أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - تــوفــيــق الــحــكــيــم .. الــنــخــبــة والــجــمــاهــيــر














المزيد.....

تــوفــيــق الــحــكــيــم .. الــنــخــبــة والــجــمــاهــيــر


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 7306 - 2022 / 7 / 11 - 12:01
المحور: الادب والفن
    


في 26 يوليو الجاري 2022 تحل ذكرى رحيل توفيق الحكيم الخامسة والثلاثون. وقد أشار نجيب محفوظ إلى دور الحكيم حين فاز بجائزة نوبل فقال إنه لو كان الحكيم حيا لكان هو الأجدر بتلك الجائزة. بهذه المناسبة تحضرني عبارة كالصيحة أطلقها الحكيم ذات يوم حين كتب: " انتهى عصر القلم وبدأ عصر القدم"، وأردف يوضح :" لقد أخذ لاعب كرة في سنة واحدة ما لم يأخذه كل أدباء مصر من أيام إخناتون"!! بكلماته تلك طرح الحكيم سؤالا يلح علي من يومها: هل جانب الصواب النخبة الثقافية التي وهبت العالم عصارة قلبها وعقلها فكرا وفنا وفلسفة بينما لم يلق إبداعها على مدى التاريخ اهتماما يذكر من الجماهير؟ بل وفضلت الجماهير دائما أن تمنح مالها واعجابها ونظراتها للاعبي كرة القدم والمطربين ونجوم السينما؟ هل كانت الجماهير على حق في إيمانها الواعي أو غير الواعي، المعلن أوغير المعلن، بأنه لاينبغي اهدار الحياة في كدح الهموم الفكرية، وأن الحياة لحظة لابد من أن نغتنمها ونستمتع خلالها باللهو وألعاب الحظ والصور المتحركة والأغاني والرقص؟. ترى من كان على حق؟ النخبة؟ أم الجماهير؟ لم يحيا توفيق الحكيم إلى وقتنا ليرى لاعب كرة القدم"كيليان مبابي" يحصل على مليون جنيه استرليني في الأسبوع! بينما لم يجدوا تحت وسادة عباس العقاد حين توفي سوى ربع جنيه فقط لا غير! ولم يكن الحكيم ليصدق أن اللاعب ليونيل ميسي يتقاضى 960 ألف استرليني في الأسبوع؟! بينما عاش الأديب العظيم فيودور دوستويفسكي يكتب رواياته فصلا بعد الآخر للمجلات الأسبوعية ليسدد ما عليه من الديون التي تطارده. وعلى حين يبلغ دخل مغني الراب الأمريكي" شون كومبس" مئة وثلاثين مليون دولار سنويا، كان نجيب محفوظ مضطرا لكتابة سيناريوهات أفلام لأن راتبه لا يكفي لسد احتياجات المعيشة. والسبب الرئيسي في تلك الهوة الشاسعة بين شظف حياة الأدباء ورفاهية حياة نجوم الفنون الجماهيرية يرجع إلى الجموع التي تحيط نجوم تلك الفنون بعنايتها ولا تبخل عليهم بآخر ما في المحفظة من مال. أليس ذلك اعلانا بما يأتي لدي الجماهير في المقام الأول؟ واعلانا بأن الانسان لم يخلق لمعاناة الإبداع بل للراحة واللهو والتسلي بالحياة. من الذي جانبه الصواب؟ النخبة؟ أم الجماهير؟ تطرح أجور النجوم الخرافية ذلك السؤال بقوة. وعلى سبيل المثال فقد بلغ أجر الممثل محمد رمضان بقدراته المتواضعة خمسة وأربعين مليون جنيه عن مسلسل"موسى"! بينما عاش الأديب مارك توين حياة قاسية مثل مثل معظم الكتاب، وحين سألهم أحدهم ذات مرة:" ماذا تفعل هذه الأيام؟". أجابه:"أؤلف القصص"، فعاد يسأله:" وهل بعت شيئا؟". أجابه مارك توين:" نعم. بعت ساعة يدي وقريبا سوف أبيع ثيابي"! ولو كانت الجماهير تحسب أو تؤمن بأن للأدب والفكر دوره وأهميته، لأحاطت الأدباء وأعمالهم برعايتها، لكن الجماهير حتى حين تشترى شيئا من الأدب فإنها تشتري روايات " أجاثا كريستي" وهي الأكثر مبيعا في تاريخ الرواية، لأنها مسلية وشيقة! في المقابل سنجد كاتبا كبيرا هو جيمس جويس يلخص الهوة بين النخبة والجماهير حين يقول: " يظل الكاتب يكتب لأن حاجته إلى التأليف توازي حاجته إلى التنفس، يظل يكتب رغم الوحدة والفقر وأكوام رسائل الرفض من دور النشر، ورغم الأهل الذين يقولون له : لماذا لا تزاول وظيفة حقيقية أيها الأحمق؟". هل اختارت النخبة طريقا مسدودا حين راحت تبذل عصارة خيالها وقلبها وعقلها لترتقي بالشعور والفكر؟ ينما تؤكد الجماهير كل يوم أنها لا تعبأ بذلك الجهد. عندنا يمكنك أن تسأل أي عابر طريق عن عمرو دياب وعبد القادر المازني، وسوف تقودك الاجابة إلى التساؤل نفسه: من كان على حق؟ ومن جانبه الصواب؟ الأحلام أم الواقع اليومي؟ الأقلام؟ أم الأقدام؟
د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الـمـثـقـفـون والإخــوان فــي يــونــيــو
- المرأة المصرية وحديث القفة
- ورقة أخيرة - قصة قصيرة
- رواية الرغيف .. الأدب والحرب
- ذكرى رحيل الشيخ إمام
- الـفـراعـنـة مـن أوكـرانــيــا .. ظـهـرت الــحـقـيـقـة !
- مظفر النواب .. الكلمة التي يبقى فيها
- إلى متى تستمر الحرب الروسية ؟ وبم تنتهي؟
- بأي رصاصة تطالب إسرائيل ؟
- تــمــوت الـــقــضــايــا مــن غــيــر الــفــن
- الــبــشــر .. أجــمــل هــدايـــا الــعــيــد
- المترجم السوفيتي العجوز يكشف أسرار الزعماء
- جدتي الطيبة .. أجاثا كريستي
- عـبـد الـحـلــيــم حــافــظ .. حــكــأيــة مــصــريــــة
- الكاهن أرسانيوس .. مساء الخميس 7 أبريل
- الـعـنـصـريــة بــيــن الــمــعــرفــة والـــتــكـــويــ،ن
- روسيا أوكرانيا .. حرب صغيرة أم كبيرة ؟
- المفكر التنويري
- ريـــان والــمــغــرب .. الــطـفــولــة تــخــطــف الــقــلـ ...
- أمل جديد في غرف قديمة


المزيد.....




- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...
- فنانون سوريون ينعون ضحايا تفجير كنيسة مار إلياس
- المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإي ...
- فيلم -باليرينا-.. درس جديد في تصميم الأكشن على طريقة -جون وي ...
- التشادي روزي جدي: الرواية العربية طريقة للاحتجاج ضد استعمار ...
- ما آخر المستجدات بحسب الرواية الإسرائيلية؟
- تردد قناة ماجد الجديد لأطفالك 2025 بأحلى أفلام الكرتون الجذا ...
- -أسرار خزنة- لهدى الأحمد ترصد صدمة الثقافة البدوية بالتكنولو ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - تــوفــيــق الــحــكــيــم .. الــنــخــبــة والــجــمــاهــيــر