أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - علي الغاياتي .. الشعر والوطنية














المزيد.....

علي الغاياتي .. الشعر والوطنية


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 7355 - 2022 / 8 / 29 - 01:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في 27 أغسطس عام 1956 توفي الشاعر الوطني العظيم علي الغاياتي الذي ربما لم تسمع باسمه الأجيال الجديدة. ولو بيدي لأقمت له نصبا تذكاريا ضخما في دمياط حيث ولد عام 1885 وأطلقت اسمه على شارع كبير عامر بالحركة وجعلت حياته الفريدة وكفاحه الثابت جزءا من التعليم المقرر في المدارس. ولد الغاياتي وقد وقعت مصر لتوها في قبضتي الاحتلال الانجليزي واستبداد الخديو، وما إن اشتد عوده حتى انضم إلى صفوف الحزب الوطني مع مصطفى كامل ومحمد فريد حملة شعلة النضال الوطني الذي تفجرت بعده ثورة 1919، وخاض على صفحات مجلة كان يصدرها الشاعر خليل مطران أولى معاركه الصحفية عام 1907 ضد رجال الدين الموالين للقصر والاحتلال ووصفهم بأنهم:"من ذوي الأفكار العتيقة البالية الجهلة"، فسجنته الحكومة جراء شجاعته نحو أسبوعين، خرج بعدها ينشر قصائده النارية ويؤيد كل فعل ثائر في مصر والهند من أجل جلاء الانجليز والعمل بالدستور ومكافحة الفساد ونشر التعليم. وحين زار مصر الرئيس الأمريكي تيودور روزفلت عام 1910 وأشاد في زيارته بالاحتلال البريطاني هاجمه الغاياتي بعنف على صفحات الجرائد، فلفقت له الحكومة تهمة سجن بسببها فلم يغير السجن منه شيئا، وخرج ليواصل مقالاته وقصائده حتى أصدر عام 1910 ديوانه الشهير " وطنيتي"، وكان الزعيم محمد فريد قد كتب مقدمة للديوان، وأضاف الشيخ عبد العزيزجاويش كلمة إليها، فقدرت الحكومة أن الديوان المشحون بالغضب على الاحتلال والقصر عمل عدائي، وحكمت على محمد فريد وجاويش بستة أشهر سجن وسنة كاملة لعلي الغاياتي، لكن الشاعر الوطني العظيم كان قد قص شاربه ولبس نظارة سوداء وتنكر في ملابس أفرنجية ( وهو أزهري) ثم تمكن من ميناء الاسكندرية من الهروب إلى تركيا ! ويقول فتحي رضوان في كتابه " عصر ورجال" عن ديوان وطنيتي الذي سجن ثلاثة رجال : " إنه بلا شك ديوان الوطنية المصرية في الفترة ما بين سنة 1907 حتى سنة 1911 وإذا قرأته اكتملت لديك صورة كاملة للعهد الذي ظهر فيه . إذ لم تترك قصيدة منه حدثا سياسيا إلا وتعرضت له بروح ثائرة محبة للوطن". لم يطل الغاياتي إقامته في تركيا حيث كان يصدر جريدته " دار الخلافة" فهاجر إلى سويسرا وتزوج هناك من سيدة فرنسية وعاش على تدريس اللغة العربية وأصدر في جنيف صحيفته " الشرق" وداوم على الكتابة لصحيفة الحزب الوطني في مصر، مجاهرا في كل مكان بعدائه الثابت للاحتلال والاستبداد.
وقد حاول الغاياتي العودة الى مصر عدة مرات، أولها عام ١٩١٧، حين عاد متخفيا أملا فى حفظ القضية، فنصحه أصدقاؤه بعدم المحاولة، ثم ثم حاول مرة ثانية بعد صدور دستور ٢٣، لكن الانجليز كانوا له بالمرصاد نظرا لنشاطه الوطنى فى جنيف. وهكذا أقام علي الغاياتي في جنيف حتى الخامس من فبراير 1937 حين صدر عفو ملكي عنه، فرجع إلى القاهرة ليصدر مرة أخرى جريدة " منبر الشرق" ويعيد طباعة ديوانه وطنيتي ويواصل الشعر في محبة الوطن. يستحق الغاياتي محبة كل أبناء الوطن في ذكرى وفاته السادسة والستين التي تحل في 27 أغسطس الحالي 2022.

د. أحمد الخميسي. قاص وكاتب صحفي مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ربـاط عــنــق بــيــن الــقــاهــرة ومــدريـــد
- كــنــيــســة إمــبــابــة .. الــحــرائـــق الـــتـــي تـــ ...
- دكـتــور عــطــيــة .. مــزيــــل لــلــروائـــع !
- حــجــرة ثـــالـــثـــة داخـــل الــقــلـــب
- الــطــرف الآخــر عــنــد تــشــيــخــوف
- تــوفــيــق الــحــكــيــم .. الــنــخــبــة والــجــمــاهــ ...
- الـمـثـقـفـون والإخــوان فــي يــونــيــو
- المرأة المصرية وحديث القفة
- ورقة أخيرة - قصة قصيرة
- رواية الرغيف .. الأدب والحرب
- ذكرى رحيل الشيخ إمام
- الـفـراعـنـة مـن أوكـرانــيــا .. ظـهـرت الــحـقـيـقـة !
- مظفر النواب .. الكلمة التي يبقى فيها
- إلى متى تستمر الحرب الروسية ؟ وبم تنتهي؟
- بأي رصاصة تطالب إسرائيل ؟
- تــمــوت الـــقــضــايــا مــن غــيــر الــفــن
- الــبــشــر .. أجــمــل هــدايـــا الــعــيــد
- المترجم السوفيتي العجوز يكشف أسرار الزعماء
- جدتي الطيبة .. أجاثا كريستي
- عـبـد الـحـلــيــم حــافــظ .. حــكــأيــة مــصــريــــة


المزيد.....




- روسيا تقدّم إعانات مالية للأمهات الصغيرات لزيادة معدلات المو ...
- رضيعة فلسطينية تموت جوعا بين ذراعي أمها في غزة المحاصرة
- تعيين سالم صالح بن بريك رئيسًا للحكومة في اليمن
- واشنطن تفرض رسوماً جديدة على قطع غيار السيارات المستوردة
- رئيسة المكسيك ترفض خطة ترامب لإرسال قوات أمريكية لمحاربة كار ...
- الزعيم الكوري يؤكد ضرورة استبدال دبابات حديثة بالمدرعات القد ...
- نائب مصري: 32% من سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر (فيديو)
- إعلام: الجيش السوداني يستهدف طائرة أجنبية بمطار نيالا محملة ...
- صحيفة -الوطن-: تعيين حسين السلامة رئيسا لجهاز الاستخبارات في ...
- من هو حسين السلامة رئيس جهاز الاستخبارات الجديد في سوريا؟


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الخميسي - علي الغاياتي .. الشعر والوطنية