أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - الـعـنـصـريــة بــيــن الــمــعــرفــة والـــتــكـــويــ،ن














المزيد.....

الـعـنـصـريــة بــيــن الــمــعــرفــة والـــتــكـــويــ،ن


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 7183 - 2022 / 3 / 7 - 05:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كشفت الحرب الروسية الأوكرانية عن جانب فكري، غير النواحي العسكرية والسياسية، جانب مرتبط بالنظرة العنصرية الأوروبية لشعوب العالم الثالث، وهي النظرة التي امتدت من تحقير القوميات، والأعراق، وصولا إلى الديانة، حتى أن نائبا بولنديا لم يخجل من التصريح بقوله:" استقبلنا مليوني لاجيء أوكراني، ولن نستقبل مسلما واحدا "، هذا عن الدين، أما عن التمييز على أساس اللون والبشرة فقد جاء في قناة " بي بي سي" الانجليزية على لسان روس أتنكز الذي قال بالنص إنه :" حزين لرؤية أوروبيين بيض، بعيون زرق، يقتلون"! وبرز التمييز على أساس قومي في تصريح تشارلي داغاتا موفد قناة " سي بي أس نيوز" الأمريكية الذي قال : " مع كل الاحترام، أوكرانيا ليست مكانا مثل العراق أو أفغانستان" ! وجمعت مراسلة قناة " إن بي سي نيوز" بين التمييز على أساس الدين وعلى أساس اللون في قولها : " إن اللاجئين من أوكرانيا يختلفون عن القادمين من سوريا، لأنهم بيض ومسيحيون"! ووضعت مراسلة " آى تي في " الانجليزية الحدود بين شعوبنا وأوروبا حين قالت عن أوكرانيا : " هذه ليست دولة من دول العالم الثالث"، ثم أوشكت على البكاء وهي تضيف: " هذه أوروبا"! نعم. هذه هي أوروبا يا سيدتي الفاضلة. أوروبا التي لم تنزع العنصرية من نفوس أبنائها بعد أكثر من نصف على الاتفاقية الدولية الموقعة عام 1965 برعاية الأمم المتحدة للقضاء على كل أشكال التمييز العنصري إن كانت على أساس العرق أو اللون أو النسب أو الأصل القومي. لكن انقضاء أكثر من نصف قرن لم يعلم " أوروبا " المتحضرة شيئا متحضرا. ولا يقتصر الأمر على التصريحات، لكن تلك النظرة تتجسد وتتحرك على أرض الواقع عندما تفتح البلدان الأوروبية أبوابها للنازحين الأوربيين وتوفر لهم كل وسائل الراحة، ثم تغلق تلك الأبواب بعنف في وجه السمر، والأفارقة، ومواطني الشرق الأوسط، وتغلظ في وجوههم كل اجراءات الرقابة الحدودية. ولا شك أن اتضاح تلك النظرة العنصرية هي أولى خسائر أوروبا في الحرب الروسية الأوكرانية، وهي خسارة إنسانية على مستوى الحضارة أكبر بكثير من أي خسائر عسكرية، خاصة أن كل تلك التصريحات وردت على ألسنة من يفترض أنهم نخبة المجتمع الأوروبي من مراسلين ونواب برلمانات وسياسيين.
واحقاقا للحق لابد أن نقول إننا في بلادنا قد نرتطم أحيانا بميول عنصرية بالنسبة لذوي البشرة السمراء مثلا. وأذكر أنني عندما سافرت إلى الاتحاد السوفيتي عام 1972 كنت على قدر كبير من الوعي والثقة بأن البشر كلهم سواسية، وأن كل أشكال التمييز العنصري بغيضة ومرفوضة. وتصادف أنه في السنة الدراسية الأولى كنا سبعة طلاب، خمسة من أوروبا ، وأنا، وطالب أفريقي أسود. تفوق الأفريقي في امتحانات اللغة علينا جميعا. وأحسست حينذاك بالغضب. ورأيت في نفسي للمرة الأولى جانبا عنصريا، وذعرت من نفسي، فقد كان عقلي يقف ضد التمييز بداهة لكن تكويني سنوات عمري كله خذلني . العنصرية إذن تكوين نفسي وعقلي ثقافي طويل يتشكل ويترسخ بالتربية، في المنزل، وفي المدرسة، والجامعة، وبالاختلاط مع الآخرين، وفي كل الأحوال إذا كان لشعوب العالم الثالث عذرها في ظروف التخلف، فليس لأوروبا أية أعذار، على الأقل نحن لا نتبجح كل نصف ساعة بالحديث عن حقوق الانسان، وعن المساواة، والحرية، وادعاء أننا ضد التمييز العنصري.
د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روسيا أوكرانيا .. حرب صغيرة أم كبيرة ؟
- المفكر التنويري
- ريـــان والــمــغــرب .. الــطـفــولــة تــخــطــف الــقــلـ ...
- أمل جديد في غرف قديمة
- شـبـح الـحـرب بــيــن روســيــا وأكــرانــيــا
- محمود السعدني .. الساخر الحزين
- طه حسين .. صور متجددة
- زهور الإسفلت قصة قصيرة
- نوبل بين محفوظ وأيتماتوف
- اللغة والحب هذه الأيام
- نساء من العطر والبارود
- الديانة بين البطاقة والعلاقة
- الخيال والحرية والفلسطينيون الستة
- المرأة والأغاني والحب
- ثـيـودوراكــيـــس.. الـفـنـان والـمـوقـف
- من الأمريكان لطالبان .. يا قلبي لا تحزن
- حنا مينا .. الكفاح والفرح الإنساني
- الأم .. إكـــرام
- هيروشيما .. بيدوقراطية أمريكأ
- تذكرة الكاتب .. وآخرين أيضا


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - الـعـنـصـريــة بــيــن الــمــعــرفــة والـــتــكـــويــ،ن