أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - شئ عن الصحافة في العراق














المزيد.....

شئ عن الصحافة في العراق


رياض قاسم حسن العلي

الحوار المتمدن-العدد: 7459 - 2022 / 12 / 11 - 20:32
المحور: الادب والفن
    


لم يشهد العراق في تاريخه الصحفي صدور صحف مهمة وبقيت الصحافة فيه متخلفة وبدائية نوعاً ما والى الان ،فالتقاليد الصحفية في العراق بدأت بداية جيدة لكنها تأثرت بالاوضاع السياسية التي عصفت بالبلد منذ منتصف الخمسينات وكان اتجاه الصحافة بشكل عام سياسي وحزبي الا ماندر،ولم يتغير الامر بعد سنة 1968 لكن منذ سنة 1979 صارت كل الصحف في العراق تتبع السلطة الحاكمة بدون استثناء وفيما يتعلق بالشكل فأن الصحافة العراقية لم تشهد أي تطور في الشكل الا بعد سنة 2003 نسبياً ، ويمكن القول ان الفترة الممتدة من تسلط البعثيين على الحكم لغاية سقوطهم تمثل فترة سوداء للصحافة العراقية وهذا شئ طبيعي فهي سوداء في كل شئ.
ولكون كل الصحف العراقية تتبع السلطة لذا فأنه حالما تسقط تلك السلطة تختفي تلك الصحف وتؤسس صحفاً اخرى تتبع السلطة الجديدة، بينما في مصر نجد ان كل الصحف باقية حتى لو تغير النظام .
والصحف العراقية لم تكن تُقرء خارج العراق لعدة أسباب منها ان كل الجرائد العراقية هي لسان حال الحكومة حالها حال اي صحف عربية اخرى وثانياً ان الصحافة في دول الجوار الخليجي كانت متطورة جدا والصحف العراقية لن تضيف للقارئ العربي والخليجي بالتحديد أي شئ ذو فائدة تذكر.
مع بداية التسعينات فوجئ أهل البصرة بوجود صحيفة القبس الكويتية في المكتبات في الصباح الباكر واتذكر جيداً أني كنت اشتري هذه الصحيفة كل يوم من مكتبة الجمهورية صباحاً في حين أن صحف بغداد كانت تصل عصراً والمفاجأة ليست بوصول القبس في الصباح فقط بل لأن جودة الشكل والمضمون في القبس جعلت الكثير من قراء الصحف يقارنون بينها وبين الصحف البغدادية البائسة والموحدة في الشكل والمضمون.
وفي النصف الثاني من التسعينات وصلت الى البصرة صحيفة الاتحاد الاماراتية وكانت مذهلة بطباعتها وعدد صفحاتها الكثير وملاحقها الرائعة وكذلك كانت الاهرام المصرية قد وصلت باعداد قليلة لكنها لم تكن بمستوى الصحف الاماراتية والكويتية على الرغم من تاريخها العريق ويبدو انها لم تلاحق التطورات في عالم الصحافة وهذه المشكلة تعاني منها الصحافة المصرية بشكل عام.
بؤس الصحافة في العراق لا يتعلق بضعف الشكل وجودة الطباعة فقط بل يتعدى ذلك الى المضمون نفسه فلم تكن الصحف الرئيسية الاربعة ( الثورة- الجمهورية - العراق - القادسية) تختلف عن بعض فكلها كانت تصدر ب 12 صفحة وبدون الوان وبنفس الاخبار والمقالات والمواضيع الثقافية والرياضية وغيرها وهذا شئ يمكن فهمه لطبيعة السلطة الحاكمة وحتى مبادرة عدي باصدار صحف تابعة له لم تؤتى ثمارها لأنها كانت تنطق باسمه حتى صحيفة بابل التي كانت تخالف النهج الصحافي الرسمي سواء من حيث الشكل والمضمون تبقى في النهاية صحيفة ناطقة بأسم شخص أقل ما يقال عنه بأنه مخبول لأنه استخدم تلك الجريدة لتمرير بعض الاشارات ومواقفه وصراعاته مع اركان عائلة السلطة .
لكن الكثير يتذكر جريدة ( الاتحاد) التي كانت تصدر عن اتحاد الصناعات العراقي وعلى الرغم من أن اغلب صفحاتها كانت مليئة بالاعلانات الا انها كانت تحتوي على صفحات مهمة وخاصة تلك الصفحتين في المنتصف والتي كانت مهتمة بتاريخ العراق وبشكل جذاب جدا، واتذكر ان هذه الجريدة كانت تصدر في بعض الاعداد برائحة عطرة .
اما الاستثناء من كل ذلك فكانت جريدة الراصد وهي جريدة اهلية بقيت تصدر حتى بعد صدور قانون المطبوعات في بداية السبعينات واستمرت الى الثمانينات ولا اعرف السبب الذي سمحت السلطة لهذه الجريدة بالصدور لكن اعتقد ان السبب انها كانت صحيفة لا تعتمد على السياسة بل على الترفيهء وكان صاحبها مصطفى عبد اللطيف علي الفكيكي ورأست تحريرها زوجته الروائية عالية ممدوح وتميزت تلك الجريدة باهتماماتها الشبابية مثل الشعر الشعبي الذي لم يكن موجوداً في اية صحيفة رسمية اخرى ويقال ان جاسم المطير هو الذي اقنع عالية ممدوح بتخصيص صفحة للأدب الشعبي في الجريدة لكن تلك الصفحة لم تستمر طويلاً بسبب أتجاهات السلطة القومية ولكون اغلب الشعراء الشعبيين هم من اليسار ،ويمكن القول ان جريدة الراصد هي استمرار لتقاليد الصحافة البغدادية الهزلية ذات الطابع الترفيهي .
في مرحلة مابعد التغيير صدرت العديد من الصحف اغلبها توقف بعد اعداد قليلة نتيجة ضعف التمويل ولم تبق الا الصحف التي تتبع جهات حزبية او متنفذة او حكومية مثل الصباح والمدى والزمان وهذه الاخيرة كانت اول صحيفة تصل الى العراق واتذكر ان اول عدد قرأته منها كانت الصفحة الاوبة منه تحمل صورة كبيرة لسقوط صنم الطاغية وكان شئ مثير حقاً، وفيما يتعلق بالصباح الحكومية فأنها تعاني من مشكلة في الطباعة تتمثل في أن مطبعتها غير قادرة على طباعة الجريدة بشكل كامل بل على شكل اجزاء وهو ما يمثل ازعاج للقارئ وكذلك فأن التصميم يعاني من خلل وهو كثرة الفراغات في الصفحات بالاضافة الى كثرة الاعلانات الحكومية التي لا تهم القارئ وغياب الاعلانات ذات الطابع الفني كما هو معمول في فن الصحافة ومما يلاحظ على جريدة الصباح أنها تمثل وجهة نظر رئيس الوزراء الذي يحكم لذا فأنها ليست صحيفة شبه حكومية كما يروج لها بل هي حكومية بأمتياز ، والمدى جذبت الانتباه اليها بعد نشر فضيحة كوبونات النفط المعروفة وقد تطورت وتميزت بأصدار الملاحق اليومية ذات الطابع التخصصي مما اثرى المشهد الصحفي العراقي والصحيفة التي بقيت على نفس الخط ولم تتغير هي صحيفة الزمان التي كانت تحاول تقليد الصحافة البريطانية لكن حروفها الصغيرة جدا ترهق القارئ واجمل مافيها هو ملحق الف ياء.
وباقي الصحف بلا تأثير بسبب عزوف القارئ عن قراءة الصحف بشكل عام وكذلك ان هذه الصحف لم تحاول ان تطور الشكل والمضمون وبقيت مبيعاتها تعاني من مشاكل عديدة وتمويلها الوحيد هو من الاعلانات فقط وهذا شئ صحي لأن الصحافة الحقيقية والمستقلة لا تعتمد في تمويلها الا عن طريقين الاول هو المبيعات سواء عن طريق الاشتراك او البيع المباشر او عن طريق الاعلانات.



