليومَ لا جحيمَ غدا لِمَ لا تصغي إلى نصيحته ذاك المخبول تسدلها سدفا فوق السدف لمَ لا تغرق في سُبات يُخدر حواسك آلمأفونة تبا ماذا لو غفوتَ شردتَ سهوتَ غبتَ أو نسيتَ كلّ هذي النجوم في عينيك ترهات تخشخش في مخيتلك آلآيلة للانقراض لِمَ لا تنقرض كما آنقرضَتْ دناصير الذكريات لِمَ لا تفعل لِمَ ...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اَلتَّحْرِيرَا
- رُبَّمَا سَأولدُ بُعَيْدَ قليل
- أحمد العياشي سْكِيرج
- مُنِيف مُعَلِّمُ آلْحَيَاة
- متلازمة بْرُوتيه Proteus Syndrome قراءة في عوالم هرفيه بازان
- مُحَال
- سَخافَةُ آلامْتِلَاك
- اُونْسُولْ دِي مَزْيَانَنْ
- جِييُومِيتْري
- VERTIGO
- مكنسة آلساحرة
- لَا شَيْءَ لَهُمْ لا شيءَ لنا لا شيءَ لي
- اَلتَّقاعُدُ آلأَخيرُ لمالك بن حريم الهمداني
- اَلشَّارَفْ
- تَاءُ آلتأنيثِ غيرُ آلساكنةِ التي لها مَحَلٌّ مِنَ آلإعراب
- لَعْكَاسْ
- إِنْصَافُ آلنَّاقَة
- مجرد واقع لا غير
- اَلْعَيْنُ آلْمَلْعُونَة
- عِيسَاوَى طنجة


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - عبد الله خطوري - دَنَاصِيرُ آلذِّكْرَيَاتِ