أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - انها تكتب .. وتكتب .. وتكتب














المزيد.....

انها تكتب .. وتكتب .. وتكتب


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7500 - 2023 / 1 / 23 - 09:45
المحور: الادب والفن
    


كلما اتذكرها اتخيلها في وضعية الكتابة .. انها تكتب .. وتكتب .. وتكتب .. وحين تنام فهي في احلامها تكتب .. شغفها بأبحاثها قد وصل حد الجنون .. الكتابة لديها حافز للحياة للفرح للاحساس بالوجود .. اتذكر مقولة للكاتب رولان بارت، في كتابه "درجة الصفر للكتابة " ( الكتابة وظيفة محكومة أساسا بعلاقة المبدع بالمجتمع ).. اذن هي علاقة طردية تساهم في ابداع الكاتب تجاه مجتمعه فهو ليس مسؤولا عن نفسه فحسب، بل عن الإنسانية جمعاء . هنا يبرز اهمية ان تكتب لخلق شيء ما .. فهي عملية تجديد وخلق في الافكار . . لهذا اتخيلها تكتب .. واكاد اجزم ان تلك المرأة خلقت للكتابة ..تصارع الزمن .. وتيرة التفكير في عقلها في تصاعد مستمر قد تخطت معه جميع الخطوط الحمراء .. هذه الماكنة العقلية الخلاقة احدثت ثورة في نمط تفكيرها فهي تنظر للامور في الحياة نظرة الباحث دوما .. فيها التقصي والبحث والتحليل حتى وهي في منزلها وبين عائلتها . مما جعلها صعبة المراس في التعامل معها حتى مع اساتذتها وطلبتها تجاه كل ما يخص العلم والجدال فيه .. ليس الكتابة تعني لديها بناء صروح نظرية والتبجح بكتابات فضفاضة، وانما الكتابة لديها هي موقف واسلوب حياة . وليس تمرد وعصيان تجاه ارهاصات المجتمع وحسب .. انها اضافة حقيقية للفكر الانساني . حين اتحدث معها الاحظ مقدار الغضب تجاه بعض سلوكيات الحياة ورفضها . هذا النوع من الغضب ترجم حرفيا الى كتابة ابداعية . تقدم وجهة نظرها تجاه حياتنا بحزم دون مجاملات على حساب المبدأ والعقيدة الفكرية .. نحن ننعم بالمفكرين والفلاسفة حين ينحون نحو تفسير معنى الوجود الانساني في هذه الدنيا . وليس كما يتصورها الانسان العادي . وان اي مجتمع اذا خلا من مفكريه فهو في ضياع .. ضياع الحجة والسبب والنتيجة في الحياة . وبالتالي دون هؤلاء يضيع كل شيء ويصبح المجتمع فقيرا بأفكاره وثريا بفوضويته الرعناء،.. ومن هنا كان نتاج مجتمعنا من هذا الاسلوب لانه لم يركن لمثقفيه ومفكريه . هذه المرأة تحدث ثورات وانقلابات ورسم لتاريخ معين للحياة في كتاباتها . انها بحد ذاتها ثورة وانقلاب ..
في كل مرة اتصل معها هاتفيا معها تقول لي لايوجد وقت كاف للكتابة ... انها تتمرد حتى على القوانين الفيزيائية في الكون .. قد ترغب ان يكون اليوم ثلاثون ساعة او اكثر حتى تتدارك افكارها وتدونها . واقول مع نفسي ان هذه المرأة مجنونة . مجنونة في افكارها في نظرتها للحياة في تمردها ويمكن حتى في حبها للرجل . مثل هؤلاء النساء بحاجة الى اناس من نوع خاص وطراز فريد للتعامل معها .. في جنونها تمثل ارقى فنون الانسان في تعامله مع الحياة ومع الفكر الخالص .اجريت اتصال معها قبل يومين سألتها عن ماذا تكتبين ؟ لاني اعرف انها تكتب بحثا علميا .. قالت .. اكتب بحثا عن روح الزمن والتاريخ في حياة الشعوب التي امسكت عجلة تطورها واصبحت امما وامبراطوريات لها شأن في تاريخ البشرية وغيرت مسارات التاريخ لصالحها .. ثم اضافت كلمة انهيت حديثي معها .. اتمنى ان يبحث مجتمعنا عن روح الزمن لانه سر الوجود .. كما كان هو يعد من اعظم الحضارات البشرية على وجه الارض .



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارادة الرحيل
- كانت رحلتها الاخيرة
- آخر الكلام .. الى الملكة
- الابداع امرأة
- الغاضبة
- رحلت الملكة ولن تعود أبدا
- حقيقة الوهم
- زيارة في الوقت الضائع
- حين ينطفيء وهج الكتابة
- قربانا لوليمة الشيخ
- اهلا بالموت
- لقاء فوق السحاب
- الباحث عن ظله
- خسارة مع سبق الاصرار
- علل خلقت للابداع
- عادت لنا الايام
- كلمات ليست كالكلمات
- حكاية وهم ( 2 )
- حكاية وهم
- لك وحدك ايتها الاميرة


المزيد.....




- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - انها تكتب .. وتكتب .. وتكتب