أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - متى تستجيب ايران لمطالب المحتجين ؟















المزيد.....

متى تستجيب ايران لمطالب المحتجين ؟


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 7397 - 2022 / 10 / 10 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بداية اتكلم عن استجابة ايران بكل مواصفاتها و ليس السلطات الايرانية التي يمكن ان تستجيب عن المطالب، لانني اعتقد بان المطالب الاساسية يمكن ان تستجيب لها ايران تاريخا و جغرافية و فكرا و فلسفة و يجب ان تكون الاستجابة للجيمع و ليس لفئة معينة، و ان من يجيب عن المطلوب اصلا يمكن ان يكون هو سلطة مغايرة و الا ام يتوقع احد بان تكون السلطة الحالية في موقع ان تجيب دون ان تتعرض لابلاع الذات نتيجة اتخاذ الخطوات المطلوبة للاستجابة، و انها تتعرض تتاكل هي من نفسها سريعا خلال هذه المدة او عند محاولتها ترقيع الموجود.
عند تقييم ما يحصل في ايران من سيطرة المحتجين ليلا على اغلبية مدنها بينما السلطة تسيطر نهارا و بخوف كبير ايضا، فيمكن القول بانها ولد النهار و يجزع من ما يفرضه الليل من الهيبة و الهدوء معا. فلا يمكن ان نصف هذا الولد الا بانه خائف من ظله و لم يتمكن من المواجهة المعتادة التي كان يدعيها و هو الاقوى البطل غير المبالي ما يفرض ان يكون في ثنايا ليل الابطال والمواجهة و كانه في وضح النهار. و يعلم الجميع ان من يخاف من المواجهة الصريحة في الظلام الحالك ستكون نهتايته قريبة مهما ادعت الانتصارات . لقد مرَ الكثير من الدول بما يجري في ايران اليوم و بظروف مختلفة ، و لكن ان كان هناك امر في وجود الاستناد على امر قد قدٌس منذ الف و اربعمائة عام و لم يتجرا احد ان يتنكلم عنه علنا سواء لتقديسه او خوفا ضمنا من الافرازت التي تخرج من مثل هذه المواقف ازاء المقدسات التي فرضت عليه و ان كانت دون ارادة و رضى الذات و ان عرف الجميع بانها اداة السلطة القمعية.
من المعلوم ان ايران اليوم تنكر ما يحدث و لم تتقبل ان شعبه قرف من ما يخصها ومن ما تستخدمه من التوجهات او الافكار التي انتهت مدة صلاحياتها و من دون ان تعترف هذه الدولة التي تعتبر نفسها منافسة لاكبر دولة في العالم بانتهاء صلاحياتها.
انني لا اعلم نتيجة ما يحصل هل سيؤدي الى انهاء صلاحية النظام المستند على الدين نهائيا ام ان هناك ما يدعم بقائها لمدة اخرى نتيجة عدم تهيئة الشعب الى الان لما المطلوب في انهاء دولة و دين و فلسفة و فكر معا و يمكن الاعتراف الى حد يمكن ان لم نكن اكثر تفاؤلا نقول انها حركة شعبية تعتبر طليعة لما تريده شعوب اخرى في المنطقة من اجل انهاء الفلسفة ذاتها التي يفرضها بالشكل المشابه او بمسرى مغاير، حتى يمكن القول بانه التاريح هو ما يفرض الامور الفكرية التي تحتاج الى التغيير بشكل مباشر، او نتيجة المتطلبات السياسية العالمية التي لم تعتبر الوقت ملائم لانهاء صلاحيتات مثل هذه السلطات الان. و ربما لم تترسخ بعد الارضية او لم تحدث شي يمكن ان يقدح و يحرق الموجود دون علم احد مسبقا بها و يكون لصالح الكبار. و المحاولة الشعبية العظيمة التي تعتبر انعطافة من جميع النواحي لما هو الموجود و ربما انقلابها لاستقبال الاتي.
انني متاكد بان الواقع الايران السياسي الفكري الفلسفي الديني لم يبق كما هو عليه الان و كل ما متصل به سيشهد تغيرا جوهريا و ان لم نتاكد بعد من ان يكون افضل مما هو عليه حتة و بشكل نسبي الان، لان المصادر و الدوافع و الفاعلين لم يظهروا بعد لنتمكن من تقييمهم و بيان ما يتجهون اليه فيما بعد الاحتاجات و بيان نتائج الثورة، الا اننا نعلم بان ما يحدث هو عملية نابعة من رحم الفرد بعد المعانات مع المفروضات عليه من قبل نظام وهو ثابت غير قابل للتغيير المطلوب، و غير مستجيب لما تفرضه عليه المعادلات السياسية و مسار الحياة الطبيعي و ليس السياسي ايضا.
