أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - حقيقة الوهم














المزيد.....

حقيقة الوهم


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7492 - 2023 / 1 / 15 - 23:42
المحور: الادب والفن
    


وجدته جالسا في احد المقاهي يكتب وحزمة اوراق مبعثرة على الطاولة واستكان شاي على يمينه .. يكتب بشغف ما جعله لايشعر بقدومي .. جلست بجانبه وظل هو يكتب دون ان يعير اهمية لوجودي .. يكتب ويمزق بعض الاوراق وكأن الفكرة لم تروقه او تعجبه .. اقتربت منه اكثر وقلت بسخرية ماذا يكتب المجنون ؟.. نظر لي بأستخفاف وكأنه لم يعجبه تعليقي ( السخيف ) .. كتب سطورا بيد مرتجفة .. هكذا يعاني حين يكتب لحبيبته الوهمية وكأنه يتلبسه الف جن كما يقولون . قلت له ماتزال في جنونك المدمر .. قلت لك الف مرة اصحى على واقعك ... انت تحلم .. وترفض مغادرة حلمك وسيتحول الى كابوس حتمي وتجن رسميا .. نظر لي نظرات تحدي واشمئزاز .. سأكتب واظل اكتب عنها .. فردت عليه .. الى متى هذا الجنون ؟ صدقني انت بالنسبة لها مجرد شخص طاريء في حياتها ومنتهي الصلاحية والمفعول .. انت لاشيء انت مجرد كلمات تكتبها قد تفرح بها لاسيما ان المرأة تحب كلمات الثناء الجميل .. وبعد ان تنتهي من قراءة كلماتك التي تحرق اعصابك بها .. لترتمي بعدها في احضان حبيبها الحالي وتنام في حضنه الدافيء .. وتحلم احلام وردية .. انت كلمة في سطر تختفي حين تطبق صفحات كتابها وتضعه على الرف .. لاتتذكرك الا حين تكتب عنها فحسب .. ومستعدة ان تستبدلك بحذاء حبييها القديم .. حبها لك انتهى من زمان .. وانت مجرد ذكرى وقد وضعتك في الزوايا المظلمة من ذاكرتها .. انت مثل الاستاذ وتلميذه وهي حكاية ارغب في ان احكيها لك عسى ان تعقل .. تقول الحكاية .. كان أستاذه الأديب قد هرم، ولم يعد أحد يرغب أو يهتم بما كان يسطره كالمغني حين يهرم أو الجدول ساعة يجف، تساقط عنه المعجبون ولم يعد يزوره أحد سوى تلميذه الوحيد في غرفته الداكنة البلهاء التي لم تعد تشاركه سوى السرير .
رمقه التلميذ بنظرة حنان وألم قائلا : لم لم تعد تكتب ؟
قال المعلم وابتسامة سقطت سهوا من شفتيه المتبستين كالخشب : ومن يقرأ ؟
شجعه على الكتابة وأعطاه رزمة من الأوراق وقال : سأراك غدا وقد انجزت تحفتك الفنية كي أنشرها لجمهورك المتلهف لكتاباتك .
شرع في الكتابة بهمة على ضوء مصباحه المتثائب، وجاء الغد ونظر الطالب الحنون إلى ماسطره أستاذه مثنيا عليه بالآهات والإعجاب والثناء، ودمعة تتلوى على حدقتيه، خرج من الغرفة وهو يحمل الأوراق البيضاء التي لم يدرج فيها معلمه أي كلمة لأن قلمه قد نفد حبره، وكل ماكان يكتبه سطورا بيضاء . هكذا انت تكتب بقلم قد نفد حبره وسطورك كلها بيضاء،.. كنت علم وطاقة وعنفوان .. وقد حولتك امرأة جاءت من الزمن البعيد الى مجنون ومريض .. اي حياة تعيشها .. انت لم تخلق لتهمل .. كنت رجلا صنديدا وفارسا مغوارا في ساحات النساء . وامرأة واحدة ليس لك . تقتلك عشقا ..



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زيارة في الوقت الضائع
- حين ينطفيء وهج الكتابة
- قربانا لوليمة الشيخ
- اهلا بالموت
- لقاء فوق السحاب
- الباحث عن ظله
- خسارة مع سبق الاصرار
- علل خلقت للابداع
- عادت لنا الايام
- كلمات ليست كالكلمات
- حكاية وهم ( 2 )
- حكاية وهم
- لك وحدك ايتها الاميرة
- عن المرأة اتحدث
- كلنا مجانين ياصديقي
- انا وهي ومحمود درويش
- لوحة في ذاكرة الزمن
- عادوا غرباء
- تجليات مجنون
- رسالة للنسيان


المزيد.....




- منتدى الفحيص يحتفي بأم كلثوم في أمسية أرواح في المدينة بمناس ...
- الطاهر بن عاشور ومشروع النظام الاجتماعي في الإسلام
- سينما الجائحة.. كيف عكست الأفلام تجربة كورونا على الشاشة؟
- فتح مقبرة أمنحتب الثالث إحدى أكبر مقابر وادي الملوك أمام الز ...
- الفنان فضل شاكر يُسلم نفسه للسلطات اللبنانية بعد 13 عاما من ...
- ابنة أوروك: قراءة أسلوبية في قصيدة جواد غلوم
- الطيب بوعزة مناقشا فلسفة التاريخ: هل يمكن استخراج معنى كلي م ...
- لبنانية تحقق حلمها الجامعي بعمر 74 عامًا وتلهم الأجيال في تخ ...
- قبول حماس لخطة ترامب.. إشكالية تختبئ خلف -اللغة الحذرة-
- ثبتها وتابع أحدث البرامج الثقافية على تردد قناة ناشيونال جيو ...


المزيد.....

- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت
- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - حقيقة الوهم