#رياض_قاسم_حسن_العلي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سيرة الجوع والوجع إلى فرج الزعلان..
- همسة في سردية الشعر/ نماذج
- تناصات في وحشة الهور
- نحن والتلفزيون
- البحث عن الذات قراءة في رواية ( دفوف رابعة العدوية ) لعبد ال ...
- من يوميات الجوع
- خلدون السراي والرأس الذي تحول الى عش للعصافير
- مسودات الالم لياسين شامل رواية ليست فيها رواية
- رهان عبد الكريم كاصد الستيني
- عن جوع التسعينات اتحدث
- ضياء خضير يعانق جان جاك روسو
- تناصات في وحشة الروح
- الهلوسة الاخيرة / نهاية المطاف
- بين جرفين العيون ( ليس شعر بل بوح)
- هلوسات 19
- هلوسات 18
- هلوسات 17
- هلوسات 16
- هلوسات 15
- هلوسات 14


المزيد.....




- العربية في اختبار الذكاء الاصطناعي.. من الترجمة العلمية إلى ...
- هل أصبح كريستيانو رونالدو نجم أفلام Fast & Furious؟
- سينتيا صاموئيل.. فنانة لبنانية تعلن خسارتها لدورتها الشهرية ...
- لماذا أثار فيلم -الست- عن حياة أم كلثوم كل هذا الجدل؟
- ما وراء الغلاف.. كيف تصنع دور النشر الغربية نجوم الكتابة؟
- مصر تعيد بث مسلسل -أم كلثوم- وسط عاصفة جدل حول فيلم -الست-
- ترحيل الأفغان من إيران.. ماذا تقول الأرقام والرواية الرسمية؟ ...
- الإعلام الغربي وحرب الرواية بغزة: كيف كسرت مشاهد الإبادة الس ...
- أطروحة دكتوراة عن أدب سناء الشعلان في جامعة الأزهر المصريّة
- يوروفيجن تحت الحصار.. حين تسهم الموسيقى في عزلة إسرائيل


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض قاسم حسن العلي - شئ عن الصحافة في العراق