|
VERTIGO
عبد الله خطوري
الحوار المتمدن-العدد: 7546 - 2023 / 3 / 10 - 18:16
المحور:
الادب والفن
اِسْمَدَرَّتْ عينايَ لم تعودا تَرَيَا غير نجوم سوداء رفيعة لسراب حالك ليس يدري أحد من أي جهة ينزل ينحدر ينتشر في آلزوايا في السقف الشاهق في آلأخشاب المصفوفة الفاتحة الغامقة في الأحجار المركونة عند أركان كل غرفة تحتدم أحشاؤها بوقيد الطهو والتدفئة في النوافذ المسيجة بالمَرَدَة بالعماليق تنفخ الدخانَ آماقُهُمُ الحارقة ترمي الشررَ أشداقُهُمُ الطائرة في المصير الماحق في الطريق العالق أفنان العرعر تشتعلُ قطعان العناز السود الشاردة تصخب في غبش الليالي الحملان تنتحبُ أبواب تُوصَدُ مجعدة البطون والظهور وأخرى لها طنين يصطفقُ طَـفْ طففْ طَـفففْ ستائر مسدلة دوما لا تصلها النسمات مبحوحة فراغاتها الصامتة ثُلَمُ الجدران الكامدة تنخرقُ..حَسُّونِيَ آلغرّيدُ رمادا يستحيلُ بأجنحة ملْءَ آلسماء مَثْنى ثلاثَ رُباااع يطوف يجول يميلُ..هَـاايْ هَـاااايْ..هَوَتِ العجائز صارخات في جرف أخاديدَ حادة ذات لظى كشراغيفَ يتخبطن في أطيان عكرة دَڭوامان إبَّبرْويين(١)مُسَيّجات في الرموس يجسن يهمسن حافيات عاريات في عرقهن آلبارد"آيَوْمَا آلْيْ غَرْ تيمورا لَهْلَنَّشْ آيوما آوْطْ غَرْدِينْ"(٢)..ديدان هائمات تتلف شرانقها بين الترائب وآلأصلاب..نزَّاعةٌ للشَّوَى.. هالبُومْبْ هالكُورْ هاالڭرنادْ ها السخط هاالرْجَا هالمسخ نلعبادْ يُدمدم المسَرَّحون ضاحكين ساخرين..عينان تَطْرِفَانِ تجمدان..المِرْسَنُ آلأقْنَى والطرف آلأدْعَجُ وهوام تسيح تزحف تطير قالتْها آلشقية "تَنَّاتْ تْڭلينتْ.."(٣)..يدها الوكْعَاءُ تنوسُ بلا هداية في الفراغ..هانتشْ ها شَنْـوي ها إيفَسْنينُو ها إيطوضانْ ها تَجُّوزْتْ نيغودان(٤)..تَعِنُّ هنا هناك تبزغ كشهب لمّاعة تثقب العيان تتسربل العراءَ شفافية الضياء.."ويتْ يَنانْ ويشْتْ يَنَّانْ؟؟"(٥)صاح اللسان آلألكنُ الأهوجُ.. حروف مبعثرة مشوشة تطفر تنط من كنانيش قيلٍ قالَ تذبج آلأسرار تسود متاهات الألغاز الخانقة تطوق العيون تسلبها نعاسَها الآمنَ يكبر السؤال..ينتهي آلأمانُ بيني وبينكم سلااام يبدأ آلزُّؤام..آيُوغَنْ آيُوغَنْ..آمُوحَنْدْ آوْمَا آمُوحَنْدْ آوْمَا..ياك نِيغَّاشْتْ آلْهُولْتْ(٦)يضرب المُعممُ على فخذيه ساخطا زاجرا يسب الأقْزَعَ..يتناثَرُ آلصُّفاحُ تتناثر الحجارة في ذُرا آلروابي تتقد آلحِمم...
