أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - حادثة 4 فبراير .. البكأء على المأضي














المزيد.....

حادثة 4 فبراير .. البكأء على المأضي


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 7515 - 2023 / 2 / 7 - 11:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في صباح مثل هذا اليوم، 4 فبراير 1942 طلب السير مايلز لامبسون السفير البريطاني في القاهرة لقاء رئيس الديوان الملكي أحمد حسنين باشا وسلمه إنذارا شديد اللهجة موجه للملك فاروق، يهدده فيه بأنه – أي الملك- سيتحمل تبعات ما سيحدث إذا لم يوقع قبل السادسة مساءً نفس اليوم قرارا بتكليف زعيم الوفد مصطفى النحاس تشكيل الحكومة. بعد ذلك طوقت الدبابات البريطانية قصر عابدين، وخضع الملك للإنذار، ودخلت الفضيحة التاريخ بصفتها أكبر مؤشر على طبيعة نظام فاروق وخضوعه لإرادة الاحتلال حتى في أدق الشئون الداخلية. النظام الملكي الذي هزم في حرب 1948 التي أسفرت عن إقامة دولة الكيان الصهيوني، ومع ذلك يتغنى البعض بالديمقراطية أيام الملك، ويتناسون معتقلات إبراهيم عبد الهادي وزير العدل( الداخلية) عام 1945، والتي أشار إليها حينذاك فكري أباظة في مجلس النواب تعقيبا على خطاب العرش منوها بخطورة الأحكام العرفية والرقابة على الصحف وتزوير الانتخابات، وبأنه من المخجل أن تتولى السلطات الانجليزية وليس النيابة المصرية التحقيق مع المعتقلين! هذا ما جاء في نص كلمة أباظة التي نشرتها الأهرام في 7 فبراير 1945. هذا عن ديمقراطية العهد الملكي، وكنا في واقع الأمر نعيش في وطن محتل، حيث لا توجد الديمقراطية أبدا في ظل الاحتلال. وقد أظهرت حادثة 4 فبراير تلك الحقيقة بصورة مخزية ومهينة. مع ذلك تصادفني على مواقع التواصل صفحات كثيرة تمجد العهد الملكي، مرة باسم ملك مصر الأول، ومرة الملك فاروق، وأخرى فاروق لم يكن فاسدا وغير ذلك كثير. ويذكرني من ينشئون تلك الصفحات بملاحظة سجلها داروين عن التطور، حين أشار إلى أنه في مرحلة ما من تاريخ التطور خرجت الحيوانات البحرية من المياه إلى الشاطئ وتطورت عضويا إلى طيور، وكان من بينها الدلفين، لكنه كان الكائن البحري الوحيد الذي تمهل على الأرض وهز رأسه وقرر الرجوع إلى البحر، ويخطر لي فيخطر لي أن هناك من البشر دلافين كيفما اجتذبتهم إلى المستقبل والتطور يرتدون إلى الماضي ويتباكون عليه وعلى حواشيه المذهبة، وديمقراطيته، وعلى حنان الملك مع الفلاحة التي جلست على قارعة الطريق حتى أنه توقف وجعلها تركب إلى جواره. إلا أن الحقائق عنيدة، ولهذا تبدد الحقيقة كل أكاذيب ومزاعم أن ثورة يوليو أجهضت " ديمقراطية الملك"، إذن لم تكن ثمة ديمقراطية، وهو أمر رصدته الدراسات التاريخية الموضوعية ، كما عالجه الفيلم السينمائي الشهير" غروب وشروق" عام 1970 ودخل قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية، وفيه تتضح طبيعة ديمقراطية ذلك العهد الملكي. وأغلب الظن أن الذين يتباكون على الزمن السعيد، لا يرمون إلى استعادة ما كان، لكنهم فقط يموهون على الطرق إلى المستقبل، بفتح شارع جانبي مشبع بالحنين الكاذب إلى الماضي، وتجميل صورة فاروق الأول الذي لم يكن " فاسدا"، لكن في ظل حكمه قامت إسرائيل، وفي ظل حكمه اعتقل الآلاف، وصودرت الحريات، وكان أعظم أحلام مصر اقامة مشروع " الحفاء " لتوفير حذاء لكل مواطن. لكنها الدلافين التي تغرق الطريق إلي التطور بشتى الأكاذيب المبللة بالدموع.
***
د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا ينتحر الأدباء ؟
- قــصـة انـقـضـى عـلــيــهــا مــئــة عـــام
- ولــمــاذا نــكــتـــب إذن ؟
- مــغــالــطــات الــتــرجــمــة إلــى الــعــامــيــة
- تزييف الثقافة
- - ربـــمـــا - - قـصـة قــصـيــرة
- رجــال وســـجــايـــر
- حـفــيــف صــنــدل - قــصـة قــصـيــرة
- بــيــن نــجــيــب مـحـفـوظ و يـوسـف إدريــس
- إدوار الـخـراط .. أنـت مـعــنــأ
- نــســـاء وحـــب وأزيــــاء
- الآن دونو .. نظام التفاهة
- الإبـــداع فــي الــفــن والــعـــلـــم
- إغــفـــاءة - قـصـة قـصـيـرة
- تكفير الفن والثقافة
- ضـــــوء فــــي الــشــرفـــة - قـصـة قـصـيـرة
- حـمـايـة الـتـعـلــيــم .. تــلامــيــذ ومــدرســيــن
- اللا أمــــكـــنــــة .. أوجــيـــه مـــارك
- - أفندم - قصة قصيرة . أحمد الخميسي
- أشـــــواق شـــاقــــة


المزيد.....




- تحديث مباشر.. نتائج ضربات إيران بإسرائيل ورد طهران على تهديد ...
- -مبالغ مهينة-.. الإسرائيليون ساخطون على تعويضات المتضررين من ...
- روسيا تشيد بتضحيات كوريا الشمالية وبكفاءة عسكرييها في تحرير ...
- -لحسن الحظ لم يكونوا هنا-.. هكذا علق لابيد بعد إصابة صاروخ إ ...
- هجوم سيبراني يشلّ بنكًا حكوميًا في إيران... ما علاقة إسرائيل ...
- تسريبات نووية هزّت العالم: من تشيرنوبل إلى فوكوشيما
- بسبب التصعيد الإسرائيلي الإيراني.. دول الخليج تحبس أنفاسها
- إنجاز علمي غير مسبوق.. كشف النقاب عن أول كسوف شمسي -من صنع ا ...
- طريقة طبيعية تقضي على الأرق في غضون 24 ساعة
- بكين لن تتخلى عن طهران


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - حادثة 4 فبراير .. البكأء على المأضي