حين يتجسد الامل بأمل

عماد الطيب
كاتب

الحوار المتمدن-العدد: 7530 - 2023 / 2 / 22 - 11:23
المحور: الادب والفن
    

ما اجمل ان تجد شخصا عزيزا يشد عضدك في الملمات والازمات ويطرح صيغة التفاؤل في الحديث على الرغم من تشاؤمك الاسود الملازم لك تجاه المرض ليبعث فيك التفاؤل والحياة . بالامس اتصلت بي للاطمئنان على صحتي بعد اجراء العملية . في كل اتصال يذوب جليد في روحي ويتحول الى ينابيع وانهار واشجار لتخضوضر روحي من جديد . تكلمت معها بنبرة كمن يريد ان يودع الحياة بسبب تداعيات صحية ظهرت بعد العملية .. تحدثت معي وكأنها ملاك رحمة في كلماتها التي انسابت الى روحي وصبت الامل صبا .. قالت لاتتشاءم من وضعك وستتحسن عن قريب .. قالتها بنبرة جدية .. قلت لها سأموت .. ضحكت بتهكم ثم قالت لماذا تذكر الموت دائما وكأنك عجوز شمطاء ؟.. ضحكت لتعبيرها المجاز وقلت لاتتدارك خيبتي في الكلام ولكن الحقائق تدل على ذلك .. قالت الامر كله بيد الله سبحانه وتعالى استعن بالله ولا تعجز. قد تتحمل الألم ساعات، ثم يذهب لكن لا ترض باليأس لحظة. لتضيف بنبرة صادقة وجدية تذكر يا صديقي، إن الأمل شيء جيد، والأشياء الجيدة لا تموت أبداً.الأمل لا علاقة له بالمنطق. العقل القوي دائم الأمل، ولديه دائماً ما يبعث على الأمل . كلنا نعاني الالم واصبح لاشيء يوجعني فقد ادمنت الالم . قم وانشد للحياة سيمفونية الامل . قلت لها كما قال درويش
نفعلُ ما يفعلُ الصاعدون إلى الله: ننسي الأَلمْ . قالت اترك درويش .. ايها الميت في ارادتك . انهض وقاوم واترك كل شيء خلفك من الالم .. قلت لها انا ميت من زمان منذ ثلاثين عاما . نحن لا نموت حين نفقد من نحب، فقط نكمل الحياة بقلب ميت .سكتت عن الكلام المباح . فقد عرفت تلميحاتي السمجة في ظل هذا المشهد الدرامي الحزين . لتعاود الكلام بطلب. اريد منك وعدا تقطعه لي ان تنسى الامك كلها وتنهض من جديد وسط ركام روحك اليائسة الباعثة على السوداوية والطاغية على حياتك .. حينها تمنيت امنية بريئة ان اتوسد حضنها كطفل ينشد الراحة والامان . كأم تحمي ولدها الصغير من جني الطفولة الذي يلاحقنا حتى ونحن كبار .. الرجل حين يترك حضن امه ينشد حضنا آخر يبعث فيه الدفء والحنان .. والامان . شعرت بعد هذا الحديث بتحسن نسبي في صحتي جراء كلامها الذي كان اكثر تأثيرا من الدواء .فقد كان بلسما يداوي جروح الروح قبل الجسد . انها امرأة من نوع خاص ومن عالم آخر . ولست ابالغ فهي اسطورة من الاساطير في اعتقادي .. لله درك .

#عماد_الطيب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل