أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - كردستان العراق...الاقليم الاعجوبة !














المزيد.....

كردستان العراق...الاقليم الاعجوبة !


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7480 - 2023 / 1 / 2 - 22:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


آملُ ان لا يُساء فهم بعض المفردات والعبارات او ان يتم تحميلها معنى وتفسيرا أكثر مما تستحق. فهي في كل الأحوال عبارة عن ملاحظات "عابرة" حول طريقة ادارة شؤون الاقليم والنظام العائلي المتبع فيه. وليس لها علاقة لا بقومية ولا بديانة ولا بطائفة أو ملّة أو ثقافة. فالجميع يعلم علم اليفين أن الشعب الكردي في وادي وحكّامه في واد آخر.
ان من لديه معرفة أو اطلاع بالأنظمة الفدرالية والكونفدرالية سيجد صعوبة بالغة في العثور على مثال واحد يشبه اقليم كردستان العراق. لا في الشكل ولا في ألمضمون. فالاقليم في واقع الحال لا هو دولة مجاورة للعراق. ولا هو دولة داخل الدولة ولا هو إقليم بحكم ذاتي ولا هو ولاية كالولايات الامريكية المتحدة، ولا هو إمارة عائلية. لكنه في الوقت نفسه يحمل صفات وصلاحيات جميع هذه الانظمة وما فيها من صلاحيات !
فعلى سبيل المثال، يُمنع على اي جندي عراقي، حتى بالملابس المدنية، ان يدخل الاقليم. وهي حالة نادرة وغريبة ولا مثيل لها. كما ان الاقليم لا يساهم في ميزانية الدولة العراقية. كما تفعل جميع اقاليم العالم مع حكوماتها المركزية. ولا تنطبق عليه قرارات المحاكم الفدرالية وقوانينها. ويمارس سياسة النّد للنّد مع حكومة المركز في بعداد. مع انه جزء فعّال فيها وله وزراء ونواب في البرلمان الاتحادي. بل تجده دائما في حالة خصام وصِدام وزعل مع الحكومة المركزية والدولة العراقية. ولديه مطالب لا حصر لها ويجب تلبيتها جميعا وباسرع وفت. دون ان يقدّم بالمقابل اي شيء يذكر، كبادرة حسن نيّة مثلا. كما ان جولات الوفود التي يرسلها الافليم الى بغداد أصبحت شبه اسبوعية وبلا نتيجة. والهدف منها هو المماطلة وكسب الوقت والضغط على الأطراف المشاركة في العملية السياسي. وفي العام الماضي على ما اذكر ارسلوا وفدا مؤلفا من أربعين شخصا...نعم من أربعين شخصا ! وكأنهم يمثلون "مجلس السوفييت الاعلى" في اجمل أيامه !
حكام الافليم يتصرفون وفقاً للظرف الراهن أو للطرف المقابل. وحسب مقتضيات المصلحة الحزبية العائلية وما تجلب لهم من مكاسب أو منافع او امتيازات.
لقد دأبوا على المبالغة في كل شيء تقريبا، والتضخيم والنفخ في الارقام، خصوصا عندما يتعلّق الامر بالاموال. والسعي المحموم لاعلاء شأنهم الشخصي على حساب المواطن وحقوقه المشروعة، رغم بساطتها. وصارت جولاتهم وصولاتهم في وسائل الإعلام التابعة لهم، لا تعد ولا تحصى وكأنهم يحكمون دولة عظمى ! بل غلبت التصرّفات الفردية والقرارات الحزبية من ممثلي العائلتين الحاكمتين، على إجراءات وقرارات حكومة الاقليم نفسها. فقل ايام، على سبيل المثال فقط، نشرت وسائل الإعلام المرئية والمقروءة الخبر التالي: " بافل طلباني قرّر اغلاق الملاني الليلة في حي سرجنار في السليمانية ". ورافقت هذا الإجراء كالعادة عمليات تطبيل وتزمير من قبل المؤيدين والرافضين على حد سواء. وقد يبدو الخبر لاول وهلة عادي جدا. لكن السؤال الذي لا بدّ من طرحه هو: ما هي علاقة بافل طلباني بالملاهي أو بالمنشات السياحية بشكل عام؟ فالرجل لا يشغل منصبا أو وظيفة. لا في حكومة الاقليم ولا في الحكومة المركزية في بغداد. ناهيك عن أن هذه الإجراءات، غلق أو فتح ملاهي او مواخير او غيرها، هي من صلاحيات محافظ المدينة أو وزير داخلية الاقليم او وزير السياحة أو مدير الشرطة العام....الخ. وليس مسؤولية رئيس حزب سياسي كالسيد بافل الطلباني. عجيب غريب !
وعندما كان الحديث يدور، في بداية هذه العالم، حول تصدير الغاز من الاقليم إلى أوروبا عن طريق حكومة اربيل. والغاز موجود في محافظة السليمانية. يعني خاضع لنفوذ وسيطرة عائلة الطلباني. في تلك المناسبة صرّح السيد بافل طلباني، وهو معارض شديد لمشروع تصدير الغاز عبر اربيل، صرّح قائلا:" لن اسمح بذلك ابدا...حتى لو مرّت الأنابيب على جثتي . طبعا هؤلاء الناس يعتبرون خيرات وثروات الاقليم ملكية عائدة لهم ولعوائلهم. كأنهم جمعوها بعرق جبينهم. وليس بقوة السلاح والمال والعشيرة.
وللوقوف دائما تحت الاضواء الكشافة وتصدّر المشهد الإعلامي اطلق السيد بافل طلباني هذه الايام حملة لزرع مليون شجرة ! طبعا في السليمانية فقط. لان جماعة اربيل لن تسمح له ابدا بزرع نصف شجرة في امارتهم العائلية.
يا سيد طلباني اطال الله في عمرك. ما حاجتنا إلى مليون شجرة؟ يكفينا ١٠ آلاف شجرة في كل مدينة وسوف نكون لك من الشاكرين. وكفاكم مبالغة وتضخيم ونفخ بالارفام.
اما الامارة الثانية الواقعة على "الطرف الاغر" اقصد في اربيل، فالامر لا يختلف كثيرا. فاكثر من 99 بالمئة من الشعب الكردي واكثر من 85 بالمئة من نواب برلمان الاقليم واعضاء حكومته لا يعرفون اين تذهب عائدات النفط والمنافذ الحدودية مثلا. ومن هي الجهات الخارجية التي تتعامل معها حكومة الاقليم في هذه المواضيع؟
والسبب بساطة هو ان كل خيوط اللعبة السياسية والافتصادية والامنية والسياحية والإعلامية تمسكها وبقوة يد واحدة، هي يد عائلة السيد مسعود البرزاني من خلال الأبناء وذوي القربى والمؤلفة قلوبهم بالطاعة العمياء. ولا يطير طيرٌ في السماء أو دابّة تمشي على الارض. كما يُقال. دون ان تحصل على اذن منهم. وخلاصة القول، أن هذه العوائل سوف تستمر في الاستحواذ والسيطرة والهيمنة على خيرات ومقدرات وحكم الاقليم إلى يوم القيامة. نعم إلى يوم القيامة. فقبل أكثر من ستين عام، وتحديدا في زمن الزعيم عبد الكريم قاسم، كنّا نخرج في تظاهرات صاخبة ونهتف باعلى الاصوات "زعيمنا الثاني مصطفى البرزاني". وبعد أن دارت الايام ومرت الايام وتمّ تطبيق مبدأ "الانتقال السلمي للسلطة" داخل عائلة البرزاني، ها نحن اليوم مع الحفيد مسرور البرزاني جالسا على عرش الاقليم. وسيستمر الوضع على هذه الحال إلى أجل غير مسمّى: الأبناء والأحفاد سوف يتوارثون الحكم عن الاجداد. أن لم تحصل معجزة من نوع ما...



