|
رُبَّمَا سَأولدُ بُعَيْدَ قليل
عبد الله خطوري
الحوار المتمدن-العدد: 7553 - 2023 / 3 / 17 - 17:05
المحور:
الادب والفن
في ظلال وارفات، وصليل كعشيقٍ في آلعروقِ عالقٌ في رشفات ترسم آلْآهَ هياما في فتوق حالمات في صلف آلحريقِ..كذلك وجدتُني بعيدا عن نشاز آلرؤى بعيدا عن قوارع آلأنام بعيدا عن لغط آلكلام بعيدا عن حياة آلزؤام في مدن آلزحام أهمس سْسسْسسْ لأفنان تنبس لي سلاااام..وإذا بها إحدى كينونات آلمجال سنجاب ربما نمس ربما نوع من القوارض بذيل طويل ذي شعر كثيف وأذنين متحفزتيْن وعينين شقيتين يداعب شقيقة من شقائق آلنعمان ناجيتُ خلوته ناغيتُ خلوتها آلمبهمة بهمس دانيا منهما أكثر طامعا في مراودة أحلامهما..منْ يدري قد يجودا بما يشفي الغليل يُبرئ لواعج التخمين الذي لا يجدي.أسبَلَتْ جفنيْها الزهرةُ، وبشبه إغماضة راحَ السنور الصغير يُلوح بخفة رأسه يمينا يسارا يداعب جُوَيْزَةً يُكَورها حذاء الوردة الرقيقة دون يقرب بقعها الداكنة الحمراء القانية تاركا إياها تنام ربما بدَعة في حِضن مَرْجها آلأخضر.وبخفة رشيقة آرتقى شجرة الجوز قَرَضَ فننا يانعا نزل وجعل يخطط خربشات لا معنى لها.. هكذا بدا لي..يرسم ربما أشباه طيور لا تطير، وفراشات بأطياف آلربيع تترنح بين سيقان عشيلجات آلمروج، وعرائسَ نحاف بألبسة الزفاف، وغرابيلَ مدثرة بكتاتين مهلهلة بألوان فاقعة تتهادى على هامات مجاديرَ جامدة، وهررة سوداء رقطاء رابضة تترصد قرب أجداث مفتوحة تلقم لَقمات أشداقُها المنفوشة، ورؤوسا غبراء شعثاء لمخلوقات ملغزة لا سحنات لها، ودوائرَ كثيرة بمختلف الأحجام مزلزلَة غير مستوية..وخليطا عاينتُ أو توهمتُ متنافرا مما لا تفقهه لغة العيون..أَ رَسَمَ فعلا ذلك أم هي هلوساتي تلعب بي كالعادة لعبها السمج؟لا أستطيع الجزم بالنفي أو الإثبات، كل ما يمكن تأكيده أنه ظل مستغرقا لوقت غير وجيز تفتت رشاقته جزيئات نواة الجوزة تلقمها تيجانَ الوريدة الزاهية الهشة المحتشمة المستسلمة يتحسسها بحرص أن تؤذيها براثنُه يُودِع النواةَ فاهُ يمضغها تدعكها أسنانه القارضة يدنو من أنف الشقيقة يتشممها تتشممه هي الأخرى يتبادلان الشم واللمس ربما ينصهران يذوبان في بعضهما البعض يتراجع يبتعد شيئا يتملاها تداعب تيجانها نسائم خفيفة يذهب يجيئ بفَنَن الجوزة يسرح به في الهواء في التراب بعد أن جعل من إحدى فروعه رأسا مُدَبَّبا يُعينه فيما كان يفعل..كيف شحذه؟هل كان يعني يقصد بحركاته شيئا ما..ربما..هل كان يخاطب وهما شبحا واقعا بشرا ما هل كان يحاورني بطريقته الخاصة، وحدسي القاصر لم يدرك ذلك..لم أحدسه..لا أحد يولي مثل هذه الفَلتات إحساسا ما في غمرة دوامة المعيش آلمتهافت..ما عدتُ أدري ما عدت أميز شيئا ما عدت أميز شيئا..وهمست لنفسي..آه..إنه الربيع ربما أو هو نهاية آلشتاء ربما، وتلكَ التي هناااك، في آلأفق اللازوردي هناااك، سماء حادبة سحب سارحة كائنات طافحة وُرودٌ أخرى رُبما صفراء حمراء أدواح بسيقان خضراء بيلسانات دهماء يُحَسْحِسُ همسُها في مروج صافنات آلأعالي ربما..سأبتسمُ أخيرًا.. سأحاول أقبضُ على محل النبض في معصمي..العرق ينبض دائما..سأتأكدُ من آستمراري في الحياة على هاذِ البسيطة المعقدة..سأحاول أتنفس الصعداء ثم سأناور كما يناور هذا السنور سأستمر في متابعة المشاكسة بنظرات حاسرة.أدنو من الشقيقة الحمراء وهو واقف قبالتي منتصبا ترنو إليَّ عيناه المستنفرتان أضع رأسي بين زهرة وزهرة أفتح ياقة قميصي آلعنيدة.أشهق.أستقبل الهواء..هواء الصباح أو المساء، ما عدتُ أميز شيئا، أحسست النسيمَ يداعبُ سُوَيْدَاءَ القلب..اِسْتَمَرَّ يرتقي الشجرة غير مبال..استمرَّتْ تراقص ألوانها في شبه خدر نعسان..وبعد ذلك..ماذا وقع ماذا سيقع؟ماذا فعلتُ؟ماذا سأفعل؟لست أدري..واللهيمانعرف..رُبما غفوت..رُبما نمتُ..رُبما كنت أحلم..رُبما سأستفيق بعيد قليل لألفي نفسي في عالم جديد ربما لم أولد بعد ربما سأولد بعيد قليل..
