أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - يُقال اذا زعل الوزراء: غيظة الرگّه على الشط !














المزيد.....

يُقال اذا زعل الوزراء: غيظة الرگّه على الشط !


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7494 - 2023 / 1 / 17 - 21:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرگّة تعني السلحفاة بلهجة جنوب العراق. ومن النادر والصعب جدا ان تزعل السلحفاة على الشط. والحر تكفيه الإشارة !

في مقال سابق أو رسالة مفتوحة قدمتُ ما يشبه النصائح إلى السيد بافل طلباني، رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، في محاولة منّي لتحريك المياه الراكدة سياسيا في محافظة السليمانية، التي أصبحت أو ستصبح مع اهلها البسطاء، ضحية صراع الإخوة الأعداء. بل صراع أعداء أكثر منهم اخوة. بطبيعة الحال أن رسالتي ذهبت أدراج رياح الخصومة والعناد بين الحزبين المتنفذين في إقليم كردستان العراق. والأصح القول بين العائلتين المتخاصمتين منذ سنين وعلى كل شيء.
أن عملية المد والجزر السياسية في الاقليم سوف تؤدي بلا أدنى شك إلى انهيار حكومة الاقليم التي تقودها، بلا منازع تقريبا، عائلة السيد مسعود البارزاني. والتي تسيطر بشكل كامل على ثلاثة أرباع أو أكثر من كل ما موجود في الاقليم: الخيرات والثروات والمناصب والمنافذ الحدودية والشركات المهمة وغيرها كثير. بل أنهم يسيطرون حتى على لقمة خبز المواطن الذي يكدح كل يوم، متّبعين بذلك المثل القديم "جوّع كلبك يتبعك". وهذا المثل كان شائعا حتى في زمن الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور. ورغم لا إنسانية هذا الأسلوب إلا أنه يحقق بعض النتائج الملموسة لمن يطبّقه.
مشكلة حزب السيد بافل طلباني هي الخوف. نعم الخوف من الضياع والتشرذم، الخوف من الصراع الداخلي بوسائل غير سياسية. الخوف من فقدان ما تراكم من ثروات وامتيازات وأموال ضخمة في الداخل والخارج. الخوف من خيانة ذوي القربى وناكري الجميل. والنتيجة أن حزب السيد الطلباني يحاول أن يتخذ من حزب غريمة البارزاني عكازة يتوكأ عليها في مسيرته السياسية. ولا ريب أن هذه العكازة معرّضة للكسر أو ان يتم سحبها من قبل صاحب الامر والنهي الساكن في اربيل. خصوصا أن مسعود البارزاني، هو واحد من ثعالب السياسة القلائل في المنطقة. وهذا مدح له وليس ذمّا ! استطاع هذا الرجل أن يخرّب جميع البيوت مستأسدا بامريكا على الآخرين. خرب البيت "الشيعي" والبيت "السنّي" والبيت "الكردي" الاّ بيته طبعا. وبالتالي فهو قادر على تخريب وتمزيق بيت وحزب الطلباني نفسه. وما هي إلا أشهر أو سنوات معدودات. وسنرى النتائج.
ان آخر الأخبار تتحدث عن مسلسل الخلافات والخصومة والزعل بين عائلتي بارزاني وطلباني، وعن اتهامات متبادلة من العيار الثقيل تحت شعار " الاگرع يعيّر ابو حبّه . وأساس جميع هذه الخلافات، كما المّحتُ واشرتُ في مناسبات سابقة، هو المال. ولا شيء آخر غير المال الذي أصبح ربّهم ودينهم ومعبودهم الأوحد.
وحالة الزعل او (غيظة الرگّة على الشط) التي يمارسها وزراء حزب الانحاد الوطني الكردستاني منذ حوالي ثلاثة أشهر، هي مقاطعتهم لجلسات وأعمال حكومة إقليم كردستان. ولديهم اكوام من الأسباب "الوجيهة". ومن ضمنها على سبيل المثال، وحسب قولهم، هو تهميش واضعاف دور محافظة السليمانية سواء في الاقليم أو في بغداد.
ووصل الأمر بحكومة الاقليم (ذات الصبغة البارزانية) أنها رمت بسهام غضبها الاقتصادي على مواطني المحافظة وعاملتهم بطريقة تفوح منها رائحة التفرقة والتمييز الكريهة. واذكر مرّة انها، اي حكومة الاقليم، حرمتهم حتى من بيض المائدة مختلقة اعذارا واهية جدا. والهدف، في رأيي الشخصي، هو أن ينقلبوا على صاحبهم، بافل طلباني. وبالتالي يمكن الحصول على أصوات اكثر الناخبين من أهل السليمانية في الانتخابات المقبلة.
حقيقة لا أدري ما هي الحكمة وما هو الهدف وماهي الجدوى من مقاطعة وزراء حزب الطلباني لحكومة الاقليم؟ وهم يعرفون جيدا، وربما لايعرفون، ان عائلة البارزاني والحزب التابع لها. لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد، امر من يُقاقع او يتغيّب أو يزعل.
ولو كان لدى هؤلاء الوزراء الكبرياء والكرامة المطلوبة في مثل هذه المواقف، لقدّموا استقالتهم من حكومة الاقليم، وحفظوا ماء وجههم بدل انتظار، كما صرّحوا مؤخرا، مبادرة طيبة تصِلهم من رئيس حكومة الاقليم السيد مسرور البارزاني، الذي اتّهم بصريح العبارة بعضاً من قياداتهم بالسرقة والفساد والسيطرة على المنافذ الحدودية. ممّا ادى حسب زعمه الى عرقلة عمل حكومته وتعثر برنامجها وتسبّب في حصول مشاكل كثيرة لدى المواطنين.
يا سيد باقل طلباني، يا اخينا في الوطن (وربما في الدين ايضا) قمْ بالخطوة الضرورية التي تؤدي الى تصحيح المسار. إسحبْ وزراءك من حكومة الاقليم. او دعهم يقدمون استقالتهم. وكونوا احرارا في مصيركم. وفي اتخاذ القرار الصائب من اجل شعبكم الذي تزعمون انكم تمثلونه.
والاّ قد ياتيك يوم لا ينفع فيه الندم. ولاعضّ الاصابع حزناً وأسفا...



