أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - المجد للّه في الأعالي وعلى الارض الحروب !














المزيد.....

المجد للّه في الأعالي وعلى الارض الحروب !


محمد حمد

الحوار المتمدن-العدد: 7482 - 2023 / 1 / 4 - 21:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يخطر على بال السيد المسيح أن الأرض التي تمنى أن يعمّ فيها السلام والوئام سوف تتحول الى ميدان مترامي الأطراف لحروب وصراعات دامية بين البشر. كما أنه لم يتوقع أن ذرية آدم وحواء الذي تمنى أن تسود بينهم المحبة والالفة، تحولوا إلى ذئاب كاسرة ينهش بعضهم لحم ألبعض. وربما لم يخامره الشك ابدا ان أقرب تلاميذه "يهوذا" سوف يخونه من أجل ثلاثين قطعة من الفضّة. وان المال اصبح، فيما بعد، دينا يزاحم الأديان السماوية. يدخل إليه الناس من كلّ فجٍّ عميق !
فمنذ أن هبط آدم وحواء على الأرض بدأت بذرة الحروب والنزاعات بالنمو تدريجيا سقتها دماء قابيل ثم ترعرعت لتصبح شجرة وارفة تلامس اغصانها السماء. وكانت ثمارها الدامية حياة الملايين من البشر من مختلف الاصقاع والاجناس والاعمار. فلم تخلُ منطقة في هذا الكون الشاسع دون أن تصلها رياح الحروب العاتية. وكأنّ البشرية لم تستطع العيش بضع سنوات دون حرب هنا او هناك، وتحت مختلف الاعذار والحجج. وكأنّ الإنسان "المتحضّر" لم يعد يرى سوى "رؤوسا قد أينعت وحان قطافها". بل تمّ توظيف كل طاقات هذا الإنسان وقدراته العقلية والذهنية في ابتكار ابشع وسائل الدمار والقتل والتخريب. من اجل السيطرة على العالم والاستحواذ على خيراته وموارده الطبيعية. وإشباع الرغبات المغرقة في الأنانية والجشع لدى قلّة من الأشخاص.
لا توجد احصائية معتمدة يمكن الركون إليها لمعرفة عدد الحروب التي خاضها البشر ضد بعضهم البعض منذ بدء الخليقة. وقد تكون قد بدأت بعد مقتل هابيل ببضعة أشهر أو سنوات. وقد يكون ذلك اليوم هو البداية لتشريع القتل لحل الخلافات بين الناس. كما لا توجد احصائية موثّقة بعدد القتلى والضحايا على مر التاريخ: بكل تأكيد ملايين الملايين !
فمن الأزمنة السحيقة والحضارات الموغلة في القدم، وصراعها من اجل البقاء والسيطرة والنهب والسلب وضم اراضي الغير بقوة السلاح، مرورا بحصار طروادة وحروب الرومان والاغريق والبابليين والفراعنة وحرب البسوس والحرب العالمية الأولى والثانية، إلى حصار غزة اللانساني، فالحرب الروسية الاوكرانية الدائرة رحاها على بعد أميال منّا.
لقد أصبحت الحرب تجارة تجلب أرباحا طائلة وباسرع وقت. مع أن غالبية البشر لا ترى في الحروب سوى قتل ودمار وتشرّد ولاجئين وفقدان مقومات الحياة البسيطة. الاّ ان هناك فئة من البشر لا ترى في الحروب الا فرصة ذهبية نادرة لا تعوّض لجني الأرباح الطائلة وتكديس الأموال والاثراء الفاحش على أشلاء آلاف الابرياء.
وبما أننا أشرنا هنا إلى الحرب بين روسيا وأوكرانيا فثمة مصادر متعدّدة تقول ان صناعة السلاح في امريكا، بمختلف فروعها وانواعها، تعيش عصرها الذهبي في هذه الأشهر. وتشير نفس المصادر إلى أن أمريكا باعت أو على وشك أن تبيع أسلحة متطوّرة بمليارات الدولارات: صواريخ ومدافع ومسيرات ومعدات عسكرية مختلفة، إلى أكثر من عشرين دولة، ابتداءا من مملكة آل سعود وانتهاء بدول البلطيق التي كانت في يوم ما تنعم بالسلام على أراضيها قبل أن تشملها "الرعاية المباركة" لحلف الناتو وجعلها تعيش أيامها في خوف وترقّب من وصول صواريخ جيرانها الروس.
ومعلوم أن الأسلحة لا تقدم كهدايا في الأعياد والمناسبات. وقد لا يعرف الكثير من الناس أن خمسين مليون أمريكي، حسب مصادر موثوقة يعملون في صناعة السلاح. من المهندس الالكتروني إلى بوّاب المصنع ومنظف المرافق الصحية. وهؤلاء يتمنّون في دواخلهم حصول حرب او نزاع مسلح في اي بقعة من هذا العالم. لزيادة الإنتاج بوتيرة عالية وبالتالي زيادة الأرباح بوتيرة أعلى. وورد في خبر طازج ان بولندا تعاقدت مع أمريكا "لشراء ٢٥٠ دبابة ابرامز". وسبق لبولندا أيضا أن تعاقدت مع كوريا الجنوبية لشراء ١٠٠٠ دبابة K2". وما زال حبل شراء الأسلحة الأمريكية عالجرار.
أن الحروب لا تنشب بدون سبب. ولاشعالها يكفي خبر كاذب تبثه احدى وسائل الإعلام الأمريكية الواسعة الانتشار. ويتم بعد ذلك تداوله على اكثر من محطة تلفزة أو صحيفة مشهورة بعد ان تُضاف له "المشهيات" الضرورية لكي يتقبّله الناس. وهكذا تصبح الحرب امرا مشروعا وفي متناول يد دعاة الحروب ومصاصي دماء الشعوب !
نعم، سيبقى المجد للّه في الاعالي. أمّا على الارض فلا شيء سوى الحروب والخراب والدمار !



