أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - جِييُومِيتْري














المزيد.....

جِييُومِيتْري


عبد الله خطوري

الحوار المتمدن-العدد: 7547 - 2023 / 3 / 11 - 06:29
المحور: الادب والفن
    


١_قَنْص
بين قُرب وبُعد، بين آختلاف بُؤر آلزوايا، بين تقعر وآحْدِوْدَاب آلعدسات يَعمق قنصُ آللحظات يشتد يمتد يتقلص يتكثف يتغلغل عشقٌ يتمرمرُ وَجْدٌ يَهيمُ هيامٌ..كذلك نحن وتواتر زفرات آلأيام.. خفقة برق ومضة شوق لا غير مبتسرَة تُعاشُ وكفى ما بين ضُحى شمس آبقة وأنواء أصيل وسلام تالف بين غسق بدء وختام...

٢_نافذة
بين الخارج والداخل سياج من أسلاك حديد رقيق آمتد طولا بأربعة أعمدة وعرضا بآثنتين يفصلان مستطيلات تتخللها تنويعات رَسَمَتْها أسياخ رقيقة بشكل كنت أتوهم معها رؤية وجوه آدمية ممسوخة بأعين حلزونية وأفواه مفتوحة أشداقُها على كل آحتمال غير سار وشوارب مفتولة معقوفة كخيوط ملولبة مكورة على نفسها..كل ذلك على مساحة ضيقة للنافذة المربعة...

٣_اِرْتِقَاب
بين الداخل وآلخارج ظللت معلقا بين مد وجزر بين أمتعة مكدسة ملتبسة داخل غرفة معتمة وجدتُني مُنْبتًا أكتفي بالنظر من فتحة نافذة صغيرة دفعتُ خشبتها المواربة إلى الداخل أو إلى آلخارج ما عدت أذكر..بهدوء دفعتُها، فأحدثَتْ خشخشة لا تكاد تُسمعُ، وتلقاني غبش يشبه ظلاما لا تظهر في سُجاه إلا سُدفٌ مدلهمة ومزيد من الحلك.ودون تفكير، عمدتُ إلى صخرة صغيرة رابضة حيث تكون دائما لا تتحرك إلا بمشيئة خارجة عن إرادتها كقَدَر قاهر لا يحمل مصيره بيده، وضعتُها بحرص تحت خشبة النافذة لتظلّ مفتوحة بقية النهار من أجل..اووف..هو ذاك..كنت أخاف..نظرتُ إلى السماء..لا جوارحَ في آلأفق أو سحب تطوف هنا هناك..جنادي ورجيج وحدها سيدة العراء..وحدها الشمس البيضاء توعوع سطوتُها على رؤوس التلال وشَعَفِ الهضبات العجاف، بينما آستغرقت وحدي في مكاني أعاين ما أعاين وأرتقبُ...

٤_زِيدْ لْقُدَّااامْ
أخرجُ من رأسي أو يخرج من مكان ما رأسي من حيز غير معلوم، يخترق آلزقاقَ آلنعسانَ بتثاؤب ثقيل يقرر آلخلاص من براثن جينات آلنحاس.ألج الشارعَ المغلقَ البذيءَ، بعضُ الأقدام آلمبهمة، بكسل رتيب تمشي في طرقات مثقلة بالخواء.أقف. يقف رأسي معي.أتحسّسُه.لازال في حِضن كتفيَّ مباشرة فُوَيْقَ الرقبة كما عهدته أمس وقبل أمس آلأمس..مائلا منحرفا شيئا ما،لكن في مكانه..أتنفسُ الصعداء.أنظرُ يمينا شمالا أكملُ المسير أو هو يفعل ذلك كله وأنا أحمله بين يديّ الافتراضيتيْن مكتفيا بتلقي ما تلقط حواسه من مُعاينات أدَوِّنها في حرز محفوظ داخل قمقم من قماقم آلقرطاس الخفية التي تسكنني مذ بدأتُ خطواتي الأولى على هذِ البسيطة آلمعقدة..يا أنتِ..نعم أنتِ..همست بلا تفكير،يا نفسُ، حللتِ غير أهل، وطئتِ غير سهل،ساهمةً ظللتِ مثل صخر على مضض يتفتت تعيشين عيشتهم آلمخضبة بيخضور آلغثاء، سمهريةً غرقتِ في لجج آلبحار ثم أُبْتٍ،لم تغرقي، منتصبةً تذوبين ليل نهار؛ فلا تبتئس يا هوووهُ، حال الهوام هذا مُذ جيء بهم مرغمين في أصفاد مصفدة؛ استقم مَدّا يا أنتَ يا أنايَ اثبت جَزْرا لا تمتقع لا تأبه بأحد مُتْ واقفا لا تَقَعْ لا تُقْعِ ولو قيد قرفصة مقيتة، ثًبَّاااتْ الوقفة آآصاحبي قم من مكانك هز الكتاااااف سَكّادْ المشيا نيشاااان..قاوم فيزياءك آلثقيلَ جينومَك آلمهترئ وهندسة آلمساغب التي تزدرد تخنق بقايا الأشلاء..اسْمُ ارتقٍ زيدْ لقدام زِيدْ لْقُدَّااامْ...

