أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هذه اخلاق امريكا ازاء الاحتجاجات الايرانية














المزيد.....

هذه اخلاق امريكا ازاء الاحتجاجات الايرانية


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 7408 - 2022 / 10 / 21 - 14:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يمكن ان نعرٌف الاخلاق الاجتماعي بانها منظومة قيم يمكن ان نعتبرها بانها اطار عام لتحديد السلوك و النظرة النابعة من ايمان الناظر بمجموعة مباديء اساسية للحياة و هي تدور في مسار خاص لجلب الخير للجميع مصاحبة معها ما يعمل على تنظيم الحياة العامة، و لا يمكن ربطها باي دين او فلسفة معينة، الا انها تحوي في ذاتها على فلسفة اخلاقية. فمن هذا المنظور يمكننا ان نقيٌم نظرة و سياسة و افعال و توجهات امريكا ازاء قضايا العالم و مشاكلهم باعتبارها دولة كبيرة و قوية و لها العلاقة المياشرة بكل ما يحدث في اية بقعة من العالم، و ما هي نظرتهم و تعاملهم الان مع احتجاجات ايران و تعامل ملالي ايران الوحشي مع الشباب المنتفضين.
ما يحدث في ايران من احتجاجات منذ اكثر من شهر تعتبر ثورة غضب دامت اسبابها الحقيقية التي دفعت اليها منذ مدة طويلة دون ان تبدي اية جهة موقفها مما كان يحصل باستمرار في هذه الدولة و ما يحدث من اسباب فرض الكبت و القهر و المرارة التي تعيشها هذه الدولة بكل ما تحويها من الشعوب و المكطونات المختلفة عن بعضها تركيبا و تكوينا و سماتا و ما تكن كل منها من المميزات، و التاريخ الغني لكل منهم و الذي اضفى ماهو المميز لمكونات هذا الشعب عن الاخر.
اما ما تعلنه و تبرزه لنا امريكا من التحركات السياسية المخادعة و المخجلة من التعامل مع ما يحدث في ايران يبين مدى نفاق هذه الدولة في سياستها و اخلاقها و غكرها و تركيبتها السياسية الراسمالية التي لا يمكنها ان تفعل ما يمكن انة نعتبره خيرا من هذه القضية. فانها لازالت تنتظر حتى يُباد هذا الشعب الى ان تجبر في موقف و هذا ايضا يكون من زاوية مصالحها الخاصة فقط، هذه هي الاخلاق الخاصة النابعة من النظام الراسمالي التي تتمتع بها امريكا دولة و نظاما، و هي تعودت على المصلحة المادية نظاما و شعبا ،نتيجة ما تتبع من الفلسفة الخاصة بالمادية البعيدة عن السمات الجميلة التي يمكن ان تحتويها الاخلاق التي ينظر اليها الجميع كمنظومة اعتبارات و قيم جميلة بعيدة عن كل ما يمت بمصلحة خاصة تنتج منها الاضرار للاخر، كما نعلمه نحن .
لازالت امريكا كما كانت و ان تغيرت نسبيا نتيجة ضعف موقفها دوليا و لم تعد الدولة الاولى في كل شيء كما عرفناها بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، هذا ايضا نتيجة اخطاءها هي او تاكل الاعمدة التي اعتمد عليها نظامها من الجوهر، لعدم تناسبها مع متطلبات حياة الانسان التي تعتبر الاخلاق عندها كاهم مفهوم لتحتضن الصفات الخيرة فيها . لا يمر يوم و الا نسمع عن قتل و سجن و تعذيب شاب و شابة اجبرت ذاتيا ان تجعل الشارع رفيقها ليلا و هي تقص شعرها فقط لانه اصبحت تغطيتها بوصلة قماش مجبرة رمزا لهذا النظام الذي يعتمد على هذه فلسفة السياسية المستمرة و كانه استمدها منذ الف و اربعمئة عام . اما امريكا باعتبارها صاحبة ما تتشدق بها من انها عامل لضمان حقوق الانسان كاهم سمة يمكن ان تفتخر بها خلال محاولاتها لانتشار سياساتها و مناهجها و فكرها و فلسفتها التي تعتبرها البارزة في كل انحاء العالم. من خلال تقييم تعامل امريكا مع ما يحصل في ايران يتوضح يوما بعد اخر مدى كذب هذه الدولة مع شعاراتها و اهدافها قبل اي شيء اخر، فانها اثبتت عدم اعتبارها لاي حق او قيمة تقول هي بنفسها بانها تهتم بها و مهما كانت معتبرة او محترمة لدى الاخرين بمجرد انها تحس بان هذه القيم المزيفة التي تتدق بها ليست في صف المعادلات السياسية الخاصة يها و مصلحتها قبل اي شيء. و عليه فانها تتكور و تتقنذ مع ذاتها بمجرد ان تذكرها بما هي تتشدق او تفتحر بها علنا.
مع استمرار الحركة السياسية الاجتماعية الفريدة في ايران، ستبرز الصفات القيمة التي يعتبر منها الشعب الايراني و ليس في حسابات امريكا لجميع الدول التي يمكن ان يفعلوا شيئا لما يحدث و لم يفعلوا لحد الان. لا يمكن لاي كان ان يتكلم عن الاخلاق و ما تكتنفها هذا المفهو او القيمة الا اذا استوضحت لنا ماهو تعامله و نظرته لما يحدث في ايران اليوم .
التغيير قادم كليا لا محال و لا يمكن ان ينسى الشعب الايراني هذا الصمت المطبق للدول البراغماتية الليبرالية الكاذبة و سيخرج هذا الشعب من محنتها قويا بارزا ضامنا لاخلاقه الجميلة التي اثبت تلائمها و صحتها التاريخ من خلال تلابيب الحوادث التي برزت فيه . و التاريخ الحديث لايران سنتكلم بصوت عالي قريبا و ستخجل الاقزام من الكلام امام الحق الذي يبرز و التاريخ يسجل ما يحدث بكل ما فيه.



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل كان صالحا؟ً
- متى تستجيب ايران لمطالب المحتجين ؟
- كوردستان و التظاهرات الايرانية الى اين ؟
- سياسة اليسار الواقعي في هذه المرحلة
- اصطدم النظام الايراني بالواقع الذي غفله كثيرا
- هل الدستور هو سبب الازمات ؟
- هل رُسخت ثقافة القطيع عند الشعب الكوردي ؟
- برمجة الفكرالعبودي في مخنا الشرقي
- كيف يمكن الخلاص من الدين الوقح اصلاً
- اراقة الدماء في عنق المحكمة الاتحادية
- نجاة الكادحين في بقعة ما تشجع في اخرى على التحرك؟
- تقصٌد الاحزاب في خلق الازمات المستفحلة
- انتقائية عمل المحكمة الاتحادية
- قرارات مجلس القضاء الاعلى مشكوك في امرها
- كوردستان في مفترق الطرق
- عملية خرق سيادة ام جنون قائد
- قصف اربيل حمالة الاوجه
- اعادة الخارطة السياسية الاقتصادية بعد هذه الحرب الملتهبة
- الغول في عمق الحضارة و التاريخ بتعصب ايديولوجي
- من يدير شؤون الوزارات في كوردستان ؟


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - هذه اخلاق امريكا ازاء الاحتجاجات الايرانية