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كلُّ كلبٍ عوى أطعمته حجراً...
- بين ذاك الحضور وهذا الغياب
- الجامعة العربية: شعيط ومعيط والسيّد أحمد ابو الغيط
- المتحوّر فايروسبووك...
- المجد للّه في الأعالي وعلى الارض الحروب !
- كردستان العراق...الاقليم الاعجوبة !
- الارتماء في احضان موجة عابرة للذكريات
- عودة نتنياهو...اليوم عاد وكانّ شيئاً لم يكنْ !
- البحث عن الشهرة حتى الرمق الاخير !
- ماكرون وفن الضحك على الذقون (العربية)
- مشاعر غامضة في جولة تفقّدية غير معلنة
- بؤسُ الثقافة ام ثقافة البؤس؟
- لا يمكن محاربة الفساد بأسلحة فاسدة
- دولة عميقة ودولة رشيقة واخرى صديقة
- بحثاً عن سين وصاد بين خرائب الأزمنة
- جينين بلاسخارت: لا حِظتْ برجيلها ولا خذتْ سيّد علي (السيستان ...
- رسالة الى السيّد بافل الطلباني مع التحيات
- ديمقراطية حدّث ولا حرج...حتى ياتيك الفرج !
- علامات إستفهام مكتظة بالاسئلة الحرجة
- نبكي على الحسين وهم يبكون على الهريسة !


المزيد.....




- غارات على سوق فروة الشعبي في صنعاء، والحوثيون يتوعدون بـ-محا ...
- تشويه تماثيل في لندن خلال مظاهرة حاشدة مؤيدة لحقوق المتحولين ...
- السوداني: قمة بغداد تعقد وسط تحديات كبيرة يواجهها العرب والم ...
- -إل موندو-: فارق بسيط مهم في صفقة ترامب.. هل تمتلك كييف القد ...
- إعلام: ضغوط أمريكية على كييف للرد على مقترحات واشنطن لوقف ال ...
- ترامب: الكثير من قادة العالم يطلبون مني إعفاءهم من الرسوم ال ...
- انتهاء هدنة عيد الفصح التي أعلنتها روسيا في أوكرانيا
- رئيس السلفادور يقترح تبادل سجناء مع فنزويلا
- 4 وزراء إسرائيليين يدعمون ضم الضفة الغربية المحتلة
- الصحة في صنعاء: 12 قتيلا و30 جريحا في حصيلة غير نهائية للقصف ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - يُقال اذا زعل الوزراء: غيظة الرگّه على الشط !