أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - هيروشيما .. بيدوقراطية أمريكأ














المزيد.....

هيروشيما .. بيدوقراطية أمريكأ


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 6993 - 2021 / 8 / 19 - 17:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قامت أمريكا على إبادة أكثر من مئة مليون هندي أحمر بأحط الوسائل ومنها تسميم آبار المياه، ورسخت من حينه نظاما بيدوقراطيا واصل دوره في إبادة شعوب أخرى، إلا أن أفظع عمليات البيدوقراطية الأمريكية جرت في 6 أغسطس 1945، حين أسقطت أمريكا أول قنبلة نووية على البشر في هيروشيما وبعدها بثلاثة أيام قنبلة أخرى على نجازاكي، وقتل من جراء ذلك نحو ربع مليون انسان بريء. وبعد بنحو ستين عاما، توفي في نوفمبر 2007 في مدينة كولومبوس الطيار بول تيبيس الذي ألقى أول قنبلة ذرية في العالم على الأرض من دون أن يخامره أدنى شعور بالندم، وعلى العكس صرح بقوله : " إنني فخور لأنني نفذت الأوامر بنجاح.. وأنا أنام كل ليلة هادئا لا أشعر بالذنب"! يقتل مئة وخمسين ألفا ثم ينام قرير العين! هكذا لم تقم البيدوقراطية الأمريكية بإبادة شعب آخر فحسب، بل وخلقت داخل بلادها كائنات شوهاء عديمة الضمير مثل المحترم بول تيبيس. وقد أحيت اليابان الذكرى السادسة والسبعين لجريمة هيروشيما بقرع الأجراس، لعل رنينها يحرك الضمائر، أو يسوق أمريكا للاعتذار عن جريمتها، لكن اليابان والعالم كله لم يتلق أي اعتذار يمنع ولو أدبيا تكرار تلك الجريمة، وعلى العكس من ذلك واصلت البيدوقراطية الأمريكية إبادة شعوب أخرى في فلسطين وأفغانستان وفيتنام والعراق وسوريا ويوغسلافيا واستخدمت في ذلك قنابل النابالم وأخطر الأسلحة الكيماوية في فيتنام واليورانيوم المخصب والفوسفور الأبيض في عدوانها على العراق قبل احتلاله سنة 2003. وبينما قدمت اليابان اعتذارا عن دخولها معركة صغيرة في " بيرل هاربر" رفض الرئيس الأمريكي السابق أوباما تقديم أي اعتذار عن جريمة هيروشيما وبرر ذلك بقوله : " على القادة أن يتخذوا كافة القرارات إبان الحرب"! وقد صرح قادة الغزو الأمريكي الاجرامي للعراق بأنه لم تكن لدي العراق أي أسلحة دمار شامل، لكنهم جميعا رفضوا الاعتذار عن تمزيق العراق وقتل الملايين من أبنائه وهدم دولته، وقد سجل رئيس الوزراء البريطاني السابق جوردون براون في كتابه " حياتي وعصرنا" الصادر 2017 قوله إن: " البنتاجون" كان على علم بأن بغداد لا تملك أسلحة الدمار الشامل ولم يبلغنا بذلك.. إننا لم نتلق معلومات خاطئة فحسب بل وضللنا أيضا". وأفرد الرئيس الأمريكي جورج بوش في مذكراته" قرارات مصيرية" فصلا كاملا للحرب على العراق وانتهى فيه بأن " المخابرات فشلت في العثور على أسلحة دمار شامل في العراق"! أي أن موضوع أسلحة الدمار كان كذبة وذريعة لهيمنة على نفط العراق وهدم دولة عربية لصالح تقوية إسرائيل. ومع تدمير العراق لا تفكر البيدوقراطية الأمريكية في الاعتذار عن جرائمها في هيروشيما والعراق وغيرها، لكنها تطالب بتقديم الرئيس السوداني الأسبق عمر البشير لمحكمة جنائية دولية لمحاسبته على"ارتكاب جرائم حرب" !! هكذا تتحدث البيدوقراطية الأمريكية التي هاجت وماجت دفاعا عن الحرية حين أجبرت بيلاروسيا في يونيو هذا العام طائرة على الهبوط في مطار مينسك لاعتقال صحفي كان بداخلها، ونسيت البيدوقراطية تماما صمتها التام وتأييدها لما جرى في يوليو 2013 عندما أجبرت الدول الأوربية طائرة الرئيس البوليفي على الهبوط في فيينا لاعتقال " إدوارد سنودان" موظف المخابرات الأمريكية الذي تمرد عليها!



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تذكرة الكاتب .. وآخرين أيضا
- بيير بوردو .. آليات التلاعب بالعقول
- أشــرف زكــي .. دفـــاعـــا عـــن الـــفــن
- ثورة يوليو بهجة التاريخ
- أليفة رفعت .. تحطيم الأقلام
- في ذكرى غسان كنفاني
- وفاة جيهان السادات
- واشنطن بين الدب والتنين
- جوائز العلومي والبحوثي .. لغادة وبوسي !
- حقول الموت قصة قصيرة
- الكتب في حياتي
- نكسة 67 .. الظاهرة خارج السياق
- 21 كــلــمــة عــلــى شــــرف ايــفــلـــيــــن بــــوريــــ ...
- الورش الأدبية .. الثقافة والمال
- جون بولوك وكتابه حروب المياه
- فلسطين .. أغاني الشعب وثواره
- حصان فلسطيني أحمر - قصة قصيرة
- اسـمـاعــيــــل يـــس .. الــطــيــبــــة والـــــفـــــن
- أمريكان وأفغان
- النيل في خطر


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - هيروشيما .. بيدوقراطية أمريكأ