أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - متى تحقق الاحتجاجات في ايران اهدافها














المزيد.....

متى تحقق الاحتجاجات في ايران اهدافها


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 7477 - 2022 / 12 / 29 - 09:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مر اكثر من 100يوم على الاحتجاجات الايرانية الفريدة في تاريخ المنطقة و لاتزال في اوج قوتها وغليانها المستمدة من ارادة الشعب المناضل بكافة مكوناته و في مقدمتهم من هم في كوردستان الشرقية من الشعب الكوردي البطل. خلال اليومين الماضيين مّر اربعون يوما على استشهاد11مناضلا كورديا من المحتجين في المدن الهائجة من شرقي كوردستان: مهاباد، بيرانشهر ، سقز، بوكان، سنندج و التي استمرت الاحتجاجات السلمية فيها بشكل استثنائي القوة و الاندفاع و هتف المحتجون باعلى اصواتهم على الرغم من القمع و الاستبداد غير المسبوق الذي تمارسه السلطة الايرانية بشكل وحشي يوميا ضدهم، اضافة الى ان النظام لم يستثني احدا الا انه يطبق بما لديهة من القوة العسكرية على هذه المدن اكثر من غيرها، اضافة الى ما يتعرض له هذا الشعب من القتل و الجرح فيزج من يصادفه في السجون المليئة بالمحتجين و هم يعانون فيها من الظروف اللا انسانية البعيدة عن اي حق من حقوق السجناء السياسيين.
و ما نشاهده من محاولات القوات الامنية من تفرقة المحتجين بالقوة الغاشمة التي لم يستعملها اي نظام اخر في اي بلد الا ان المنتفضين يستمرون و يهتفون باعلى اصواتهم و هم يوقفون بوجه السلطة .
على الرغم من توسع هذه الاحتجاجات و طول مدتها و ما تمارس فيها من القوة ضد المحتجين السلميين الا انه من الغريب في الامر اننا لم نسمع حتى ازيز صوت منخفض من الدول العظمى التي تتشدف بحقوق الانسان، والمكشوف انهم يتعاملون وفق المعادلات السياسية التي تعتبر للمصالح قبل اي شيء اخر، و عليه فان حقوق الشعوب اصبحت مجرد كلام، وما يدعون من من المحافظة على الحقوق الانسانية في بقاع العالم اصبح واضحا انه مجرد كلام.
السؤال الذي لم يجب عنه احد هو: لماذا لم يحاول احد من هؤلاء الذين يذكرون القوى الارهابية في العالم لم يحاولوا وضع قوة البسيج و الباسداران الايرانية في قائمة الارهاب التي اصبحت عاملا في ايديهم للعمل السياسي، وعلى الرغم من ان هناك منظمات سياسية تناضل من اجل ضمان حقوق شعبها بشكل سلمي و مستندة على احقيتها السياسية في الحصول على اقل مستحقاته السياسية و ان نضاله ضمن دائرة حقوق الانسان و كافة الاعراف و القوانين الدولية.
المهم هنا نتيجة ما يحصل عليه هؤلاء المحتجين المضحين في نهاية المطاف، و اننا ما نشاهد على الارض هو التغيير الفعلي رغما عن ادعاءات السلطة التيتقول العكس، و من المؤكد ان يؤثر هذا و يحصل التغيير نسبيا في شكل الحكم اولا و ان كان شكليا و من ثم التغيير الشامل الذي يفرض نفسه على السلطة الاسلامية الايرانية مهما انكروا على انهم لم يخضعوا للضغوطات. المتغير الظاهر الان و الذي يلمسه من يرى الواقع الاني و يقارنه بما كان عليه الشعب قبل الاحتجاجات، هو ان الجراة غير الطبيعية للشعب فسح المجال لمحو الخوف و ازدياد خوف ازلام النظام و تغيير اساليب المنتمين الى مفاصل السلطة بشكل سري و مساعدتهم للمحتجين بعيدا عن عين السلطة، و هذا التغيير المشهود الذي يدع المحتجين يتقدمون الى الامام. اي ان النظام لم يبق على ماكان عليه شكلا و جوهرا و انه في تغيير مستمر على الرغم من عدم اعترافه، الا ان النتيجة يمكن ان لا تفيد المحتجين الا التغيير الجذري. ان كانت حزمة القرارات التي اقرت من قبل السلطة ازاء متطلبات المحتجين دون الاعلان عنها و لم يرضي المحتجون بها، ابدا الا ان بداية التغييرالشامل قد بدات و لا يمكن ان تقف المسيرة في هذا الحد مهما كانت التضحيات و المواقف الخارجية سلبية و ان كان التكتيك الاني احيانا لم يكن في صالح المحتجين.
اي ان المحتجين ضمنوا تغييرا و ان لم يكن بقدر التضحيات التي قدموها، الا انهم ادركوا بانهم ليس امامهم الا ان يصروا على الاستمرارالذي اصبح ديناميكيا واصبح واضحا لديهم بانهم سائرون الى تحقيق الاهداف، اي انهم ادركوا على ان يكونوا او لا يكونوا، و ان كان هناك من يقول بان عدم سقوط النظام يجعل المحتجين يعتقدون بانهم لم يحققوا ما احتجوا و ناضلوا و ضحوا من اجله، الا ان التغيير السائر ولو بشكل بطيء نسبيا الا ان ثقل الاحتجاج اصبح يطبق على انفاس النظام نتيجة ناجحة نسبيا و ستكون نتيجته ايجابية في النهاية حتما.
هذه هي الحركة الاحتجاجية الاولى التي تضع الحكم الاسلامي العقائدي المذهبي امام الخنوع و الخضوع و يضطر على ما يقدم من المبادرات المختلفة دون ان يرضى بها المحتجون. و هذا دليل على ان الحركة الاحتجاجية التي بدات و استمرت على الرغم من التوقعات استمرارها بداية لدى المراقبين، الا ان استمراريتها الديناميكية المندفعة ذاتيا هي التي تدع اي مراقب محايد ان يتفائل لنتائجها الضامنة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن تتمكن مذهبيتكم من تغيير طبائع اهل خانقين
- من هو الكادح في مقياس طبقية المجتمع الليبرالي ؟
- ان لم تستح افعل ما شئت
- من هو الشخص الذي يلعب على تناقضات الدول في المنطقة ؟
- هل هذه اول مرة تبيعنا؟
- رئيس مجلس القضاء الاعلى يؤكد ما قلناه مرارا
- هل التغيير حتمي في ايران ؟
- سيادة عقلية التجنيد الاجباري
- هل ينجح السوداني في مهمته الصعبة ؟
- هذه اخلاق امريكا ازاء الاحتجاجات الايرانية
- هل كان صالحا؟ً
- متى تستجيب ايران لمطالب المحتجين ؟
- كوردستان و التظاهرات الايرانية الى اين ؟
- سياسة اليسار الواقعي في هذه المرحلة
- اصطدم النظام الايراني بالواقع الذي غفله كثيرا
- هل الدستور هو سبب الازمات ؟
- هل رُسخت ثقافة القطيع عند الشعب الكوردي ؟
- برمجة الفكرالعبودي في مخنا الشرقي
- كيف يمكن الخلاص من الدين الوقح اصلاً
- اراقة الدماء في عنق المحكمة الاتحادية


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - متى تحقق الاحتجاجات في ايران اهدافها