أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حمد - بؤسُ الثقافة ام ثقافة البؤس؟














المزيد.....

بؤسُ الثقافة ام ثقافة البؤس؟


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7467 - 2022 / 12 / 19 - 22:13
المحور: الادب والفن
    


ارسل له اغاني فيروز فيرسل لي دعاء الامام الصادق !

على الرغم من بعض الجهود المتواضعة التي تقوم بها قلّة من الخيّرين. الا أن وضع الثقافة في العراق، وفي غيره ايضا. تدهور وانحدر، كوضع السياسة طبعا، الى اسفل درجات التدهور والتردّي والضياع. وتحوّلت إلى سوق رائجة لكل بضاعة فاسدة ومغشوشة وبعيدة جدا عن الثقافة بُعد كاتب هذه السطور عن العراق. واصبحت الغاية العظمى لدى الكثير من دعاة الثقافة والمحسوبين عليها هو البحث عن موطيء قدم ولو تحت اقدام الآخرين. فلا رفيب يراقب ولا حسيب يُحاسب. والكل في الهوى سوا. وضمير المثقف، في خضم هذه الفوضى، اصابه التلف والعطب في أهم مكوّناته الرئيسية. وكأنّ لسان حال البعض يقول:"دعني اجرّب حظي...لعلّ وعسى ".
كانت الثقافة فيما مضى ترتكز، في رأيي المتواضع، على ثلاث ركائز او قواعد اساسية. يكمّل بعضها البعض. وتتجه باتحاه متساوٍ ومتناغم الى الامام. في عملية تفاعل وتطوّر مستمرة. وهي كالآتي: المؤلف (شاعر او قاص) والناقد والقاريء. كل واحد من هؤلاء كان يعي جيدا دوره ويحترم بالمقابل دور الآخرين أيضا. اما الآن فقد اختلطت الأدوار وتداخلت. وظهرت إلى السطح عملية تزاحم وتشابك بالاقلام بين الأطراف بغية الاستحواذ على اكبر حيّز أو مجال دعائي ليس إلّا. ففي زمن ليس ببعيد كان تقييم مادة منشورة يخضع لهذا الثلاثي الذي ذكرت في أعلاه. كان الكاتب أو الشاعر على سبيل المثال يرى نفسه في مرآة الآخرين. ولهذا كان البعض يُشار له بالبنان. أما اليوم فالأمر مختلف بشكل ماساوي. فأصبح المؤلف أو الشاعر يرى نفسه في مرآة الفيسبوك، ويُشار له بعدد اللايكات. يبحث عن قيمة عمله الادبي في علامات الاعجاب والتعليقات الجميلة. ومعظمها للمجاملة وتكاد تتشابه مع كل منشور!
يتجاهل الكثير منا ان وفرة الإنتاج "الثقافي" ليست بالضرورة دليلا على جودة المنتج. (ما كلّ من طلب المعالي نافذا - فيها, ولا كلّ الرجال فحولُ) كما قال المتنبي.
فعندما تدخل آلى السوبر ماركت، والثقافة اليوم تستحق هذه التسمية. تجد نفسك مرغما على إلقاء نظرة، واحيانا نظرة طويلة، على الرفوف التي امامك. وربما كان هدفك الوحيد هو البحث عن علبة معجون أسنان. والغريب ان كل ما يعرض، حتى في سوبر ماركت الثقافة، يجد له أنصارا ومريدين وزبائن متحمّسين ولديهم قابلية على هضم كل شيء حتى الاعشاب الجافّة. وهذا دليل على أن الكثير من الأمور في ميادين الثقافة، وليس الثقافة وحدها، جرت عليها، بقصد او بدون قصد، عمليات تشويه وتقبيح منظّمة، بما فيها تشويه أذواق الناس. إلى درجة ان الكثيرين بجدون ضالتهم الكبرى في توافه ما ينشر على مواقع التواصل الاجتماعي.
لقد لاحظت، بعد متابعة دقيقة لبعض المواقع على الانترنت، ومنها مواقع رصينة، ان هناك من يتكرّر اسمه على الصفحة الاولى لموقع معيّن لست او تسع مرات. وينشر في مختلف المواضيع، شعر ترجمة بحث دراسة أو مقال سياسي...الخ، وكأنه في سباق مع الزمن. فهو برأيي كمن يقوم بتجهيز الزبائن بالاكلات السريعة. والحقيقة أنني لا اجد تفسيرا مقنعا لهذا الإلحاح في النشر ولهذا القصف المركز وبشكل شبه يومي على القاريء والمتابع.
أن البعض يتصوّر نفسه "مهم جدا" وان المتابع أو القاريء لا يستطيع البقاء على قيد الحياة ليوم واحد دون أن يقرأ ما ينشر فلان ابن فلان الفلاني. لا اذكر الاسم احتراما للخصوصية.
وحتى لو كان الواحد منّا عبقري زمانه وفيلسوف عصره لكان حريّ به ان يترك مجالا للقارئ لكي يلتقط انفاسه. لكي يستذوق أو يهضم أو يستعذب ما نشرناه يوم امس مثلا. مع العلم أن عالم الانترنت الواسع وكثرة المواقع الثقافية في عصرنا هذا يمنح الكثير منّا الحرية الكاملة لمتابعة كتّاب وشعراء آخرين، في أكثر من مكان. وبالتالي ليس لدينا ما يكفي من الوقت والجهد والتركيز لقراءة ستة أو سبعة مواضيع لنفس الكاتب وبمختلف المجالات، وفي ظرف يومين او اقل !
لكن الغرور، على ما يبدو، والنرجسية والسعي المحموم لاعلاء الشان والبحث اللامجدي عن شهرة لن تأتي ابدا. جعلت بعض المثقفين يفقد صوابه ويهيم على وجهه في عالم من الوهم وخداع النفس والشعور بالزهو الزائف. والرغبة الصبيانية في تعويض ما فات أو ضاع "ثقافيا من سنين العمر...



