أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - روسيا أوكرانيا .. حرب صغيرة أم كبيرة ؟














المزيد.....

روسيا أوكرانيا .. حرب صغيرة أم كبيرة ؟


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 7177 - 2022 / 3 / 1 - 13:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ألقيت نظرة على عدد من الصحف الروسية الصادرة مؤخراومنها" كوميرسانت"، و" ازفستيا " وغيرها، ووجدت أن معظمها يشير إلى الحرب بين روسيا وأوكرانيا على أنها " عملية عسكرية في أوكرانيا". وقد يكون ذلك الوصف دقيقا إذا وضعنا في اعتبارنا ميزان القوى القائم لصالح روسيا. لكن الحرب تبقى حربا مهما تغطت بكلمات أخرى. وقد اشعلت الأحداث في ذاكرة ابنتي" هانيا" – وهي من أم روسية – ذكريات طفولتها حين كانت تعيش في روسيا فكتبت على صفحتها في فيس بوك تقول: " صدمني خبر الحرب. زلزلني، ذلك أن جدتي أولجا كانت أوكرانية، بينما جدي ساشا روسي، أحبا بعضهما البعض وعاشا حياة طويلة في محبة إلى أن توفيا، مثلهما مثل الكثير من العائلات الروسية الأوكرانية، الآن، وياللأسف أصبح كل ذلك في الماضي الذي لن يعود أبدا. إنني اليوم أصلي من أجل السلام، من أجل الأوكرانيين والروس معا، أصلي وأتذكر جدتي أولجا وجدي، وأقول لهما إنهما في قلبي ومعي دائما". لا يمكن لأحد أن يؤيد الحرب، فهي بكل المعايير حدث بغيض، لكن كراهة الحروب لا تعني أن ينعدم التمييز بين حروب عادلة، وأخرى عدوانية. كانت حرب أكتوبر عام 1973 حربنا العادلة التي تعين علينا خوضها، كما كانت وتظل حرب الشعب الفيتنامي، والفلسطيني، لتحرير أرضه حربا عادلة. أما شعار: " نحن ضد كل الحروب" فإنه يعني مساواة ما هو" عدواني" بما هو" عادل" وضروري. من ناحية أخرى لا ينبغي أن تسوقنا الآلة الاعلامية الغربية الى موقفها مما يجري، ذلك أن أقل عطسة في أوروبا كفيلة بأن تمسى حدثا دوليا، بينما تتواصل الحرب على الشعب اليمني للعام السابع ويقتل اطفاله يوميا، كما تم تدمير العراق وسوريا وليبيا واليمن وجرى تقسيم السودان وتهجير الملايين من دون ذلك الغضب العالمي الذي لا تحركه مباديء قدر ما تحركه المصالح. جدير بالذكر أيضا أن هناك خلطا بين الدعوة لوقف الحرب، وبين النظر في أسبابها الحقيقية، ذلك أن أوكرانيا دولة صغيرة على حدود روسيا مباشرة، ولا أقول إنه كان عليها أن تراعي العلاقة مع روسيا أخذا بتاريخ عريق مشترك لغويا وثقافيا وعرقيا، لكن كان على أوكرانيا بالحتم أن تنتهج سياسة الحياد بين روسيا وحلف الناتو فلا تطلب الانضمام للحلف ولا تعمل على تحويل أرضها الملاصقة لروسيا إلى منصة صواريخ للحلف، وإذا كانت أمريكا في أكتوبر 1962 اعتبرت أن وجود صواريخ في كوبا التي تبعد عنها تسعين ميلا تهديد لأمريكا فإن من حق روسيا وهي ترى صواريخ على عتبة دارها أن تعتبر ذلك تهديدا مباشرا لها. من الضروري أيضا إدراك أنه لا يمكن للسلام أن يستتب في أوروبا بإخراج روسيا من أي معادلة سياسية، أو من دون مراعاة مصالح روسيا حتى عندما تمسي تلك المصالح رأسمالية تنافس النظم الرأسمالية الأخرى ولا تحاربها. أخيرا يتبقى ما يقال من إن هذه الحرب هي إعلان عن انتهاء العالم أحادي القطبية، وأظن أن المشكلة ليست في أحادية أو تعددية الأقطاب، بل في رأسمالية النظام العالمي إجمالا، سواء تعددت أطرافها وتصارعت، أو قل عددها وتناغمت. المؤسف في الأمر أننا نزن احتمالات تحول الحرب إلى حرب كبيرة أو بقاءها محاصرة في دائرة صغيرة، لكننا نزن كل ذلك بحسابات العقل، بينما يحدث أحيانا أن تنفلت الأمور من دائرة العقل إلى الحماقة والمصادفة والغلطة غير المقصودة. أخيرا فإننا سنظل ندعو أن تتوقف هذه الحرب، سواء أكانت خاطفة أم طويلة، وأن يعم السلام، وأن تنشأ من جديد علاقات المحبة بين الشعبين،وأن ترفرف روح " أولجا " جدة ابنتي ، و" ساشا " جدها في شباب اليوم، وفي تفاصيل عصرنا، وقصائده، وعلومه، وأحلامه.
د. أحمد الخميسي . قاص وكاتب صحفي مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفكر التنويري
- ريـــان والــمــغــرب .. الــطـفــولــة تــخــطــف الــقــلـ ...
- أمل جديد في غرف قديمة
- شـبـح الـحـرب بــيــن روســيــا وأكــرانــيــا
- محمود السعدني .. الساخر الحزين
- طه حسين .. صور متجددة
- زهور الإسفلت قصة قصيرة
- نوبل بين محفوظ وأيتماتوف
- اللغة والحب هذه الأيام
- نساء من العطر والبارود
- الديانة بين البطاقة والعلاقة
- الخيال والحرية والفلسطينيون الستة
- المرأة والأغاني والحب
- ثـيـودوراكــيـــس.. الـفـنـان والـمـوقـف
- من الأمريكان لطالبان .. يا قلبي لا تحزن
- حنا مينا .. الكفاح والفرح الإنساني
- الأم .. إكـــرام
- هيروشيما .. بيدوقراطية أمريكأ
- تذكرة الكاتب .. وآخرين أيضا
- بيير بوردو .. آليات التلاعب بالعقول


المزيد.....




- إيران.. تصريح رئيس مجلس الشورى عن الضربة بالمنطقة ومصير البر ...
- رئيس الوزراء الأرمني يعلن إحباط -محاولة انقلاب-
- اليونان: الآلاف يحتجون على الضربات الأمريكية على المواقع الن ...
- بوتين يوقّع قانونًا لإنشاء تطبيق مراسلة بديل عن واتساب وتيلي ...
- شبكات التجسس تثير أزمة ثقة في إيران.. النظام يحذر من التفاع ...
- السودان ـ مقتل العشرات بينهم أطفال في هجوم على مستشفى
- ترحيب دولي بوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل ودعوات لتوسيع ...
- مجلس النواب الأميركي يحظر استخدام -واتساب- على أجهزته
- واشنطن تعرض 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن أميركي محتجز بأف ...
- منظمة تتهم علامات تجارية فاخرة بالمساهمة في إزالة غابات الأم ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - روسيا أوكرانيا .. حرب صغيرة أم كبيرة ؟