أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - نبكي على الحسين وهم يبكون على الهريسة !














المزيد.....

نبكي على الحسين وهم يبكون على الهريسة !


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7450 - 2022 / 12 / 2 - 22:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مبدأ الكيل بمكيالين كان وما زال وسيبقى هو المبدأ السائد والوحيد الذي تتعامل به الولايات المتحدة الأمريكية مع الآخرين. ويمكن تلخيصه بالشكل التالي: إذا كان نظام ما عميل أو صديق أو حليف لأمريكا فمن حقه أن يفعل ما يشاء بشعبه. قتلا وتنكيلا وتعذيبا...الخ، وبكل وسائل القمع والإرهاب والعنف المتوفّرة لديه. وهناك عشرات الأمثلة بهذا الخصوص. اما إذا كان نظام دولة معينة معاديا لأمريكا (ولو نظريا) فالأمر يختلف تماما. تقوم الدنيا ولا تقعد ضد ذلك النظام، لانتهاكه حقوق الإنسان والتنكيل بشعبه وقمع حريته، والى آخر هذه الاسطوانة المشروخة التي كنّا وما زلنا نسمع بها قبل أربعين سنة.
لا يختلف اثنان على حق الشعوب في التظاهر والتمرد والانتفاض ضد الأنظمة الجائرة التي سلبتها ابسط مقومات العيش الكريم. لكن المؤسف في الأمر ان هذا الحق، اي حق التظاهر والمطالبة بالحقوق المشروعة، لا ينطبق على الجميع. وهو يشبه إلى حد ما حق الدفاع عن النفس. مكفول ومضمون للبعض وممنوع ومحرّم على آخرين. فاسرائيل على سبيل المثال تملك الحق الكامل في الدفاع عن النفس، وتستخدم ابشع واقسى الوسائل في ممارسة هذا الحق مع الشعب الفلسطيني . اما الفلسطيني نفسه فممنوع عليه حتى الكلام بصوت منخفض. وهو دائما مطالب بضبط النفس فقط...والاّ !
وبصدد التظاهرات العارمة التي تعمّ الكثير من مدن جمهورية الملالي في طهران، فهي بلا شك حق مشروع يمارسه المواطنون هناك ويدفعون ثمناً غالياً للدفاع عن هذا الحق. ويواجهون قسوة وبشاعة الأجهزة القمعية التابعة للنظام. لكن الأمر الغير مشروع ومشكوك فيه هو التدخل السافر لامريكا وبعض دول الغرب، ليس حبّا بالشعب الايراني كما يدّعون، بل كرهاً ونكاية بالنظام هناك. فقد رأينا وقرأنا بيانات الادانة شديدة اللهجة تنهال على ايران. وعقوبات جديد او تشديد القديمة منها. سفارات إيرانية تعرّضت للهجوم في أكثر من عاصمة. شخصيات سياسية هنا وهناك طالبت بمزيد من الضغط وبانزال اقسى العقوبات على ايران. إضافة إلى التظاهرات التي خرجت في عواصم دول غربية مختلفة. ففي كندا مثلا خرجت تظاهرةٌ لدعم المتظاهرين الإيرانيين كان يقودها رئيس الوزراء جاستن ترودو بلحمه وشحمه وجواريبه الملوّنة. طبعا كل هؤلاء كانوا "يبكون على الهريسة وليس على الحسين".
أن شيئا من ردود الأفعال الغاضبة هذه لم نر مثله ابدا عندما تظاهر وتمرّد الشعب االعراقي في انتفاضة تشرين ضد فشل وفساد سلطة بغداد. وقدّم حوالي ٦٠٠ شهيد وأكثر من ٢٠ الف جريح ومُصاب ومعتقل او مختفي قسرا. فلماذا لا تكون لموتانا "حوبة" عند امريكا والغرب؟ ولا يثيرون اهتمام ماكرون الفرنسي وشولتس الالماني، وغيرهم من قادة الدول المتحضّرة التي تنعق ليل نهار دفاعا عن حقوق الانسان، طبعا اذا كان هذا الإنسان في دولة من المغضوب عليهم من قبل امريكا واوروبا؟ أما إذا كان هذا الإنسان يعيش تحت رحمة نظام صنعته امريكا من نفايات السياسة والسياسيين، كالعراق مثلا، فله كامل الحق بان يفعل ما يشاء بشعبه. طالما ان ردود افعال "الحبايب" من من جو بايدن المخرف إلى سوناك الهندي، سوف تقتصر فقط على المطالبة باعلى درجات ضبط النفس.
ولتذهب حقوقُ الإنسان إلى الجحيم !



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كردستان العراق... حديث ذو شجون كثيرة !
- زيلينسكي: انا اطرش بالزفّة...اذن انا موجود !
- مفاجآت مستعارة من إله متقلّب المزاج
- لا عليك يا أردوغان...فنحن في زمن الذلّ والهوان !
- حول -المسائل العالقة- في أوحال الدستور
- استشهاد فلسطيني وإصابة ثلاثة آخرين....ثم ماذا ؟!
- دولة الكويت، لا خبر لا چفيّة لا حامض حلو لا شربت !
- خيرسون...ليست هزيمةً لروسيا ولا انتصاراً لأوكرانيا
- ديمقراطيةُ قومِِ عند قومِِ مصائبُ
- عنتريات زيلينسكي بن شداد الأوكراني
- يااولي الألباب...هل اتاكم حديث المجتمع الدولي؟
- امريكا: ثلاثة عصافير بحجر واحد
- كلمات للنسيان... قبل أفول القمر
- الفساد في العراق... قاعدة بلا استثناء
- بقايا ذكريات على جدار من رخام متأكل
- مقتدى الصدر...هدوء ما بعد العاصفة؟
- يا زيلينسكي ان لم يعجبك الاستسلام... فحاول التفاوض
- اسال روحك...ماذا فعلتْ بروحي مؤخرا؟
- ما اصعب اللحاق بالركبِ على ظهر سلحفاة !
- اكره الخبر العاجل !


المزيد.....




- طبيب أمريكي كان في غزة 6 مرات يوجه رسالة مؤثرة عند سؤاله عما ...
- -تصعيد خطير ضد مؤسسات الدولة-.. الرئاسة السورية تدين الهجوم ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: سوريا بين الساحل العلوي والهجمات ضد ال ...
- بوتين يؤكد عدم حاجته إلى منبه للاستيقاظ في الصباح
- القوات الروسية تدمر 10 زوارق مسيرة أوكرانية في مياه البحر ال ...
- علماء روس يرصدون تفكك المذنب -إيستر-
- خبير لا يستبعد مشاركة عسكريين من كوريا الشمالية في معارك دون ...
- تايلاند تطلب دعم روسيا للحصول على العضوية الكاملة في مجموعة ...
- الحوثيون: العملية العسكرية في حيفا نفذت بصاروخ باليستي فرط ص ...
- زعيم فيتنام ينطلق في زيارة لروسيا وبيلاروس وكازاخستان وأذربي ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - نبكي على الحسين وهم يبكون على الهريسة !