هَـااايْ هَـاااايْ.. آهيا شَكْ آهيا شَمْ آهيا شَنْوِي آهيا مزلفوس أزڭرار اُفُوسْ هَـايْ هَـايْ هَااايْ.. آآآيَتْييم آلَهْلينُو آيَتْييمْ.. تَنْ إيجَبْدَنْ أَتَّـخْوُويْ مَـا دَمَّـا؟؟ دْعَـاتْ خَافي دْعَاتْ ما هَـنَّـايَـا؟؟ هانتشْ تاقْزينتْ تَـنَـرْشُوتْ تُوقْبيحْتْ تَسْليلِوْ سيغُويَّان تَسَّفْجَاعْ سْلَهْياجْ تمْعَـانَدْ أڭد لَغْـنَانْ..تَـبْغام أدّوْلَـغ تاحْدُورْتْ تَـتَّاغْوَسْ دي تْغُوني تْنَطَّوْ تَسَّنْطَاوْ تَـمْعُوشّاب أڭدْ إيخَّانْ نلبهايم تيزيتْ تامخيبتْ تْنَحْرادْ جَارْ إيجدرانْ طُوطا دي طْوَارْطَا..زيغْ ما طَرْوَا بعدا؟؟الهايشت تَـتْ أرْمَاسْ تْسَرَّح إيلَغْمانْ.. آآيَتْييمْ آلَهْلينُو آيَتْيِيمْ..تيريميي دي تَسْرَافْتْ تبنام خَافي لحيوطْ أورْيي عْدِيلْ اُقْجْديمْ اُوريعديل اُوغيمي..واخَّا تْحَرْ العيشتْ دي تفڭا نْ دونشتْ حَاللّيِي تاصندوقتْ آلاَلِي سْتَمْزيتْ سَعْدي سُو شَمُّوسْ فرْحي آنْدَڭـْ سْـيلاّنْ..نَـبْطُو العهدْ نَبْطُو تِـيفَّافْ نبطو يفَّانْ..هانتشِْ آلهلينو أمْ لَبْدَا أمْ لخريف أمْ الصمايم غَـاسْ هْدَا دي الليالي دي تيفْسَـا أزڭنْ نَطْمَطُّوتْ أزڭنْ نـَتْلَفْـسَا...(٧)
وضاقت الأرض بما رحبت..خْدِيجا خْدِيجا..صاح مَن صاح..آلِي آلي..زعق زعقة واحدة شاهقة عظيمة زلزلت الفرائص والأبدان..أدِيفَكْ ربي الوْحَايَلْ نَشْ آيَوْمَا(٨) ..آآآآه..لم أدرك ماذا فعلتُ، آنعطفت يمينا أو يسارا أم ظللتُ أخبطُها عشواءَ حتى بلغتُ دوحة آلوهدة آلظليلة يحضنني جذعها الرحيبُ، وحيدا لاهثا مصهدا معرَّقا تحت ظل أغصان بلوطها الغامقة..ررْررْ..كنت أسمع هديل الوَرّام تيماليوينْ(٩)غير المنقطع وشيئا مثل الصفير الحاد تصدره حناجرُها وهي تهم بالنزول بتلابيب الشجرة بينما لجب أرجيج(١٠) لا يفتر أبدا عن رجرجته الأزلية وخشخشات مريبة في كل مكان تتصيد ما تتصيد تحت وقع لظى شمس آب حارقة.أسندتُ ظهري على الشجرة تاركا جسمي يهوي بثقله إلى الأسفل حتى لامس الجذور المجعدة البارزة الملتوية. أثنيتُ رجليّ معا جلستُ القرفصاءَ شاخص البصر تنبس شفتاي..آمين آآميين آآآمييين..
☆ترجمات: ١_ دَڭوامان إبَّبرْويين:أمواه مكدرة ٢_آيوما آلْيْ غَرْ تيمورا لَهْلَنَّشْ آيوما آوْطْ غَرْدِينْ:يا أخي اصعد الى بلدات أهلك في آلأعالي أرجوك صِلْ رحمك.. ٣_"تَنَّاتْ تْڭلينتْ:قالتها الشقية ٤_هانتشْ ها شَنْـوي ها إيفَسْنينُو ها إيطوضانْ ها تَجُّوزْتْ نيغودان:هذي أنا هؤلاء أنتم هذي يدايَ هذي أناملي تلك أفنان الجوز آلفيحاء ٥_ويت ينان ويشت ينان:من قال ذلك من قالها لك ٦_أيُوغَن أيوغن..آمحند آوما آمحند آوما..ياك نيغاشت آلْهُولْتْ:وما مصيبتاه واكبداه وامحمداه..ألم أقلها لك أيها المعتوه ٧_هَـااايْ هَـاااايْ:نداء البعيد للفت الانتباه _آهْيا شَكْ آهيا شَمْ:يا أنتَ يا أنتِ _آهْيا شَنْوِي:يا أنتم _آهْيا مَزلفوس أزڭرار اُفُوسْ:يا أيها المسخ الطويل الذراع _هَـايْ هَـايْ هَااايْ:نداء خرج عن معناه ليفيد التعجب والإنكار _آآآيَتْييم آلَهْلينُو آيَتْييمْ:آه..لقد جنيتم عَلَيَّ يا أهلي!! _تَنْ إيجَبْدَنْ أَتَّـخْوُويْ:ستضيق الحياة على مَنْ تسعى في الشقاء _مَـا دَمَّـا؟؟:أليس كذلك _دْعَـاتْ خَافي دْعَاتْ:لتدعوا عليَّ ما هَـنَّـايَـا؟؟:ماذا تنتظرون _هانتشْ تاقْزينتْ:اِعْتَبِرُوني كلبة _تَـنَـرْشُوتْ تُوقْبيحْتْ:قميئة ذميمة _تَسْليلِوْ سيغُويَّان:تزغردبالعويل بالصياح _تَسَّفْجَاعْ سْلَهْياجْ:هياجها فزاعة مرعبة _تمْعَـانَدْ أڭد لَغْـنَانْ:عنادها عنيد _تَـبْغام أدّوْلَـغ تاحْدُورْتْ:غريرة محتقرة ذاك ما أردتم أن أكون _تَـتَّاغْوَسْ دي تْغُوني:مكبلة في القيود _تْنَطَّوْ تَسَّنْطَاوْ:عقلها طائش _تَمْعُوشّاب أڭدْ إيخَّانْ نلبهايم:تتعارك وروث البهائم _تيزيتْ تامخيبتْ:ذبابة قميئة _تْنَحْرادْ جَارْ إيجدرانْ:تزحف بين الجرف _طُوطا دي طْوَارْطَا:هوت في مجامع المياه _زيغْ ما طَرْوَا بعدا؟؟