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا يمكن محاربة الفساد بأسلحة فاسدة
- دولة عميقة ودولة رشيقة واخرى صديقة
- بحثاً عن سين وصاد بين خرائب الأزمنة
- جينين بلاسخارت: لا حِظتْ برجيلها ولا خذتْ سيّد علي (السيستان ...
- رسالة الى السيّد بافل الطلباني مع التحيات
- ديمقراطية حدّث ولا حرج...حتى ياتيك الفرج !
- علامات إستفهام مكتظة بالاسئلة الحرجة
- نبكي على الحسين وهم يبكون على الهريسة !
- كردستان العراق... حديث ذو شجون كثيرة !
- زيلينسكي: انا اطرش بالزفّة...اذن انا موجود !
- مفاجآت مستعارة من إله متقلّب المزاج
- لا عليك يا أردوغان...فنحن في زمن الذلّ والهوان !
- حول -المسائل العالقة- في أوحال الدستور
- استشهاد فلسطيني وإصابة ثلاثة آخرين....ثم ماذا ؟!
- دولة الكويت، لا خبر لا چفيّة لا حامض حلو لا شربت !
- خيرسون...ليست هزيمةً لروسيا ولا انتصاراً لأوكرانيا
- ديمقراطيةُ قومِِ عند قومِِ مصائبُ
- عنتريات زيلينسكي بن شداد الأوكراني
- يااولي الألباب...هل اتاكم حديث المجتمع الدولي؟
- امريكا: ثلاثة عصافير بحجر واحد


المزيد.....




- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...
- فرنسا: مهرجان كان السينمائي يعتمد على الذكاء الاصطناعي في تد ...
- رئيس الحكومة المغربية يفتتح المعرض الدولي للنشر والكتاب بالر ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حمد - بؤسُ الثقافة ام ثقافة البؤس؟