أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - متسول في الحب














المزيد.....

متسول في الحب


عماد الطيب
كاتب


الحوار المتمدن-العدد: 7506 - 2023 / 1 / 29 - 23:26
المحور: الادب والفن
    


قال .. وجدتها .. وجدتها .!!. صاح بعلو صوته وكأنه العالم ارخميدس على ما اتذكر في صيحته التاريخية تلك .. قالها وهو منشرح الصدر وضحكة غطت كل تعابير وجهه .. وكأنه وجد شيئا ثمينا كان ضائعا منه .. ثم تابع كلامه .. سأتنكر بزي متسول وانتظرها في مكان سكنها في وقت رجوعها من العمل .. ردت عليه .. انها فكرة غريبة و مجنونة غير مألوفة بالمرة مؤلفها مجنون رسمي .. ثم نظرت له نظرة جادة تنم عن امتعاضي .. احقا تفكر هكذا ؟ .. هل انت مولع بالافلام البوليسية اوالرومانسية لتفعل هذا العمل ؟ .. قال بأنكسار .. يارجل اشتقت لرؤياها .. لا اريد سوى القاء نظرة عليها .. وحديث قصير حتى لو كلمة او كلمتين لترجع روحي ونفسي الهائمة .. قلت له بضجر وتململ .. افعل مايحلو لك .. والله لقد اتعبتني بأفكارك المجنونة .. قد تكون مصيبا في فكرتك .. أفضل دليل على روعة الحكمة مجنون يتكلم . والمجنون كما يقولون .. لا يمكن إقناعه . هنا تذكرت مقولة للاديب المصري يوسف ادريس قالها في احدى رواياته تنطبق عليه وكأن لسان حاله يقولها .. ( عاقل جدا لدرجة إن الناس فاهمه إني مجنون …. أو مجنون جدا لدرجة إنها فاهمة إني عاقل ) .. ولا اعرف ايهم المجنون وايهم العاقل انا ام صديقي .. تركت صديقي وهو عازم على تنفيذ فكرته ..
في اليوم التالي .. وجدته جالسا على دكة على احدى ضفاف النهر .. يتأمل مجرى النهر وطيور النوارس واعواد القصب على الضفة لتضيف على المكان رونق جمالي طبيعي خالص .. القيت عليه التحية .. رد التحية دون ان يلتفت فقد كان شارد الذهن في امر ما .. جلست بقربه واخذت حجرا صغيرا ورميته في النهر لغرض جلب انتباهه ويفيق من حالة الشرود التي تلازمه دائما فهو لايعبأ مايحصل في الدنيا .. قلت له .. ما الجديد تحت الشمس ؟ .. وهي عبارة اقتبستها من احد اساتذتي في الكلية .. حيث كان يبدأ محاضرته بسؤالنا هذا .. التي تعني ماالجديد في هذا اليوم ؟ .. لاشيء اليوم .. قالها بتململ .. قلت له .. هل نفذت فكرتك الرعناء ؟ قال نعم .. وكأنه تعود على سخريتي منه .. قلت له وانا اضحك .. تكلم يارجل فأنا في شوق لهذا الامر .. قال بالامس قررت ان انفذ خطتي الجهنمية .. ذهبت للسوق وابتعت دشداشة قديمة من سوق البالةوغطاء للرأس وما يسمى بالعامية ( الشماغ ) عملت فيه ثقوب واجريت عليه بعض التعديلات من حيث النظافة ليتناسب والملابس الرثة الوسخة التي تدل على متسول معدم لايملك قوت يومه . وتجولت حول مكان سكناها ادعي العرج في مشيتي لاتقن دور المتسول .. وجلست انشد الراحة في ركن قريب من منزلها انتظر مجيئها .. وبعد ساعة وفي الوقت المحدد دخلت سيارتها الشارع .. فنهضت وتلثمت بالشماغ لاخفي تفاصيل وجهي وتحركت صوب المنزل قبل ركنها للسيارة ونزولها .. توقفت السيارة بالقرب مني وترجلت المرأة منها وادعيت التسول اليها . فناولتني مبلغ بسيط دون ان تنظر لي .. شكرتها وقبل ان تتحرك لتدخل دارها .. قلت لها .. اسمحي لي ان اقرأ لك طالعك .. استغربت من طلبي . . قلت لاتخسري شيء وسأقول لك العجب .. تبسمت وقالت بتشكك تكلم ولكن بسرعة .. قلت لها هناك شخص خرج لك من زمن بعيد يحبك جدا ويفكر بك وقد يشغل تفكيرك حاليا . . قلت هذه العبارة وتركتها ومشيت مبتعدا عنها .. نظرت لخلفي وجدتها متسمرة في مكانها دون حراك وكأنها اصابها شلل من كلامي .. نادت علي بأعلى صوتها لارجع .. تجاهلت نداءها وانعطفت بمشيتي بسرعة في شارع جانبي .. بعد انتهاء قصته التفت لي ليعرف ردة فعلي وجدني ساكت وساه عنه ..سألني .. ماذا تقول عن هذا الموقف .. ؟ قلت له .. لاتعليق .. وسكت .. وكأن لسان حالي يقول .. الإتيان بالجديد و الغريب و المدهش هو ما يجعل الإبداع و الجنون متقارب !



#عماد_الطيب (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شخابيط
- طموحه .. امرأة
- الزواج جماع ام اجتماع
- خيالات عاشق مجنون
- بقايا من زمن مضى
- رومانسية الاغبياء
- انها تكتب .. وتكتب .. وتكتب
- ارادة الرحيل
- كانت رحلتها الاخيرة
- آخر الكلام .. الى الملكة
- الابداع امرأة
- الغاضبة
- رحلت الملكة ولن تعود أبدا
- حقيقة الوهم
- زيارة في الوقت الضائع
- حين ينطفيء وهج الكتابة
- قربانا لوليمة الشيخ
- اهلا بالموت
- لقاء فوق السحاب
- الباحث عن ظله


المزيد.....




- حي المِسكيّة الدمشقي عبق الورق وأوجاع الحاضر
- لا تفوت أحداث مشوقة.. موعد الحلقة 195 من قيامة عثمان الموسم ...
- أزمة فيلم -أحمد وأحمد-.. الأكشن السهل والكوميديا المتكررة
- بي بي سي أمام أزمتي -والاس- و-وثائقي غزة-... هل تنجح في تجاو ...
- من هم دروز سوريا؟ وما الذي ينتظرهم؟
- حسان عزت كما عرفناه وكما ننتظره
- -الملكة العذراء-: أسرار الحب والسلطة في حياة إليزابيث الأولى ...
- مكتبة الإسكندرية تحتفي بمحمد بن عيسى بتنظيم ندوة شاركت فيها ...
- زائر متحف فرنسي يتناول -العمل الفني- المليوني موزة ماوريتسيو ...
- شاهد فنانة إيرانية توظّف الفن لخدمة البيئة والتعايش


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عماد الطيب - متسول في الحب