أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حمد - البحث عن الشهرة حتى الرمق الاخير !














المزيد.....

البحث عن الشهرة حتى الرمق الاخير !


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7474 - 2022 / 12 / 26 - 20:58
المحور: الادب والفن
    


يا لك من مسكين ايها "المثقّف" المعاصر. لم تجنِ من الثلاثين سنة الاولى من عمرك الجميل سوى اوهام خادعة ولهاث مضني خلف آمال زائفة واحلام مبنية على رمال تتحرك مع كل نسمة هواء. من اجل شهرة، كنت تتوقّع ان تأتيك على طبق من ذهب، وسط عالم اختلط فيه الحابل بالنابل. واصبح لا يميّز بين الصفة والموصوف. ولا يفرّق بين الجار والمجرور. فاختلطت عليك وعلى امثالك الأمور. وها نحن نراك اليوم في خضمّ هذه الفوضى الثقافية الهدّامة، وقد بلغت من العمر عتيّا، عبارة عن صورة لا اكثر ولا اقل ! نعم، صورة تستحق هذا العنوان:
صورة الفنان في شيخوخته !
لقد دأب الكثير من المثقفين وهم في مرحلة متقدمة من العمر على نشر صورهم الشخصية بشكل مبالغ فيه الى درجة الابتذال. في منافسة تكاد تكون شرسة مع شباب لا همّ ولاغمّ لهم سوى رؤية صورهم تملأ أكثر من مكان وفي أكثر من موقع. وأصبح الفيسبوك بشكل خاص عبارة عن معرض للصور الشخصية لمن يحسبون أنفسهم زورا وبهتانا على الثقافة.
اعترف بانني أشعر بالغثيان والحزن وشيء من الاحتقار كلما رايت قصيدة والى جانبها صورة الشاعر. وكأنه يستجدي منّي شيئا ما. لا اعرف بالضبط. واكاد افقد ثلث تركيزي الذهني وانا افرأ القصيدة واحدّق في ملامح كاتبها. والنتيجة: لا القصيدة اعجبتني ولا صاحبها اثار اهتمامي !
طبعا هناك فرق كبير بين ان نكون لك صورة واحدة، احيانا تطلبها منك إدارة موقع الذي تنشر فيه، وان تنشر صورتك اينما حللت ورحلت. وكانك تتاجر بملامحك وتعابير وجهك المثيرة للاسى والشفقة.
على سبيل المثال، أحدهم يذهب إلى شارع المتنبي ويلتقط له صورة مع حفيده الصغير ويكتب تحتها: "انا وحفيدي (فلان) أمام تمثال جدنا الاكبر المتنبي". طبعا هذا الشاعر, رغم أنه نشر ١٩ كتابا، ما زال مجهولا، يعتبر المتنبي جدّه الأكبر دون أن يحقق في مسيرته الأدبية الممتدة لنصف قرن. واحد بالمئة ممّا حققه المتنبي في صباه.
وهناك شاعر آخر يدير موقعا على الانترنت، كما هي حال الكثير من شعراء هذا الزمان ومواقعهم الخاصة بهم، ينشر اكثر من قصيدة في اليوم مع صور مختلفة لكل منهما. مرة في بغداد ومرة اخرى في دولة مجاورة. بالنسبة لي اي شاعر يكتب اكثر من فصيدة في اليوم ليس بشاعر. بل باخث عن سراب الشهرة فقط.
هذا رايي الشخصي.
المهم، ان صاحبنا تجاوز السبعين من العمر، تجاعيد وعيون غائرة ونظرات حزينة وابتسامة ذابلة تنم عن يأس واحباط وقنوط. وقد سألت نفسي ذات مرة "يا ترى ماذا يريد هذا الرجل؟ ".علامات اعجاب؟ لا بأس ! ثم ماذا؟
وبلغ بي الامتعاض والفضول في يوم من الايام فكتبت له بطريقة مهذّبة مستفسرا عن السر وراء نشر صوره وكانها علامة تجارية يراد منها تسويق بضاعة بائرة لا تجد لها زبائن. وهل هدفه هو الحصول على اكبر عدد ممكن من علامات الاعحاب؟
طبعا الرجل زعل واستاء من كلامي وقال لي انه ليس بحاجة الى علامات اعجاب من حضرتي !
المشكلة أن الكثيرين من الذين حلوا ضيوفا غير مبجّلين على عالم الثقافة والادب، يعانون من الاحباط وخيبات الامل المريرة والشعور بالنقص "أدبيا" والتهميش بعد أن فاتهم قطار الشهرة منذ زمن بعيد.
لم يبق للكثير منهم، بعد أن نضبت ينابيع الابداع في عروقهم، أن كانت موجودة اصلا، غير العزائم والزيارات المتبادلة التي تتخللها عبارات التبجيل والترحيب وصفات التعظيم، من نوع: "قمنا بزيارة الاديب فلان الفلاني (ويضعون أمام اسمه اربع او خمس صفات، كالمبدع والمتألق والقدير والكبير...الخ) في بيته العامر".
والحقيقة انني لا افهم ما المقصود ب "بيته العامر". وهل يُفترض به أن يسكن في خرابة أو في صريفة؟
يا ناس، أن البيوت عامرة باهلها. وليس بشيء آخر !



#محمد_حمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماكرون وفن الضحك على الذقون (العربية)
- مشاعر غامضة في جولة تفقّدية غير معلنة
- بؤسُ الثقافة ام ثقافة البؤس؟
- لا يمكن محاربة الفساد بأسلحة فاسدة
- دولة عميقة ودولة رشيقة واخرى صديقة
- بحثاً عن سين وصاد بين خرائب الأزمنة
- جينين بلاسخارت: لا حِظتْ برجيلها ولا خذتْ سيّد علي (السيستان ...
- رسالة الى السيّد بافل الطلباني مع التحيات
- ديمقراطية حدّث ولا حرج...حتى ياتيك الفرج !
- علامات إستفهام مكتظة بالاسئلة الحرجة
- نبكي على الحسين وهم يبكون على الهريسة !
- كردستان العراق... حديث ذو شجون كثيرة !
- زيلينسكي: انا اطرش بالزفّة...اذن انا موجود !
- مفاجآت مستعارة من إله متقلّب المزاج
- لا عليك يا أردوغان...فنحن في زمن الذلّ والهوان !
- حول -المسائل العالقة- في أوحال الدستور
- استشهاد فلسطيني وإصابة ثلاثة آخرين....ثم ماذا ؟!
- دولة الكويت، لا خبر لا چفيّة لا حامض حلو لا شربت !
- خيرسون...ليست هزيمةً لروسيا ولا انتصاراً لأوكرانيا
- ديمقراطيةُ قومِِ عند قومِِ مصائبُ


المزيد.....




- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد حمد - البحث عن الشهرة حتى الرمق الاخير !