الانكار عن وجود الاحتجاجات اولا و من ثم التبجح في التقليل من الامر و اتهماها بمؤامرة و كما يحدث في كل زمان و مكان و بالاخص في الشرق الاوسط، و من ثم التهديد بوأد دابرها، فيعني هذا بداية للتخبط الاجباري الذي يفرض نفسه على كل الانطمة التي تناثر في موقعها نتيجة تعرضها لمثل هذه الهزات من قبل شعوبها و ما تعتبرها مضاد لمصالحها ، اي لا يمكن ان نتوقع استجابة السلطات لما هو مطلوب منهم، نتيجة عدم امكانهم الاستجابة اولا و من ثم شعورهم بان ما يحدث لا يمكن ان ينتهي بحل مقتضب و كلام مبتسر و ووعد شفهي مخادع. و الجميع يعلم بان استجابة جزئية تزيد الشعلة اوارا لاسباب عديدة منها عدم وجود الثقة اصلا بين السلطة و الشعب اولا و اشباع الشعب الايراني بالوعود الكبيرة و عدم لمسهم اية نتيجة من الوعود التي قطعتها مثل هذه السلطة على نفسها من قبل .
الشي السلبي الذي يمكن ان يضر بما يحدث هو لعب السلطة على الوتر الحساس و هو العمل على احداث شرخ في جسد جميع مكونات الشعب الايراني من خلال بيان الفروقات الثانوية و اهمال ما هو المفروض عليها من الاستجابة عن المتطلبات العلنية العامة منها اصلا قبل الكلام عن التغيير المنشود الذي يتكلمة عنه خداعا، والاستمرار دون توقف لصالح الجميع و ليس لمكون او فئة او مجموعة فقط.
اما عدم وجود قيادة مركزية او مجموعة معينة او جهة معلومة لادارة ما يحدث، يعتبر امر مفيد و لصالج العملية باكملها و داعم لمسيرتها معنويا، لانه يمنع التدخلات المباشرة من قبل السلطة او التابعين لها، هذا الفراغ الطبيعي لوجود السلطة الذاتية للاحتجاجات يسد باب التاثير على القيادات المسيطرة عليها ان كانت موجودة كما حصل من قبل لدة الفعاليات في ايران كانت ام في المنطقة برمتها . فان مسيرة ما يحدث لحد الان تبشر بالخير لان الافرازات السلبية التي كانت منتظرة من احتمال انبثاق مجموعة تقود ما يحدث ربما كانت تضر العملية اكثر من سلبيات عدم وجود قبادة محددة و معلومة بتوجهاته و افكارها و منهاجها و فلسفتها , فعليه اننا ننتظر التغيير الاني للايام المقبلة و كيف سيكون التوجه النباع فطريا من قبل المحتجين و ما يحدث مركزيا. لنا ايضا الكلمة عن المشاركة المتواضعة للمدن الكبرى الاخرى خارج كوردستان ايران نتيجة تخوفهم من ان يكون ما يحدث لصالح الشعب الكرودي فقط و من اجل تحقيق اهدافه، و لكن المشاركات الاخيرة قد ابعدت عنا هذه الشكوك و لم يبق الا التواصل و متابعة التغييرات و التقييم اليومي من قبل المشاركين فقط و عدم السماح لطرف واحد الركوب على الموجة .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوردستان و التظاهرات الايرانية الى اين ؟
- سياسة اليسار الواقعي في هذه المرحلة
- اصطدم النظام الايراني بالواقع الذي غفله كثيرا
- هل الدستور هو سبب الازمات ؟
- هل رُسخت ثقافة القطيع عند الشعب الكوردي ؟
- برمجة الفكرالعبودي في مخنا الشرقي
- كيف يمكن الخلاص من الدين الوقح اصلاً
- اراقة الدماء في عنق المحكمة الاتحادية
- نجاة الكادحين في بقعة ما تشجع في اخرى على التحرك؟
- تقصٌد الاحزاب في خلق الازمات المستفحلة
- انتقائية عمل المحكمة الاتحادية
- قرارات مجلس القضاء الاعلى مشكوك في امرها
- كوردستان في مفترق الطرق
- عملية خرق سيادة ام جنون قائد
- قصف اربيل حمالة الاوجه
- اعادة الخارطة السياسية الاقتصادية بعد هذه الحرب الملتهبة
- الغول في عمق الحضارة و التاريخ بتعصب ايديولوجي
- من يدير شؤون الوزارات في كوردستان ؟
- النقد الفكري بخلفية ايديولوجية في كوردستان
- هذه هي حقيقة امريكا


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - متى تستجيب ايران لمطالب المحتجين ؟