#محمد_حمد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كردستان العراق...الاقليم الاعجوبة !
- الارتماء في احضان موجة عابرة للذكريات
- عودة نتنياهو...اليوم عاد وكانّ شيئاً لم يكنْ !
- البحث عن الشهرة حتى الرمق الاخير !
- ماكرون وفن الضحك على الذقون (العربية)
- مشاعر غامضة في جولة تفقّدية غير معلنة
- بؤسُ الثقافة ام ثقافة البؤس؟
- لا يمكن محاربة الفساد بأسلحة فاسدة
- دولة عميقة ودولة رشيقة واخرى صديقة
- بحثاً عن سين وصاد بين خرائب الأزمنة
- جينين بلاسخارت: لا حِظتْ برجيلها ولا خذتْ سيّد علي (السيستان ...
- رسالة الى السيّد بافل الطلباني مع التحيات
- ديمقراطية حدّث ولا حرج...حتى ياتيك الفرج !
- علامات إستفهام مكتظة بالاسئلة الحرجة
- نبكي على الحسين وهم يبكون على الهريسة !
- كردستان العراق... حديث ذو شجون كثيرة !
- زيلينسكي: انا اطرش بالزفّة...اذن انا موجود !
- مفاجآت مستعارة من إله متقلّب المزاج
- لا عليك يا أردوغان...فنحن في زمن الذلّ والهوان !
- حول -المسائل العالقة- في أوحال الدستور


المزيد.....




- لغز يحيّر المحققين.. رضيعة تنجو من مجزرة عائلية مروعة والقات ...
- حماس ترد على تصريح ويتكوف حول استعدادها لنزع سلاحها
- أكسيوس تجذب الجمهور بأسلوب تحريري فريد
- تقرير بريطاني: إسرائيل تفعل في غزة ما لم تفعله ألمانيا بالحر ...
- بسبب -صوت مصر-.. شيرين عبد الوهاب تلجأ إلى القضاء ردا على تص ...
- إعلام إسرائيلي: العالم يتكتل ضدنا بعد أن اتحد لدعمنا في 7 أك ...
- 4 أسئلة تشرح سبب الأزمة الحدودية بين أوغندا وجنوب السودان
- كاتب أميركي: على ترامب إدراك ألا أحد يفوز في حرب تجارية
- -أحفر قبري بيدي-.. أسير إسرائيلي بغزة يوجه رسالة لنتنياهو
- الإخفاء القسري.. الانتظار القاتل لأسر الضحايا في عدن


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حمد - المجد للّه في الأعالي وعلى الارض الحروب !