أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد الخميسي - الـفـراعـنـة مـن أوكـرانــيــا .. ظـهـرت الــحـقـيـقـة !














المزيد.....

الـفـراعـنـة مـن أوكـرانــيــا .. ظـهـرت الــحـقـيـقـة !


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 7275 - 2022 / 6 / 10 - 16:32
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الأرمن شعب محب للتفاخر والتباهي، شاعت عنهم نكات كثيرة أيام الاتحاد السوفيتي، منها ادعاؤهم أن الأهرامات الثلاثة أرمينية، فلما سئلوا عن سبب وجودها في مصر، عللوا ذلك بأن مساحة أرمينيا صغيرة ولذلك تركوا الأهرامات في مصر مؤقتا إلى أن تتسع مساحة بلدهم. لكن ذلك الادعاء الهزلي اتخذ صيغة أكثر جدية لكن في أوكرانيا هذه المرة ! فقد عرض المؤرخ الأوكراني فاليري بيبك فيلما " وثائقيا " من اعداده أكد فيه أن أول فرعون مصري كان مينا – مينيس- أو مانيس، وهو من أصل أوكراني من مدينة " مينا " بمقاطعة جيرنوكيفسكي! وبالطبع فإن محتوى الفيلم غير قابل للنقاش للجاد، لكن مغزاه مهم، لأنه استمرار لمحاولات العالم سرقة تاريخ مصر، أو كحد أدنى سرقة آثارها. وأكثر المساعي العريقة الحاحا على ذلك عبر عنها مناحم بيجين عام 1978 خلال مفاوضات كامب ديفيد في أمريكا حين أعلن متعمدا أن اليهود هم من قام ببناء الأهرامات! وفي عام 2015 أصدرت " الجمعية الجغرافية الأمريكية" الصهيونية وثيقة تجزم بأن الفراعنه كانوا " عبرانيين". والذين لا يستطيعون سرقة ماضي مصر بأكمله، بالجملة، يجتهدون لسرقته بالقطاعي، وهو ما كشفت عنه مؤخرا وسائل الاعلام الفرنسية بعد القبض على جان لوك مارتينيز مدير متحف اللوفر السابق بتهمة تسهيل بيع قطع أثرية فرعونية إلى متحف اللوفر بأبو ظبي بعد تهريب القطع من مصر عام 2011، من ضمنها تابوت ذهبي للكاهن " عنخ". والمحصلة النهائية أن السعي الحثيث للتزين بتاريخ مصر لم يتوقف، ولم تتوقف أيضا شتى الإدعاءات الكاذبة بأن الفراعنة كانوا من أوكرانيا أو الهند والسند أو المكسيك حيث ظهر هناك هرم صغير. ويبتغون بذلك نزع ذاكرة مصر من خلاياها وخلع حضارتها من تاريخها، وقد عاشت مصر دوما تتلفت حولها ما بين لصوص ماضيها ، ولصوص حاضرها، الذين لم يكفوا عن حصارها بالديون، ثم بالغزو، والسلاح، منذ أن سعت بريطانيا لبسط سيطرتها على مصر بواسطة القروض، وقصة الخديو اسماعيل معروفة، فقد من مصرف أوروبي 7. 5 مليون جنيه استرليني ولم يودع في الخزانة الحكومية من المبلغ سوى 4.68 مليون جنيه ، وعام 1866 حصل على قرض لمد خط سكك حديدية ووضع ربع القرض في جيبه الشخصي. وفي 8 أبريل 1876 توقف الخديو عن سداد فوائد الديون وأعلنت مصر إفلاسها! وبذلك كانوا يسرقون حاضر مصر طالما فشلوا في سرقة ماضيها. ومازالت مؤسسات الغرب الرأسمالي تقوم بالدور القديم ذاته، حتى أصبحت هناك آلية لافقار بلدان العالم الثالث بتكبيلها بالقروض والديون، تعمل على أساس شروط صندوق النقد الذي يدفع الحكومات للاقتراض ليس بهدف التصنيع أو التنمية بل لمجرد سد عجز ميزانية الدولة وسداد أقساط الديون السابقة بقروض جديدة. والآن بعد أن جزمت أوكرانيا بأن الفراعنة من صلبها، صارت مصر تمضي في العالم مثل امرأة ريفية، تقبض بيدها بقوة على محفظة نقودها، تتلفت يمينا ويسارا، تحاذر في الزحام مئات اللصوص الذين يتواثبون حولها ليسرقوا إما حاضرها أو ماضيها، إما أحلامها أو ذكرياتها، لكن امرأة عاشت سبعة آلاف عام، تدفع الهموم بالضحكات، وتروغ من المعتدين باللطف طالما أمكن، أو تنتفض في وجوههم وترفع الفؤوس بعنف، أو تعكف على اختراع الفنون والأغاني، امرأة كهذه، بكل هذا الجمال لا تهزم.
د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مظفر النواب .. الكلمة التي يبقى فيها
- إلى متى تستمر الحرب الروسية ؟ وبم تنتهي؟
- بأي رصاصة تطالب إسرائيل ؟
- تــمــوت الـــقــضــايــا مــن غــيــر الــفــن
- الــبــشــر .. أجــمــل هــدايـــا الــعــيــد
- المترجم السوفيتي العجوز يكشف أسرار الزعماء
- جدتي الطيبة .. أجاثا كريستي
- عـبـد الـحـلــيــم حــافــظ .. حــكــأيــة مــصــريــــة
- الكاهن أرسانيوس .. مساء الخميس 7 أبريل
- الـعـنـصـريــة بــيــن الــمــعــرفــة والـــتــكـــويــ،ن
- روسيا أوكرانيا .. حرب صغيرة أم كبيرة ؟
- المفكر التنويري
- ريـــان والــمــغــرب .. الــطـفــولــة تــخــطــف الــقــلـ ...
- أمل جديد في غرف قديمة
- شـبـح الـحـرب بــيــن روســيــا وأكــرانــيــا
- محمود السعدني .. الساخر الحزين
- طه حسين .. صور متجددة
- زهور الإسفلت قصة قصيرة
- نوبل بين محفوظ وأيتماتوف
- اللغة والحب هذه الأيام


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد الخميسي - الـفـراعـنـة مـن أوكـرانــيــا .. ظـهـرت الــحـقـيـقـة !