أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - إدوار الـخـراط .. أنـت مـعــنــأ














المزيد.....

إدوار الـخـراط .. أنـت مـعــنــأ


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 7452 - 2022 / 12 / 4 - 14:04
المحور: الادب والفن
    


تحل في الأول من ديسمبر الجاري الذكرى السابعة لرحيل الأديب إدوار الخراط في عام 2015، وقد ربطتني به محبة وثيقة منذ أن قرأت مجموعته القصصية الأولى" حيطان عالية"، وكان قد كتب قصص المجموعة عام 1943، حين كان مازال ملتزما بالرؤية اليسارية وعضوا في منظمة يسارية، ولهذا راوحت قصصها ما بين الواقعية النقدية وما أسماه الخراط في ما بعد" الحساسية الجديدة". وبذلك الصدد يقول:" قمت في فجر شبابي المبكر بالعمل السياسي المباشر، العمل السياسي الثوري، المناهض للنظام الملكي القديم، واعتقلت سنتين أو أقل قليلا في أيام فاروق.. لكن بعد هذه التجربة.. وجدت أن المجال الوحيد الحقيقي الذي أتصور أنني يمكن أن أفعل فيه شيئا.. هو مجال الأدب، والإبداع الروائي بالذات". وتصادف أن علاقتي بالخراط انتقلت من مجرد الاعجاب بكاتب لا أعرفه شخصيا إلى صداقة قوية حين التحقت بالعمل في منظمة التضامن الآسيوي الإفريقي عام 1967، وكان يترأسها يوسف السباعي بينما كان الخراط ذراع السباعي اليمنى في المنظمة، والشخص الثاني فيها، فأخذ يدعوني إلى منزله في الزمالك، وكان يحضر من حين لآخر يحيي الطاهر عبد الله، وكان يكرر للخراط كثيرا أنه – أي يحيي- سيترك الأدب ويعمل سائق تاكسي! في ما بعد ضحك إدوار وقال لي: " ظننت أول الأمر أن يحيى يتكلم جادا، فكنت أحاول مرة بعد الأخرى أن أثنيه عن ذلك، إلى أن انتبهت فجأة أنه غير جاد في ما يقول لكنه يبتزني عاطفيا لأقول له وأعيد عليه إنه كاتب موهوب لا يصح أن يهجر الأدب، وحين اكتشفت اللعبة رحت أقول له:" عندك حق يا يحيي.. ماذا جنينا من الأدب؟ نعم فلتعمل سائق تاكسي ! وعندما أدرك يحيي أنني اكتشفت اللعبة كف عن ابتزازي عاطفيا "! وكنت أحب في ادوار الخراط وهو يحكي نظرة عينيه التي تدعي المكر لتخفي الطيبة والسماحة كلها، وكنت أرى أيضا كيف يهدر من عمره على الوظيفة فقلت له في بيته ذات مرة : " لماذا لا تبيع شقتك هذه الواقعة في الزمالك وتشتري شقة أخرى صغيرة في منطقة بعيدة وتعيش على المال الفائض من فرق السعر، تكتب وتبدع من دون وظيفة؟"، فابتسم قائلا:" لا استطيع أن أغير سكني، اعتدت على المكان". عام 1988 زار الخراط موسكو وكنت ما زلت أدرس هناك، ولم نفترق تقريبا خلال زيارته، وحين عاد إلى القاهرة بعث إلي بخطاب ما زلت أحتفظ به يقول فيه: " القاهرة في 7 نوفمبر 1988..عزيزي أحمد.. لست أدري كيف أعبر عن شكري لك لعنايتك بي ولاحتفائك ولا عن إعزازي ومحبتي. أصبحت موسكو الآن مرتبطة بوجودك بل أصبحت أحبها لأنك موجود بها". نشر الخراط أكثر من خمسين كتابا ما بين التأليف والترجمة والنقد، وروج لفكرة " الحساسية الجديدة " في الأدب بعدة مقالات، جمعها في كتابه"الحساسية الجديدة" عام 1993، وكانت ردا على الواقعية النقدية التي كان نجيب محفوظ وغيره يمثلونها، وكان يعني بتلك الحساسية الجديدة الطرق الفنية والرؤى التي تختلف عن الأدب الواقعي السابق، لكن المصطلح الذي استخدمه الخراط، ومن قبله د. لويس عوض ظل فضفاضا إلى حد كبير. ومع أن الكاتب الكبير كان دمثا للغاية ويبدو شديد التواضع، إلا أنه في دخيلته كان مشبعا بالاعتزاز بنفسه وبدوره، ويتضح ذلك من حديث له في البرنامج التلفزيوني" صباح الخير يا مصر" بعد فوز نجيب محفوظ بنوبل حين قال الخراط:" الوحيدان اللذان يستحقان نوبل هما أنا وأدونيس أما نجيب محفوظ فموهبته متوسطة"! يبقى العزيز الموهوب الكبير الراحل إدوار الخراط معنا، بكل ما تركه من روايات وبإخلاصه لرؤاه ، وتصوراته، وللأدب والفن، وبأحلامه التي حلقت عاليا في سماء الإبداع.
***
د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نــســـاء وحـــب وأزيــــاء
- الآن دونو .. نظام التفاهة
- الإبـــداع فــي الــفــن والــعـــلـــم
- إغــفـــاءة - قـصـة قـصـيـرة
- تكفير الفن والثقافة
- ضـــــوء فــــي الــشــرفـــة - قـصـة قـصـيـرة
- حـمـايـة الـتـعـلــيــم .. تــلامــيــذ ومــدرســيــن
- اللا أمــــكـــنــــة .. أوجــيـــه مـــارك
- - أفندم - قصة قصيرة . أحمد الخميسي
- أشـــــواق شـــاقــــة
- بـــوتـــيـــن .. حـــديــث عــن مــصــــر
- شنودة .. لمن ؟
- الــتــجــأرة بــالــمــرأة وشــعــارات الــحــريــة
- دراجات نارية - قصة قصيرة
- حــديـــث حـــول جـــوربـــاتـــشــوف
- علي الغاياتي .. الشعر والوطنية
- ربـاط عــنــق بــيــن الــقــاهــرة ومــدريـــد
- كــنــيــســة إمــبــابــة .. الــحــرائـــق الـــتـــي تـــ ...
- دكـتــور عــطــيــة .. مــزيــــل لــلــروائـــع !
- حــجــرة ثـــالـــثـــة داخـــل الــقــلـــب


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - إدوار الـخـراط .. أنـت مـعــنــأ