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الارتماء في احضان موجة عابرة للذكريات
- عودة نتنياهو...اليوم عاد وكانّ شيئاً لم يكنْ !
- البحث عن الشهرة حتى الرمق الاخير !
- ماكرون وفن الضحك على الذقون (العربية)
- مشاعر غامضة في جولة تفقّدية غير معلنة
- بؤسُ الثقافة ام ثقافة البؤس؟
- لا يمكن محاربة الفساد بأسلحة فاسدة
- دولة عميقة ودولة رشيقة واخرى صديقة
- بحثاً عن سين وصاد بين خرائب الأزمنة
- جينين بلاسخارت: لا حِظتْ برجيلها ولا خذتْ سيّد علي (السيستان ...
- رسالة الى السيّد بافل الطلباني مع التحيات
- ديمقراطية حدّث ولا حرج...حتى ياتيك الفرج !
- علامات إستفهام مكتظة بالاسئلة الحرجة
- نبكي على الحسين وهم يبكون على الهريسة !
- كردستان العراق... حديث ذو شجون كثيرة !
- زيلينسكي: انا اطرش بالزفّة...اذن انا موجود !
- مفاجآت مستعارة من إله متقلّب المزاج
- لا عليك يا أردوغان...فنحن في زمن الذلّ والهوان !
- حول -المسائل العالقة- في أوحال الدستور
- استشهاد فلسطيني وإصابة ثلاثة آخرين....ثم ماذا ؟!


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - كردستان العراق...الاقليم الاعجوبة !