أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - موسم الهجرة من الشمال - العراقي














المزيد.....

موسم الهجرة من الشمال - العراقي


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7500 - 2023 / 1 / 23 - 22:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى - وفيها لمن خاف القِلى متحوّلُُ" (الشنفرى)

لا مواسم لهروب الشباب الكُرد من جنة اقليم كردستان العراق: لهم رحلة الشتاء والصيف وما بينهما. فمنهم من قضى نحبه غرقا في البحار او اختناقا في حافلات المهربين، ومنهم من ينتظر (ورقة اللجوء) في مراكز ايواء اللاجئين التي لا تختلف كثيرا عن معسكرات الاعتقال. بينما يحتشد آخرون, لا ليلهم ليل ولا نهارهم نهار، على حدود الدول الاوروبية بانتظار حصول معجزة من نوع ما. قد لا تحصل ابدا !
في المقابل يتباهى آل البرزاني وآل الطلباني بالإنجازات "الكبيرة" التي حققها الاقليم. ويتشدقون حول الحرية والازدهار والمشاريع الكبيرة التي لا تعد ولا تحصى على الورق فقط. وان وجدت فيه من حصٌة الشركات التابعة لهم. بل يتجول البعض منهم في الخارج، في منتدى دافوس الاقتصادي مثلا، من أجل الترويج لانفسهم وتلميع صورتهم أمام العالم. يا ترى ماذا يفعل مسرور البرزاني في منتدى "دافوس" بوجود الرئيس العراقي الكردي الذي يمثل، كما يقول الدستور العراقي، جميع العراقيين؟ هل هي منافسة غير مقصودة بين الإخوة الأعداء ؟ ام هي فرصة ثمينة لعقد صفقات واتفاقيات تجارية خاصة بأعمالهم العائلية - الحزبية، وبعيدا عن أنظار حكومة بغداد؟
لا أدري ان كان حكّام الاقليم الموقرين قد اطلعوا على التقرير السنوي الذي نشرته على الملأ جمعية المهاجرين العائدين من أوروبا في أنحاء إقليم كردستان يوم الاربعاء ١٨ من الشهر الجاري. ولا أدري ان كانت الارقام الصادمة عن إعداد من هاجروا او هربوا من الاقليم قد حرّكت (ولو بالمعنى المجازي) شعرة من شوارب رئيس وأعضاء حكومة الاقليم وعلى رأسهم السيد مسرور البرزاني. وهل شعر ضميره بوخزة او لحظة تانيب وهو يقرأ, ان كان قد قرأ فعلا، ان أكثر من ١٣٥ الف مواطن كردي تركوا الاقليم في الثماني سنوات الأخيرة فقط. يعني أكثر من عشرة آلاف شخص في السنة !
لم تعرف مناطق وأقاليم العالم الثالث، ولا حتى الدول الافريقية الفقيرة، مثل هذا العدد الهائل من الشباب الذين بغادرون، رغم كلّ الصعاب، وطنهم وارضهم من اجل حياة فيها القليل من الكرامة والقليل من الامل والقليل من الحرية والاطمئنان على مستقبل عوائلهم واطفالهم.
وهنا ننقل بعض ما ورد من الحقائق المؤلمة في تقرير المنظمة السالفة الذكر؛ " أن معظم المهاجرين من فئة الشباب الذكور لعدم توفر فرص العمل والظروف السيئة التي يمر بها المواطنون في الاقليم وفقدان الامل....الخ".
وفقدان الامل هو بيت القصيد !
(في بعض دول أوروبا يقولون إن الامل آخر شيء يموت في الإنسان)
فعندما يفقد الشاب الامل في وطنه وبين أبناء جلدته يصبح هذا الوطن منفى لا يُطاق، يعيش فيه المرء توعا من الغربة والضياع. فيجد نفسه مضطرا للبحث عن اية وسيلة للخروج من دائرة العزلة واللاحياة المفروضة عليه من قبل حكّام فرضتهم الأقدار (والنظام الوراثي) عليه وعلى سواه، في غفلة من الزمن !
وتقول جمعية المهاجرين أنها قدّمت الكثير من المشاريع والمقترحات لحكومة وبرلمان إقليم كردستان العراق لإيجاد حلول لهذه الظاهرة.
ولكن جهودها ذهبت أدراج الرياح.
"لقد اسمعت لو ناديت حيّا - ولكن لا حياة لمن تنادي".
لان الشغل الشاغل لحكام الاقليم هو ارسال الوفود تلو الوفود إلى بغداد وممارسة الضغوط على أطراف العملية السياسية هناك, والتفنّن في حلب البقرة العراقية السمينة تحت يافطة "التفاوض حول المسائل العالقة" بين المركز والاقليم.
وهذه المسائل هي في واقع الأمر عالقة فقط في أذهان سارقي خيرات وثروات وآمال الشعب الكردي في إقليم كردستان العراق.
وتجدر الإشارة إلى أن عام ٢٠٢٢ شهد اكبر موجة نزوح أو هروب من جنة عدن، اقصد كردستان العراق. وحسب نفس المصدر السابق. فقد هاجر حوالي ٢٠ الف مواطن كردي من الاقليم !
فهل هناك في حكومة العوائل المتنفذة في الاقليم من يشعر بالخجل لهذه المأساة؟
طبعا لا !



