أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - ربـاط عــنــق بــيــن الــقــاهــرة ومــدريـــد














المزيد.....

ربـاط عــنــق بــيــن الــقــاهــرة ومــدريـــد


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 7352 - 2022 / 8 / 26 - 00:38
المحور: الادب والفن
    


أنصفتني إسبانيا منحازة إلى صفي في النقاش بشأن رباط العنق وإن جاء انصافها بعد نصف قرن مع تصريح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في مؤتمر صحفي :" يلاحظ الجميع أنني لا أرتدي رباط عنق، وقد طلبت من وزرائي أن يفعلوا ذلك أيضا، لأن التخلي عن الزائد من الملابس يحد من الحاجة إلى تشغيل المكيفات مما يقلل استهلاك الطاقة". منذ أكثر من نصف قرن، كنت أعمل أنا والشاعرين أمل دنقل وأحمد نجم في دار الأدباء التي يشرف عليها يوسف السباعي، وكانت مشكلتي الوحيدة مع يوسف السباعي اصراره على أن أرتدي رباط عنق عند حضوري العمل، وعندما لم أستجب إلى طلبه اكتفى كلما رآني بتوجيه بصره إلى عنقي، هناك حيث ينبغي أن يعقد الرباط، كأنه يلومني بصمت.
الآن هناك دعوة رسمية في إسبانيا لنبذ تلك القماشة الطويلة التي لا أدري فائدتها أو نفعها، اللهم إلا إن كانت لقياس المسافة من عنق الانسان إلى سرته، ومثل تلك القماشة كثير في تاريخ البشرية، وكنا منذ نحو قرن نرى الأفلام التي تصور الرجال في الحفلات وهم في بدلة ذات ذيل طويل مشقوق من الخلف إلى نصفين، ونساء يرتدين قبعات يبرز منها ريش طويل يخزق عيون المارة، وفساتين تجر ذيولا كأنما لمسح الأرض. اختفى كل ذلك، كما اختفى من قبل الخلخال من قدم الفلاحات وكما اختفى الطربوش الذي كان الجميع يرتدونه حتى مطلع الخمسينيات، وجاء اختفاء الطربوش بعد معركة اجتماعية وفكرية واسعة النطاق في المفاضلة بين " الطربوش"، و" القبعة"، سخر خلالها توفيق الحكيم من الطربوش وأصرعلى اعتمار"البيريه" الأوروبي حتى نهاية العمر، أما سلامة موسى فكتب أن القبعة:"رمز الحضارة يلبسها كل رجل متحضر"، بينما دعا المحافظون إلى التمسك بالطربوش بصفته رمز العروبة والاسلام وكفروا كل من دعا إلى خلعه! وهاجموا أنصار القبعة حتى بلغ الأمر أن كتب مصطفى صادق الرافعي أن" القبعة على رأس المصري تهتك أخلاقي"! ومع ذلك زال الطربوش، كما زال الخلخال، وتراجعت مفاهيم جمالية كانت ترى أن المرأة الجميلة لابد أن تكون بدينة. وقد كان رباط العنق، والطربوش، وغيره علامات على طريق الجمال أو التجمل لكنها لم تكن مرتبطة بوظيفة أو بضرورة أو حاجة واقعية، وأكثر الجمال يذبل ويتوارى إذا لم يرتبط بحاجة واقعية ملموسة، سواء أكان ذلك في الملابس أو الفن. وفي الأدب على سبيل المثال كان السجع والجناس في وقت ما من المحسنات الأدبية، رغم أنه لم تكن هناك ضرورة لذلك، وظل نجيب محفوظ ظل يستخدم السجع حتى " الثلاثية" عندما يكتب " الزمان عدود لدود للورود"، ثم تخلى عنه لاحقا، لأنه لا يمثل ضرورة في التعبير الأدبي. يشحب الجمال ويختفي مالم يكن مرتبطا بحاجة واضحة، ومعبرا عن ضرورة، أو وظيفة، سواء أكان ذلك رباط عنق أو سجع أو فساتين بذيول طويلة، تظهر فقط لمجرد أن ذلك منظر جميل.
أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كــنــيــســة إمــبــابــة .. الــحــرائـــق الـــتـــي تـــ ...
- دكـتــور عــطــيــة .. مــزيــــل لــلــروائـــع !
- حــجــرة ثـــالـــثـــة داخـــل الــقــلـــب
- الــطــرف الآخــر عــنــد تــشــيــخــوف
- تــوفــيــق الــحــكــيــم .. الــنــخــبــة والــجــمــاهــ ...
- الـمـثـقـفـون والإخــوان فــي يــونــيــو
- المرأة المصرية وحديث القفة
- ورقة أخيرة - قصة قصيرة
- رواية الرغيف .. الأدب والحرب
- ذكرى رحيل الشيخ إمام
- الـفـراعـنـة مـن أوكـرانــيــا .. ظـهـرت الــحـقـيـقـة !
- مظفر النواب .. الكلمة التي يبقى فيها
- إلى متى تستمر الحرب الروسية ؟ وبم تنتهي؟
- بأي رصاصة تطالب إسرائيل ؟
- تــمــوت الـــقــضــايــا مــن غــيــر الــفــن
- الــبــشــر .. أجــمــل هــدايـــا الــعــيــد
- المترجم السوفيتي العجوز يكشف أسرار الزعماء
- جدتي الطيبة .. أجاثا كريستي
- عـبـد الـحـلــيــم حــافــظ .. حــكــأيــة مــصــريــــة
- الكاهن أرسانيوس .. مساء الخميس 7 أبريل


المزيد.....




- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - ربـاط عــنــق بــيــن الــقــاهــرة ومــدريـــد