:أتراها ندية أم آغتالها اليبسُ _الهايشت تَتْ أرْمَاسْ تْسَرَّح إيلَغْمانْ: غولة تقتات اللحم نيئا تسرح العير في الفلوات _آآيَتْييمْ آلَهْلينُو آيَتْيِيمْ:آه كم جنيتم علي يا أهلي!! _تيريميي دي تَسْرَافْتْ:رميتموتي في القبو _تبنام خَافي لحيوطْ:طوقتموني بحيطان _أورْيي عْدِيلْ اُقْجْديمْ اُوريعديل اُوغيمي:لا هناءة في الجلوس لا راحة في قيام _واخَّا تْحَرْ العيشتْ دي تفڭا نْ دونشتْ: ورغم ضنك عيش الدنيا حَاللّيِي تاصندوقتْ آلاَلِي سْتَمْزيتْ:عشتُ الدعة في قبوي _سَعْدي سُو شَمُّوسْ فرْحي آنْدَڭـْ سْـيلانْ:وافرحتاه وعيشتي مع الهوام _نَـبْطُو العهدْ نَبْطُو تِـيفَّافْ نبطو يفَّانْ: نتقاسم العهد نرضع من حلمة واحدة _هانتشِْ آلهلينو أمْ لَبْدَا: ها أنذا يا أهلي كما عهدتموني _أمْ لخريف أمْ الصمايم غَاسْ هْدَا دي الليالي دي تيفْسَـا:الخريف مثل صمايم حرور المصيف مثل قر الليالي مثل رغد الربيع _أزڭنْ نَطْمَطُّوتْ أزڭنْ نـَتْلَفْـسَا:نصفي آمرأة ونصفي الآخر أفعى ٨_أدفك ربي الوحايل نش آيوما:فك الله سراحك يا أخي ٩_تيماليوينْ:إناث آليمام ١٠_أرجيج:الجنادب
#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مكنسة آلساحرة
-
لَا شَيْءَ لَهُمْ لا شيءَ لنا لا شيءَ لي
-
اَلتَّقاعُدُ آلأَخيرُ لمالك بن حريم الهمداني
-
اَلشَّارَفْ
-
تَاءُ آلتأنيثِ غيرُ آلساكنةِ التي لها مَحَلٌّ مِنَ آلإعراب
-
لَعْكَاسْ
-
إِنْصَافُ آلنَّاقَة
-
مجرد واقع لا غير
-
اَلْعَيْنُ آلْمَلْعُونَة
-
عِيسَاوَى طنجة
-
اَلْعَيْنُ آلْعَرْجَاء
-
VERS tAZA الطريق إلى تازا
-
اَلْمَدْعُوُّ تَدْوِيرًا يُقْرِئُنَا آلسَّلَام
-
ثمانية وعشرون سطرا من آلخوف
-
شَبَق
-
وَجْدَة
-
لَحْظةَ عُلِّقَ آلمغاربة كقوالب سُكَّر على أغصان آلشجر
-
مَا بْقَاتْ شَجْرَة
-
سِيلْفِي
-
نَجاةُ آلجُنون
المزيد.....
-
كيف نكتب بحثا علميا متماسكا في عالم شديد التعقيد؟
-
وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا
...
-
هند صبري لـCNN: فخورة بالسينما التونسية وفيلم -صوت هند رجب-.
...
-
وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا
...
-
الدوحة.. متاحف قطر تختتم الأولمبياد الثقافي وتطلق برنامجا فن
...
-
من قس إلى إمام.. سورة آل عمران غيرتني
-
إطلاق متحف افتراضي في دمشق يوثّق ذاكرة السجون في سوريا
-
رولا غانم: الكتابة عن فلسطين ليست استدعاء للذاكرة بل هي وجود
...
-
-ثقافة أبوظبي- تطلق مبادرة لإنشاء مكتبة عربية رقمية
-
-الكشاف: أو نحن والفلسفة- كتاب جديد لسري نسيبة
المزيد.....
-
يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025
/ السيد حافظ
-
للجرح شكل الوتر
/ د. خالد زغريت
-
الثريا في ليالينا نائمة
/ د. خالد زغريت
-
حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول
/ السيد حافظ
-
يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر
/ السيد حافظ
-
نقوش على الجدار الحزين
/ مأمون أحمد مصطفى زيدان
-
مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس
...
/ ريمة بن عيسى
-
يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط
...
/ السيد حافظ
-
. السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك
...
/ السيد حافظ
-
ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة-
/ ريتا عودة
المزيد.....
|