#محمد_حمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دول نامية ودول نائمة
- يُقال اذا زعل الوزراء: غيظة الرگّه على الشط !
- لو كلُّ كلبٍ عوى أطعمته حجراً...
- بين ذاك الحضور وهذا الغياب
- الجامعة العربية: شعيط ومعيط والسيّد أحمد ابو الغيط
- المتحوّر فايروسبووك...
- المجد للّه في الأعالي وعلى الارض الحروب !
- كردستان العراق...الاقليم الاعجوبة !
- الارتماء في احضان موجة عابرة للذكريات
- عودة نتنياهو...اليوم عاد وكانّ شيئاً لم يكنْ !
- البحث عن الشهرة حتى الرمق الاخير !
- ماكرون وفن الضحك على الذقون (العربية)
- مشاعر غامضة في جولة تفقّدية غير معلنة
- بؤسُ الثقافة ام ثقافة البؤس؟
- لا يمكن محاربة الفساد بأسلحة فاسدة
- دولة عميقة ودولة رشيقة واخرى صديقة
- بحثاً عن سين وصاد بين خرائب الأزمنة
- جينين بلاسخارت: لا حِظتْ برجيلها ولا خذتْ سيّد علي (السيستان ...
- رسالة الى السيّد بافل الطلباني مع التحيات
- ديمقراطية حدّث ولا حرج...حتى ياتيك الفرج !


المزيد.....




- هل يفقد الرئيس الصيني شي جين بينغ السيطرة على الجيش؟- مقال ر ...
- مقطع منسوب لحركة -حسم- في مصر يثير الجدل حول هدفه وتوقيت تصو ...
- ترامب يصعد الحرب التجارية.. و14 دولة أمام اختبار التفاوض قبل ...
- إسرائيل تخطط لحصر سكان غزة في -مدينة إنسانية- على أنقاض رفح ...
- استدعاء السفير الصيني ـ بكين تُغضِبُ برلين بعد استهداف طائرة ...
- ما الذي غير موقف ترامب بشأن إرسال أسلحة لأوكرانيا؟
- سوريا تناشد الاتحاد الأوروبي المساعدة في إخماد حرائق الساحل ...
- ماكرون في زيارة دولة لبريطانيا: باريس ولندن تفتحان صفحة جديد ...
- تقرير حقوقي: غزة تتعرض لعملية -محو شاملة- وإسرائيل تهدف لاقت ...
- التنميط العرقي بفرنسا ثقوب في رداء الديمقراطية


المزيد.....

- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي
- صندوق الأبنوس / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - موسم الهجرة من الشمال - العراقي