أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد الخميسي - الكاهن أرسانيوس .. مساء الخميس 7 أبريل














المزيد.....

الكاهن أرسانيوس .. مساء الخميس 7 أبريل


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 7215 - 2022 / 4 / 11 - 18:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دعانا أخي المهندس حسام حبشي إلى إفطار رمضاني في بيته مساء الخميس 7 أبريل. كنا مجموعة أصدقاء قدامى فرقتنا البلدان واللغات ما بين البرازيل، والمجر، والمانيا، ومصر. وجلسنا إلى منضدة الطعام نستعيد ذكريات الصداقة التي لم تخب، دار الحديث بعدة لغات، وأحيانا بكلمات مرتبكة ما بين الانجليزية والعربية وغيرها، مع ذلك، وربما بسبب ذلك، لم ينقطع ضحكنا، ولا توقف فيض المحبة الذي غمر النفوس، اجتازت المحبة كل الفروق وحلقت فوق اللغات والثقافات والديانات المختلفة. في ذلك الوقت تقريبا كان الكاهن القبطي أرسانيوس وديد يسير على كورنيش سيدي بشر في الاسكندرية، فتقدم نحوه شخص وطعنه في رقبته نقل الكاهن على إثرها إلى مستشفى القوات المسلحة بمنطقة مصطفى كامل، لكن روحه الطاهرة فاضت عقب وصوله بقليل. هذا الكاهن القبطي نفسه هو الذي كان يوزع قبل أيام من وفاته كراتين شهر رمضان على أخوته المسلمين، ويبارك لهم الصوم بابتسامة لم تفارق وجهه. كنا في بيت أخي حسام نقهقه، ونتبادل الآراء، بمئات الكلمات المختلفة في صالة ضيقة، ولم يمنع ذلك القدرة على المحبة، بينما لم تتمكن لغة واحدة وتاريخ واحد يجمع شخصين من صد الكراهية التي أفضت إلى الجريمة. الصالة الضيقة اتسعت للكثيرين، بينما لم يتسع بحر الاسكندرية العريض لشخصين. وبوسعي بطبيعة الحال أن أقول ما قالته الكنيسة المصرية في نعيها : " إن هذه الأحداث لن تنال من وقوة وترابط نسيج الوطن" ، وأن أقول ما أعلنته الطائفة الانجيلية من أن:" مثل هذه الأعمال الشريرة لن تنال من صلابة الوطن ومحبة المصريين الأصيلة"، نعم، لكن ذلك وحده لا يكفي، وحجم الجريمة وبشاعتها تدعونا بقوة لاعادة النظر في برامج التعليم، وفي الوضع الثقافي، وفي الحالة الاعلامية التي مازالت تلمع تحت سقفها أصوات شيوخ سجدوا شكرا لله على هزيمة مصر في 1967. قتل الكاهن أرسانيوس وديد وقد تجاوز الستين بقليل، من دون أي ذنب، وكان كما نعاه البابا تاوضروس:" مشهودًا له من كل الذين تعاملوا معه في منطقة خدمته، من كل الشعب، مسلمين وأقباط، صغارا وكبارا ". لقد عكرت الجريمة البشعة فرحة شهر رمضان، ودفقت السواد على صفاء النفوس، ومعظم هذا السواد من القلق على الوطن من المساعي الرامية لتمزيقه بالطائفية. لابد من مناهج تعليم جديدة يتعلم بفضلها التلاميذ منذ الصغر أن تاريخ الوطن هو تاريخ ضفيرة مسلمة قبطية، وأن لدينا في الثقافة سلامة موسى وطه حسين معا، محمد مندور ولويس عوض معا، ابو المعاطي ابو النجا وادوار الخراط معا، ماري منيب والقصري معا، عبد المنعم رياض وباقي زكي يوسف، هذا لأن التعليم هو " مستقر الثقافة" كما قال العظيم طه حسين، ولابد لنا من ثقافة المحبة يتشربها الجميع منذ الصغر، هذا أو أن لغة واحدة وتاريخا واحدا لن يمنع جريمة، حتى لو كانت هناك أعداد محدودة من الأصدقاء هنا وهناك، تلتقي وتشعل شموع الود، وتتبادل التهاني بشهر رمضان بمختلف اللغات وتبني بالكلمات المكسرة محبة صلبة، بينما يفاجئنا البعض بأنه لا يستطيع بلغة واحدة أن يجتاز الكراهية السوداء، ولا أن يتذكر أن أولى كلمات القرآن الكريم هي : " بسم الله الرحمن الرحيم" وفيها يتكرر معنى الرحمة، أولا وقبل كل شيء.

د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الـعـنـصـريــة بــيــن الــمــعــرفــة والـــتــكـــويــ،ن
- روسيا أوكرانيا .. حرب صغيرة أم كبيرة ؟
- المفكر التنويري
- ريـــان والــمــغــرب .. الــطـفــولــة تــخــطــف الــقــلـ ...
- أمل جديد في غرف قديمة
- شـبـح الـحـرب بــيــن روســيــا وأكــرانــيــا
- محمود السعدني .. الساخر الحزين
- طه حسين .. صور متجددة
- زهور الإسفلت قصة قصيرة
- نوبل بين محفوظ وأيتماتوف
- اللغة والحب هذه الأيام
- نساء من العطر والبارود
- الديانة بين البطاقة والعلاقة
- الخيال والحرية والفلسطينيون الستة
- المرأة والأغاني والحب
- ثـيـودوراكــيـــس.. الـفـنـان والـمـوقـف
- من الأمريكان لطالبان .. يا قلبي لا تحزن
- حنا مينا .. الكفاح والفرح الإنساني
- الأم .. إكـــرام
- هيروشيما .. بيدوقراطية أمريكأ


المزيد.....




- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد الخميسي - الكاهن أرسانيوس .. مساء الخميس 7 أبريل