أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - ثـيـودوراكــيـــس.. الـفـنـان والـمـوقـف














المزيد.....

ثـيـودوراكــيـــس.. الـفـنـان والـمـوقـف


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 7014 - 2021 / 9 / 9 - 02:40
المحور: الادب والفن
    


من المألوف لنا أن يكون لمعظم الأدباء موقف سياسي وفلسفي يعبرون عنه مباشرة من خلال المقالات والحركات السياسية أو من خلال إبداعهم الأدبي، لكننا لم نر ذلك إلا نادرا في تاريخ الموسيقا، إلا أن الموسيقار اليوناني العالمي ميكيس ثيودوراكيس ( 1925- 2021) الذي فارقنا الخميس 2 سبتمبر الحالي أكد أن من الضروري للفنان أيا كان مجال إبداعه أن يبرز موقفه من القضايا الكبرى. يعرف الجميع تقربيا ثيودوراكيس من موسيقاه التي وضعها لفيلم زوربا عام 1964، وفيلم " زد" 1970، وربما من مئات المقطوعات الموسيقية الأخرى علاوة على أعماله الأوبرالية. عشق ثيودوراكيس الموسيقا من نعومة أظفاره، ووضع أول الحانه وهو في الثانية عشرة من عمره، وشاهد في شبابه المبكر الاحتلال النازي يغزو بلاده في الحرب العالمية الثانية، فانضم وهو في السابعة عشرة إلى المقاومة الشعبية وسجن من جراء ذلك، ومع اندحار الفاشية وانكسارها تفرغ ثيودوراكيس للإبداع الموسيقي عام 1950، وكان يمكن له أن يكتفي بتاريخه الوطني المشرف ويعكف على الإبداع، لكنه ما أن قام في اليونان نظام حكم عسكري مابين 1967- 1974 حتى نهض ثيودوراكيس للمقاومة من جديد، وتم اعتقاله ووضعه تحت الاقامة الجبرية لكن شهرته العالمية أجبرت الحكم على اطلاق سراحه والاكتفاء بنفيه إلى فرنسا ! وفي باريس تزعم الموسيقار العظيم الجبهة الوطنية ضد الحكم العسكري في بلاده، وتعرف هناك إلى الشاعر الكبير بابلو نيرودا ، فأصبحا صديقين يقومان معا بجولات موسيقية وشعرية لأجل حرية اليونان. وفي اليوم الذي سقط فيه الحكم العسكري في اليونان عام 1974، أذيعت على الفور ليل نهار أغنيته " ستة أقمار" تعلن النصر بالأنغام، ووصفته صحيفة نيويورك تايمز بقولها: " حارب بالموسيقى والكلمات ضد الديكتاتورية". وبعودة الديمقراطية رجع ثيودوراكيس إلي اليونان، وأصبح وزيرا، ثم تخلى بمحض إرادته عن المنصب لصالح الفن، وظل في صفوف المعارضة منددا بسياسة التقشف التي دعت إليها الحكومة وبكل نقيصة يراها في أداء الحكم. لم يخمد صوته ولا أنغامه لحظة. عام 1982 خلال الحصار الاسرائيلي لبيروت شد الموسيقي العظيم رحاله إلى لبنان، واخترق الحصار، وقاد الأوركسترا عازفا الأناشيد الوطنية مؤججا روح المقاومة والتحدي في مواجهة الحصار، وخلال ذلك وصف الكيان الصهيوني بأنه " بذرة الشر في العالم" فلاحقته تهمة العداء للسامية الجاهزة للجميع، فلم يفزع وصار يظهر في العديد من حفلاته بالكوفية الفلسطينية، بل وقام بتوزيع موسيقى للنشيد الوطني الفلسطيني. عارض بقوة العدوان على العراق والغزو عام 2003 وندد بأعلى صوت بموقف حكومة اليونان الموالي لجورج بوش. وفي خضم تلك الحياة العريضة من الفن والمقاومة والموقف ترك ثيودوراكيس كتابا بعنوان " يوميات المقاومة" قال فيه:" لديهم الدبابات.. وأنا لدي الأغنيات.. لم يخترع أحد بعد دبابة تستطيع أن تقتل الأغنية". وداعا ثيودوراكيس ويبقى اسمك طائرا محلقا على إيقاع أغنياتك العذبة.



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الأمريكان لطالبان .. يا قلبي لا تحزن
- حنا مينا .. الكفاح والفرح الإنساني
- الأم .. إكـــرام
- هيروشيما .. بيدوقراطية أمريكأ
- تذكرة الكاتب .. وآخرين أيضا
- بيير بوردو .. آليات التلاعب بالعقول
- أشــرف زكــي .. دفـــاعـــا عـــن الـــفــن
- ثورة يوليو بهجة التاريخ
- أليفة رفعت .. تحطيم الأقلام
- في ذكرى غسان كنفاني
- وفاة جيهان السادات
- واشنطن بين الدب والتنين
- جوائز العلومي والبحوثي .. لغادة وبوسي !
- حقول الموت قصة قصيرة
- الكتب في حياتي
- نكسة 67 .. الظاهرة خارج السياق
- 21 كــلــمــة عــلــى شــــرف ايــفــلـــيــــن بــــوريــــ ...
- الورش الأدبية .. الثقافة والمال
- جون بولوك وكتابه حروب المياه
- فلسطين .. أغاني الشعب وثواره


المزيد.....




- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - ثـيـودوراكــيـــس.. الـفـنـان والـمـوقـف