أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - طه حسين .. صور متجددة














المزيد.....

طه حسين .. صور متجددة


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 7070 - 2021 / 11 / 7 - 17:39
المحور: الادب والفن
    


رحل طه حسين عن عالمنا في 28 أكتوبر 1973، وبعد نحو نصف قرن يتجدد في نفسي أنه في طه حسين تحديدا، وليس في غيره من رواد التنوير، امتزجت الرسالة الفكرية بالنبرة الانسانية، وفي شخصه الفريد تطابق وجه الانسان السمح مع رسالته لأجل التقدم والتطور، وكان نزار القباني محقا عندما رثاه بقصيدة يقول فيها:" ارمِ نظارتيكَ ما أنتَ أعمى.. إنما نحن جوقةُ العميانِ". أما د. لويس عوض فأوجز رحلة ذلك المفكر العظيم بقوله : " تعلمنا منه أن أعمدة التقدم ثلاثة هي، العقل والحرية والولاء للمعذبين في الأرض". وفي ذكرى رحيل العميد تحضرني صور العميد من عدة زوايا تبرز فضله ودوره وعلمه وإنسانيته. الصورة الأولى للكاتب الذي لا يغريه منصب حكومي مهما كان عظيما، ذلك أنه عام 1950 استدعى مصطفى النحاس العميد وعرض عليه منصب وزير المعارف، فرفض طه حسين إلا إذا أقرت الحكومة برنامجه في التعليم المجاني وتعهدت بتنفيذه ، فوافق النحاس، ولأول مرة أمسى التعليم الثانوي والفني بفضل العميد متاحا بالمجان لأبناء الشعب. وكان ذلك الموقف متسقا مع ما كتبه طه حسين من أن : " التعليم مستقر الثقافة"، ولا ثقافة من دون إتاحة التعليم للجميع. الصورة الثانية تجسد موقف العميد المدهش من قضية الطائفية، فقد كتب في " مستقبل الثقافة في مصر" يقول:" لعل الاختلاف بين المسلمين والأقباط في الدين أن يكون أشبه بهذا الاختلاف الذي يكون بين الأنغام الموسيقية، فهو لا يفسد وحدة اللحن وإنما يقويها ويزكيها ويمنحها بهجة وجمالا". وهنا يرى العميد أنه لا تعارض بين جوهر الديانات السماوية، وربما يرى الكثيرون ذلك أيضا ، لكن أحدا لن يمضى الى الأمام أبعد وأجمل مما مضى العميد حين يقرر أن الديانات تكتسب بهجة وجمالا بتجاورها وحياتها المشتركة. ويضيف إلى ذلك قوله : " عندما يمنح الله العدالة للناس فإنه لا يمنحها للمسيحيين فقط أو المسلمين فقط وإنما لجميع الناس". الموقف من التعليم، من الطائفية، من المناصب، من مراجعة الفكر المتحجر، كل ذلك يصبح رسالة مقبولة ومؤثرة بنبرة طه حسين التي تقدم الود على الخصومة، والمحبة على النفور، وفي شخصه تحديدا وليس في شخص أي مفكر آخر من رواد التنوير أمسى المغني والأغنية شيئا واحدا، وتطابقت في العميد وامتزجت إنسانية المفكر بأهمية الرسالة، وبذلك الصدد في عز خلافات طه حسين العلنية والخفية مع العقاد فإن العميد يكتب له اهداء على روايته دعاء الكروان 1934 يقول له فيه : " أنت أقمت للكروان ديوانا فخما في الشعر العربي فهل تأذن في أن أتخذ له عشا متواضعا في النثر العربي الحديث؟". بهذا التواضع وهذه العذوبة يقدم طه حسين مودة قلبه على كل شيء. هذه المودة التي جعلت عباس العقاد يقول عنه : " رجل جريء العقل مفطور على المناجزة والتحدي". وتتضح معالم انسانية العميد في علاقته بأهل بيته، ولاحظ هنا أن طه حسين، أزهري، قادم من أعماق الصعيد، لكنه يرتقي إلى ذرى بعيدة في علاقته مع زوجته الفرنسية سوزان، التي سجلت في كتابها"معك"أنه كان يكتب لها وقد تجاوز الخامسة والستين فيقول: " ضعي رأسك على كتفي، ودعي قلبك يصغي إلى قلبي". نقول في ذكرى رحيل المغني والأغنية ما قاله عنه توفيق الحكيم: " سوف ينطق اللسان العربي إلى آخر الدهر باسم طه حسين وفضله على لغة العرب".
***



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زهور الإسفلت قصة قصيرة
- نوبل بين محفوظ وأيتماتوف
- اللغة والحب هذه الأيام
- نساء من العطر والبارود
- الديانة بين البطاقة والعلاقة
- الخيال والحرية والفلسطينيون الستة
- المرأة والأغاني والحب
- ثـيـودوراكــيـــس.. الـفـنـان والـمـوقـف
- من الأمريكان لطالبان .. يا قلبي لا تحزن
- حنا مينا .. الكفاح والفرح الإنساني
- الأم .. إكـــرام
- هيروشيما .. بيدوقراطية أمريكأ
- تذكرة الكاتب .. وآخرين أيضا
- بيير بوردو .. آليات التلاعب بالعقول
- أشــرف زكــي .. دفـــاعـــا عـــن الـــفــن
- ثورة يوليو بهجة التاريخ
- أليفة رفعت .. تحطيم الأقلام
- في ذكرى غسان كنفاني
- وفاة جيهان السادات
- واشنطن بين الدب والتنين


المزيد.....




- -شاعر البيت الأبيض-.. عندما يفتخر جو بايدن بأصوله الأيرلندية ...
- مطابخ فرنسا تحت المجهر.. عنصرية واعتداءات جنسية في قلب -عالم ...
- الحرب في السودان تدمر البنية الثقافية والعلمية وتلتهم عشرات ...
- إفران -جوهرة- الأطلس وبوابة السياحة الجبلية بالمغرب
- يمكنك التحدّث لا الغناء.. المشي السريع مفتاح لطول العمر
- هل يسهل الذكاء الاصطناعي دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيوني ...
- فيلم جديد يرصد رحلة شنيد أوكونور واحتجاجاتها الجريئة
- وثائقي -لن نصمت-.. مقاومة تجارة السلاح البريطانية مع إسرائيل ...
- رحلة الأدب الفلسطيني: تحولات الخطاب والهوية بين الذاكرة والم ...
- ملتقى عالمي للغة العربية في معرض إسطنبول للكتاب على ضفاف الب ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - طه حسين .. صور متجددة