٥_فناء الجِييُوميتري
حقيقة، ندرك مكان قبور آبائنا وأجدادنا حتى الجد الرابع ربما أو الخامس ربما أو السادس في أوثق آلأحوال فأين قبور السابعين وآلثامنين ومن كان قبل وقبل القبل منذ مئات السنين أو آلافها..ما أظن هذه المجالات التى نجولها نلعب فيها نرتع نكد نشتغل نتعايش نتعارف نأكل الطعام نمشي في آلأسواق ننام نبتدع في تصاميم هندساتها نرسم رسوماتها نخطط نضع المعالم والأسس واللبنات نبني نشيد نسكن ننشط..ما أخال كل ذلك إلا من بقايا أجساد أولائك الأجداد الذين كانوا أشد بأسا وأكثر تكبرا وغرورا من سابقيهم ثم أمسوا رفاتا غُوليكا ترابا غبارا تعفسه نعال العابرين متبخترين غير مبالين كأنهم خلقوا للبقاء.فى إحدى المدارس كنا نزاول مهمة من مهماتنا الروتينية وإذا بنا نصادفهم ينقبون فى أتربة فنائها لتهيئة أشغال خاصة بالترميم وما شابه، لتصطدم قدم أحد العاملين بحفرة صغيرة حوت جمجمة بشرية وعند توسيع الحفر ثم العثور على مزيد من العظام المتفرقة وما بقي منها؛لنعلم بعد ذلك أن هذه المدرسة وافرحتاااه قد بنيت على أنقاض مقابر أجدادنا القديمة.. إيبببيهٍ..فعلا، حتى هندسة، حتى جيوميتري ما دايما على غرار حتى بيولوجيا حتى فيزياء فتدبروا ...

٦_بديلُ الجِييُوميتْري
أَؤُمُّ أماكن مُتْرَعة بالصمت وآلصفاء والخواء وآلرواء وآلحُب.أَحَبُّ آلفضاءات،لَدَي،ما كان خاليا من جيوميتري بصمة تدعي البناء على حساب فطرتنا الأصيلةأحب الفضاءات لدي ما كان خلوا من غادين رائحين عابرين أو قابعين رابضين؛في أُوَيْقات ذروة آلضحى، أسيح بين فجوة و ثَنِيّة، وشعفة وعرة، ومسلك غير سالك، أهيم كمجذوب عابد راكع ساجد في شعاب في قيعان في وديان،أطيرُ حيث لا طيرَ يَطيرُ لا وحشَ يَسيرُ عاريا كحلْمة آلطفولة أفرد قامتي أنتصب شامخا ثابتا سمهريا أترنح أُمارسُ هوايتي المفضلة: التحديق في الفراغ..!!.. مساحات خضراء داكنة دهماء لكتل كستناء بلوط عَفص زيتون سَرْو جبال عرعر هضبات تتخللها منعرجات فجاج محجرة ناتئة متربة، وأودية وسيول بطاح سفوح،وحُزم أعشاب بَر ديس دوم كريش نويرات أدمام تتشبت برعونة عناد بأضراس الجُرف المنحدِرات وآلاف الحبال النيرانية وهاجة تسلطها شمس بيضاء تارة صفراء بحمرة خريف لا يلين في شغل دائب تعلو تنحدر دون كلل دون برم أصعد أعتلي أرتقي أرتقي أَرْ..هناك أنال مُناي رضاي أنتشي في حِضن أرضي أنا أرضي أنا...



#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- VERTIGO
- مكنسة آلساحرة
- لَا شَيْءَ لَهُمْ لا شيءَ لنا لا شيءَ لي
- اَلتَّقاعُدُ آلأَخيرُ لمالك بن حريم الهمداني
- اَلشَّارَفْ
- تَاءُ آلتأنيثِ غيرُ آلساكنةِ التي لها مَحَلٌّ مِنَ آلإعراب
- لَعْكَاسْ
- إِنْصَافُ آلنَّاقَة
- مجرد واقع لا غير
- اَلْعَيْنُ آلْمَلْعُونَة
- عِيسَاوَى طنجة
- اَلْعَيْنُ آلْعَرْجَاء
- VERS tAZA الطريق إلى تازا
- اَلْمَدْعُوُّ تَدْوِيرًا يُقْرِئُنَا آلسَّلَام
- ثمانية وعشرون سطرا من آلخوف
- شَبَق
- وَجْدَة
- لَحْظةَ عُلِّقَ آلمغاربة كقوالب سُكَّر على أغصان آلشجر
- مَا بْقَاتْ شَجْرَة
- سِيلْفِي


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الله خطوري - جِييُومِيتْري