#عبد_الله_خطوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
أحمد العياشي سْكِيرج
-
مُنِيف مُعَلِّمُ آلْحَيَاة
-
متلازمة بْرُوتيه Proteus Syndrome قراءة في عوالم هرفيه بازان
-
مُحَال
-
سَخافَةُ آلامْتِلَاك
-
اُونْسُولْ دِي مَزْيَانَنْ
-
جِييُومِيتْري
-
VERTIGO
-
مكنسة آلساحرة
-
لَا شَيْءَ لَهُمْ لا شيءَ لنا لا شيءَ لي
-
اَلتَّقاعُدُ آلأَخيرُ لمالك بن حريم الهمداني
-
اَلشَّارَفْ
-
تَاءُ آلتأنيثِ غيرُ آلساكنةِ التي لها مَحَلٌّ مِنَ آلإعراب
-
لَعْكَاسْ
-
إِنْصَافُ آلنَّاقَة
-
مجرد واقع لا غير
-
اَلْعَيْنُ آلْمَلْعُونَة
-
عِيسَاوَى طنجة
-
اَلْعَيْنُ آلْعَرْجَاء
-
VERS tAZA الطريق إلى تازا
المزيد.....
-
الفائزة بجائزة الأوسكار لافضل ممثلة لهذا العام (ميشيل يوه):ي
...
-
بابل ذاكرة منسية لسينما نقية
-
كلاكيت: الاوسكار تعود الى ميزانها القديم
-
اختتام مهرجان المسرح العراقي السادس والإعلان عن الفائزين
-
الثقافة في مواجهة العنف والمعاناة في تونس!
-
صدر حديثاً -قراءة جديدة في السجل التاريخي والأثري لمصر-
-
إسلاموفوبيا ويمين متطرف يستهدفهم.. تحديات تواجه المسلمين في
...
-
-إعادة التفكير في الصحافة في عصر الذكاء الاصطناعي-.. فيلم ين
...
-
مجلس الشورى السعودي: إلزام الجهات الحكومية باستخدام اللغة ال
...
-
الذكاء الاصطناعي يظهر كيف سيتم اعتقال ترامب وسجنه بحال توجيه
...
المزيد.....
-
أنا النّقطة (رواية)
/ أسماء غريب
-
بتْلات شائكة: نصوص مسرحية وقصصية ومُمسرحة
/ أحمد جرادات
-
في الشرّ وقضاياه
/ أسماء غريب
-
يوسف بن تاشفين - مسرحية
/ السيد حافظ
-
مسرحية -هو قال وهي قالت-
/ رياض ممدوح جمال
-
حكايات للفتيان حكايات عربية
/ طلال حسن عبد الرحمن
-
تجليات الجمال والعشق عند أديب كمال الدين / الفصول الأخيرة
/ أسماء غريب
-
تجليات الجمال والعشق عند أديب كمال الدين / الفصل الأول (2)
/ أسماء غريب
-
ترجمة (عشق سرّي / حكاية إينيسّا ولينين) لريتانّا أرميني (1)
/ أسماء غريب
-
الرواية الفلسطينية- مرحلة النضوج
/ رياض كامل
المزيد.....
|